قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إن البحوث الإعلامية في بلادنا ما فتأت تحبو، وتكبو!!.. اطلعت على ما يقرب من (67) رسالة ماجستير تبحث في علاقة الطفل بوسائل الإعلام المختلفة، (25) رسالة دكتوراة تتناول بالبحث نفس الموضوع، ولكن على ما يبدو أن هذه البحوث الأكاديمية قد وُضع معظمها لكي تكون جواز مرور لأصحابها، لأن ينخرطوا في سلك الوجاهات الإجتماعية، أو الحصول على وظائف!!..أما ما قاموا به من بحوث ودراسات، وكان من المفترض أن تترجم إلى عمل تطبيقي، فللأسف نجدها قد وضعت فوق الرفوف العالية، ولم تأخذ الطريق الصحيح للتنفيذ أو للتطبيق الذي وُضعت من أجله.bull;
ففي رسالة الماجستير لـ منى جبر، تضع توصياتها في عدة فقرات جاء في الثانية منها :" من الضروري أن تراعي برامج الأطفال مجموعة من الإعتبارات الأخلاقية والسياسية، تكون القاعدة التي تسير عليها هذه البرامج.. ".. ثم تشرح نوعية البرامج!!..bull;
وعن الصحافة المدرسية كتب الباحث هادي الهيتي في رسالته للماجستير إلى ضرورة الإلتفات لجوانب النقص في صحف الأطفال العراقية، ويطالب بالعمل على تلافيها!!..bull;
أما الباحثة إيمان السنجوبي، فقد قامت بإجراء دراسة تحليلية لمضامين مجلتي (سمير) و (ميكي) بإعتبارهما نموذجين لمجلات الأطفال في العالم العربي.. واقترحت أنه لا يجب أن يعمل بوسائل النشر والإتصال بالأطفال إلا المثقف الحاصل على أعلى الدراسات الخاصة بعلم النفس والتربية.bull;
وإقترحت منى عمران عمل قاموس كلامي يوجه للطفل العربي من خلال البرامج الإذاعية التي تقدم للأطفال.bull;
وعن صحافة الأطفال في السودان، كتب أحمد فضل الله في رسالة الماجستير مقترحات يدعو فيها أن يكون هناك اهتمام بغلاف مجلة الأطفال.. ثم يدعو إلى أن تكون المادة التصويرية مساوية للمادة التحريرية على أن يكون الإهتمام بالرسم أكثر!!.* * *bull;
ولو أردت إقتباس عينات مما ورد في بحوث الماجستير والدكتوراة.. وعددهم ما يربو إلى المئة والتي اطلعت على معظمها، لظهر لكم أنها كافية لأن تجعل مخاطبة عقلية الطفل العربي عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة كأرقى ما يمكن أن يخاطب به الأطفال!!ولكن وبكل أسف مع كل هذه الجهود النظرية، ظل إعلام الطفل العربي - عملياً - متدنياً الى الدرك الأسفل.. وأهمل الجانب الدرامي، وهو الأقرب إلى ذهنية الطفل.. وبهذا الصدد تقول الباحثة هويدا أحمد في رسالتها للدكتوراة :" ينبغي أن يُستغل المضمون الدرامي ويوجه إلى معالجة موضوعات من شأنها المساهمة الفعالة في تنشأة الطفل إجتماعياً ونفسياً على أسس علمية مدروسة. "ومعظم الدراسات الأكاديمية عن الطفل العربي تسهب بالتوصيات التي لا يطبق شيء منها على أرض الواقع..فطفلنا العربي هو من أقل الأطفال في العالم إستفادة من ذلك التدفق الذي تبثه برامج الفضائيات العربية، ومعظمه هزيل غير مدروس!!..وكم استبشرنا خيراً عندما تم اقتباس (افتح يا سمسم) من سلسلة برامج (سيسيمي ستريت) الأمريكية.. وجرت محاولات غيرها لتقديم التراث الاسلامي عن طريق الكرتون، ولكن كلها محاولات مشردة ومتباعدة، وليست لها صفة الديمومة والاستمرار والتطور.. مسكين الطفل العربي!!.. بل كم هو مسكين الانسان العربي ؟!!.. * * *