من الجنابي إلى سلمان مصالحة، هل هناك أمل في مٌصالحة مع العقل؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مقالة الزميل عبد القادر الجنابي المنشورة في إيلاف بتاريخ الحادي والثلاثين من يوليو 2011 بعنوان (حصاد علوي واستفزازات أخرى)، فسّر بعض مضامينها الزميل سلمان مصالحة يوم الثاني من أغسطس 2011 في مقالته بعنوان (هل هو اليأس يا عبد القادر؟). هذا السجال الجنابي المصالحي، أعطاني دفعة من تفكير للدخول في نفس النقاش لأنّه شئنا أم أبينا، أعلنا أم أخفينا، تظاهرنا أم تصارحنا، هو الموضوع الرئيسي للصراع في أكثر من قطر عربي، رغم وجود مسببات وعوامل صراع أخرى أهم، يفترض أن تجمع الجميع شعوبا و وطوائف، إلا أنّ الأنانية العربية والاصطفاف المصلحي الفردي والطائفي منذ نهاية زمن من أطلق عليهم الخلفاء الراشدون، أي أنّ كلّ من جاء بعدهم تحت مسميات (خلفاء) عباسيين أم أمويين أم عثمانيين فهم غير راشدين، وهو ما أدّى بشكل علني لتغليب الاصطفاف المصلحي الطائفي على مواجهة الأخطار الأخرى ليست الخارجية فقط، بل الداخلية الأخطر مثل الفساد وشيوع الأمية والتخلف الذي يضع أغلب الدول العربية في خانة الدول الفاشلة، أو المستهلكة فقط بمعنى لا تنتج ما يمكن تصديره لاستهلاك الدول الكبرى، ما عدا النفط في بعض الأقطار العربية، وأيضا لا فضل للعرب في اكتشافه واستخراجه وتكريره وتصديره، فكل هذه المراحل تتم بفضل العقل والتكنولوجيا الأمريكية والأوربية.
صدمة جنابية جريئة وضرورية
تفسير الزميل سلمان مصالحة ينسجم مع خلفيته الفكرية التي شعارها (والعقل ولي التفكير)، وهو شعار منطقي وموضوعي لأنّه لا تفكير بدون وجود العقل، وهذا التخبط العربي الذي من مظاهره التخلف سنة وراء سنّة دليل على أنّ الشعوب العربية ربما بفعل أنظمتها الديكتاتورية القمعية المتوحشة الفاسدة، ألغت وجود العقل، لأنّ أي عقل مهما كان بسيطا سيرفض هذه الأنظمة ويسقطها، ومع إلغاء هذا العقل العربي أصبحت غالبية الشعوب العربية هي صانعة هذه الديكتاتوريات. وفي زمن الثورات العربية ضد هذه الأنظمة، ما زالت هناك فئات أو طبقات أو طوائف تدافع عن هذه الأنظمة القمعية المتوحشة، ويشاركها في هذا الدفاع كتاب معروفون لن يسجل التاريخ أسماءهم إلا في قوائم العار والخزي المشين. وإذا سمح لي الزميل سلمان مصالحة بإستعمال شعاره (والعقل ولي التفكير) لتفسير مضامين مقالة الجنابي، فسوف أعتبرها ليست دعوة لحرب طائفية ميدانية كما فهمها بعض القراء في تعليقاتهم، ولكنها كما فهمتها حرب مع الذات سنّية كانت أو علوية أوشيعية أو مسيحية، بمعنى أن تتصارح عقول عقلاء الطوائف جميعها - إن وجدوا - ويقرّروا هل يستطيعون التعايش ضمن أوطان واحدة موحدة تسودها الديمقراطية والعدالة بغض النظر عن الطائفة أم لا؟.
