فضاء الرأي

لا للإرهاب ولا لإزدواجية المواقف اتجاهه

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&


كنت وما زلت وسأظلّ ضد كل أنواع الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء في أي مكان من أماكن وجودهم وفي أية دولة، أيا كانت قومية أو جنسية أو ديانة مرتكب هذه الأعمال الإرهابية ، وكانت آخر إدانة مني للإرهاب قبل أيام قليلة في هذا الموقع عندما أدنت بوضوح الإرهاب الإجرامي الذي ضرب العاصمة الفرنسية باريس وأوقع 129 قتيلا وما يزيد عن 325 مصابا وجريحا، وفنّدت رأي القلة الذين حاولوا تبرير هذا الإرهاب بشكل غير مباشر من خلال ربطه بجرائم الإستعمار الفرنسي للجمهورية الجزائرية الذي استمر أكثر من 130 سنة وأوقع ما يزيد عن مليون قتيل جزائري.

و أيضا لا.. لإزدواجية إرهاب عن إرهاب بيفرق
من المؤكد أنّ الجميع يلاحظون أنّ ردود غالبية دول العالم تختلف إزاءالأعمال الإرهابية رغم أنّ نتيجتها واحدة حيث قتل وجرج وإصابة أبرياءلا علاقة لهم بسياسة بلدانهم فهم مواطنون عاديون تمّ قتلهم في أماكن عملهم أو تجولهم أو اثناء مشاهدتهم عملا فنيا وغيرها من أماكن تواجدهم. وكي ندرك نوع وحجم هذه الإزدواجية علينا التذكير بردود فعل دول العالم إزاء عملين إرهابيين شهدتهما فرنسا وكيف انتفض العالم كله شعوبا ورؤساء ووزراءا، وبالطبع يستحق ذلك العملين الإرهابيين هذا الاستنفار وهما:

الهجوم على صحيفة شارلي إبدو،
الذي وقع في باريس بتاريخ السابع من يناير 2015 وتبناه تنظيم القاعدة معلّلا ذلك العمل الإرهابي بنشر الصحيفة رسوما مسيئة للرسول "ص "، وأوقع الهجوم وما تلاه من مواجهات 20 قتيلا من بينهم منفذو الهجوم الثلاثة وإصابة 11 آخرين. كانت ردود الفعل مذهلة بكل المقاييس فقد شهدت العديد من عواصم العالم مظاهرات صاخبة تندّد بذلك العمل الإرهابي ، كان أكبرها تحشيدا مظاهرات فرنسا خاصة التي جرت تحت اسم " مسيرات الجمهورية " حيث شارك فيها قرابة أربعة ملايين مواطن، منهم حوالي مليونين في مسيرة العاصمة باريس ، وقد كانت المفاجأة مشاركة قرابة خمسين من رؤساء وقادة العالم في هذه المسيرة، وهو تجمع رؤساء وقادة لا أتذكر أنّه حصل قبل ذلك.

وهجوم باريس الأخير،
حيث انتشرت مظاهرات احتجاج عارمة في غالبية دول العالم، وتمّ رفع العلم الفرنسي في هذه التحشدات وعلى شرفات المنازل، وأضيئت أبراج عالية في اكثر من عاصمة بألوان العلم الفرنسي، ولا يمكن احصاء عدد المقالات والبيانات المندّدة بذلك الإرهاب بغالبية لغات العالم، وأكرّر للمرة المليون بأنّ ذلك الإرهاب وغيره يستحق كل هذا الاستنفار الرافض المندّد لأنّه انتهك حياة أبرياء. و في كتاب المسلمين ، كتاب الله تعالى القرآن ، يقول: " مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ".

