فضاء الرأي

المثقف وداعش والطائفتان

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حين سقوط صدام انشغل المثقف العربي بتحديد موقفه الرافض للاحتلال الامريكي، وحين نسأل اين هي مواقفكم من دكتاتور يذبح شعبه وبات ذريعة بسبب حماقاته للتدخل الامريكي؟ يسهل تخيل الجواب: "نرفض الدكتاتور لكن المهمة الان تكمن في اتخاذ المواقف من التدخل الامريكي، لأنه احتلال لبلد عربي". كثير من المثقفين العرب تحدثوا عن رفضهم للاستبداد العراقي وانهم ضده.

هذا كذب، المثقف العربي طيلة سنوات ذبح صدام لشعب العراق وارتكابه لحماقاته صامت، الا استثناءات هي في الغالب اسماء معروفة بيساريتها. بل ان الكثير من الامثلة بقيت تدور في فلك نظام البعث لاسباب متعددة؛ مصالح خاصة وانتماءات وشعارات وهوية... العقل الثقافي العربي جزء من بيئة عامة، ترى دعم الاستقلال والتصدي للاعداء اولوية قصوى تبيح استخدام القسوة، او على الاقل تجعل من ادانتها امرا ثانويا.

الوضع العراقي الراهن، في ظل الصراع الطائفي وقيام خلافة داعش، يستعيد ذات المأزق، هذه المرة ليس مع دكتاتور، انما خرابات خارج المعهود. الجدل هنا، كيف نتصرف، وما هو موقف المثقف؟

المثقف العربي انطلق سابقا من قوميته كأولوية، وهذه المرة يتحرك مثقفون عراقيون من مذهبيتهم، ليقدموا مقاربات هي في جوهرها رؤية طائفية لها الاولوية... نختلف مجددا حول الاولويات؛ اخراج داعش أم طريقة اخراجها، هذا ظاهر الاختلاف. أما جوهره فيدور حول من هو الأكثر خطراً على المحافظات السنية في العراق، الحشد الشعبي ام داعش؟. لنبدأ مشوار الجدل الطويل، من اسوأ ممن؟.

مثقفون سنة يبنون اراءهم على أن الحشد الشعبي (الشيعي) اكثر خطراً، لأنه يمثل الاخر المختلف، يمثل الشيعة في المعركة. هو تهديد وجودي، حقيقياً كان ام متخيلاً، للسنة... وداعش رغم أنها تهديد لحياة الكثيرين، وللتراث، الا أنها لا تحمل نوايا تهديد وجودي للسنة، حتى وان كانت تهدد العراق وجوديا. هي في نهاية المطاف تنتمي في "الاصول" لذات ما ينتمي اليه السني. المنطق نفسه؛ المسلم "الظالم" خير من "الكافر"، الطاغية المحلي مهما كان مجرماً يبقى خيرا من أي احتلال. المقارنة تجري بمعزل عن تحديد الاضرار وطبيعتها، انما هو موقف مبدئي يُتخذ، ثم تساق حوله الادلة والبراهين. وعندما يعلن شيخ الازهر من مقره في القاهرة، ان هناك حرب ابادة تشن على السنة، سيُستخدم دليل، بينما كلام الشيخ اعتمد على ما نقل من كلام، ولم يتعب نفسه ليطلع على الامور. ما يقوله المثقف يركز النظر على الخوف من المغاير المذهبي فقط وفقط. فكما هو المثقف العربي، لا يمتلك المثقف السني حلولا سريعة تعالج الكارثة، انما يقدم مقاربات نظرية يصلح بعضها لرؤية واسعة، لو طبقت لكان العراق بخير فعلا، لكنها لم تعتمد. وستصلح ايضا رؤية مستمرة ومطلبا اساسيا في المستقبل. الا أن التذرع بعدم تحققها لا يمكن أن يكون سببا لعدم مواجهة داعش الملحة بفعل ما تعنيه من تهديد لكل شيء في هذا البلد، ومنه المزيد من الاراضي والحياة، والتفافها على المزيد من الشبان وابادتها من يعارضها او لا يتوافق معها، او من لها معه ثار قديم.

ويقدم مثقفون شيعة منهجية متشابهة لكن بأولوية مختلفة، الحرب ضد داعش دون أي جدل ونقد، لنتخلص من التنظيم الارهابي، ذي التهديد الوجودي، وبعد ذلك نتحاور. متناسين الحساسية التي يمكن أن يتسبب بها دخول الحشد الشعبي مدنا سنية بعد تحريرها من يد داعش، وما يعنيه هذا في ظل المخاوف المذهبية. خصوصا وان هذا يحصل بوجود قيادة ايرانية لا تخفي وجودها على الارض. في ظل هذا، أي كلام مخالف سيوصف بأنه تثبيط للهمم. وأمام هؤلاء المثقفين المحاطين بجمهور من المندفعين والخائفين والغاضبين، يصعب أن يعلن المثقف النقدي عن تحفظه تجاه تفصيلات متعلقة بالموضوع الجوهري. وإن وجّه نقدا فعليه أن يكون بمنتهى الحذر، وان يسرد مقدمة حول مواقفه الرافضة لداعش ودفاعه عمن يقاتلها، ثم يقدم تصوره النقدي بشيء من الالتباس. وعندما تحدث يونسي مستشار الرئيس الايراني بتصريحه حول العراق والعلاقات الحضارية والسياسية به، اندفع بعض مثقفي الشيعة لتأويل التصريح او الدفاع عنه بأن من ترجمه حرّفه. فعل ايديولوجي، يحرف أي وضع لا ينسجم مع المسار، خوفا من الإضرار به.