إذ أنّه من غير الممكن الاستمرار في هذه الحرب الطائفية السرّية والعلنية الموجودة والممارسة ميدانيا صراحة بدون أقنعة. فهل ما يجري في العراق مثلا مقاومة ضد الاحتلال كما يسميها البعض، أم حرب على الهوية الطائفية بين السنّة والشيعة؟ فلنلاحظ تفجير مساجد مقابل تفجير حسينيات والطرفان مع تفجير الكنائس وقتل المسيحيين. ماذا نسمّي ذلك غير حرب طائفية؟. وفي لبنان أيضا هل اجتياح حزب الله الشيعي الإيراني في مايو 2008 لمناطق السنّة في بيروت كانت حربا ضد الاحتلال الإسرائيلي أم ضد الطائفة السنّية؟. وفي المقابل كي نكون موضوعيين وصادقين مع شعار مصالحة (والعقل ولي التوفيق)، فإنّ حركة المحرومين التي أطلقها الإمام موسى الصدر عام 1974 تقريبا، بهدف تحقيق مطالب الطائفة الشيعية المحرومة والمضطهدة آنذاك، وبتداخلاتها التنظيمية مع حركة نبية بري أمل الشيعية، خاضت حربا ضروسا ضد المخيمات الفلسطينية السنّية لم تكن خلفيتها إلا طائفية بحتة وبدعم وسكوت من نظام حافظ الأسد الطائفي، وهكذا فالطائفة الشيعية تطالب بحقوقها المشروعة، وتمارس في الوقت ذاته حربا غير مشروعة ضد مخيمات الفلسطينيين السنّة، وفي بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1974 ، كانت حواجز قوات الكتائب تقتل حسب الهوية خاصة الفلسطينيين وبشكل صريح.
وفي سوريا رغم وجود علويين شرفاء وطنيين،
إلا أنّ نظام الأسد المتوحش يجيّش علانية الطائفة العلوية لتقف مع طغيانه وفساده وقتله، وهو من الأساس منذ زمن الوحش الأب وضع كافة أجهزة الدولة الرئيسية خاصة المخابرات والدفاع والجيش والمالية في يد أبناء الطائفة الشيعية، ويكفي أنّ أخواله (إمبراطورية آل مخلوف) يسيطرون حقيقة على ما يزيد عن ستين بالمائة من الثروة والاقتصاد السوري. ولنتساءل بصراحة: ماذا كان سيكون رد الفعل في الداخل السوري لو أنّ تصريح رامي مخلوف (عن أنّ استقرار سوريا جزء من استقرار إسرائيل)، كان قد صدر من واحد من أبناء الطائفة السنّية؟.
ونظام الملالي الإيراني،
ينطلق في كافة سياساته من منطلقات طائفية صريحة، ويكفي التذكير بتهديداته المستمرة للبحرين وعموم دول الخليج العربي، وتدخله السافر في التظاهرات البحرينية وسكوته المخزي على ما يجري من قمع وحشي في سوريا من قبل نظام الأسد، وانفاقه ملايين الدولارات لنشر المذهب الشيعي في العديد من الأقطار العربية خاصة في شمال أفريقيا. فلماذا لا نترك الاعتقاد بأي مذهب للشخص ذاته دون تحريض وتعبئة وإغراءات مالية؟.
وفي مصر أليست حرب طائفية ضد الأقباط
أمر غير معقول في مصر محمد عبدة وجمال الأفغاني أن يتواصل الشحن الطائفي ضد أقباط مصر بذرائع مختلفة، يساهم فيها للأسف الدستور الذي ينصّ في مادته الثانية على أنّ (الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع). وهذا أمر غير عقلي ولا منطقي في دولة يعيش فيها حوالي ثنانية ملايين مسيحي مصري قبطي. وماذا عن تفجير الكنائس المستمر في العراق، والهجوم على مدارس وكنائس مسيحية في غزة حماستان؟
لذلك فإن صرخة الجنابي،
كما فهمتها ليست دعوة لحرب طائفية بل دعوة لحرب مع الذات العربية الطائفية، كي تتخلص من هذه الطائفية البغيضة، وذلك من خلال تخيلها إن تمكنت عقولها الحروب الطائفية التي خاضتها أوربا، ويكفي تذكير تلك العقول إن وجدت بما أصبحت معروفة بحرب الثلاثين عاما (1618 - 1648) بين الكاثوليك والبروتستانت، وشاركت فيها غالبية دول أوربا، موقعة ملايين القتلي والمشردين والمهاجرين. ويكفي أن كتب التاريخ الأوربي لتلك الحرب تذكر أنّ الجيش السويدي وحده قد دمّر 2000 قلعة، و 1800 قرية، و 1500 مدينة في ألمانيا وحدها، وأنّ عدد سكان ألمانيا في تلك الحرب انخفض من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليونا ونصف، مما جعل القساوسة المسيحيين يجيزون تعدد الزوجات لتعويض هذه الخسائر البشرية الهائلة.
