قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خبر وإعلان اثبتا "هشاشة" منظومة الإعلام الأردني في مطلع الأسبوع الحالي، وأكدا فشله في التعاطي مع حساسية الأمن القومي للمملكة الهاشمية، وهي الحريصة عليه في مثل ظروف الإقليم العاصفة. ارتبك الشارع الأردني في الأيام القليلة الماضية في تفسير تعاطي الإعلام مع خبر الهبوط الاضطراري للمروحية التي كانت تقل العاهل الهاشمي الملك عبدالله الثاني في رحلة داخلية على هامش زيارته التي اختتمها الأحد للمكسيك وطار بعدها إلى واشنطن.فبينما نفى إعلام الديوان الملكي أن يكون الهبوط اضطرارياً ونشر النفي بشكل بارز وبالخط العريض على صفحات الصحف وأذيع في مقدمة نشرات الأخبار المسموعة والمرئية المحلية، كان للصحف المكسيكية موقف آخر وتعاطٍ مختلف، حين نشرت بالصور "الهبوط الاضطراري، وقيام عمّال بتزويد المروحية الملكية بالوقود" في ملعب البيسبول الذي حطت على أرضه المروحية والمروحية الأخرى المرافقة. وحيث أقفل بيان نفي الديوان الملكي الحديث عن (الحادثة) واستمرت رحلة الملك كما المعتاد الى الولايات المتحدة، فإن خبراً آخر على وقع ما جرى قفز إلى الواجهة،تمثّل في دعوة تجمع "شباب الولاء للوطن وقائد الوطن" لاستقبال شعبي للملك عبدالله في مطار الملكة علياء الدولي الاسبوع القادم مع الفعاليات الشعبية والشبابية لعودته سالماً.ولم تبادر أية جهة رسمية ولا حتى تجمع الشباب المذكور لتبرير مثل هذا الاستقبال الشعبي للملك في زيارة خارجية ليست هي الأولى فهو تعوّد القيام بعشرات الزيارات للخارج حاملاً قضايا وطنه والإقليم إلى الساحات الدولية منذ اعتلائه العرش العام 1999 .
الاعلانان في الرأيالأمر الآخر الذي كانت له أصداء شعبية واسعة على الساحة الأردنية تزامناً مع خبر الهبوط الاضطراري للطائرة الملكية، هو نشر اعلانين لقاعدة جوية أميركية في الزرقاء لطلب موظفين على صفحات الصحيفة الأكبر (الرأي) شبه الحكومية. وأثار الإعلان التجاري في الصحيفة الأردنية واسعة الانتشار، عاصفة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، بسبب تحديد مكان العمل بأنه "قاعدة جوية أميركية" في كل من منطقة الأزرق ومحافظة الزرقاء.فالأمر ليس متعلقًا هنا بإعلان تجاري ويحتمل المرور عليه مرور الكرام ويتم طيّه ونسيانه بسهولة، فهو يتعدى ذلك الى صميم الأمن القومي، مع الأخذفي الاعتبار وجود قواعد عسكرية أميركية على الأراضي الأردنية مع تكرار النفي الحكومي في الأشهر الماضية لوجود مثل هذه القواعد.
شكوك تتصاعدومع تكرار نفي الحكومة والقوات المسلحة الأردنية وحتى السفارة الأميركية في عمّان لوجود مثل هذه القواعد، فإن شكوك الشارع الأردن لم تتبدد بل انها زادت خشية على الأمن القومي أكثر، بعد التبرير "غير المقنع مهنياً وأمنياً وسياسياً" الذي قدمه رئيس تحرير صحيفة (الرأي) سمير الحياري، حين قال إن "الإعلان ورد من أحد وكلاء الدعاية والإعلان في البلاد، قادماً من الدوحة ، بشكل رسمي من القاعدة الجوية الأميركية المركزية في قطر". وأضاف الحياري: "الإعلان وصل إلى الرأي عن طريق طلب رسمي من القاعدة العسكرية المركزية الأميركية في قطر، إلى أحد مكاتب الإعلان المعتمدة لديهم، وما ورد في النص هو خطأ فني، اعتذر عنه وكيل الإعلان".وفي تبرير"غير مقنع من وجهة نظر محض إعلامية وسياسية"، قال الحياري: "إن يوم نشر الإعلان الأحد، ترافق معه نشر 800 إعلان آخر، في إشارة منه إلى أن الإعلان (مُرِّرَ" وسط ضغط حجم الإعلان في ذلك اليوم".. !. ومقابل ذلك، فإن الصمت الرسمي الحكومي ظل سيّد الموقف حول واقعة نشر الاعلانين في أكبر صحف المملكة، وتُرك الحبل على الغارب للمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لتواصل تغريداتها على هواها تناغماً مع بيانات نشرت لمن يسمون أنفسهم معارضين حول غموض واقعة "الهبوط الاضطراري لمروحية الملك في المكسيك" فصار كل واحد من هؤلاء "يضرب أخماساً بأسداس" ويكتب تحليلات وتوقعات على هواه في شأن "نظام الحكم في الأردن" !.
