فضاء الرأي

2014 عام داعش بامتياز وحشي مخزي معيب

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تعودت الشعوب في غالبية الكرة الأرضية مع انقضاء عام مضى على إطلاق صفة واحدة جامعة لذلك العام وما عاشه كل شعب خلاله. وضمن ىسياق هذا العرف إذا أردنا عربيا إطلاق صفة جامعة مانعة لعام 2014 كما عاشته غالبية الأقطار العربية، لأطلقنا عليه صفة أو تعريف " عام داعش بامتياز وحشي مخزي معيب". وذلك لعدم انشغال غالبية العرب والمسلمين ودول العالم مجتمعة بموضوع كما انشغلوا بموضوع دولة الإرهاب الداعشية التي تطلق على نفسها صفة ( الخلافة الإسلامية ). وأفضل دليل على هذا الإنشغال العالمي هو تشكيل التحالف الدولي من عدة دول عربية وعالمية لمحاربة داعش. أمّا عربيا فكان الإنشغال بموضوع ووجود داعش لم يسبق لأي موضوع ان اتخذ صفة الدم هذه التي أسالها الداعشيون القتلة في العديد من الأماكن والمناطق خاصة في العراق وسوريا. وللتذكير بهذه الجرائم الدموية لعام 2014 نكتفي بما يشبه العناوين التالية:

جرائم داعش بحق مسيحيي وأيزيديي العراق وسوريا،
هذه الجرائم التي لم تترك وسيلة دموية إلا ومارستها من قتل وتدمير الكنائس وحرقها وتكسير الصلبان وتهجير المسيحيين وسبي النساء وفرض ما اطلقوا عليه "الجزية" على المسيحيين والأيزيديين الذين لم يتمكنوا من الخروج من مناطقهم ومدنهم، وأبشع هذه الجرائم سبي النساء المسيحيات والأيزدييات وإجبارهن على ممارسة الجنس مع عناصر داعش الإرهابيين وبشكل لا مثيل له في التاريخ حيث روت بعض السيدات الناجيات مشاهد رعب لا يتصورها العقل البشري أو الحيواني، حيث كان إرهابيو داعش يمارسون الجنس مع بعض السيدات حوالي مائة مرة يوميا وفي أيام الحيض أيضا، لدرجة أنّ بعضهن فقدن غالبية المشاعر الإنسانية بما فيها القدرة على التبول، مما جعل بعضهن يتمنين ويفضلنّ الموت على هذا الرعب. وقد عبّر بيان "المنظمة الآشورية المسيحية الديمقراطية" في العراق يوم الحادي والعشرين من يوليو 2014 عن هذا الواقع اللامشرف للبشرية قائلا: " جرائم داعش اليوم في العراق بحق المسيحيين والأقليات العِرقية والدينية الأخرى، من قتل وسلب وتدمير دور العبادة، والأماكن التاريخية التي ترتبط وتاريخ الموصل، ترتقى لجرائم ضد الإنسانية، وأن هذه الجرائم لم تقف عند حدود مدينة الموصل، بل تعدتها لتصل إلى المدن السورية كمدينة الرقة، ولاحقًا دير الزور وباقي المناطق، فقد خلت من المسيحيين، ودُنِّست كنائسهم، ونُبِشت قبور مواتهم، وذلك يحدث في عصر المدنية والمعرفة، والعالم كله يتمكن من التواصل مع بعضه في القرن 21، ولا أحد يحرك ساكنًا ".

حجم الإعدامات التي قام بها الداعشيون،
حيث وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان ما يزيد على ألفي حالة إعدام في النصف الأخير من عام 2014 فقط، طالت إعدام 930 شخصا عن عشيرة "الشعيطات" العراقية السنّية لرفضهم مبايعة داعش وإرهابها، كما طالت قرابة مائتي شخص من القادمين من عواصم أوربية لمحاولتهم العودة لبلدانهم بعد أن اكتشفوا حقيقة داعش وجرائمها.

تكشف مواهب الداعشيين في فنون الإعدام،
حيث مارسوا وما زالوا أساليب إجرامية من قصّ الرقاب إلى بقر البطون وقطع الرؤوس وتصوير كل هذه الجرائم في فيديوات ونشرها دون خجل وغياب كامل لأي ضمير، والمصيبة العظمى أنّه رغم كل ماسبق فإنّ ألافا ممن التحقوا بداعش ومجرميها عرب ومسلمون جاءوا من بلدان أوربية ديمقراطية ولدوا أو نشأوا فيها.