وكذلك هل يمكن للعقول العربية الطائفية أن تتخيل أو تعيش نظريا الحروب الدينية في فرنسا بين عامي (1560 و 1598) بين الكاثوليك والبروتستانت أيضا، وحسب التقديرات الفرنسية فقد أوقعت ما بين مليونين إلى أربعة ملايين قتيل، وهجرة مئات الآلآف خاصة من البروتستانت، ولم تتوقف تلك الحروب الدينية إلا بعد وضع الفرنسيين عقولهم في رؤوسهم منفتحة على العقلانية، موقعين اتفاقية (نانت) في أبريل 1598 التي أقرّت واعترفت بحرية العقيدة، أي فليعتقد كل شخص بما يؤمن به كاثوليكية أم بروتستانتية أم أرثودكسية أم ما شاء من مذاهب مسيحية استجدت بعد ذلك.
إنّ دعوة الحرب الطائفية الجنابية كما فهمتها، هي كذلك حرب تصورية على العرب إن استعملوا عقولهم ونظّفوها من الصدأ الطائفي أن يتخيلوا نتائجها، عندئذ سوف يعلنوا بصوت واحد: نعم تخيلنا هذه الحرب الطائفية وحجم خسائرها، وكأننا عشناها وخضناها فعلا، فلسنا بحاجة لخوضها على مدار ثلاثين أو ثمانية وثلاثين عاما، كي نوقع اتفاقية مثل اتفاقية (نانت الفرنسية). فليعتقد كل عربي بما يؤمن به، سنّة أو شيعة أو علوية أو مسيحية (لكم دينكم ولي دين) (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم). عندئذ يستطيع العرب البدء بنفس الطريق الذي قاد أوربا إلى هذه اللحظة الحضارية التكنولوجية التي يعيش العرب وغالبية المسلمين عليها في كافة نواحي حياتهم، بما فيها الانترنت الذي يخوض من خلاله السنّة والشيعة حربا قذرة، تستعمل فيها كل طائفة ضد الأخرى أقذر العبارات وأوسخ الأوصاف.
والأنظمة ليست بريئة من التجييش الطائفي
إذ من الواضح أنّ نظام المقاوم بالثرثرة الأسد على شعبه فقط، فعلا يجيّش الطائفة العلوية وينشر بينها الرعب والخوف إن هو زال من الحكم وتحقق شعار الشعب السوري (الشعب يريد اسقاط بشار الأسد). وهناك أصوات وشخصيات علوية شريفة وطنية مثل عارف دليلة تعرف نوايا النظام الطائفية الخبيثة، لذلك تقف مع ثورة الشعب متضامنة من أجل إسقاط الأسد ونظامه. وكذلك أثبتت بعض الوثائق المصرية التي تم العثور عليها بعد انهيار مراكز الشرطة أنّ مسؤولين في وزارة الداخلية المصرية، كانوا وراء التفجير الهمجي الذي طال كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية ليلة رأس السنة 2011 ، وأنّ جمال مبارك وحبيب العادلي كانا وراء تفجيرات فنادق ومنتجعات شرم الشيخ في يوليو 2005 انتقاما من رجل الأعمال الهارب والمسجون في أسبانيا الآن حسين سالم، لأنّه خفض عمولة جمال مبارك من صفقة تصدير الغاز المصري لإسرائيل من 10 % إلى 2.5 % وكون تلك المنتجعات تعود لحسين سالم، وقد أوقعت تلك التفجيرات قرابة تسعين قتيلا غالبيتهم من المصريين.
