فضاء الرأي

مَن يريدُ مساهمة تركيا في تحرير الموصل؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ليس سراً أن سقوط الموصل لجماعات أرهاب داعش تم على يد مؤامرة المؤيدين لعزة الدوري ورسائل يومية متبادلة بين ضباط النظام القديم وجيش النقشبندية وزمر جهادية ‏أسلامية متشددة للقاعدة دخلت سوريا وتسللت منها الى الموصل على مقربة من الحكومة ‏التركية المتورطة مع المعارضة السورية وتُشارك في تدريبها وتسليحها.&

أين الدولة التي يجب أن تُدرك ‏بدراسة متأنية واعية بأن شأننا يخصنا وبناء علاقات متوازنة ‏مع تركيا وإيران "الدولتان ‏المجاورتان للعراق" تخصنا كما تخصهم وتمتينها يخص أمننا وإستقرارنا ويشمل كل مامن شأنه، منع تسلل الجماعات الأرهابية كما يخص ويشمل وبنفس الدرجة ‏أمنهم وأستقرارهم، ولايجوز أن يجرنا ‏أحد بتطرف وعنصرية وإنتهازية و جهل فطري لمحابة ‏أومعاداة أيُّ منهما لعقيدة شيعية أو سنية أو إفساح المجال ‏لقوات عسكرية تركية أو إيرانية لدخول صراعنا ضد ‏الأرهاب المتطرف. ‏

&ولكن يبدو لي أن المصطلحات التي يخرج بها البعض تقوم بتزكية المجموعات الارهابية الحقيقية، ‏ولقاءات مستمرة وتعاد على ألأسماع أدوارها، بعد كل ما إفتضح من أعمالهم الشريرة وفي إعلاناتهم الموثقة وغرضهم الخبيث في تنصيب أولياء وأمراء وقضاة شرع لمكة والمدينة وأرض الشام وبلاد الرافدين ‏بأسمائهم،وبعد كل ماأنكشف عنهم وأعوانهم وكل ماقدمته تركيا من مساعدات وتسهيلات ‏لعبورهم الى مدن سوريا والعراق. ‏

وتثير الايضاحات التي يُعلنها الأخوان أسامة وأثيل النجيفي بقرار تركيا الانضمام للعملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل الكثير من الهموم والمأسي الجديدة والقلق السياسي والعسكري في العراق عن أحلام العثمانيين ودولة أردغان الرجوع الى محافظة الموصل والحكم العنصري للولاة الأتراك.

تركيا وعلى لسان الرئيس التركي اردوغان ورئيس وزراءها احمد اوغلو ‏أعلنا في مناسبات عديدة "اتخاذ تركيا قرارًا بالانضمام إلى العملية العسكرية لاستعادة الموصل". وقد دأب السيد أسامة النجيفي على تزكية الجانب التركي بإضافات نقلتها عنه الوكالات الإعلامية و وكالة "رووداو" الكردية من اربيل وتأكيداته بأن "تركيا ستشارك بجميع الطرق العسكرية واللوجستية للمساعدة في استعادة السيطرة على مدينة الموصل". وأقواله المكررة أن "تركيا تعتزم ايضًا ارسال الاسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية "، حيث يفرض مسلحو تنظيم "داعش" سيطرتهم على مدينة الموصل وسكانها منذ العاشر من حزيران (يونيو) 2014 الماضي.

عملية التحرير لاتتطلب مشاركة أو تدخّل قوات إيرانية أو تركية أو خليجية. واستغاثة النجيفي بالأتراك تصدر منه في مخالفات وإنتقادات صريحة لمنهج حكومة حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي طرحه بكل صراحة بشأن المليشيات في مجلس النواب ونصه " لن نسمح بتشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة العراقية تحاول أضعاف الدولة في مهماتها".&

تحرير المحافظة وأهاليها مهمة عسكرية مسندة من الحكومة العراقية الى قياداتها العسكرية وغرف عملياتها وإتخاذها للخطوات المشتركة على هذا الطريق وتديرها منظومة عسكرية محترفة وغيورة على مستقبل العراق وليست مشروعاً عائلياً مقترحاً من نائب الرئيس العراقي. وتحرير الموصل لاتدخل في مضامينه مليشيات جيش النقشبندية والجهاد الاسلامي وقوات عزة الدوري من البعث القديم. كما أن عملية تحرير الموصل ينبغي أن تتم لخدمة مكونات البلاد الأثنية والقوميات ولا يدخل وفقها على الخط أوردغان وأوغلو في لعبة المشاركة التركية العسكرية المخادعة.&

تركيا كحقيقة وواقع جيوبولتيكي، مازالت على طبيعتها العثمانية بأستحقار القوميات وحلمها بالسيطرة والتوسع الى محافظة نينوى وأطماعها في ألآبارالنفطية في شمال العراق وشق الخلاف بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الأقليم الكردستاني. وقد تكون أكبر جريمة مشاركة عراقيين بتشنج غير مدروس العواقب، لتسليمها لقمة سائغة للأتراك بعد أن تم تسليم سكان المحافظة بغباء مفرط لداعش وخلفاء الدولة الأسلامية.&

