فضاء الرأي

العراق: حكاية طويلة اسمها الفشل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&&الفشل في بناء الدولة الحديثة وفي ارساء أسس المجتمع المدني والحفاظ على مؤسساتهما العابرة تعريفا للسياسة ولتقلّباتها الدورية، كان ولا يزال هو أسّ الأزمات العميقة التي سنظلّ نعانيها أبدّا.&ثمّة اعتقاد وهمي بالأفضلية لإنجاز المهمّات الوطنية الأساسية. مَن أفضل من مَن؟. أحزاب وكتل سياسية ومليشيات وعشائر عاشت ولا تزال تعتاش على تلك الأوهام. أوهام تعارك بعضها. أشباح تستعمل البشر والأحياء شرّ استعمال.&الشبّيحة أصبحت مفردة سياسية متداولة مؤخرا. نحن الذين تأخرنا كثيرا في استخدامها. كان ينبغي أن نراهم في صوّرنا التي تتلاشى رويدا رويدا في المرايا المهشّمة. "ما عفريت الاّ بني آدم". يقول المثل الشعبي المصري. كانوا فينا وبيننا ثمّ استدعيناهم فلبّوا النداء.&صورة الحاضر المعتقل في سجون الماضي. وفي ما وراء المرآة. قياداتنا السياسية والحزبية والإجتماعية والدينية والعشائرية. نخبنا التي مجّدناها طويلا وسرنا وراءها كالخراف المطمئنة صوب المذبحة. وكابرنا الاّ أن نرى أنفسنا فيهم. الذوات السجينة في جلودها ستحمل حارس الزنزانة معها في خلايا الدماء وفي المسامات وفي كلّ شهيق وزفير.الوحوش التي تسكننا هي عنوان الفشل. نحن نقلّدها ونعيد انتاجها. نتجاوزها في السلبية ولا نتحرّر منها. نقارن دوما بين ظالم وظالم. أمّا العدالة التي نتطلع اليها فسوف تبقى نحيلة ومحشورة كنخلة عراقية ثكلى ما بين ظالمين.الفشل السياسي ليس دائما هو نقيض النجاح. الفشل العراقي له بعد آخر. خارج الزمان والمكان.&قالوا قديما أنّ النجاح هو المقدرة على الإنتقال من فشل الى فشل وبنفس الإرادة والحماس. فبغيرها ما تعلّمنا المشي ونحن صغار. لكنّ الفشل العراقي متآمر وخبيث في أغلب الأحيان. يتآمر على النجاح ويقصيه ويحسده بنفس الوقت. يبيع غاليا ما يشتري منه مجانا.أمراء الفشل وغلمان الإخفاقات التاريخية الطويلة يحكموننا اليوم. وأشباح الماضي التي سكنتهم طويلا تعيد انتاجهم في كلّ عصر وأوان. لا هم يتحرّروا منها ولا هم قادرون على التصالح مع أنفسهم. قادة وقيادات وقواعد. الإستثناء هو فقط في المقابر والمنافي وفي جيوب النسيان.الحرّية لها ثمن باهض. في عالم القيم الإنسانية لا شيء يأتي بالمجان. القانون الذي يكفل الحرّيات لا يسنّه الفاشلون ولا المحتلون ولا أشباه الرجال. سوف لا تكون حرّا بمجرّد سقوط الطاغية. فهو مؤسسة وعقلية ومنهج تفكير وطريقة ادارة ونظام حكم. الطغاة ليسوا أفرادا فحسب وانّما عفاريت وأشباح تتناسل فينا على هيئة بشر. وما علينا الاّ أن نراهم كلّ يوم في المرآة. مَن سيكسرها؟.&باريسsulimaner@yahoo.fr&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فشل أم
د. أحمد الجبوري -