يرجح أيضا أن نجد الكثير من المثقفين الكرد على هذه المنهجية، عين المصلحة الكردية بمعزل عن أي شيء آخر، وهكذا كل الاخرين في بلد مثقفه معني بالدفاع عن الجماعة حصرا. انه مثقف الايديولوجيا الجديدة. باختصار هو صراع على تكريس الشرعية الثقافية للاولوية الطائفية، وليس تحديد الاسباب الموجبة للمواقف وتحريرها واعادة انتاجها. ان مهمة المثقف، في هذه الحال، تبطل، وتسقط في وحل عين الجماعة. وحتى يبرر المثقف العلماني موقفه، فإنه يعتمد على مشروع تحويل الطائفة الدينية الى اثنية قومية.

المعركة بين هؤلاء المثقفين طائفية، معركة الانتصار للمذهب او القومية. ربما تبدو أحيانا اكثر انسانية ومعرفية عند طرف، لأن الحدث كذلك، فيكون موقفه سهلا ودليله اقوى وكفاءته بالاقناع اكثر. ففي الحرب مع داعش يمكن القول إن المساحة التي يمتلكها المثقف الطائفي "الشيعي" اكثر سعة بعد كل ما فعله التنظيم الارهابي من جرائم وتخريب فاق كل ما نعرفه من اشكال العنف وبث الرعب. الحدث هنا جعل المواقف اكثر سهولة، ليس لأنها اكثر معرفية، انما الحالة باتت أسهل. المثقف الطائفي "السني" يصبح فاقدا للمنطق، لأنه طوباوي، لا يمتلك الحلول. القدرة على الاقناع والعجز عنه رهن بالحدث والحالة، وليس بما يمتلك من رؤية متحررة. والتحرر لا يعني عدم الانتماء للجماعة، بل ان لا توظف الثقافة والافكار لخدمة هذا الانتماء حصرا، بعيدا عن الأسس الاخرى المفترض وجودها لدى المثقف النقدي، والتي يقلّ وجودها لدى المثقف الطائفي "الايديولوجي الجديد".

هذان، مثقفا الطائفية، وريثا ادوارد سعيد، المفكر الذي بقي مشغولا بتأسيس كل افكاره على قاعدة الانتماء الفلسطيني والعربي، ليذيب كل شيء مغاير داخل هذا الانتماء، ويهمل الاولويات الاخرى الملحة لوجود أولوية واحدة... والمتغير العراقي ان الانتماء لم يعد عروبيا او مضادا للـ"الامبريالية"، انما هو سني، هو شيعي، هو كردي، هو الهوية المحلية الضيقة المؤسس لها بعين "أممية".

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
داعشي من التراث العربي
OMAR OMAR -