اعتذار عن النصوإلى ذلك، فإنه مع غياب أي اعتذار أو تفسير للرأي العام من جانب صحيفة (الرأي) على صفحاتها سوى اكتفائها بتبرير رئيس تحريرها للواقعة الخطأ في تصريح لشبكة (سي إن إن)، فإن شركة خدمات لوجستية أميركية اعتذرت عن نص الإعلان التجاري الذي تضمن الحديث عن وجود قاعدتين أميركيتين جويتين في مدينتي الزرقاء والأزرق في الاردن. وفي رسالة خاصة بعث بها جي غانيش، مدير العمليات لمنطقة الشرق الأوسط في شركة SOLUTION MANAGERS INTERNATIONAL لموقع (سي إن إن) ولم تنشر رسمياً في أية صحيفة أردنية، قال: "نعرب بصدق عن أسفنا واعتذارنا عن الخطأ، وأي إزعاج قد يكون قد تسبب به لأي أحد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".وتضمنت الرسالة التي أرسلت للموقع من مقر الشركة الإقليمي في الكويت، أنه بالعودة إلى الإعلان المنشور يوم التاسع من فبراير (شباط) في جريدة الرأي، حول فرص عمل لحلاقين واختصاصيي تجميل، "فإننا نحيطكم علماً بأن هناك خطأ ورد منّا في نهاية الإعلان ، حول ذكر مكان العمل بأنه قاعدة جوية أميركية في كل من الأزرق والزرقاء".
مقرات عديدةوتمتلك الشركة صاحبة الإعلان، حسب المعلومات المنشورة عنها على شبكة الإنترنت ومقرها مدينة تامبا في ولاية فلوريدا، فروعاً إقليمية في كل من الدوحة وبغداد والإسكندرية والكويت وكابول في أفغانستان، وهي مدن تتواجد في غالبيتها قواعد عسكرية أميركية. ويشار إلى أن الإعلان الذي كانت نشرته صحيفة (الرأي) في احدى صفحاتها الداخلية، نص في أحد أجزائه، على طلب "سيدات للعمل في صالون لعمل بدكير ومنكير وقص شعر وعمل مساج"، وأن مكان العمل "القاعدة الجوية الأميركية في الزرقاء"، فيما نص الجزء الثاني من الإعلان على طلب رجال للعمل في صالون حلاقة، وأن مكان العمل "القاعدة الجوية الأميركية في الأزرق"، مع إرسال السيرة الذاتية على عنوان INFO@SMI-ME.COM.
مطالب بالتفسيرومع الإثارة التي فجرها نشر الإعلانين في أكبر صحيفة، تصاعدت المطالب للحكومة بتقديم ايضاحات وتفسيرات لما حدث لوقف المزيد من (البلبلة) في الساحة الشعبية حول وجود أو عدم وجود قواعد عسكرية أميركية في الأردن.ويشار إلى أن المصادر الأردنية، عسكرية كانت أو سياسية نفت لمرات عديدة وجود قواعد عسكرية، وكانت صحيفتا (واشنطن بوست) و(لوس أنجليس تايمز) تحدثتا في وقت سابق من خلال تقريرين لافتين للانتباه عن وجود قواعد استخباراتية اميركية في الاردن. وكان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور نفى الأسبوع الماضي أمام أعضاء البرلمان وجود قواعد أميركية وغربية على الأرض الأردنية، لكنه أكد في وقت سابق بقاء صواريخ "باتريوت" أميركية ومقاتلات "إف 16" مع طواقمها في مناطق عسكرية أردنية لم يسمِها.وكانت التقارير الصحفية الأميركية تحدثت أيضاً عن مفاوضات أميركية مع الأردن لنشر قوات عسكرية اميركية في الاردن، وكذلك عن استقدام خبراء أميركيين لإقامة معسكرات تدريب سرية لمقاتلي المعارضة السورية، وأخرى لتواجد الاستخبارات الاميركية للتعاون مع الجانب الأردني لمواجهة الارهاب، خاصة مع تنامي وجود الجماعات المتشددة التي تقاتل نظام بشار الأسد على مقربة من الحدود الأردنية الشمالية.