أصداء

خارج/ داخل ذواتنا وليس بلدنا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رأي " ويتهمون- تقصد النظام وأجهزته- المعارضة السورية بالاستقواء بالخارج.. في الوقت الذي لا يبحثون فيه هم إلا عن انفتاح الغرب عليهم ويتغنّون ويتفاخرون به ويعملون لأجله ضمن سياسة الرقص على الحبال... أما احتمال انفتاحهم على مجتمعهم فهو خارج أي معادلة قد يفكرون بها... من الذي يستقوي بالخارج إذاً؟؟ وعلى من؟"
والرد:
"أولا يجب التفريق بين هذا الخارج: فهناك خارج صهيوني ومصالحه ضد مصالح المنطقة، وهناك خارج معتدل ومصالحه تتلاقى مع مصالحنا كسوريين، انفتاح السياسة الخارجية ضمن شروط وطنية على الخارج شيء والانكفاء تحت إبط هذا الخارج ضد مصالحنا الوطنية شيء آخر، وهو المرفوض تحديداً، إن ما أراه هو انفتاح هذا الخارج على سوريا بعد أن فشل في عزلها وليس انفتاح سوريا على الخارج على حساب مصلحتها.....أما مسألة الاستقواء بالخارج فعنا نكبة قريبة اسمها العراق هي أكبر نموذج قدامنا كسوريين شو صار لما إجا التحرر من ظلم صدام حسين بمعونة هذا الخارج، صار العراق أشبه بمزرعة سايبة وسفك الدم والفوضى والفتنة بكل مطرح وهذا الخارج يأخذ النفط ويبصق على شعب العراق دم وألم وسرطان، أنا برأيي تنفتحو أنتو على الداخل- تقصد المعارضة السورية- بدلاً من هذا الخارج لأن الخارج يستخدمكم لمصالحه وليس كرمى لعيون الشعب السوري".


هذا تكثيف لنقاش تابعته بين نشطاء سوريين، حول الداخل والخارج...
منذ انهيار السوفييت، وتقدم مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، برزت إلى السطح معادلة الخارج والاستقواء بهذا الخارج، على الداخل. كان ملاحظا خلال عقدين من الزمن أنه كلما ارتفعت حدة المطالبة بالديمقراطية كلما ارتفعت بالمقابل وتيرة، وسم المعارضة بأنها تستقوي بالخارج. هذا أمر لم يقتصر على سورية فقط بل طال كل النظم الديكتاتورية وبلدانها.هذه النظم الديكتاتورية التي تستولي على بلدانها بدون أي وجه قانوني أو دستوري، وبشرعية القوة العارية وأجهزتها. لهذا وجب التمييز بين الديكتاتورية وبلدها.


واتضح هذا المثال بصورة فاقعة في العراق: حيث تبين أن النظام السابق كان بجهة والشعب العراقي بالجهة الأخرى، بالمعنى النسبي للعبارة، وكل ما حدث لاحقا من تدخلات إقليمية ودولية، وفساد النخب الجديدة سياسيا وماليا، ورعونة السلوك الأمريكي بعد الاحتلال، لا يغير بالمعادلة الرئيسية شيء: أن النظام الديكتاتوري السابق كان يسيطر على العراق أرضا وشعبا بقوة السلاح، والعراق موجود لتحقيق مصالح النظام، وليس النظام موجود لتحقيق مصالح الشعب العراقي، وإلا لكان وقف شعب العراق كله مع النظام السابق. هذه بداهة يجب ألا تنسى بزحمة الأحداث التي تجري. وعلينا كمعارضة سورية ألا ننساها أبدا. سورية موجودة الآن لخدمة مصالح النظام وليس العكس. ووجود سورية على هذه الشاكلة مصلحة كبرى للنظام سيدافع عنها بكل قواه، كما فعل نظام صدام حسين سابقا على مدار 13 عاما من الحصار. لسورية الآن صيغة واحدة هي الصيغة التي يمنحها لها النظام، وليس سورية هي من تمنح النظام صيغة وجوده الحالي، لأنها بلا إرادة. النظام يدخل إلى لبنان، وينسحب من لبنان، يفاوض إسرائيل ولا يفاوضها، يتحالف مع طهران، أو يتهرب من تحالفه معها، يصف خصومه من العرب بأنصاف الرجال وبالعملاء لإسرائيل، ثم يتصالح معهم، ويتحولوا إلى أكثر من رجال، وأكثر من وطنيين، وفق لغة النظام نفسه. أين سورية في هذه المعادلات وغيرها؟


وجود العراق على مدار أكثر من ثلاثة العراق ونصف لخدمة النظام، جعل الأمر معادلة مضحكة مبكية، أنه بذهاب النظام ذهب العراق. والنظام السوري تعلم الدرس جيدا، ومن معه من الذين لا يستقوون بالخارج
أن تغيير النظام يجب أن يكون نهاية لسورية، لهذا هم كلما" دق الكوز بالجرة" يذهبون إلى مثال العراق. ليس لديهم حلول أخرى، وبالتالي من حق هذا النظام أن يمارس ما يشاء، لأنه يمثل مصالح سورية!! التي لا يريدونها أن تذهب.