لا نتفق مع الكاتب في أستخدام مصطلح الفشل لكونه قد يترافق أحيانا مع العمل ولكن قرينة سوء الحظ هي من تدفع الى الفشل. الحقيقة أن ما حصل وبحصل في العراق لايمكن ان يطلق عليه بأي حال من الاحوال فشل سياسي لكون السياسة تعني في الجانب الاكبر منها العمل على تحقيق مصالح . أن ما يمارسه سياسيي بغداد اليوم هو عهر وبغاء سياسي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ومبررات مثل هذا القول أن من ممارسة السياسية أصبحت مرادفة للكذب والسرقة والبيع والتملص والبحث عن المصالح الشخصية على حساب مصالح الامة والوطن. وبالتالي فجميع هؤلاء السياسيين الذين تعج بهم حانات المنطقة الخضراء هم وكلاء أعمال (يمارس السمسرة السياسية) على حساب مصالح الوطن والاهل والطائفة. الجميع يتبجح بالبناء والانجازات ولم نرى بناية أو برج يبنى؟ الجميع يتبجح بسب وشتم النظام السابق ورموزه ولا زال الجميع يعيش في كنف دولة البعث وأنجازاته الحضارية والعمرانية؟ لذلك الدور الحقيقي لسياسي بغداد اليوم هو دور تخريبي قائم على هدم منظومة قيم المواطنة والعدل والبناء التي ترسخت في العراق على مدى القرون الماضية. ومن هنا نختلف مع الكاتب في حقيقة أن ما موجود حاليا في بغداد هم ليسوا رجال دولة أو بناء ولم يؤتى بهؤلاء لممارسة مثل هذا الدور. بل هم شرذمة سياسية .

الحكومه الساقطه فعلا وقول
ناظم -

صراحة، لقد ملّت الناس مشاهدة الأفلام الايرانيه الِشيعيه المحروقة؛ هو دائمًا الفيلم التافه نفسه والسيناريو السخيف ذاته والحبكة المكشوفة نفسها والحوار الاستغبائي عينه، لكن كل مرة تحت عناوين مختلفة وجديدة يتم اختيارها لذلك الفيلم القديم؛ فتغيير العنوان أو مكان التصوير "location" لإيهام المشاهد تغيُّر المضمون لم يعد ينطلِ على أحد ولم يعد يُقنع أحدا، بالتأكيد باستثناء أسرة الفيلم من أعضاء ومناصري محور الشر اتباع ايران وحكومتهم الدميه اللاعراقيه الفاسده والعميله والخبيثه . وفي النهاية على أبطال الأفلام المحروقة أن يعلموا أنه مهما بلغ انتاجهم السينمائي من ضخامة ومهما تفنّنوا في مشاهد "الأكشن"، ومهما علا سقف الحوار وتوزيع الأدوار، سيبقى أولا وآخرا فيلمًا محروقًا غير مقنع بالنسبة للمشاهدين الواعِين، وسيبقى العنوان الحقيقي: "حلف واحد وتبادل خدمات" الى أن يُنفّذ أحد البطلَين تهديداته الدعائية بإبادة الآخر ورميه في البحر أو إزالته من الخارطة، وعندها لكل حادث حديث.

تعليق
ن ف -

لاحظتُ أنّ السياسيين في العراق منهم مَن يحبُّ إيران ويعمل لها بإخلاص تام؛ منهم مَن يحبُّ أمريكا؛ ومنهم مّن يحبّ السعودية أو قطر؛ والبعض الآخر يحبُّ تركيا، إلا أنني لم أرَ ولم أجد سياسي واحد يحبُّ العراق و يعمل على خدمته أو مصلحته. ولا يختلف المواطن العراقي كثيراً عن أخيه السياسي. فإنتماء المواطن وولاءه إما للدين، للطائفة، للحزب أو للعشيرة. بعبارة أخرى، ليس للوطن مكان في قلوب الشعب العراقي. باعتقادي، هذا هو أحد أسباب تخلّفنا عن الرّكب.

