فضاء الرأي

بغداد على طريق مقاديشو

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وأخيرا.. وقع المحظور و أنفلت زمام الموقف بالكامل وبدأت الإرهاصات الحقيقية لعملية التآكل الداخلي و الإندثار العراقية مع تصاعد قعقعة السلاح و إنتشار الفوضى و تحويل بغداد لمنطقة إرهاب فوضوي وحيث يشهر السلاح علنا و تدار عمليات الإغتيال و القتل و الخطف و الإبتزاز أمام عيون الأجهزة الأمنية العاجزة عن الفعل الصريح وومارسة مهامها المفترضة في فرض الأمن و القانون.

لقد كان واضحا منذ تفشي أنباء مجزرة ( بروانة ) الطائفية في محافظة ديالى والتي أزهقت أرواح أكثر من سبعين مواطنا عراقيا تم قتلهم بدم بارد بسبب إنتماؤهم الطائفي على يد ميليشيات طائفية سائبة تشكل جزءا مركزيا من أجهزة السلطة الحاكمة وأدواتها و أمام عيون ضباط الجيش و الأمن الحكومي العراقي بأن الأوضاع باتت تتجه نحو نهايات إنقسام طائفي ليس بين المكونات و الفسيفساء العراقية فقط بل بين المكون الواحد أيضا، بعد إنهيار سلطة الدولة المركزية وسحق هيبتها و شخصيتها الإعتبارية و إضطرارها للخضوع لأمزجة و توجهات قادة العصابات الطائفية التي تمتلك السلاح و النوايا الخبيثة والتي تبرمجها أطراف ليست عراقية ومعروفة التوجه و الولاء و التبعية، لقد وعدت حكومة العبادي وهي حكومة ( مواعيد عرقوب )!! بملاحقة ومعاقبة القتلة و الإرهابيين و الفوضويين و الطائفيين السائبين ولكنها لم تراع حقيقة كون قادة أولئك المجرمين هم من كبار أعمدة الحكومة الهشة ذاتها! فمثلا ماحصل في مطار بغداد من إطلاق نار من داخل المطار على الطائرة الإماراتية قبل أيام ليس بالحدث البسيط والطاريء بل أنه خرق فظيع و مؤلم لسيادة الدولة على مرافقها الحيوية!!

ومع ذلك مر الحادث ولم تتم محاسبة أحد ولا معرفة الحقيقة الكاملة بصورة رسمية ولن يتح معرفة الحقيقة أبدا؟ فحكومات العراق العاجزة هي مجرد بئر للحرمان و النسيان و التجاهل!! وكانت قمة السقوط المدوي لهيبة الدولة ماحصل يوم 31 يناير في وسط بغداد وفي حي الكرادة بعد هجوم جماعة طائفية سائبة هي كتائب الإمام على مقر عباس المحمداوي ( كتائب حزب الله ) و إختطافه علنا ثم قيام مسلحين آخرين من عصابات العصائب و عاشوراء و سرايا الخراساني و مجاهدي عبد طيطو!! بإستعراض القوة وإرهاب المواطنين فيما الدولة مشغولة بعقد مؤتمر حول ( حوار الأديان )!!!! والذي هو في حقيقته الرثة ( حوار الطرشان )..! بعدها وعد حيدر العبادي و أمر قواته وشرطته بتنظيف بغداد من السلاح رغم أن البرلمان أصدر قرارا بتشريع حمل المواطنين للسلاح!! وقرار العبادي بإنهاء المظاهر المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة!! هو قرار لا تستطيع أجهزته تنفيذه مطلقا ولو في الأحلام، فبغداد اليوم غير بغداد الأمس! وفترة حكم نوري المالكي الموجعة و الفاشلة قد فرضت أوضاعا لايمكن الفكاك منها ولا التخلص من تبعاتها و نتائجها المريرة إلا بحملة دولية أخرى لتحرير العراق من المجرمين و القتلة وهي عملية لن تحدث مطلقا، فالعراق يعيش اليوم أزهى عصور فترته المظلمة الجديدة وجمع السلاح أمر دونه خرط القتاد؟ كما أن التمكن من فرض سطوة الدولة في ظل المعارك الشوارعية القائمة والتي حولت بغداد لنسخة أخرى من مقاديشو الصومالية هو أمر أشبه بالأحلام!!