خارج صهيوني وخارج غير صهيوني، سأضرب مثالا: الاتحاد الأوروبي الحالي بإداراته كلها، أكثر قربا من إسرائيل من كل الاتحادات التي سبقته، ومع ذلك هو الآن قائد عملية الانفتاح على النظام في سورية....المعادلة بسيطة" رغم كل المصالح وتعقيداتها وضجيجها الإعلامي" إسرائيل كانت ولازالت ضد إضعاف النظام السوري تجاه الداخل السوري، مصالحها تقتضي الصيغة السورية الحالية.


المعارضة التي تريد أن تتعاطى مع منظمات وبرلمانات خارجية، تحاول أن تتعاطى مع هذا الأمر تحت نفس شعارات النظام" الوطنية" لهذا موقفها ركيك ومكشوف، وهو نفس موقف المعارضة التي ترفض هذا التعاطي تحت نفس الشعارات. نحن لا نريد الاستقواء بالخارج، ولا نقبل أن نستقوي بخارج له مصالح في سورية.
استطاع النظام أن يعري الطرفين...لأنه أدخلهما في نفق معاييره الخطابية.
بينما الموضوع هو خارج هذا الحقل، الموضوع موازين قوى، لا تعمل بدون مصالح، الذين انفتحوا على النظام لهم مصالح والذين يريدون استمرار حصاره لهم مصالح، والسؤال: أين هي مصالح المعارضة السورية؟


نحن نخوض معركة سياسية يستخدم فيها النظام كل ما لديه من قوى ومهارات ومثقفين وإعلام...الخ
والمعارضة عفوا على المثال: تريد علاقة غير شرعية وفقا لمعايير النظام، وشعاراته الوطنية، لكنها تخاف من الحبل...
لا يوجد لا غرب ولا شرق يمكن أن يساعد معارضة دون معادلة مصالحه، ولا يوجد نظام كنظامنا يمكن أن يسمح للمعارضة أن تتنفس، دون ميزان قوى، ويستمد قوته من أجهزة القوة لديه وعوامل أخرى، ولكن يستمدها أيضا من تسويق نفسه في المجتمع الدولي، سواء كان هذا المجتمع الدولي صهيوني أم غير صهيوني ليست هنا المعادلة.
مواجهة الذات في أن يسمح لها أن" تتلوث" في مضمار السياسية، لا يعني أن هذه الذات ملوثة من وجهة نظر مصالح سورية كدولة وكشعب، وليس كنظام.
التغيير السلمي من الداخل، نكتة...لم تعد مضحكة، وإن استخدمناها للتطهر.


النظام يستولي على الحقل السياسي منذ تأسيسه وحتى الآن، وهو الآن يستولي على كامل الثروة الاقتصادية بصفته الاعتبارية، سابقا قطاع عام، والآن بصفته الشخصية قطاع خاص" سيريا تيل" نموذجا.


نحن نعمل في حقل السياسية وليس في حقل الأيديولوجيات التطهري منها وغير التطهري.
النظام يبتلع البلد لدرجة، أنك لو أردت إخراجها من معدته لتشظت! وهذا ما يشكل سندا لإدعاءات التطهرية عند الطرفين، لهذا انتبهوا...علينا أن نتوجه إلى الداخل لكي يبلع النظام ما تبقى من ثروة البلد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لاجدوي من النظام
علوي مسلم -

سوريا بلد لايكمن العيش فية ابدامهما طال الزمان وانا اعرف انتك تعرف اي شخص يطالب بالاصلاح يتم اعتقالة وقتلة احيانايجب ان نعود لارض الوطن الذي حرمنا منهيجب ان نعيد سوريا قبل ان يستلم حافط الاسد بالقوة من الخارج هو الحل ولا يوجد اي حل اخر

لاجدوي من النظام
علوي مسلم -

سوريا بلد لايكمن العيش فية ابدامهما طال الزمان وانا اعرف انتك تعرف اي شخص يطالب بالاصلاح يتم اعتقالة وقتلة احيانايجب ان نعود لارض الوطن الذي حرمنا منهيجب ان نعيد سوريا قبل ان يستلم حافط الاسد بالقوة من الخارج هو الحل ولا يوجد اي حل اخر