هل يشهد عام 2015 القضاء على داعش؟
حسب رؤيتي وقراءتي لواقع داعش فهذا لن يحدث لا في عام 2015 ولا أعوام تليه، طالما توجد بيئة عربية ثقافية تربوية تعليمية حاضنة لداعش وأساليبها، فالداعشيون لم ينزلوا علينا من مجرات فضائية بعيدة، بل هم نتاج ثقافة وتربية وبرامج تعليمية سائدة منذ مئات السنين، بالإضافة لأنظمة استبدادية قمعية تنهب حرية الشعوب وكرامتها وثرواتها وبالتالي فجحيم هذه الأنظمة لا يختلف عن جحيم داعش، وبالتالي سيّان عند ألاف الشباب سواء عاشوا في ظلّ هذه الأنظمة أم التحقوا بداعش ليعيشوا في مجتمعها ويمارسوا مع المختلفين معهم ما تمارسه هذه الأنظمة المستبدة معهم ومع شعوبهم. لذلك فسوف نعيش عاما داعشيا جديدا في أيام 2015 ولن ينجينا من جرائمها أي سلاح، كما حذّرنا عام 1972 الشاعر المرحوم "صلاح عبد الصبور" في "يوميات نبي مهزوم" أي قبل حوالي أربقعين عاما، عندما صرخ فينا ولم نسمعه:
يا أهل مدينتنا
&هذا قولى
&انفجروا أو موتوا
&رعبٌ أكبرُ من هذا سوف يجىء
&لن ينجيَكم أن تعتصموا منهُ بأعالى جبل الصمت.. أو ببطون الغابات
&لن ينجيَكم أن تختبئوا فى حجراتكمو
&أو تحت وسائدِكم.. أو فى بالوعات الحمّامات

فعلينا أن نتحمل أعواما داعشية دموية جديدة نتيجة سكوتنا وتخاذلنا وتواطؤنا معها ومع هذه الأنظمة الشبيهة لها في حالات عديدة، وأيضا رفض بعض أحزابنا الإسلامية لمحاربة داعش، ورفض بعض المراجع الإسلامية تكفيرها.
www.drabumatar.com

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أتفق معك فى أغلبها
فول على طول -

بالطبع هذا تقرير محايد جدا وموضوعى ولكن أختلف معك فى تبرير الارهاب بأن السبب هو الأنظمة المستبدة ..يمكن الثورة على الأنظمة المستبدة وهذا حق للشعوب ولكن ليس بالارهاب أو قطع الأعمال البربرية ..الكثير جدا من دول العالم ثارت على الأنظمة المستبدة فى التاريخ القديم والحديث ولكن لم تخرج منهم دواعش ..نعم داعش وكما قلت لم تهبط علينا من كوكب اخر ولكن هم أبناؤنا وأخوتنا ونتيجة لتربيتنا وثقافتنا العنصرية الكارهه لكل شئ فى الحياة والتى تحرض على قتل الاخرين ..داعش سوف تظل ولن يمكن القضاء عليها الا بحذف وتجريم التعاليم التحريضية وماعدا ذلك فهو عبث طفولى ..هل تقدرون على ذلك ؟ أشك ..الجريمة الأكبر هو التبرير بأن داعش نتيجة الأنظمة المستبدة أو الفقر ..

بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
سهير عيد -

وماذا تعتقد يا سيد أحمد... هذا هو الدين الذي يتبعه أكثر من مليار شخص على كوكب الأرض وترتكب أفظع جرائم القتل بإسمه منذ اكثر من 1400 عام. واليوم نشهد جرائم داعش والقاعدة وبوكوحرام وألإخوان المسلمين وغيرهم الكثير .

تحية لك سيدي الكاتب ،وبعد
عصام حداد -

هناك عدة اسئلة خطرت ببالي وانا اقرأ مقالتك،١) ان اعمال الدواعش مرفوضة جملة وتفصيلا لانها ارهابية ووجشية سواء طالت المسلمين او غيرهم ،،يقيني ان اجرام داعش قد فتك بالمسلمين اضعاف اضعاف ما اصاب اجرامهم غير المسلمين وبحساب النسبة والتناسب فأن ضحايا معسكر سبايكر لوحده هو اكبر من نسبة القتلى من الاخوة المسيحيين والايزيديين،،فما اصابهم هو بالضبط مااصاب باقي الطوئف الأخرى لانهم عراقيين والكارثة عمت كل ارض الرافدين فلماذا تركز في مقالك على غير المسلمين وتأتي بكلمات قليلة لتذكر اجرامهم بحق شريحة بسيطة من المكون السني؟؟،٢)هل يعتقد الكاتب ومعه الاخوة القراء ان استلام الاحزاب الدينية لزمام الحكم لما يسمى بدول الربيع العربي كان بمحض الصدفة ام بغفلة من الزمان ليطيحوا باعتى النظم الاستبدادية والتي حكمت عشرات الاعوام بقبضة فولاذية ،ام كانت هناك اياد خفية سهلت لها الوصول ؟؟؟ ٣)اذا كان الاجرام الداعشي هو نتيجة لتعاليم الاسلام وتربيته ،فكيف بقيت كنائسهم وصوامعهم بمكانها دون ان يمسها اذى طوال تلك القرون؟؟واذا ثقافة الاسلام مبنية على القتل والذبح فكيف تمكنت تلك الطوائف ان تعيش بأمان وتواصل حياتها الطبيعية كل تلك القرون ،وقد أكد أسقف الموصل ومن على صفحات ايلاف بأن المسيحيين يحرمون اليوم من ممارسة شعائرهم الدينية لأول مرة من آلاف السنين ؟؟؟

الى السيد عصام حداد
فول على طول -

اولا أنا لا أوافق اطلاقا على تهجير أى بنى ادم ولا قتلة ولا طردة ولا انتقاص من حريتة مهما كانت ديانتة ولكن تعليق 3 يخلط الأوراق وربما عن غير قصد . أولا تم طرد وقتل كل المسيحيين والايزيدين تقريبا أى نسبة طردهم وقتلهم مائة بالمائة علاوة على أن المسيحيين والايزيدين طردوا من بلادهم لأنهم كفار وتم طلب الجزية من المسيحيين - وهم صاغرون - بناء على نصوص مقدسة كلنا نعرفها علاوة على أن المسيحيين والايزيدين غير مسلحين وليسوا فى خصومة مع أحد وليسوا طرفا فى نزاع مع أحد ولكن هم بشر مسالمون ويعيشون فى بيوتهم وفى بلدهم بالاضافة الى أن الأقليات عددها قليل أصلا ولو كان عددهم عشرات أو مئات الالاف فان طردهم جميعا وقتلهم يعنى تطهير عرقى بنسبة مائة بالمائة وهكذا تحسب النسبة والتناسب التى تتكلم عنها ولا تحسب أن قتلى المسلمين مليون وقتلى المسيحيين عدة الاف فهذة نسبة خاطئة . ثم أن الشيعة والسنة وكل المسلمون يتفقون على أن غير المسلمين كفار ويجب معاملتهم كما عاملتهم داعش . ولكن فى المقابل الحرب بين الشيعة والسنة مذهبية و سياسية على مناطق نفوذ ومكاسب والفريقين مسلحان أى كفو بعض كما يقولون ..الشيعة يجدون مناصرة من ايران والسنة من دول الخليج وخاصة السعودية أى مجرد قتال غرماء وليس من أجل الجزية أو طرد أحد المذاهب من العراق ولكن على مناطق نفوذ ومكاسب كما هو معروف للجميع . وبقية تعليقك بأن داعش ليس من تعاليم الاسلام وأراك تسأل عن بقاء الكنائس حتى تاريخة فكل هذا الكلام تم الرد علية مرات عديدة ولا داعى لتكرارة ..لن ينفع الكلام .

التعليق رقم 1 فول
Murad -

الى صاحب التعليق رقم 1 فول ؛ عندما بدأت في قرائه تعليقك أعجبني ما ورد به في البدايه من موضوعيه ومنطق ولا يسعني ألا موافقتك الرأي فيما سردت ، لكنك للاسف وفي السطرين الأخيرين وكعادتك قمت بمجانبه الواقع وعدت الى التهجم بشكل مبطن واظهرت نفسك وكانك تتفق مع كاتب المقال الذي كان موضوعيا ومهنيا وصادقا في كتابته ، حيث أنه طرح الموضوع طرحا دقيقا واصفا هؤلاء المارقين المجرمين وممارساتهم الارهابيه بصفه لا يستطيع عاقلا أن يختلف معه بمجمل ما كتب وليس بجزء منه . سوف تقول لي أنك لم تطلب رائي ؛ ولكني اعطيت نفسي ألحق للتعبير عما أراه ، ولا أعتقد أن لديك مشكله في ذلك لانك من مؤيدي الرأي والرأي الأخر !!!!!