كل خوفي هو أن نفاجأ يوما بأن حيدر العبادي نفسه قد تم خطفه أو قتله!! وهو أمر ليس بمستبعد الحدوث فيما لوقررت الغرفة السوداء التي تدير العراق اليوم ذلك؟ وهو يعرف ذلك جيدا و تفصيليا أيضا، والطريف أنه مع إشتباكات وسط بغداد بين المكون الطائفي الواحد إندلعت إشتباكات عشائرية أخرى في شمال البصرة جنوبا بين عشيرتي ( الكرامشة ) الشهيرة بالعنف وعشيرة ( المياح ) مما تسبب في خسائر بشرية وقطع الطريق الرابط بين البصرة وبغداد..؟ أي أن العراق بأسره وليس بغداد فقط هو اليوم في طريق التطور الصومالي!! و التحول لمقاديشو جديدة شرق العالم العربي وشمال الخليج العربي في ظاهرة تجسد تماما حجم وطبيعة القوى الفاشلة التي تدير البلد بالكلام الفارغ فقط لاغير و تزرع الأسس الكفيلة بتحقيق الوصفة الكاملة لحالة الإندثار العراقية الراهنة.. طريق مقاديشو هو خارطة الطريق العراقية في زمن الميليشيات الخرافية الرهيب.

&

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعرف لماذا
مراقب-خليجي -كافر -

هو الدين-ومنه المذاهب-----هو السبب في الذي يحصل---لو العراق دولة مدنية -علمانية-100%---لما حصل ويحصل---بل اني اتمنى لو النظام يطبق الفكر الشيوعي اللينيني--لهو اشرفواكثر رقي للمجتمع--من وجود المشعوذين الدجالين من كل الاطياف الين سحقوا الحياة المدنية والحريات وخصوصا المرأة--من يريد الدين---يختزل فقط--العبادات والاحوال الشخصية---

الدواعش البعثيه ملاك
عراقي حر -

لم نسمع استنكار او سطر يذكر لنا فيه الكاتب عن اجرام الدواعش الي قتلوا مئات الالاف من الابرياء اخرهم يوم امس الصحفي الياباني المسكين وحضرتك صحفي ايضا بس ممكن الضمير يختلف عندك عموما نهنا تكن افعال الجهلاء من بعض المليشيات كما تسميهم وبعض قادتهم ارحم بملايين المرات من افعال الدواعش. هذه الافعال مرفوضه وسيتم حلها لكن كيف يتم القضاء على القتل والتدمير اذا كان ورائهم جيوش من المتخفيين من صحفيين وضباط ومدراء ووراء ينشرون سموم الطائفيه المقيته لانسمعهم من يقتل داعش الالاف واحيانا في يوم واحد اليس هؤلاء بشر فقط الطائفه الاخرى هي منزله والله عجبا على هذا الزمان المظلوم فيه مجرم والمجرم ياخذ اموال ومكانه في بعض الدول على افعاله القذره سيبقى العراق رغم انف كل حاقد طائفي نتن مجرم.

جمال الدويلات
إيراني -

عاش العراق بلدا مقسماً دويلات تصبح أقوى بالتفرق.

اختراع عبقري
Rizgar -

بالتا كيد الذي اخترع او صنع الشيكولاتة عبقري . اليس كذلك ؟

ما الفرق بين داعش (بغداد
Rizgar -

ما الفرق بين داعش (بغداد) وداعش ؟ انفال ٥٠٠٠ قرية ام انفال ٢٠٠٠ ازيدي كورد ؟ اياهما اكثر همجية اغتصاب ١٨٢٠٠٠من قبل عاصمة الانفل ام اغتصاب ٢٠٠٠ من قبل داعش ؟ لسؤ حظ داعش ان مصالح امريكا بعكس مصالح داعش والا الاعلا م للغربي قام بتسويق الداعش كابطال ؟