دعوة الجنابي صراحتها نابعة من جرأته ووضوحه،
الذي عرفته أولا من سيرته الذاتية (تربية عبد القادر الجنابي) التي صدرت طبعتها الأولى عام 1995 ، لذلك فلا خوف يا سادة إنها ليست دعوة جنابية لحرب طائفية بقدر ما هي دعوة لحرب مع الذات الطائفية كي تتجنبوا كوارث تلك الحرب إن حدثت ميدانيا، وهذا ليس مستبعدا في ظل هذا الشحن الطائفي الذي تسهم فيه بعض الأنظمة وشيوخ من كافة الطوائف بلا استثناء. ونحن نريدها مع الجنابي حربا تخيلية مع الذات كي نصل لتلك اللحظة التاريخية الحضارية بدون تلك الحروب المدمّرة..فهل نعي ذلك...نعم نستطيع ذلك إذا استمعنا لصرخة الجنابي و آمنا بمنطق سلمان مصالحة (والعقل ولي التوفيق) والسلام على من جانب الباطل وتجنّب العنف الطائفي، وانحاز للعقل من أجل مصلحته وصولا لمصالحة مع الذات...و يبقى العقل ولي التفكير.
ahmad.164@live.com
التعليقات
منطقي
خوليو -تحليل منطقي، غير أن معظم العرب وبجناهم المسلم بشكل خاص لايستخدمون العقل العلمي بالتفكير والقراءة، ويتمسكون بالعقل الديني المشتق من ألا تعقلون الدينية : لاحاجة لمراجعة التاريخ الأوروبي لأخذ دروس فالأوربيون تعلموا الدرس وفصلو الدين عن الدولة، لماذا لايراجع المسلم بعقل علمي تاريخه هو ليأخذ الدرس: الصراع على الخلافة بدأت بذوره على حياة النبي، وبعد وفاته تأجج بشكل ملحوظ(والجمل وقميص عثمان وعائشة خير برهان) ولم تمض عشرات السنين حتى وصل الدم للركب في صراعهم على السلطة(حتى أنهم اغتصبوا نساء مدينتهم المقدسة ورجموا كعبتهم) ولايزال الصراع الآن ولكن بمفخخات، فلماذا لايستفيدون من تاريخهم بدل مراجعة تاريخ الآخرين؟ لو استخدموا العقل العلمي في القراءة لكنا من زمن بعيد فصلنا الدين عن الدولة، أعتقد أن جملة الكاتب السيد مصالحة العقل ولي التوفيق تنقصها كلمة يجب إضافتها بعد العقل وهي العلمي،بشرط أن لايكون العلم الديني الذي هبط من السماء، العقل الديني هو أحدأسباب المصائب الانسانية.
منطقي
خوليو -تحليل منطقي، غير أن معظم العرب وبجناهم المسلم بشكل خاص لايستخدمون العقل العلمي بالتفكير والقراءة، ويتمسكون بالعقل الديني المشتق من ألا تعقلون الدينية : لاحاجة لمراجعة التاريخ الأوروبي لأخذ دروس فالأوربيون تعلموا الدرس وفصلو الدين عن الدولة، لماذا لايراجع المسلم بعقل علمي تاريخه هو ليأخذ الدرس: الصراع على الخلافة بدأت بذوره على حياة النبي، وبعد وفاته تأجج بشكل ملحوظ(والجمل وقميص عثمان وعائشة خير برهان) ولم تمض عشرات السنين حتى وصل الدم للركب في صراعهم على السلطة(حتى أنهم اغتصبوا نساء مدينتهم المقدسة ورجموا كعبتهم) ولايزال الصراع الآن ولكن بمفخخات، فلماذا لايستفيدون من تاريخهم بدل مراجعة تاريخ الآخرين؟ لو استخدموا العقل العلمي في القراءة لكنا من زمن بعيد فصلنا الدين عن الدولة، أعتقد أن جملة الكاتب السيد مصالحة العقل ولي التوفيق تنقصها كلمة يجب إضافتها بعد العقل وهي العلمي،بشرط أن لايكون العلم الديني الذي هبط من السماء، العقل الديني هو أحدأسباب المصائب الانسانية.