‏ولاأجد هناك صعوبة في وصول النجيفي الى أستخلاص حقيقة الدولة العراقية بأن شروط الوطن ودستوره ومواطنيه تستدعي منه التلاحم ومنع الفرق والتكتلات والمليشيات وارهابها من التدخل ومنع الدول المساندة لهم في الخفاء من التدخل في الشأن العراقي.&

ولاأجد أن هناك صعوبة لفهم حقيقة وقوع التفجيرات والقتل اليومي والأغتيال والصراع والتهجير والكوارث تحدث في بلدنا فقط ولاتحدث على هذا النحو المتتالي في تركيا أو إيران أو دول الخليج. كما ان دور نائب رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع هو تأكيد الحفاظ على وحدة العراق وعدم الأعتراض على منهاجها الذي لايستدعي التمثيل العسكري التركي أو نية إشراك قوات تركية في شمال العراق. وقيام تركيا بتدريب المتطرفين من جنسيات إسلامية مختلفة في أراضيها للكسب المادي الذي تقدمه ‏أميركا لأسقاط النظام السوري هو في حد ذاته يشكل خطورة على أمن العراق وسكانه. ‏

‏القول بأن "تركيا ستشارك بجميع الطرق العسكرية واللوجستية للمساعدة في استعادة السيطرة على ‏مدينة الموصل" من المؤسف أن ينادي به مسؤول عراقي له منصب قيادي ويخالف ويعارض فيه زملاءه ورئاسة حكومته كلما إشتد وطيس المعركة لتخليص أهلنا في المحافظات التي وطأتها ألاقدام الهمجية اليوم والأطماع التركية القديمة.&

&

باحث وكاتب سياسي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا افهم هذا الامر ؟
twinkle star -

لا افهم لماذا صار غالبية العربان متباهيين فخوريين محبيين للاتراك واعتبارهم منقذين ليهم . رغم ليس بفترة بعيدة كان سبب جهل وتخلف هذه الامة هم العثمانيين وما عانت من هذا الغزو لعقود طويلة من تخلف وجهل وامراض عدا تكابرهم عليهم واعتبار انفسهم هم اصحاب الارض واعتبار مواطنيهم من الدرجة الثانية بلا قيمة او اعتبار . هل حن العربان الى هذا الزمن رغم معرفة وشيا لا يخفى على احد نظرة الكراهية والتكابر والحقد والتعالي التي عند التركي في غالبيتهم اتجاه العربان . ولا هو صحيح مايقال شعوب تحب جلاديها ومن يذلها ويحتقرها اكثر .

بدون
متابع -

اعتقد ان على الحكومة العراقية طلب العودة الستراتيجية للقوات الامريكية والتحالف من جديد . لتخليص شعبنا الان وفي المستقبل من الارهاب ولبناء قواعد امريكية في العراق وسوريا تقوي اسس السلام في المنطقة بعيدا عن اطماع او سياسات جيراننا التوسعية او صراعاتهم النووية على حساب البشر ولاجل منطقة الشرق اوسط الملتهبة بكارثة الارهاب الداعشي . كما ان على دول المنطقة ان تتفاهم ووتتفق مع قوات التحالف ومع رؤية الولايات المتحدة الامريكية كلاعب اساس ورئيسي .

الحقيقة
ابو نزار -

الاخوة النجيفي و الكثير من الموصليين من تجربتي معهم يحبون تركيا بل ان بعضهم يقول ان اصلنا اتراك بحيث تفهم من ما يقولونه انهم يتمنون الانضمام لتركيا. و الله ثم و الله انا و كثير من الشيعة سنكون اول المهللين لهذا الموضوع فهنيئا لتركيا و المواصلة و يارب يحصل هذا الموضوع بسرعة و نخلص لمصلحة كل الاطراف

على من المسؤولية
كريم رجب ال بوحمزه -

هؤلاء الهمج الانذال الارهابيون الدواعش من يدخلهم للعراق وسوريا------اين تقع معسكرات فيها يتدربون ياتركيا-- من يمدهم بالاموال من الخارج-من هي الدولة التي ترسل السيارات الرباعية الدفع الجديدة وهي بالالاف ويركب عليها رشاش ثقيل بتركيا-من هي الدولة التي تمول قيمة الاسلحة وهي بمئات الملايين من الدولارات-وهل معقول جمعيات او افراد-؟-من هي اجهزة المخابرات التي تدعمهم وتجيء بهم من الخارج-والى متى سيستمر----الا يعلم الاتراك وغيرهم ان مخابراتهم تعرف ان ابوبقر البغدادي عميل-- هذا من وثيقة المخابرات نشرها سنودن- والارهابي البغدادي تجمعه صورة مجتما بالسناتور مكين الامريكي؟؟

ابو نزار 3
دياري -

تماما يا اخي فالموصليون في زمن الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم كانت ميولهم مركبة قومي عروبي -اسلامي والان تغير الحال ولم تبقى للقومية او للعروبيون من اثر واضح فانقلبو الى اتراك - اسلامويون انظر ماذا تفعل داعش بهم وبرجالاتهم وبتراثهم وهم راضين وقابلين !..

