أخبار

يحتاج للتمويل ولا يعرف اليأس

سوري يصمّم الروبوت "تينا" لإنقاذ المدنيين من نيران القناصة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الشعور بالعجز لدى مشاهدة شاب يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد إصابته برصاص القناصة دفع بمهندس كمبيوتر إلى صنع رجل آلي لإنقاذ الجرحى من ساحات الموت في سوريا. عادة ما يكون الوحي وراء الاختراعات التكنولوجية هو الرغبة في التطور وتسهيل الحياة اليومية، لكن بالنسبة للناس في سوريا، تحوّل الخوف من الموت إلى دافع لاختراع آلة تنقذهم من غدر القناصة، بعد أن عجزت أيادي البشر عن تقديم المساعدة. فقد قرّر مهندس الكمبيوتر أحمد حيدر صناعة روبوت يساعد على انتشال المصابين من أرض المعركة، بعد أن رأى شابًا يموت على يد قناصة جيش النظام السوري في أحد أحياء مدينة حلب. فكرة "تينا"هذه الفكرة تهدف للتحايل على آخر تكتيكات القناصة التي تعتمد على إطلاق النار على أحد المدنيين في الساق لشل حركته، وبالتالي تحويله إلى هدف لإغراء الآخرين لإنقاذه ثم استهدافهم. هذا العجز حول الناس إلى متفرجين على موتاهم، لأنهم يخافون من الاقتراب حتى لا تصطادهم رصاصات القناصة.ومن خلال خبرته في مجال الإلكترونيات والكمبيوتر والبرمجة التي كان يدرسها قبل الحرب، توصل حيدر إلى فكرة لصناعة روبوت مجهّز بأذرع ميكانيكية كبيرة، يمكنها سحب الناس من تحت نيران القناصة. وفي حديث لصحيفة غارديان البريطانية، يقول حيدر إن الروبوت يحمل إسم "تينا"، تيمنًا بامرأة فنلندية جلست بقربه على متن طائرة ووقع في حبها "لمدة ساعة" كما يقول. والروبوت مصمم لالتقاط الجرحى ووضعهم على نقالة داخل مقصورة مدرعة ونقلهم إلى مكان آمن.
يريد تمويلًاأمضى حيدر وصديق طفولته بلال سبعة أشهر لتجميع "تينا" في ورشة ميكانيك على مشارف بلدة حدودية تركية. واليوم، اكتمل الروبوت بالكامل - على الرغم من أنه يحتاج بعد إلى أداة تشبه الجرافة - وينتظر حيدر من أحدهم تقديم المساعدة المالية له لتأمينها، لأنه وزوجته إيزابيلا استنفدا مدخراتهما الشخصية لتغطية تكاليف بناء الروبوت.يقول حيدر إنه يحاول الحصول على دعم مالي، لكنه رفض عرضًا من جماعة متمردة معينة عرضت عليه توفير المال ولكنها اشترطت أن يصنع لهم الأسلحة لاستخدامها في المعارك.واتجه حيدر إلى وكالات المساعدة، لكنه لم يحصل على شيء حتى الآن، لذلك يمضي وقته في العمل على سبيكة معدنية مصفحة توفر الحماية من القذائف والأسلحة الصغيرة.وعلى الرغم من أن حيدر يعلم أن هذه الصفيحة لن تكون كافية لتشغيل "تينا" لفترة طويلة في ساحات القتال في المناطق الريفية في سوريا، إلا أنه مصر على الاستمرار بالمحاولة مشيرًا إلى أنه سيكون سعيدًا لو تمكن من إنقاذ شخص واحد فقط، لأن ذلك يستحق كل الجهد. ثلاثة كلابيشار إلى أن لحيدر مهارات قيمة في مجال الالكترونيات، إذ شارك في الحرب الإلكترونية ضد ما يعرف بـ "الجيش السوري الإلكتروني"، وصمم فيروسات أطلق عليها اسماء صديقاته السابقات، كما كان مسؤولًا عن وضع خبر عاجل بعد أن اخترق نظام قناة "الدنيا" السورية حيث كتب أن بشار الأسد قرر التنحي لما فيه مصلحة ورغبة الشعب السوري. وهرب حيدر إلى تركيا عندما اشتدت المعركة على حلب في أيلول (سبتمبر) 2012، وعمل لفترة في ترتيب زيارات للصحافيين إلى داخل سوريا.أما الآن، فينصبّ جهد حيدر كله على الروبوت ونظام التشغيل الذي يقول انه سيتيح له التحكم بـ "تينا" عن بعد نحو كيلومتر. وعند الانتهاء من هذا المشروع، يخطط حيدر للانتقال إلى فرنسا مع زوجته إيزابيل، فيقول: "سأكون في مزرعة مع ثلاثة كلاب والمرأة التي أحب. لكن حتى ذلك الحين، لدي الكثير من العمل لأقوم به".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف