بوتين وسوريا كصدام والكويت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ألا يُذكركم منظر بشار الأسد، وحيدا، مكسور الخاطر ومرتبكا، في حضرة القيصر بمنظر رئيس حكومة الكويت (المحررة) المقدم علاء حسين (رقي الى عقيد)، وحيدا، مكسور الخاطر ومرتبكا، في حضرة صدام حسين، في الثامن من آب/أعسطس 1990، ليوقع، في بغداد، على وثيقة طلب ضم (الفرع) إلى (الأصل)، رسمياً، وأمره إلى الله؟.
فكما كان صدام حسين قد آمن بأن الكويت أصبحت في الجيب، وبأنه، بهجومه الكاسح المباغت، وضع أمريكا والسعودية وأوربا والعالم أمام الأمر الواقع، وبأنه (خلاص) أصبح الآمر الناهي في المنطقة والعالم، والوحيد الذي يحدد أسعار النفط وكميات إنتاجه وتصديره، والدول التي يبعها والتي لا يبيعها، على هواه، ووفق هواه وحده، فإن بوتين، هو الآخر، أظهر في مشهد استجوابه لبشار أنه أصبح منتشيا واثقا من أن سوريا انتهى أمرها، وانها أصبحت في جيبه الصغير، وصار من حقه أن يضع نهاية الفيلم السوري، دون إيران وحزب الله، فيستدعي عامله على سوريا، بشار الأسد، ليطلب منه مفاتيح القصر الجمهوري دون نقاش.
وكما أخطأ صدام حين لم يضع في حسابه أي احتمال لأي فشل أو تداعيات، ولم يتوقع أن تغضب السعودية، وتنهض أمريكا، فتجيشا ضده ثمانين دولة وتضعه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما خروج المهزوم المستسلم الذليل، بدون قتال، أو العناد والخروج في النهاية مكسرا، مثخنا بالجراح، وآيلا للسقوط، فها هو بوتين يعيد تمثيل المشهد الكويتي بتفاصيله واحتمالاته المرعبة.
فكاما استدعى صدام العقيد علاء حسين، رئيس الكويت المجرد من السيادة والكرامة والصلاحية، ليوقع في القصر الجمهوري ببغداد، وهو وحيد، على وثيقة تسليم الكويت، وهو لا يملك من أمرها أي شيء، يستدعي بوتين رئيس سوريا المجرد من السيادة والكرامة والصلاحية ليوقع، في الكرملين بموسكو، وهو وحيد أيضا، على وثيقة تسليم سوريا، وهو لا يملك من أمرها أي شيء.
وكما راح صدام حسين وأعوانه يُحصون أرباحهم من الاحتلال، ولا يتوقعون خسارة، فإن بوتين وأعوانه، أيضا وكما يبدو، لا يحصون سوى أرباحهم من احتلالهم لسوريا، دون خسارة، أيضا.
&فبعد شهر من احتلال الكويت صرح نائب رئيس الوزراء سعدون حمادي بأن الطاقة الإنتاجية البترولية للعراق الجديد، بعد ضم الكويت، ستصل الى 5.5 مليون برميل يوميا، وستصل الإيرادات البترولية الى أكثر من 50 مليار دولار سنويا، الأمر الذي سيمكن النظام من سداد ديونه الخارجية في عامين أو ثلاثة، معتبرا عقوبات مجلس الأمن الدولي، ومنها الحصار الاقتصادي الصارم والجاد، مجرد حبر على ورق، وإجراءً شكليا لا قيمة له، مستندا إلى وهم حدوث (صفقة) مع الولايات المتحدة الأميركية، آجلاً أم عاجلا، تغض الطرف، بموجبها، عن عودة (الفرع) إلى (الأصل) وهي صاغرة.&
وكان رهان النظام، يومها، على أن الزمن كفيل بتعويد الآخرين على الواقع الجديد. صدام حسين نفسُه في أكثرمن خطاب كان جازما بأن حربا من أي نوع لن تقع، وبأن كل ما يصدر من أمريكا وأوربا مجرد كلام، وجعجعة فارغة سوف تتلاشى مع الأيام.
وبوتين بدخوله المفاجيء إلى سوريا، موهوما، فقط، بانتصاره المؤكد المضمون في حلب وحماة وحمص ودرعا واللاذقية والغوطة ودمشق، كفيل بتركيع أمريكا الملتهية المترددة، وحلفائها الأوربيين المشغولين بهموم اللاجئين، والترك الغرقى بمتاعب الداخل والحدود، والسعوديين المتورطين في اليمن، فيضع سوريا في جيبه الصغير، محررة من أهلها، وبطلب من (رئيسها).
هكذا رأى هو نفسه. أما نحن فنرى شيئا آخر مختلفا تماما. نرى أنه وضع نفسه بين طرفيْ كماشة لا ترحم. فإما الحل الذي ما أراده ولا تمناه مقابل خروجه من سوريا بسرعة وقبل فوات الأوان، أو العناد والمكابرة وانتظار الحل السراب ليغرق أكثر في أفغانستان الجديدة التي لا يستيطع أن يتحمل أعباءها.
هل تأملتم صورة بشار أمام بوتين في غرفة الاستجواب المعيبة؟ (رئيس) مغلوب يقف صغيرا متضائلا يبتسم ببلاهة ليشكر القيصر على احتلال بلاده، وعلى قتل شعبه، وعلى تدمير ما تبقى من منازل ومستشفيات ومدارس وجسور وسدود، مقابل بقائه في القصر الجمهوري حماية (للشرعية) و (للسيادة الوطنية)، وحفاظا على (وحدة) الشعب السوري، مع الامتنان.&
ولأول مرة أطرح سؤالا وأنا أعرف جوابه. ماذا لو اختارت أمريكا وأوربا ودول المنطقة، تركيا والأردن والسعودية وقطر والإمارات، سياسة الطرق الملتوية التي ينتهجها بوتين نفسه، فشنقه بحبال تشبه حباله، فتغدق على فصائل المقاومة بأسحة تحرق الدروع، وبأخرى تسقط الطائرات، فتصمد المقاومة، ثم، على الجانب الآخر، تطول اللقاءات، والحوارات، والتجاذبات، والتقاطعات، والاقترحات، والاقتراحات المعاكسة، حول الحل السياسي السوري الذي لا يملك بوتين غيره، ولا يستطيع قبول سواه، فتطول الحرب، شهورا، أو عاما أو عامين، مذا سيحدث؟
ألن تكون نهاية بشار كنهاية العقيد علاء حسين، ونهاية بوتين في سوريا كنهاية صدام حسين في الكويت؟
التعليقات
الكويت
امين -بوش الاب الرئيس الامريكي ايام غزو الكويت . قال بعد ان انتهت الحرب . كنا نقول لصدام اخرج من الكويت ولكننا نريده ان يبقى حتى نلحق به الهزيمة . يقول كنا نستفزه بتصريحات تقلل من شأنه مما ساعدت هذه التصريحات على تشبثه في البقاء بالكويت عنادا وهو ما كنا نبغيه ( وحسب تعبيره كنا نحبس انفاسنا ان يسويها ويترك الكويت ). وكان الثمن ليس الحاق الهزيمة بصدام وانما تدمير العراق وبنيته التحتية وحصار اقتصادي وعسكري لم ير شعب مثله من قبل دام 13 سنة . كانت كسنين يوسف . واخوة يوسف كانوا يضحكون عليه وعلينا . من بطل التحرير القومي الى ان دخلت فرق التفتيش في قصوره وغرف نومه لاذلاله واذلال شعبه . ويقول بعد ذلك لن اترك العراق الا خرابة . . وفعل ! .
تشبية فى غير محلة
Ali -ربما يشبه المعارضين للتدخل الروسى فى سوريا بتدخل السوفيات فى أفغاتستان, وهذا معقول لحد كبير, ولكن تشبيهه بأحتلال العراق للكويت ما ينفعش أبداً.. هل بوتين مثل صدام؟, وهل روسيا مثل عراق صدام حسين؟, وهل الكويت كانت تعانى من حرب أهلية حينما غزاها صدام؟.. ولكن الكاتب تغاضى عن هذة التساؤلات البديهية لكى يصل إلى غايتة وهى تشبية بشار الأسد ولقاءة مع بوتين فى موسكو بالعقيد الكويتى علاء حسين الذى لم يسمع عنة أحد قبل غزو الكويت ولقاءة مع صدام حسين فى بغداد,, تكرة بشار تحب بشار ولكن هذا التشبية ليس فى محلة أيضاً, بوتين لم يعين بشار الأسد رئيس لسوريا كما عين صدام حسين العقيد الكويتى علاء حسين رئيس للحكومة الكويتية ونحن لا نعلم ما دار فى لقاء بوتين وبشار وكان من مصلحة بوتين أن لا يظهر كلقاء حميم لأن روسيا تزعم أنها أتت لسوريا لمحاربة الأرهاب وليس لدعم بشار ضد المعارضة وتريد أحراج أمريكا وتبدو كوسيط فى الأزمة السورية وليس المناصر لأحد الأطراف وحتى أقترحت تقديم حماية جوية للجيش الحر!.. ربما تفشل مهمة روسيا فى سوريا مثل فشل الأتحاد السوفياتى فى أفغانستان ولكن بالقطع ليس مثل فشل مغامرة صدام حسين فى الكويت...
لايوجد شبه
كريم الكعبي -لايوجد شبه بين الحالتين ايها الكاتب فبشار شارك بقواته بعملية تحرير الكويت . سؤالك في نهاية المقالة كان جوابه عند الرئيس الاسرائيلي نتنياهو المتلفز الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذه الدول التي ذكرتها هي الحليف الستراتيجي لاسرائيل وهي التي تنفذ مشاريعا في المنطقة وما تطلبه منهم ينفذ بالحرف وفصائل المقاومة التي سميتها انت هي داعش والنصرة وجيش الحر الذي ليس له وجود جيش من ورق انتجتها مخابرات اسرائيل وامريكا نعم انها الدول المذكورة في مقالتك هي ادوات اسرائيل لتدمير المنطقة . مضحك ان تسمي الرئيس بوتين بالموهوم بضرب طائراتهم قوات المقاومة الداعشية واحرجت امريكا ودول الخليج وعرتهم امام الرأي العام العالمي بالتأكيد العرب ليس لهم رأي غير رأي حكامهم من عمليات الحلف الدولي لمدة سنة وداعش تتمد في سوريا. كأنك لم تشاهد ماذا قال المندوب الروسي في مجلس الامن للضيف القطري فخرس الى خروجه من الجلسة
بلا طائفية
عراقي -طالما بقى المنطق والعقل العربي أسير خرافة الطائفية وشيطنة الشيعة وإيران (بديلا عن الصهيونية وإسرائيل) فإن نظرته للأمور تبقى قاصرة ومعياره معيب. تذكروا كيف كان صدام شيهدا والقذافي ملعونا لأسباب طائفية بحتة لتدور الدائرة وتقع في سوريا التي أستطاعت الطائفية الجاهلية أن تمنح نصرا لبشار لم يطلبه. .
مقارنة غير موفقة
علي البصري -الصراع في المنطقة محورين امريكا وحلفائها من حكام الخليج والارهاب المتمثل ب 85 % من فصائل مايسمى بالثورة السورية في مقابله روسيا وسورية وايران وحزب الله والثلاثة الاخيرة صراع وجود ،المخطط شرق اوسخ جديد دول طائفية تتقاتل وحروب تدمير تحت اسم ربيع او تحرير وغيرها من التسميات الحرية والديمقراطية التي لااعتقد ان حلفاء المحور الاول يريدونها انما مشروعهم واضح وغني عن التعريف وما يجري في سورية من مذابح وقتل في المناطق الخاضعة للارهاب الذي استورد الى سورية بجسور جوية من انحاء العالم.
الراجل اللي في الصورة
جبار ياسين -هو الراجل بيقول ايه ؟ والله انا مش فاهم حاجة . هو فاكر الروس دول مين ، بجم والا ايه؟ هو صدام التكريتي زي بوتين القيصري ؟ أفغانستان ايه والكويت ايه ، هيه الحرب الباردة خلصت من زمان و دلوقت احنة بحرب مش باردة . دي سخنة وبتشوي الناس . الدب الروسي ده بيفكر وحاسب حاجات كتير . الكاتب بيتصور انو حيخاف من السعودية علشان تدي الولاد دول كم صاروخ حيجيبوهه من اليمن . مهو خلصت .طيب ، بشار ده دكتاتور . محنا عارفين من اليوم اللي كان الكابتن الزبيدي ضيف عنده .بس اللي حيجي بعده ده ديناصور إسلامي .انه مش فاهم هو ليه زعلان من بوتين ، مهو انت ياكابتن كنت مع صدام والخال بتاعو ، اسمو ايه ، خير الله طلفاح وانت زغير ولغاية لما هربت ورحت للسعودية ورحت مع برايمر و دلوقت مش عارف مع مين ؟هو بس انت يعني تروح وتجي ؟ماهو بشار بيروح ويجي زيك . ثم هو مش صغير . الراجل الرقبة بتاعو أطول من بوتين والا انت ماتشوفش حاجة .طيب هو السلاح الروسي ليه مبيقتل الا الأطفال وااشيوخ والنساء وليه هو بيدمر بس المستشفيات والمدارس . هو موجه كده ، زي سلاح الحوثيين ، يعني ومايصبش حاجة تانية ؟ والله غريب الراجل ده اللي بيخليني اكتب باللهجة بتاع اخوانا المصريين .