الثلاثي غير المرح
جبار ياسين -

بالتأكيد نسي اغلب الناس " الثلاثي المرح ". لكن الثلاثي الآخر الذي يخرب الأوطان هو تخالف الدين مع العشيرة والقومية . الدين لا يقدم، فهو روحانية وتهجد وايمان بالماضي . العشيرة ، ترصد للنسب وعزلة عن الآخر وعصبية خرقاء . القومية ، عشيرة مكبرة . مشكلة هذا الثالوث هو لاجغرافيته والوطن ماديا هو الجغرافية بأنواعها الاقتصادية والمناخية والسياسية ثم العاطفية . عراقنا ، الحر الأبي ، لا جغرافية له لكنه أيضا جغرافيات لا تحصى ، غير واضحة . فالقبائل العراقية تتوزع أيضا على الجيران من سوريا والسعودية والأردن والكويت الشقيق . قومياتنا كذلك ، اكرادا وعربا ،تتوزع بين تركيا وايران ودول الجوار العربي . دين الأغلبية واقصد الإسلام ، بمذاهبه ، يتوزع على العالم كله .اسرائييل في وجودها العابر حسمت الامر كله بالديانة اليهودية . كل من كانت امه يهودية يمكنه الالتحاق بالوطن الام بغض النظر عن عشيرته وقوميته . هكذا ثقافتنا الوطنية ليس لها مركز . لكن العراق استطاع في عقود وبره أخرى من استيعاب الجميع لأن فكرة الوطن لم تكن حاضرة ، بالمعنى الحديث الذي تفرضه الديمقراطية . أي مفهوم الوطن الامة ، مثل اسبانيا وفرنسا و روسيا بل حتى مصر والمغرب وتونس نسبيا .اتاتوركية تركيا انقذت البلاد من المطحنة الدينية القومية العشائرية . لكن تركيا اليوم بقطب الدين معرضة للأنهيار والتشرذم اذا استمرت الاردوغانية على هذا المنوال .قصةالعراق مثل قصة الاخضير الذي وجد اعمامه فلم يعد مطيعا . الكردي صار آريا والعربي السني صار قحطانيا والشيعي صار قريشيا والتركماني صار طوارنيا . هذه الاكتشافات " التاريخية " التي فتحها كتاب التغيير في 2003 سودنت الجميع . والحمد لله ان جيراننا يحبوننا اكثر مما ينبغي فوجدنا فيهم اخوتنا في الدين والقومية والعشيرة . نحن شعب " لملوم " وهذا ليس عيبا فكل الشعوب لملوم بسبب الهجرات . ليس هنالك من امة خالصة حتى بين شعوب الاسكيمو المنطوية على جليدها .العراق بلاد الهجرات منذ القدم كما فرنسا بلد الهجرات منذ قرنين . لكن الأمة الفرنسية قائمة و قوية بفعل وضوح الجغرافية .الفرنسي لا يعتبر نفسه غاليا لأن اجداده الغاليين السكان الأوائل . فليس بين الفرنسي استريكس وديغول أي مشترك . العراقي يعتقد انه يشترك مع حمورابي في كل شيء . الحقيقة ليس هناك من مشترك سوى الدشداشة . ثم كيف يريد العراقي ا

وجهة نظر
كامل -

المواطن الشيعي في البلاد العربية يعيش حر ومكتفي وفي جوار من الطيبة وحسن الجيرة مع باقي المواطنين من مذاهب اخرى وفجأة يأتيه مفتاح الفتنة ويستلم التلقين الكودي او الشيفرة من ايران فيتحول الى وحش هائج يريد الانقضاض والفتك بجاره العربي من المذهب الأخر ويريد تدمير الوطن ويعلن علنا على الملئ ان ولائه هو لايران اليست ايران هي حامية الشيعة اينما كانوا واينما وجدوا؟ ويتجاهل التاريخ والطبع ويحتقر الانتماء للوطن ويسخر من الامة ويدين كل السلطات العربية ويعلن انه الابن الخانع والخاضع لايران وحتى لو طلبت روحه لكي ينتقم ويدمر العرب فهو حاضر وجاهز لهذه المسألة وتكون ذخيرة الحراك والتجييش والتحريض هو تلقين سردي من طقوس عاشوراء وعذابات اهل البيت ومعركة الطف ولائحة من انواع الشتم على الصحابة وبهذه المؤونة التلقينية يتحول ليصد ويتهجم على بني قومه ويحامي ويشيد بقومية الفرس ناكرا للجميل ناعقا للخراب وباحثا عن بديل عن بلده وشرفه وكيانه واستقلاله وباحثا في قم والنجف وعبائات الملالي التحريضيين الحاقدين على ارث أل ساسان وامجاد الزردشتية