وهل شهدت عمليات إرهابية اخرى نسبة من هذا الشجب والإدانة؟
هذا ما قصدته من ازدواجية المواقف المرفوضة في عنوان المقالة،& فالإرهاب ضد المدنيين الأبرياء ينبغي أن يواجه بنفس المستوى من الشجب والإدانة أيا كانت جنسية وقومية وديانة ضحايا هذا الإرهاب، وهذا القياس الواحد تفرضه القيم الأخلاقية وأهداف التعايش السلمي بين كل البشر. فهل شهدت كافة العمليات الإرهابية في كافة دول العالم نفس المستوى من الشجب والإستنكار والإدانة؟. الجواب: لا..لا...لا..فبعض هذه الجرائم يتم السكوت عليها وأحيانا رفض علني لإدانتها.و يكفي مثالين من هذا السلوك الدولي المزدوج . الأول الموقف من وإزاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني وهي جرائم يحتاج احصاؤها إلى مجلد من الحقائق والوثائق، لذلك يكفي ذكر جرائم قريب تاريخها يعرفها العالم أجمع. جرائم ومجزرة "قانا" اللبنانية الأولى في الثامن عشر من أبريل 1996 حيث قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مركز قيادة "فيجي" التابع لقوات اليونيفيل الدولية بعد لجوء مدنيين لبنانيين إليها هربا من القصف والصواريخ الإسرائيلية في العملية التي أطلق عليها الإحتلال " عناقيد الغضب "، وكانت نتيجة قصف مركز قوات الطوارىء الدولية& قتل 106 من المدنيين اللبنانيين وجرح مئات آخرين. وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن الدولي للتصويت على قرار يدين العملية الإرهابية هذه، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أجهضت القرار باستخدام حق الفيتو. فلماذا دماء 106 لبناني لا تستحق الإدانة مثل ما جرى لضحايا باريس؟. ومثال ثان ما تعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اثناء الإجتياح الإسرائيلي الإرهابي طوال 51 يوما من الثامن من يوليو إلى السادس والعشرين من أغسطس 2014 ، حيث قتل القصف والصواريخ والطائرات الإسرائيلية 2147 فلسطينيا كلهم من المدنيين غير المسلحين بينهم 35 طفلا و 302 سيدة، وتدمير شبه كامل للبنية التحية للقطاع، إذ دمّر 52 مسجدا بالكامل وتدمير 17500 منزل تدميرا كاملا وتهجير قرابة 100 ألف فلسطيني ما زالت غالبيتهم لليوم في المساجد والكنائس والمدارس. من يتخيل هذا العدد من القتلى والتدمير ومواقف كافة دول العالم بما فيها فرنسا مجرد بيانات تطالب بوقف القتال؟.

وهل إستنكرت أية دولة اوربية أو أمريكية الإبادة الجماعية لمسلمي بورما؟
تعداد سكان بورما سابقا "ميانمار"حاليا قرابة 60 مليون نسمة، المسلمون منهم لا يقلّون عن عشرة ملايين نسمة بينما غالبية الشهب البورمي يدين بالديانة البوذية. منذ عشرات السنين يتعرض المسلمون لإضطهاد وعنف نتج عنه قتل وتشريد، وقد تضاعف هذا القتل منذ عام 2012 ليرقى إلى حد الإبادة الجماعية حيث قتل حتى الآن عشرات ألالاف من المسلمين خاصة في إقليم " أركان " ، وقد اثبت تحقيق ميداني لكلية الحقوق بجامعة " بيل " الأمريكية أنه توجد أدلة قوية على أن ما يتعرض له مسلمو بورما يرقى لحد الإبادة الجماعية. فهل سمع أحد ولو ببيان من دولة اوربية أو أمريكية يدين هذه الإبادة أو يطالب بتقديم القائمين عليها للمحكمة الدولية، كما حدث مع جرائم طاغية السودان عمر حسن البشير في إقليم دارفور؟

هذه نماذج فقط على ازدواجية المعايير الخاصة بالإرهاب لدى العديد من دول العالم، رغم أنّ الإرهاب واحد لا يوجد إرهاب يستحق الإدانة والإستنكار وملاحقة القائمين به، وإرهاب يستحق السكوت والنسيان. الإرهاب واحد والضحايا الأبرياء ضحايا لا بدّ من ملاحقة قتلتهم. لذلك أكرّر بالصوت العالي الواضح: لا..للإرهاب ضد أي مدني أيا كانت جنسيته وقوميته وديانته، و لا بد من إدانة واستنكار أي إرهاب وتقديم مجرميه للعدالة الدولية.
www.drabumatar.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المنطق المقلوب
Sam -

