فضاء الرأي

من امريكا مع التحية (13): الحقيقة.. العاهرة!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحقيقة في الشرق .. سلعة يحتكرها ذلك (التاجر السمسار) الذي يتاجر بسلعته& ويسمسر بها حسب حاجته ومشكلته& ومصلحته وظروفه.
تارة..&& يشعر تاجر الحقيقة& بالفخر والامتلاء، حينها يحاول أن يكسب كل انواع الزبائن بما يزيد من دخله، مضفيا على سلعته نوعا من الدعاية الذكية التي لا تنفر الناس من سلعته بقدر ما تصوره بذلك التاجر الأمين الذي يحرص على رضى كل الزبائن بمختلف أصنافهم.
وتارة أخرى..& يكون كالسمسار المهووس الذي يذهب هنا وهناك لاهثا وراء زبائن معينين كي يقنعهم بجودة سلعته في الوقت الذي يصاب فيه بنوع من الرعب تحت ضغط خوف معين يجعله يقلل من قيمة سلع الآخرين الى درجة انه يسعى الى احتكار كل السلع التي تشابه سلعته في المضمون وتختلف معها في الشكل، لكن رعبه وهوسه& اللذان& يدفعانه& لاحتكار سلعة الحقيقة يصورانه أيضا& في أحيان كثيرة كتاجر نصاب وسمسار كذاب، لأنه بادعائه أنه الوحيد القادر على بيع الحقيقة يصبح كالبائع وسط دكان صغير لبضاعة يذهب لشراءها آلاف الناس من ذلك الدكان الصغير وقد ادعى قدرته على توفير كل ما يحتاجه الناس من بضائع، وحينما عجز ان يوفر ما يرغبه كل المبتاعين اصبح في نظرهم محتكرا& كذابا ولصا وغبيا وانتهازيا.

أي أن الحقيقة عند من يتعامل معها كالسلعة: تخضع لظروف العرض والطلب.. فإذا بدأ الطلب يقل على سلعة تاجر الحقيقة، فذلك يعني أنه مهدد بالإنهيار نتيجة الخلل بين العرض والطلب. وتجار الحقائق يخافون كثيرا في هذه المرحلة الحساسة جدا من التاريخ بسبب تعرض سلعهم للفضح الحضاري الذي كشف عورات سلعهم المغشوشة وفضحهم شر فضح وقد& تسببوا في غش الشعوب وإحراق& مستقبل& أجيالهم.&&

من يدعي امتلاك الحقيقة: بائع نصاب وسمسار إمتلأ قلبه بالرعب خوفا من منافسة الآخرين الذي يؤمن أنهم سوف يتفوقون عليه عندما يعرضون بضاعتهم الأفضل. لكنه لو كان بائعا شريفا وسمسارا أمينا ما سكن في قلبه الرعب بسبب منافسة الآخرين له، لأن من يملك بضاعة حلالا لا يخاف من ذنب حرام، ومن يمتهن عملا شريفا لا يخاف من منافسة الشرفاء له، ومن يملك جزءا من الحقيقة لا يدعي امتلاك الحقيقة كلها ، لأن من يدعى امتلاك& الحقيقة& لا يملك سوى الزيف والذنب والباطل !

الحقيقة.. في سوق الشرق: فقدت قيمتها كبضاعة يبيعها الجهلة واللصوص والمرتزقة والمأجورون. وهي لم تكن على مر التاريخ سوى ظل يطوف& حول فكرة& طاهرة تنبت في عقل يتأمل وتترعرع في وجدان نقي، وكلما كبرت تلك& الفكرة كلما كبر ظل الحقيقة حولها، لكن الفكره لا تستطيع ان تحوي كل ظل الحقيقية وظل الحقيقة لا يمنح كل مساحته لاحتواء فكرة واحدة، مما يجعل ظل& الحقيقة نسبيا، فلا يستطيع أحد أن يدعي امتلاك ظلها فكيف بمن يدعي امتلاك نواتها كذلك التاجر النصاب والسمسار الفاقد عقله ؟!.