دير ياسين
شمس -

الغريب أنه لم نكن نسمع قط ( ولازلنا ) بمثل هذه الأفكار وهذه التحليلات بعد كل جريمة إنسانية ترتكبها الصهيونية طوال أكثر من ستين عاماً من اغتصابهم أرض فلسطين ..لماذا فقط الآن يُحمّل الدين الإسلامي وتحمّل طرائق تقديمه لأتباعه جريرة ماترتكبه داعش وغيرها من منظمات ارهابية من جرائم .. لم نسمع قط من قبل أن أحداً حمّل الديانة اليهودية وطرائق تقديمها لأتباعها جريرة الجرائم الصهيونية طوال هذه السنين .. الحقيقة التي لامراء فيها أن الأديان جميعها بريئة من كل فعل يقوم به الشواذ من أتباعها ..لماذا فقط الإسلام وحده يتعرض لكل هذا الضرب والطعن.. مما يؤسف له أن من أتباعه من حَمَلة القلم من أشهر سيفه ورمحه دون وعي وانضم مع كل ضارب وطاعن .

ذر الرماد
خوليو -

تعليق رقم -3- للسيد عصام حداد هو بالضبط لذر الرماد في العيون ويحمل فكر داعشي على الرغم من مهاجمته نظرياً ، فليقل لنا هذا السيد من هي السبايا التي بيعت وسُبيت كجواري أهن من المسلمات أم من غيرهن والأصعب من ذلك هو لماذا ؟ أليس هذا الفعل سنة قام بها السلف الصالح ورئيسهم عند تأسيس هذا الدين ؟ وأما السؤال الحاضر دوماً هو لماذا الآخرون من غير الذين آمنوا موجودون طالما دين الحق مؤسس على قتل الآخر ؟ سؤال يبدوا ذكياً ولكنه يحمل شوفينية عيقة متأصلة ، لأن عقيدة الإسلام تسمح بإبقاءهم شرط دفع الجزية ، وهذه الجزية هي فعل إرهابي لأنه يهمش الآخر ويجعله ذليل ولاحق له سوى في الصلاة وكأن الصلاة هي حق من حقوق الإنسان يمكن منعه ، أما التهميش والمنع وعدم المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية فهذه لا ذكر لها عند السيد الحداد ، ومن ناحية أخرى هل للسيد الحداد أن يعطينا عدد سكان سوريا الطبيعية ومصر عند غزوة الذين آمنوا لتلك البلاد التي كان الدين المسيحي فيها هو السائد ؟ ياسيد من يقي منهم اليوم هو لاأكثر ولاأقل من الذين تمسكوا بعقيدتهم وقبلوا دفع الجزية المذلة ، وأما بقاؤهم اليوم فهم محميون من قبل قوانين حقوق الإنسان العالمية ولأن الذين آمنوا يعرفون أن مصالحهم ووجودهم متعلق بإبقاء هؤلاء على قيد الحياة لأن البشرية لن تتحمل إفناء الآخر .

افتخروا بداعش
Abd alnaser -

الان تألم ضميرك بجرائم داعش ضد الانسانية ، داعش امتداده منذ 1400 سنه والى اليوم ، أمثال الداعشيين كثرة والله يزيدهم من الاخوانجية وحماس والنصرة و احفاد الرسول ومئات الفصائل الاجرامية التي اتخذت أسماءهاا صفة اسلامية وكان الاسلام جاء فقط للحرب والقتل وليس للحياة والعيش بسلام ،

داعش صناعة قرانية!!!
عراقي+++ -

وهي تطبق الاسلام الصحيح المذكور في اللوح والسنة . وكل غير ذلك فهو نفاق ورياء

الى السيد مراد
فول على طول -

أنت لم تقل لى ما هو الخطأ فى تعليقى ؟ أو ما هو الذى لم يعجبك ؟ أنت فقط تقول أن التعليق لم يعجبك - نصف التعليق - ولكن لم تذكر السبب ؟ هل التعاليم التحريضية لا توجد فى الدين الأعلى ؟ هل لم تسمع عنها ؟ هل هى من تأليفى ؟ هل أنا كاذب ؟ هل تريد أن أجئ لك بالنصوص التحريضية وأنا مستعد لذلك ؟ ما الذى جعل داعش تطرد المسيحيين والأزيدين ؟ وتسبى نساءهم وتبيعهم فى سوق الرقيق ؟ ألا توجد نصوص دينية لذلك ؟ لماذا يطالبون المسيحيين بالجزية ؟ أليس بناء على نصوص دينية مقدسة ؟ هل عند رد ؟ أما يعجبنى ولا يعجبنى فهذا ليس حوار ..وأنا لم أمنع أى معلق من الحوار