اتذكر ما كان يحدث للأقباط في عهود مختلفة قديمة وحديثة وهو هجوم مسلمين ( وغالباً بعض صلاة الجمعة) علي بيوت مسيحية ويقوموا بالحرق والقتل والسرقة والنهب وتعطيل دور رجال الاطفاء للوصول للحرائق وبعد ساعات يصل رجال الشرطة فيقوموا بالقبض علي مجموعة من المسلمين ومجموعة من المسيحينوعندما تتدخل القيادات المسيحية للافراج عن المسيحين يكون الثمن هو التنازل عن اي اتهام يوجه الي المسلمين والنتيجة ان المسيحين يخسرون كل شيء قتلاهم ومنازلهم بكل محتوياتها هذا غير كرامتهم نتيجة الاساءة من قبل رجال الشرطة وينقلب المجرم الي ضحية والضحية الي متهم.الكاتب يبدأ المقال بالظهور بالمظهر الإنساني ثم ينتهي بان الاٍرهاب موجود في كل الاديان وفي كل البلاد. . اما اذا ما أردت ان تقارن ما حدث في باريس في حادثة شارل أبدو والحادثة الاخيرة فممكن ان تتطابقه مع شخص او مجموعة أشخاص يرفعوا راية الصليب ويحملون الكتاب المقدس في أيديهم ويهتفون باسم المسيح ويقتلوا مجموعة من المسلمين في بلد إسلامي فلوا رأيت مثل هذه الحادثة فانا سوف ارفع لك القبعة وأُقدِّم اعتذاري لكل المسلمين. اما موضوع الفلسطينين وانت فلسطيني تعلم ان حماس تتخذ من الجوامع مخازن للاسلحة وتتخذ من المدنيين دروع بشرية ونحن في حربنا مع اسرائيل قامت الدولة بتهجير المدنيين من مدن القناة الي داخل مصر حتي يستطيع الجيش التركيز علي الأهداف العسكرية وليس المدنية وبعد هزيمة ٦٧ كانت سماء مصر مفتوحة وكانت اسرائيل تضرب أهداف عسكرية في عمق مصر ولكنها لم تقصف أبدا مناطق مدنية. وبالمناسبة لماذا لم تذكر ان اسرائيل تستقبل المرضي الفلسطينين في مستشفياتها وكان من ضمنهم عائلة اسماعيل هنية.

لا
فول على طول -

.خلط الأوراق هو ارهاب وتبرير للارهاب الاسلامى ...لا تخلطوا الأمور بين الارهاب الاسلامى المبنى على نصوص دينية والذى يرتكب ضد المخالفين لكم فى العقيدة وبين الحروب والقتال المبنى على اختلافات سياسية واحتلال ..استقيموا يرحمكم اللة . ..قتالكم وحروبكم مع اليهود أو اسرائيل يعتبر سياسي ويحل بناء على هذا الأساس مع أنكم أنتم جعلتموةة خلافا دينيا وهذة مشكلكتكم أيضا ولم تجعلوا القضية الفلسطينية سياسية . نرفض وبشدة قتل المسلمين فى بورما أو غيرها بناء على أساس دينى وطائفى أو عرقى وبمنتهى الوضوح والقوة ..مشكلتكم الكبرى أن كراهيتكم للأخرين تستند على نصوص دينية اسلامية مقدسة ولذلك لا تستطيعون الافلات منها وهذا ما تنفردون بة وحدكم دونا عن سائر البشر والأديان وهذا ما يكرهه العالم أجمع - الكراهية الدينية والارهاب الدينى المقدس - وهذا ما يكبلكم وهذا ما يجعلكنم ارهابيون بالفطرة والدين والعقيدوة ...واضح ؟ فلا داعى لخلط الأمور .