Solving internal problems
Hussain Ali -

The best thing Iraqi government do to reduce or eliminate outsiders influence in Iraq is to solve its internal problems. One of the main areas are the unresolved issues with Kurdistan region that the has been dragging on for 12 years. It is time for Iraq to finish the implementation of article 140 that , its time to concrete the agreement how to market oil, it is time to create a joint military staff that combines Iraqi army with Peshmerga and it is time for Parliament to take its real role end the control of the prime minter dictatorial control . The Kurdish was and one of the main problems that helped weakening many Iraqi governments fall and it was the door that countries like Iran and Turkey used to pressure Iraqi government. Just remember , when Saddam was in discussion about resolving the Kurdish issue in 1982 he said it clearly it is Turkey that pressuring him to not solve it. He said that to the delegation that for him Kirkuk being part of Kurdistan is not an issue but Turkey threatens a war and he can not stand two wars. Iraqi government must solve the issues with the regional government by implementing the constitution .

مؤامرات معشعشة في ادمغتكم
موصلي -

اريد ان افهم سبب المؤامرات المعشعشة في ادمغة الكثير من الناس، بالحقيقة هذه الافكار هي افكار من باب الظن ولا دليل على صحتها. والكاتب يبدو انه غير موصلي وقد يكون لم يزر الموصل في حياته ولا يعرف الوضع في هذه المدينة.لا اقول اتقوا الله فيما تكتبون، لكن اقول كتاباتكم سوف تجعلكم صغارا في عيون القراء.

نص و نص
ابو احمد -

الاستاذ ضياء الحكيممقالتكم غطت حالة محافظة نينوي من كل الوجوه وحبذا لو شملت بهذا البحث المثال الذي عاشته محافظة ديالى عندما تدخلت القوى الاجنبية وقامت بقتل المئات من الاهالي وتفجير مئات المنازل والمساجد وتهجيرهم. هذا المثل ينبغي على اي كاتب او باحث سياسي ذكره وعدم الاغفال عنه.

لماذا الازدواجية
واقعي -

ليس حبا بتركيا لكن لماذا الازدواجية وماذا عن ايران تدخل و تتدخل في العراق وفي تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق وعن تدخلها في لبنان وسوريا وبحرين واليمن وهل الحكومة الشيعية شرفاء ووطنيين هل هناك فرق بين داعش ومليشياعش وحالش عند الشعوب المقهورة. الكل يعلم إن تركيا تقدم الدعم الوجستي لداعش ولكن المحور الشيعي سلمهم ترسانة من الاسلحة والاموال وهربهم من سجونهم طبعا بأمر من محور الشيعي لخلط الاوراق في المنطق .

الاخ شيعي لا يتحمل
فاهم -

يعني الاخوان الاعداء الشيعة لا يتحملون اي شيئ سني حتى لو كان مساعدة ,,, الحكومة التي بنوها بمساعدة ايران وخداع الاميركان افشل حكومة بالتاريخ ... وسبب الفشل كما هو معروف ايران ... اسال الكاتب اذا 15 مليون سني حتى تنتقمون منهم اخذ منكم كل هذه السنين ولم تستطيعوا .. كم سياخذ منكم القضاء على كل المسلمين ... متى توعون على نفسكم وتكتشفون انكم كفرتوا حتى بانسانيتكم

ما هي الحقيقة
عبدالعزيز الاتروشي -

العراق اصبح ساحة تصفية حسابات ومحل اطماع دول الجوار وبالاخص ايران وتركياتطرق الكاتب الى جانب واحد وهو تدخل تركيا لا اعلم نسى او تناسى تدخل ايران في الشأن العراق وها هي ايران وضعت جل ثقلها في العراق وها هو قاسم سليماني يشرف على عمليات تكريت وبتصريحات من ايران تقول ان 4 عواصم عربية باتت تحت سيطرة ايران وهي ( بغداد- دمشق - بيروت - صنعاء)المهم هو العراق بالنسبة لنا ليس خافيا على احد تدخل ايران في العراق اما بالنسبة الى تركيا نعم لها اطماع في الموصل وهناك من يؤيدهم في ذلك وعائلة النجيفي هم اول المؤيدين لهم حيث ان هذه العائلة ( حسب علمي) حين الاستفتاء بعد الحرب العالمية الاولى في الموصل صوتوا الى جانب انضمام الموصل الى تركيا الحقيقة هي ان الحكومة العراقية سهلت للاطراف المجاورة للتدخل في شوؤن العراق وجاء هذا نتيجة ارتباط بعض الاحزاب الشيعية بايران وخاصة قيادات الاحزاب باتت لا تحرك قشة من مكانها الا باوامر من ايران