اداة وليست سببا
بهاء -شكرا د.أحمد على محاولة التجميل لما لا يمكن تجميله. ولي نقطتان: تفسير التاريخ كما تورده، ونقص الحيادية بالطرح. أولا، الحروب والمجازر عبر التاريخ البشري كانت مساقة بطبيعة الصراع الأزلي على القوة والمال. وليس بسبب الدين أو العرق (ونحن نتكلم عن المجريات الضخمة الصانعة للتاريخ)! بدليل، أن انتصار جيش قسطنطين بعد رفعه الصليب أدخل المسيحية للقصر الامبراطوري وأصبح المقاتل قديسا والامبراطورية كلها مسيحية! وأول تحرك عسكري لمؤسس الامبراطورية الإسلامية بمعركة بدر كان بهدف الاستيلاء على بعض أموال منافسيه القرشيين وظالميه! وأن رواتب مقاتلي جيوش ما يسمى بالفتح الإسلامي كانت عالية جدا بمعايير زمانها، وأسس تقسيم الغنائم كانت محورا أساسيا لتلك الحروب!! بل حتى ما يسميه الباحثون الشرخ الإسلامي الأقسى وهو انقسام الشيعة والسنة كان بسبب نزاع على السلطة بين معاوية وعلي!! بل إن أحد مشاهد الكوميديا السوداء أثناء الحروب الصليبية حدوث عدة معارك بين جيشين يضم كل منهما أوروبيين ومسلمين!! بل حتى أن بلدا كاملا كمصر كان يغير مذهبه حسب السلطان من شيعة مع الفاطميين إلى سنة مع الأيوبيين!! والشواهد التي أوردتها حضرتك من أوروبا لم تكن نتيجة لصراع طائفي، بل نتيجة لتحول تاريخي بطبيعة المجتمع الأوروبي من مجتمع إقطاعي أميري متناغم مع دعم الكنيسة الكاثوليكية المتجمدة فكريا والمسترخية منذ قرون، إلى مجتمع تجاري برجوازي وصناعي متحفز للتطور ومتجه للوطنية والاستقلالية، ولهذا كان لا بد من نشوء الكنيسة البروتستانتية الثائرة حسب معايير عصرها. ولم يكن ممكنا الانتقال من نظام اقطاعي كهنوتي لنظام رأسمالي وطني دون تحويل وتثوير للكهنوت. بل حتى في عصرنا الحالي، نجد أن ممثل الإسلام السني السعودية على حلف استراتيجي لم ينفك مع ممثل (المسيحية الغربية) الولايات المتحدة وأكثر قوة من وامتدادا من تحالف امريكا مع ألمانيا أو فرنسا!!! ولا ننسى أن القاعدة والإسلام الأصولي التكفيري كان حليفا مع ما يسميه (الغرب المسيحي) بحربه على الشيوعية!!! باختصار قرار الحرب والظلم قرار فوقي من قبل الطبقات الإقتصادية الحاكمة ويستخدم عند اللزوم الدين كغطاء فكري وتحريضي لحروبه.