شهادات قوم منصفين ١
ترد على الانعزاليين -

على خلاف ما يروجه أبناء القسس والرهبان الانعزاليون فإن القابلية النفسية للفتوحات العربية كانت موجودة لدى سكان الشام ومصر كما يقول إدموند رباط وكان من الطبيعة الإنسانية أن تولد تلك الانقسامات اللاهوتية، والاضطهادات الدينية، نفورًا وكراهية وعداء في سوريا ومصر، حيال الإغريق في بيزنطيا، كما كانت عليه الحالة النفسية في العراق تجاه الساسانيين الفرس، الذين لم يمتنعوا هم أيضًا عن اللجوء إلى العنف وسفك الدماء لإخضاع المسيحيين، من نساطرة ويعقوبيين، إلى سياستهم المجوسية.وكان لا بدّ للأصول السامية من أن تهيء النفوس لهذا النفور نحو المملكتين العظميين في ذلك الحين، وهي التي دفعت سكان سوريا والعراق على الأخص، إلى أن يتوسّموا الخير وينشدوا الخلاص على يد الفاتحين العرب، ليس فقط من محنتهم الدينية، بل أيضًا من ظلم الضرائب وكثرتها التي كانت تثقل كاهل المكلفين في أقطار الهلال الخصيب ووادي النيل.وهذه المعطيات أجمع المؤرخون على أنها ساهمت كثيرًا بتسهيل سبل النصر للفتوحات العربية، لدرجة أنه جزموا بأن سكان هذه الأقطار قد تقبلوا العرب بقلوب رحبة، لأنهم رأوا فيهم محرّرين لا غزاة.وحسبنا الاستشهاد ببعض الأقوال من هذا القبيل، كميخائيل السرياني، بطريرك السريان الأرثوذكس في القرن الثاني عشر، أي بعد خمسة قرون من الفتح، وفي تاريخه الطويل نجد عبارات استهجان لسياسة الروم، كالتالية:لأنّ الله هو المنتقم الأعظم، الذي وحده على كل شيء قدير، والذي وحده إنما يبدّل ملك البشر كما يشاء، فيهبه لمن يشاء، ويرفع الوضيع بدلاً من المتكبّر، ولأنّ الله قد رأى ما كان يقترفه الروم من أعمال الشر، من نهب كنائسنا ودياراتنا، وتعذيبنا بدون أيّة رحمة، فإنما قد أتى من مناطق الجنوب ببني إسماعيل، لتحريرنا من نير الروم ... وهكذا كان خلاصنا على أيديهم من ظلم الروم وشرورهم وحقدهم واضطهاداتهم وفظاعاتهم نحونا.وهي شهادة رهيبة، نجد مثلها، مما يتعلق بمسيحيي مصر، في تاريخ يوحنا النيقوسي، الذي تولى أسقفية نيقو في دلتا النيل، بعد فتح مصر بقليل، وكذلك في تاريخ سواروس الأشموني، الذي جاء من بعده، وهي شهادة لا شك بأنّها تدل على ما كان عليه مسيحيو مصر وسوريا والعراق من الشعور نحو البيزنطيين والفرس من جهة، وحيال العرب المسلمين من جهة ثانية.ولأنهم قد تحققوا من هذا الوضع النفساني، الذي كان عاملاً حاسمًا في إنجازات الفتح العربي، بسرعة مذهلة، فقد ت