وبئس التشبية
فول على طول -واضح حتى للعميان أن بشار سوف يرحل ولن تبقى سوريا بل ستصبح مثل العراق واليمن وليبيا ..وكل هذا لا يهم فى نظر الطائفيين والمتعصبين ولكن المهم هو رحيل بشار والسبب لأنة يخالف دين الأغلبية والمنصوص علية فى اللوح المحفوظ . ومن أول سطر تعرف ديانة أو مذهب اى كاتب عروبى أو اسلامى كما فى حالة ابراهيم الزبيدى . ونحن نسأل الكاتب هل حكام دول الجوار أفضل حالا من بشار مع شعوبهم ؟ وماذا تعنى المعارضة المعتدلة ..هل تقصد أن سلاحها خامل لا يقتل ؟ أم أن هناك قتل حلال واخر حرام وهذا يعتمد على مذهب القاتل أو القتيل ؟ وما الفرق بين داعش والمعارضة المعتدلة ؟ وماذا عن شرعية الأسد ..أليست تشبة شرعية عبد ربة منصور هادى فى اليمن ....أم أن شرعيتكم لها وجوة عديدة ؟ لماذا تريدون رحيل الأسد وعودة رئيس اليمن وكلاهما رئيس شرعى ؟ وواضح جدا أنك ترحب بتسليح المعارضة - المعتدلة - والتدخل الأمريكى ودول الجوار ..وفى نفس الوقت ترفض التدخل الروسي ..أليس هذا ازدواجية وانفصام شخصية عند المؤمنين ؟ الروس أتوا الى سوريا بناء على طلب من الرئيس السورى وليس مثلما فعل صدام فى الكويت ..القراء أذكى من أن تخدعهم بهذة المقارنة السخيفة . أى عاقل وفى مثل هذة الظروف سوف يشجع على بقاء الأسد - بالرغم من مساوئة التى تقولونها - حتى يحافظ على الدولة وكيانها ووجودها وحدودها ولكن الطائفية والمذهبية والكراهية أعمت قلوبكم وأفهامكم ولا قيمة للأوطان والقتل والتشريد عندكم ولكن المهم هو الانحياز الى مذهبكم وعنصريتكم . خسئتم جميعا
تشبيه ا يطابق الواقع
وفقط لاغراض مشبوهة -تشبيه لا يطابق الواقع وفقط لاغراض مشبوهة وتفكير حاقد ضد بوتين لان بوتين ضرب داعش الخلافة الاسلامية والقاعدة الارهابية ضربات مميتة بدا الدواعش حملة تشويش وتشويه ضد بوتين ونقول انه لا مجال مقارنة بين صدام الدكتاتور الصغير االدي غزى الكويت بموافقة امريكا وبسبب السياسة النفطية للكويت والمضر بالاقتصاد العراقي وبين بوتين رئيس دولة عظمى يحارب الارهاب الاسلامي العالمي داعش الخلافة الاسلامية انشري يا ايلاف
بالتحديد
متفرج -لا يمكن تشبيه بوتن بصدام ولا سوريا بالكويت ، صدام رغم كل التحريفات والتشويهات ورغم أنف الطائفيين والصفويين هو باني العراق ، جامعات ومستشفيات ومعاهد وطرق مواصلات وصناعة ومشاريع من كل الأنواع ، والذي لا يصدق فليقارن عراق الامس بعراق اليوم ، وسوريا ليس كالكويت ، الكويت كانت جزأ من العراق تاريخيا وامتدادا له وأقول كانت لان التركيبة السكانية للكويت تختلف جذريا عن تركيبة العراق - رغم ان الجهود الآن جارية وبدعم غربي لتغييرها وجعلها مماثلة لتركيبة العراق من خلال الضغط المستمر والمركز لتجنيس البدون ، فهل سوريا كانت امتدادا لروسيا ؟
قلم ماجور
اثير -كل ما ذكرته لا قيمة له وكنت فاشلا في التشبيه ولكن اعجب ما ذكرته هو الاتي ولأول مرة أطرح سؤالا وأنا أعرف جوابه. ماذا لو اختارت أمريكا وأوربا ودول المنطقة، تركيا والأردن والسعودية وقطر والإمارات، سياسة الطرق الملتوية التي......بالله عليك و متى كانت هذه الدول تسلك مع العرب والعراق خاصة غير الطرق الملتوية. قبلك كتب مأجور اخر مهددا بوتن بالدول الإسلامية المحيطة بروسيا ماذا دهاكم يا ناس هل الموقف الروسي اصابكم بالخرف يكفي ان تشاهد القنوات الأمريكية لترى الهستيريا الإعلامية من الموقف الروسي.