الإنسان بلا خطية
بهاء -ضمن نفس هذه النقطة، نعم الإنسان بطبيعته يميز كل الأشياء والأشخاص حوله وفق معايير كثيرة جدا!! وبتمييزه للإنسان الآخر يتبع الطبيعة البشرية العامة (جميل، سمين، طويل، لطيف، قاس...الخ) أو الثقافة السائدة حسب المكان والزمان (من عائلة أو قبيلة كذا، ابن فلان، فقير، غني، مسلم، مسيحي، بوذي...). الفرق يقع بانعكاس التمييز الأولي الطبيعي على التقييم الإنساني والأخلاقي والقانوني للآخر وهذا ما يتبع غالبا الثقافة السائدة: فمثلا، قبل سبعين سنة بأوروبا كان اللون والعرق يؤدي لحكم أخلاقي وتقييمي على الإنسان الآخر كما فعل النازيون، أما بعد الحرب والآن فأكثر الأحزاب اليمينة تطرفا لا تجرؤ على طرح هذا التقييم لأن ذلك ذلك تحول لعيب أخلاقي ومصدر ازدراء أخلاقي. طبعا، بنفس الموقع، لم يعد المسيحي الملتزم بكنيسته تعد صفة ترفيعية للإنسان ضمن المجتمع، بل مجرد أسلوب حياة وعقيدة شخصي لا علاقة له بمكانته الاجتماعية. على عكس مجتمعاتنا العربية الدينية. فالإقرار بوجود التمييز الطائفي كوعي لوجود الآخر حقيقة لا تقبل النقاش، لكن الاستنتاج الجائر أن التمييز الطائفي يؤدي لتوليد الاستعداد النفسي والفكري والرغبة بالقتل والظلم لدى غالبية المؤمنين هو استنتاج مخالف لطبيعة الإنسان الخيرة المحبة للآخر، ويدخل ضمن لعبة تبرير جرائم صناع القرار والمستفيدين من الصراع. فمن يتقاتل بالعراق ويذبح ليس غالبية وعموم سنة وشيعة العراق، بل أعداد محدودة من المغسولي الدماغ والمشترين من قبل قادة الصراع، ومن الظلم وقلة الاحترام للإنسان القول أن العراقيين يتقاتلون طائفيا أو اللبنانيون، أو السوريين!! بل إننا نرفض أن نقول أننا نقاتل اليهود بفلسطين بل الصهيونيين العنصريين!!! المشكلة الأساسية ليست فقط بغسل العقل العربي من التعصب الديني أو العرقي، ورمي سبب الكوارث على الإنسان البسيط، المشكلة الحقيقية، أن التطور الطبيعي للإنسان العربي قد تمت إعاقته من قبل قوى الصراع العالمي، فلم يحظى مثل الأوروبي بانعزال عن العالم أثناء مخاض الثورة الصناعية والوطنية ومن ثم ثورات حقوق الإنسان. إن تحول العالم لقرية صغيرة مكن قوى المال الشريرة من حرف التطور التاريخي للشعوب.
الإنسان بلا خطية
بهاء -ضمن نفس هذه النقطة، نعم الإنسان بطبيعته يميز كل الأشياء والأشخاص حوله وفق معايير كثيرة جدا!! وبتمييزه للإنسان الآخر يتبع الطبيعة البشرية العامة (جميل، سمين، طويل، لطيف، قاس...الخ) أو الثقافة السائدة حسب المكان والزمان (من عائلة أو قبيلة كذا، ابن فلان، فقير، غني، مسلم، مسيحي، بوذي...). الفرق يقع بانعكاس التمييز الأولي الطبيعي على التقييم الإنساني والأخلاقي والقانوني للآخر وهذا ما يتبع غالبا الثقافة السائدة: فمثلا، قبل سبعين سنة بأوروبا كان اللون والعرق يؤدي لحكم أخلاقي وتقييمي على الإنسان الآخر كما فعل النازيون، أما بعد الحرب والآن فأكثر الأحزاب اليمينة تطرفا لا تجرؤ على طرح هذا التقييم لأن ذلك ذلك تحول لعيب أخلاقي ومصدر ازدراء أخلاقي. طبعا، بنفس الموقع، لم يعد المسيحي الملتزم بكنيسته تعد صفة ترفيعية للإنسان ضمن المجتمع، بل مجرد أسلوب حياة وعقيدة شخصي لا علاقة له بمكانته الاجتماعية. على عكس مجتمعاتنا