شهادات قوم منصفين ٢
ترد على الأفاقين -

وعلى خلاف ما يروجه أبناء القسس والرهبان ينقل الدكتور ادمون رباط عن المستشرق الهولندي دي خوج أن العرب والسوريين معًا كانوا يرون في بلاد الشام، جزءًا لا يتجزأ، مكملاً من الجزيرة العربية، وذلك بقوله ما نصّه:منذ أبعد الأزمنة، كانت سوريا موطنًا للعرق السامي، وعلى الرغم من أن الحكومة كانت، في عهد بيزنطيا، متمركزة في القسطنطينية، فإن الشعب كان بمعظمه ساميًا وحتى عربيًا، ولذلك لم يكن من أثر الفتح العربي الاستيلاء على قطر غريب، الغاية المباشرة منه جباية الضرائب من سكانه، وإنما تحرير جزء من الوطن العربي الذي كان رازحًا تحت طغيان الاحتلال الأجنبي، وبالتالي استعادة عدد عظيم من المواطنين المهيئين نفسيًا لإشراكهم بالدفاع عن مجد الله ونبيه.فتح سوريا، الصادر في أوائل القرن الحالي، وفي معرض تذكيره بالتبعة التي يتحملها الإمبراطور هراقليوس، أو هرقل، في ضياع سوريا، بسبب سياسته الخرقاء، بفرض تعاليم المجتمع الخلقيدوني والمنوثلية، بوسائل شتى من الاضطهاد، وذلك مع إشارته إلى ازدياد الضرائب التي أثقلت كاهل سكان سوريا، مما حدا هؤلاء السوريين على اليقين بأن سلطان العرب سيكون أكثر رحمة وأشد حرية لمعتقداتهم. يقول هذا المستشرق الهولندي أن العرب والسوريين معًا كانوا يرون في بلاد الشام، جزءًا لا يتجزأ، مكملاً من الجزيرة العربية، وذلك بقوله ما نصّه:منذ أبعد الأزمنة، كانت سوريا موطنًا للعرق السامي، وعلى الرغم من أن الحكومة كانت، في عهد بيزنطيا، متمركزة في القسطنطينية، فإن الشعب كان بمعظمه ساميًا وحتى عربيًا، ولذلك لم يكن من أثر الفتح العربي الاستيلاء على قطر غريب، الغاية المباشرة منه جباية الضرائب من سكانه، وإنما تحرير جزء من الوطن العربي الذي كان رازحًا تحت طغيان الاحتلال الأجنبي، وبالتالي استعادة عدد عظيم من المواطنين المهيئين نفسيًا لإشراكهم بالدفاع عن مجد الله ونبيه

شهادات قوم منصفين ٣
ترد على الكنسيين -

وعلى خلاف ما يروجه أبناء القسس والرهبان لا غرو أن السياسة التي اتبعها العرب المسلمون منذ أول فتوحاتهم قد أعدّت تلك الجماهير في البلاد التي دانت لهم، إلى تقبل سلطاتهم، وهي سياسة كانت، هي أيضًا، فتحًا بذاتها، في عالم الفكر والدين. ومن المعلوم أنها استندت إلى آيتين كريمتين، الواحدة التي تقضي أن "لا إكراه في الدين"، والثانية أن على أهل الكتاب، الذين يختارون البقاء على دينهم، على أن "يعطوا الجزية " فمن الممكن، وبدون مبالغة، القول بأن الفكرة التي أدّت إلى انتجاع هذه السياسة الإنسانية "الليبرالية" إذا جاز استعمال هذا الاصطلاح العصري، إنما كانت ابتكارًا عبقريًا، وذلك لأن للمرة الأولى في التاريخ انطلقت دولة، هي دينية في مبدئها، ودينية في سبب وجودها، ودينية في هدفها، ألا وهو نشر الإسلام، من طريق الجهاد، بأشكاله المختلفة إلى الإقرار في الوقت ذاته بأن من حق الشعوب الخاضعة لسلطانهم، أن تحافظ على معتقداتها وتقاليدها وطراز حياتها - وذلك في زمن كان يقضي المبدأ السائد إكراه الرعايا على اعتناق دين ملوكهم، بل وحتى على الانتماء إلى الشكل الخاص الذي يرتديه هذا الدين، كما كان الأمر عليه في المملكتين العظميين اللتين كان يتألف منهما العالم القديم.هذه القاعدة التي لم تندثر في البلاد الغربية إلا بفضل الثورة الأميركية والثورة الفرنسية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر.وكان لا بدّ إذن لهذه السياسة الإسلامية، المتحدرة عن القرآن، من أن تسفر عن نتيجتين حاسمتين ما لبثت آثارهما ماثلة في الشعوب العربية، وهما قيام الطوائف المسيحية على أساس النظام الطائفي من نحو، ودخول سكان الأقطار التي فتحها العرب في دين الإسلام من نحو آخر.فتلك الجماهير الكثيفة، التي تشكل كثرة أهالي سوريا ومصر والعراق، إنما كانت تدين بالمسيحية، وقد اعتنقت الإسلام بأفواج متلاحقة، منذ القرن الأول من الهجرة بملء حريتها، في حين أن من بقي من هؤلاء النصارى، موزعين إلى طوائفهم المعروفة بتسمياتها المختلفة إنما هم شهود عدل، عبر التاريخ، ليس على سماحة الإسلام - وهو تعبير لا يفي بالواقع، لأن وجودهم كأهل ذمّة في الماضي، إنما كان مبنيًا على قاعدة شرعية وليس على شعور، من طبيعته أن يتضاعف أو أن يضعف - وإنما على إنسانية هذا الدين العربي الذي أنزله القرآن.وهو الدين الذي أقرّ لغير المسلمين، ليس فقط بحقوقهم الفردية والجماعية الكاملة، بل وأيضًا بالمو