الحقيقة.. في سوق الشرق : تتعرى منذ عقود قريبة بشكل لم تتعرض فيه للتعري منذ قبل ويوشك& ظلها أن ينحسر أمام قوة الأشعة الكاشفة حولها.. لتظهر الفكرة بكامل زينتها في العقل الجميل.. وبكامل قبحها في العقل القبيح.. وبرغم التعري والكشف.. ستظل الحقيقية نسبية حتى وهي تتعرى.. لكن إنكشاف المستور في مساحة أكبر وتحت قصف وفضح الأشعة سيكون: خبر القرن الواحد والعشرين المثير، وسيكون الإنقلاب الأكثر في المفاهيم.. والثورة الكبرى ضد كل فكر يتستر بالفضيلة كي يبقى ممتطيا ظهر الحقيقة.

الحقائق: من الشرق& بدأت نواتها تتشكل.. ومن الشرق.. تتعرى الحقائق على شطآن الأشعة وقد نقشت على أجسادها أسماء الذين شاركوا في تزييف صورة الحقيقة كل القرون الماضية.

الحقيقة في الشرق: أنثى مورس في حقها الاغتصاب.. تسمى: رذيلة وعاهرة .. ويتسمى مغتصبوها: فضلاء!&&&&&&&&
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حقيقة العرب المتعرية
سعيد -

انها حقيقة العرب المتعرية واسلامهم المزيفنعم نحن بانتظار انقشاع ظلمة الاسلام السياسي

هل هناك تشابة ؟
فول على طول -

يقول الاستاذ اليامى الذى نحبة كثيرا ونحترمة أكثر : من يدعي امتلاك الحقيقة: بائع نصاب وسمسار إمتلأ قلبه بالرعب خوفا من منافسة الآخرين الذي يؤمن أنهم سوف يتفوقون عليه عندما يعرضون بضاعتهم الأفضل. لكنه لو كان بائعا شريفا وسمسارا أمينا ما سكن في قلبه الرعب بسبب منافسة الآخرين له.انتهى الاقتباس . هذا بالظبط ما تخيلتة عن الأديان . كل الديانات تظهر بضاعتها - ديانتها - وتعرضها بصورة جيدة ولكن من الملاحظ أن المسلمين لا يعرضون بضاعتهم - ديانتهم - بقدر ما يسئون لديانات الاخرين . فى الكتب الاسلامية جميعا وفى كلام العلماء دائما ما يسئون للاخرين ليل نهار ويخشون المنافسة وذلك بمنعهم حرية الاعتقاد وهذا يثر الشك فى بضاعتهم ويؤكد كلام الاستاذ اليامى . مساكين

حكومات العرب
محايد -

مقال رائع في كلام ذكي شتم حكومات العرب بأسلوب راقي لا يفهمه الحكام لان أغلبهم جهلة متسلطين.

هناك من يسيء للكاتب
محمد -

هناك من يسيئون للكاتب بتفسير كتابته حسبما يريدرن وليس حسب ما يريده الكاتب.الكاتب في كل مقالاته التي نشكره عليها ونتفق معه ونختلف يمارس دور الناقد المخلص لأمته وهو نقد تحتاجه الأمة وهي تعيش اصعب مراحلهاالتاريخية.الكاتب ينقد المؤدلجين والمتمذهبين في كل الاديان .ولكن ان يفسر بعض الطائفيين المقالة بما يخدم طائفيتهم فهو عمل بذيء.

يا اخي
Avatar -

يا اخي الكاتب هذا ليس مقال بل ان ما تكتبه يندرج تحت مسمى الفلسفة .....لقد قرأت بعض الاجزاء مرتين او ثلاثة ........يعجبنا ما تكتب .......نرجو الاستمرار

الثورة الثقافية
سرجون البابلي -

انها الثورة الثقافية التي هي قادمة لتغسل عهر القرون العجاف وترمى الى مزبلة التاريخ كل الوسخ المتراكم

القبول بالخنوع
كريم البغدادي -

الحقيقه المقتوله هي ان الانسان العربي خنع لحكامه الشرهين ويصدقونهم هم يمتلكون كل شيء وهو يريد العيش بالقبو ولاينتفض لكرامته السبب فينا لم ننتفض حتى لو كان زاني واب عاهر ونحن الاخيار اولاد الاخيار ، اجرمنا بحق الله والانسانيه ب الركون للظلم