مثل سابقاتها
كريم الكعبي -

يجب ان يكون البكاء على الذين قتلوا في براوانه بلهفة العراقي المفجوع على ابناء وطنه ليس التشفي من طائفه دون اخرى ويشجب الارهاب بجميع اشكاله من اي مكون كان الكاتب معروف بطائفيته وتحريضه عليها منذ فتره حتى قبل السقوط ايها الكاتب ان الذي قتل ابناء براوانه هو تنظيم داعش الارهابي وارغم اهلها ان ينتظم في صفوفه وان الذين رفضو الانظمام الى داعش كانت نتيجتهم القتل الجماعي ويحاول البصري الصاقه بقوات الحشد الشعبي والشيعه بالخصوص وهم براء من هذا الفعل الدنيء كما روج لذلك في قتل المصلين في جامع ساريه في ديالى والتحقيقات اثبتت ان داعش هي التي قتلت المصلين وغيرها من الحوادث واعترفت بذلك وصمت البصري مثل صمت اهل الكهف

...............
عمر البكري -

للكاتب .نعم أنا أقر وأعترف أن هنالك أخطاء وسلبيات في الحكومة العراقية ومن حق كل أنسان أن ينقد ويكتب .لكن أن تصل الى اتهام الحشد والجيش العراقي وهو يحارب داعش والقاعدة ومن لف لفهم من البعثين والصدامين بالارهاب .فهذا مالايقبله أي شريف بالعالم والعكس صحيح

نظرة أكثر جدية
فول على طول -

بالنظر للأمور بجدية وواقعية وبعيدا عن العواطف تعرف جيدا أن أى بلد اسلامى قابل للصوملة أو للمقدشة - أى يصبح صومال أو مقديشو - مجرد اطلاق الزناد فقط لا غير . بلاد لا تعرف المساواة أو العدالة ولديها دساتير عنصرية بامتياز ..ولا فرق بين دولة اسلامية كبرى أو صغرى فلا داعى لتسطيح الأمور . بلاد تقوم على العنصرية الدينية والطائفية والقبلية ولا عزاء للمساواة ..وكل فصيل يمتلك الحق المطلق أم الاخرون هم الكفار ولا يستحقون الحياة . تم عمليات تطهير عرقى ضد الأقليات فى العراق من زمن بعيد ولمرات عديدة - ضد الأكراد والأزيدين والمسيحيين على سبيل المثال - وكذلك فى مصر وسوريا وفلسطين وكانت الاغلبية راضية ومبسوطة وظنت أن الدور لن يأتى عليها ...وها هى درات الأيام كما قالت أم كلثوم ...ذنون بتخلص ..وان ربك لبالمرصاد ...استقيموا يرحمكم اللة .

الحرية كنز لا تعرفه
الحر الرياحي -

لي اخ غير شقيق وهو ابن خادمة كانت تعمل في منزلنا ،المشكلة مع هذا الأخ انه حاقد علينا وعلى كل فرد في عائلتنا ويتشفى بأحزاننا ولا يريد ان يرى فينا الخير أبدا وكأننا السبب في اننا جعلناه ابن خادمة لنا فقلبه مريض ولا تنفع معه كل الغسول فهو لم يكتب عندما ذبح اخوانه في سبايكر او يدين القتل المجاني واليومي لاخوانه لانه ابن خادمة

بلا عنوان
ب .م /كندا -

" بغداد على طريق مقاديشو" الحمد لله , والله أفرحتني يارجل , بهالبشاره يعني فيه تطور وتحسن الى الأمام بوضع العراق . وأخيرا أنفرجت أزمة العراق والحمد لله , والله يا اخي أنا كنت دائما متفائل وأقول أن الله عز وجل لا ينسى عبده وأخيرأ جاءت البشاره . شكرأ للكاتب ولأيلاف .

الى رقم 9
زعبوط -

أخوك غير الشقيق بعد أن أصبح أخوك لا تقدر أن تقول علية ابن خادمة ....الخادمة حازت على اعجاب والدك أكثر من والدتك التى ولدتك وأنجب منها أخوك غير الشقيق ..يعنى تقدر تقول أن والدك عينية زايغة أو أمك غير كفء ولم تملأ عيون السيد والدك ..يعنى كلكم على بعض عيلة مش قوى . ..اذن لماذا تتلفظ على الكاتب ؟ بالطبع أنت وأمك تحقدون على الخادمة التى نالت اعجاب أبوك وتحقد أو تحتقر أبوك لأنة غير مسئول عن تصرفاتة بالرغم من أنة متزوج ويعول ..مش كدة ولا اية ؟