لله درك ايها الأسد
سالم -

أثبتت الأحداث صواب رؤيتك منذ البداية ايها الأسد فلا ثورة ولا بطيخ ولا يحزنون وإنمت مؤامرة دنيئة اشترك فيها اعداء هذه الأمة وساعدهم فيها عملاؤها في منطقتنا من فبالله درك والنصر معقود بنواصيك ولا نامت اعين الجبناء

حرب على الارهاب
OMAR OMAR -

في سوريا هناك حرب على الارهاب الاتي من الخارج مجاميع من المرتزقه السلفيين جاؤوا الى سوريا فقاموا بسفك الدماء وقتل البشر واكل الاكباد والقلوب بحجه الجهاد

مساكين الذين امنوا
فول على طول -

الذين امنوا مازالوا يرددون القصص التى تؤكد التخلف العقلى والقصور الذهنى ويرددون مقولات عن الغزو الاسلامى - يسمونة الفتح الاسلامى حتى تاريخة - لا يصدقها حتى المختلين عقليا من الأطفال ويتوهمون أن الناس تصدقهم ..مساكين . يا أخى اذا طنت لا تقرأ التاريخ يكفيك الفتح الداعشى للعراق والشام وأنت تعرف تماما رحمة الدين الحنيف والعدل الذى يتصف بة والذى صدعتونا بة ولا داعى أن تستدعى لنا ِهادة علان وترتان وفلتان ..أما أن الشعوب المغلوبة على أمرها رحبت بالفتح والفاتحين فهذة مقولات تستوجب الحجر الصحى على من يقولها ولا عزاء للعقول . أتعشم أن ينشر ايلاف الداعشى تعليقاتى دون حذف أو تعديل بعد أن توقفت عن التعليق لمدة شهر كامل بسبب دعوشة ايلاف . ربنا يشفيكم وهذا كل ما نتمناة .

تعليقات
...... -

الان سيأتيك ما لم يأتوك بالفعل يا دكتور ابومطر تيار التعليقات في ايلاف

ازدواجية الكاتب
OMAR OMAR -

يبكي دائما على الارهابيين المقمليين الذين سقطوا قتلى في سوريا بفعل اعمال الشنيعه من قتل ودمار وانتهاك للحرمات فهل من اعتذار

حلقة سؤال جريء ( 431)
محمد -

"هل غزوة باريس لها علاقة بالإسلام" حلقة رائعة تستحق المشاهدة .. فتحية اجلال واكبار للأستاذين العزيزين "الاخ رشيد والاخ مجدي خليل