العربية الدينية. فالإقرار بوجود التمييز الطائفي كوعي لوجود الآخر حقيقة لا تقبل النقاش، لكن الاستنتاج الجائر أن التمييز الطائفي يؤدي لتوليد الاستعداد النفسي والفكري والرغبة بالقتل والظلم لدى غالبية المؤمنين هو استنتاج مخالف لطبيعة الإنسان الخيرة المحبة للآخر، ويدخل ضمن لعبة تبرير جرائم صناع القرار والمستفيدين من الصراع. فمن يتقاتل بالعراق ويذبح ليس غالبية وعموم سنة وشيعة العراق، بل أعداد محدودة من المغسولي الدماغ والمشترين من قبل قادة الصراع، ومن الظلم وقلة الاحترام للإنسان القول أن العراقيين يتقاتلون طائفيا أو اللبنانيون، أو السوريين!! بل إننا نرفض أن نقول أننا نقاتل اليهود بفلسطين بل الصهيونيين العنصريين!!! المشكلة الأساسية ليست فقط بغسل العقل العربي من التعصب الديني أو العرقي، ورمي سبب الكوارث على الإنسان البسيط، المشكلة الحقيقية، أن التطور الطبيعي للإنسان العربي قد تمت إعاقته من قبل قوى الصراع العالمي، فلم يحظى مثل الأوروبي بانعزال عن العالم أثناء مخاض الثورة الصناعية والوطنية ومن ثم ثورات حقوق الإنسان. إن تحول العالم لقرية صغيرة مكن قوى المال الشريرة من حرف التطور التاريخي للشعوب.
اين البقية؟
بهاء -النقطة الثانية يا د.أحمد. أنت ذكرت عدة أمثلة عن التجييش الطائفي والديني بالمنطقة!! لكنك تجاهلت مصدر ومنبع أساسي لهذا التجييش الديني السلفي المتعصب الرافض للآخر، وهو الوهابية المدعومة بالبترودولار والخادمة بصراع آخير مع إيران الشيعية!!! فمعظم فتاوى القتل وكره الآخر تأتي من شيوخ ظلام وقنوات إعلامية ممولة بسخاء لتغسل عقول الشباب التائه الفاقد للبوصلة، أنا كإنسان مصري أرفض أن تحول الفضائيات شيخ يفتي بقتل الرافضة مثل الزغبي إلى قائد شعبي، وشيخ يرفض كلمة الآخر ويصححها بالكافر لقائد ثوري مثل الحويني، وكإنسان سوري أرفض أن يتحول العرعور الذي يريد فرم العلويين بماكنة اللحمة لقائد للثورة، وكإنسان أرفض أن يصدر الشيخ القرضاوي فتوى بقتل القذافي دون محاكمة وأنا أثور وأموت لأحقق مبدأ سيادة القانون.... وكل هؤلاء يا سيد أحمد لا يقلون إجراما بحق هذه الشعوب من أساطين الديكتاتورية والدم مثل الاسد والقذافي ومبارك وكل ملوك العرب ودون استثناء يا د.أحمد. وشكرا لك ولايلاف
بل مثاله صحيح تماما
بهاء -للعزيز خوليو، وما المشكلة باستشهاد الكاتب بتاريخ أوروبة وكيفية خدمة الكنيسة والدين للصراع؟؟ بالواقع أمثلته أكثر مطابقة للحال العربية. لأن العرب الآن مثل الأوروبيين بنهاية العصور الوسطى بين مرحلة الظلام الدامس التي امتدت لقرون ومرحلة التطور والانتقال للمستقبل. نفس الصراع الطبقي والفكري. الإغريق الرومان منحوا أوروبة (جنوبها) مركز الحضارة الإنسانية واحتضنوا المسيحية ثم انكفؤوا بعصور ظلام مديدة وبتخديم متناسب من قبل الفاتيكان، ثم استيقظوا بالقرن الخامس عشر وبدؤوا مرحلة العذاب الولادي لأوروبا الجديدة. والمسلمين، حققوا للمنطقة مركز الحضارة الإنسانية لقرون، ثم من نهايات العصر العباسي انكفؤوا بعصور ظلام، خدمها فقه سلفي أصولي متشدد من ايام ابن تيمية ولغاية القرضاوي ومحمد حسان، وهم الآن يستيقظون ونتمنى ألا يضطروا لدفع نفس الثمن الذي دفعه إخوانهم الأوروبيين.
لايوجد مشكلة
خوليو -عزيزي بهاء: أكيد لايوجد أية مشكلة باستشهاد السيد الكاتب بالتاريخ الأوروبي، فقط أردت أن اقول أن تاريخنا مليئ بالصراع الطائفي من أجل الغنائم طبعاً، ذكرت ذلك احتياطاً من أن يخرج السيد العابر أو أحد من نقابته ليقول أنّ تاريخنا لايشبه تاريخ أوروبا وتسلط الكنيسة على السلطة لذلك لاحاجة لفصل الدين عن الدولة مع التحية.
بل مثاله صحيح تماما
بهاء -للعزيز خوليو، وما المشكلة باستشهاد الكاتب بتاريخ أوروبة وكيفية خدمة الكنيسة والدين للصراع؟؟ بالواقع أمثلته أكثر مطابقة للحال العربية. لأن العرب الآن مثل الأوروبيين بنهاية العصور الوسطى بين مرحلة الظلام الدامس التي امتدت لقرون ومرحلة التطور والانتقال للمستقبل. نفس الصراع الطبقي والفكري. الإغريق الرومان منحوا أوروبة (جنوبها) مركز الحضارة الإنسانية واحتضنوا المسيحية ثم انكفؤوا بعصور ظلام مديدة وبتخديم متناسب من قبل الفاتيكان، ثم استيقظوا بالقرن الخامس عشر وبدؤوا مرحلة العذاب الولادي لأوروبا الجديدة. والمسلمين، حققوا للمنطقة مركز الحضارة الإنسانية لقرون، ثم من نهايات العصر العباسي انكفؤوا بعصور ظلام، خدمها فقه سلفي أصولي متشدد من ايام ابن تيمية ولغاية القرضاوي ومحمد حسان، وهم الآن يستيقظون ونتمنى ألا يضطروا لدفع نفس الثمن الذي دفعه إخوانهم الأوروبيين.
شكرا لبهاء وخوليو
أحمد أبو مطر -السيدان بهاء وخوليوتحياتي وشكري الجزيل على توضيحاتكما وما أضفتموه للمقالة من معلومات ووقائع..يدهشني قدرتكما على النقاش الموضوعي سواء اتفقتما مع الكاتب أو اختلفتما..أتمنى أن تنتشر عدوى الموضوعية هذه بين جميع القراء المعلقين على مقالات كتاب إيلاف...عندئذ نستطيع التفاخر بأننا نستعمل العقل كأداة للتفكير المنطقي العلمي وليس الشتائم والتجييش العاطفي..والسلام عليكم وعلى كافة قراء إيلاف.
شكرا لبهاء وخوليو
أحمد أبو مطر -السيدان بهاء وخوليوتحياتي وشكري الجزيل على توضيحاتكما وما أضفتموه للمقالة من معلومات ووقائع..يدهشني قدرتكما على النقاش الموضوعي سواء اتفقتما مع الكاتب أو اختلفتما..أتمنى أن تنتشر عدوى الموضوعية هذه بين جميع القراء المعلقين على مقالات كتاب إيلاف...عندئذ نستطيع التفاخر بأننا نستعمل العقل كأداة للتفكير المنطقي العلمي وليس الشتائم والتجييش العاطفي..والسلام عليكم وعلى كافة قراء إيلاف.