لماذا يمجد الكنسيون الانعزاليون اسرائيل ؟!!
............. -

شوفت بقا يا دكتور ابومطر التيار الانعزالي الكنسي والالحادي والشعوبي والطائفي والمتصهين في حوار التعليقات يصف ايلاف بالداعشية ؟! ويمجد اسرائيل و يسب ويشتم المسلمين والإسلام و ليرجمك وينعي عليك انك لم تصم المسلمين السُنة على الجملة بالارهاب ؟! كلهم كبار وصغار أطفال ونساء وشيوخ ومن في الأرحام وفي سجوف الغيب ؟! وانه لا دين للارهاب الا الاسلام السني ولا أمة ارهابية الا المسلمين السنة ؟!! بعد ذلك يمكن لهذا التيار الانعزالي ان يرضى عنك بعد ان تتبع ملته ؟! .... ولَك انت تعجب من قول احد هؤلاء الانعزاليين ان المسلم السني الجيد عندهم هو المسلم الميت ذلك الذي لم يزاول ارهاباً ولم يفكر فيه حتى مات ؟! نفس منطق اليهود الصهاينة الذي يقول ان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت .. لعنهم الله تشابهت قلوبهم انعزاليين ومتصهينين

لا لتشبيه الارهاب
هيام -

لا للارهاب ولا لتشبيه الارهاب بما لا يشبهه في شىء . ان محاولة تشبيه الارهاب باي اقتتال او خلاف او حروب سياسيه كانت او غيرها هو فقط لتشتيت الموضوع وتحويره وبالتالي تبرئة الاسلام من الارهاب . الارهاب لا يشبه اي امر اخر فالارهاب هو القتل العشوائي للابرياء ليس لاي ذنب او نوع من الخلافات بل لمجرد ان هؤلاء لا يؤمنون بنبي الاسلام والارهاب وهو ان تحقد وتكره وتقتل الاخر ليس لذنب ارتكبه بل فقط لانه لا يؤمن بنبي الاسلام وبناء على نصوص دينيه صريحه وواضحه تدعو لقتل هؤلاء الغير مسلمين وسلبهم وسبي نسائهم . وهذا ما يحصل للمسيحيين العرب في اوطانهم سواء في العراق او سوريا او مصر او غيرها فليقل لي اي انسان ما هو الخلاف مع هؤلاء المسيحيين !! او ما ذنب هؤلاء المسيحين !!ما هو ذنب العراقيين او المصريين او السوريين المسيحيين في ان تدمر كنائسهم فوق رؤسهم ويذبحوا ويقتلو ا لا لسبب الا لانهم غير مسلمين ولا يؤمنون بمحمد!!! وفي ان تختطف نسائهم وتسلب اموالهم ومنازلهم لا لسبب الا لانهم مسيحيين !!هذا هو الارهاب وحده اما الباقي فهي حروب سياسيه او اقتصاديه او صراع على ارض او حدود يعني اسبابها مختلفه ودوافعها مختلفه ونهجها ويمكن حلها ووضع نهايه لها . اما الارهاب فلا حل له لانه مبني على نصوص دينيه ولان ليس له اسباب الا لان الاخر لا يؤمن بنبي الاسلام فقط لا غير .

سؤال جريء لماذا فشلت
تعاليم يسوع بتهذيبكم ؟ -

أتوقع نهايات بشعة لصاحب برنامج سؤال جريء في الدنيا قبل الاخرةً وهو الان في فترة الامهال يا اخي كمية التحريف والإسفاف تطال الله ورسوله والمسلمين عند هذا الشخص غير مسبوقة تثبت ان المسيحية كوصايا كقيم فشلت في خلق شخصية إنسانية سوية لديه ومثله صاحب الصندوق واتوقع الاثنين يتكسبان من شتم الاسلام والمسلمين واتوقع لصاحب الصندوق نفس المصير وهو مصير كل متطاول على الله ورسوله في الدنيا قبل الاخرةً يقول الله لرسوله محمد اصلى الله عليه وسلم اإنّا كفيناك المستهئزئين صدق الله العظيم ان تعاليم يسوع قد فشلت فشلاً ذريعا في خلق نفسية سوية للانعزاليين المسيحيين وأصيبوا بسرطان الحقد الكنسي وجرثومة الكراهية بالدم. وهي أسقام لا علاج ا