القصة الكاملة لقطع خالد أبن الوليد رأس مالك بن نويرة وطبخ رأس مالك بن نويرة: وقتل مالك بن نويره نجد إجابته فى كتب تاريخ كثيرة من أهمها الجزء الثالث من الطبرى ص 224، وملخص القصة التى تمنى العقاد فى عبقرياته أن تمسح من صفحات وسجل خالد والتى تمت أثناء حروب الردة فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه، وبعد أن قال لهم جنود خالد إنا المسلمون ورد عليهم قوم مالك ونحن المسلمون، قالوا: فإن كنتم المسلمين كما تقولون فضعوا السلاح، فوضع قوم مالك السلاح ثم صلى هؤلاء وأولئك، فلما إنتهت الصلاة باغتوهم وكتفوهم وأخذوهم إلى خالد بن الوليد فسارع أبو قتادة الأنصارى وعبد الله بن عمر فدافعوا عن مالك وقومه وشهدوا لهم بالإسلام وأداء الصلاة، إلا أن خالداً لم يصغ إلى شهادتهما ، ولا إلى دفاع مالك عن نفسه ضد إتهامه بالكفر، حتى أن مالكا " طلب من خالد أن يرسله إلى أبي بكر ليحكم بأمرهم . ولكن دون جدوى ، حيث كان لخالد ما أراد من قتلهم ، وقد أوعز بالمهمة إلى ضرار بن الأزور ( تاريخ الطبري ، ج 3 ص 276 - 280 ) فقال له مالك : إني مسلم . فقال خالد : يا ضرار اضرب عنقه . وكان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري من شاهدي تلك الواقعة ، وقد كلما خالدا " في أمر مالك قبل قتله ، ولكنه كره كلامهما ( تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 158 ، وفيات الأعيان ج 6 ص 14 ) ، ونزل علي زوجته فى الليلة التى قتل فيها زوجها والتي روي أنها كانت من أجمل نساء العرب ( العقاد : عبقرية خالد ) !، ويحكى إبن كثير فى كتابه أنه طبخ برأس مالك طعام هذه الليلة!، وغضب أبو قتادة لدرجة أنه عاهد الله أن لايشهد مع خالد حرباً بعدها، وغضب الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه غضباً شديداً لدرجة أنه قال لأبى بكر إنه زنى فأرجمه ، فرفض أبو بكر ، فقال عمر : إنه قتل مسلماً فإقتله، فرفض أبو بكر ثانية قائلاً :تأول فأخطأ (كتاب حياة الصحابة ج 2 ص 467، وتاريخ الطبرى ج 2 ص 274، والإصابة ج 5 ص 560 ) ثم قال : يا عمر ما كنت لأغمد سيفا " سله الله عليهم ( ومن هنا جاء أسمه سيف الله المسلول ) . عمرا " لم يقتنع ( باجتهاد ) خالد وتأويله ، ولا بصفح أبي بكر عنه ، فإنه عندما تسلم الخلافة ، كان من قراراته الأولى عزل خالد عن قيادة جيش المسلمين والذي كان حينها في غمرة انشغاله بقتال الروم في الشام , ودع عنك تلك التبريرات المصطنعة القائلة بأن عزل الخليفة لخالد كان يعود لخشيته افتتان المسلمين بانت

شيخ الازهر
OMAR OMAR -

عندما يعلن شيخ الازهر من مقره في القاهرة، ان هناك حرب ابادة تشن على السنة، سيُستخدم دليل، بينما كلام الشيخ اعتمد على ما نقل من كلام، ولم يتعب نفسه ليطلع على الامور. ما يقوله المثقف يركز النظر على الخوف من المغاير المذهبي فقط وفقط. فكما هو المثقف العربي، لا يمتلك المثقف السني حلولا سريعة تعالج الكارثة، انما يقدم مقاربات نظرية يصلح بعضها لرؤية واسعة، لو طبقت لكان العراق بخير فعلا، لكنها لم تعتمد. وستصلح ايضا رؤية مستمرة ومطلبا اساسيا في المستقبل. الا أن التذرع بعدم تحققها لا يمكن أن يكون سببا لعدم مواجهة داعش الملحة بفعل ما تعنيه من تهديد لكل شيء في هذا البلد، ومنه المزيد من الاراضي والحياة، والتفافها على المزيد من الشبان وابادتها من يعارضها او لا يتوافق معها، او من لها معه ثار قديم.

كذب المثقف العربي
OMAR OMAR -

حين سقوط صدام انشغل المثقف العربي بتحديد موقفه الرافض للاحتلال الامريكي، وحين نسأل اين هي مواقفكم من دكتاتور يذبح شعبه وبات ذريعة بسبب حماقاته للتدخل الامريكي؟ يسهل تخيل الجواب: "نرفض الدكتاتور لكن المهمة الان تكمن في اتخاذ المواقف من التدخل الامريكي، لأنه احتلال لبلد عربي". كثير من المثقفين العرب تحدثوا عن رفضهم للاستبداد العراقي وانهم ضده.هذا كذب، المثقف العربي طيلة سنوات ذبح صدام لشعب العراق وارتكابه لحماقاته صامت، الا استثناءات هي في الغالب اسماء معروفة بيساريتها. بل ان الكثير من الامثلة بقيت تدور في فلك نظام البعث لاسباب متعددة؛ مصالح خاصة وانتماءات وشعارات وهوية... العقل الثقافي العربي جزء من بيئة عامة، ترى دعم الاستقلال والتصدي للاعداء اولوية قصوى تبيح استخدام القسوة، او على الاقل تجعل من ادانتها امرا ثانويا.

المثقف الطائفي "الشيعي"
OMAR OMAR -

المساحة التي يمتلكها المثقف الطائفي "الشيعي" اكثر سعة بعد كل ما فعله التنظيم الارهابي من جرائم وتخريب فاق كل ما نعرفه من اشكال العنف وبث الرعب. الحدث هنا جعل المواقف اكثر سهولة، ليس لأنها اكثر معرفية، انما الحالة باتت أسهل. المثقف الطائفي "السني" يصبح فاقدا للمنطق، لأنه طوباوي، لا يمتلك الحلول. القدرة على الاقناع والعجز عنه رهن بالحدث والحالة، وليس بما يمتلك من رؤية متحررة. والتحرر لا يعني عدم الانتماء للجماعة، بل ان لا توظف الثقافة والافكار لخدمة هذا الانتماء حصرا، بعيدا عن الأسس الاخرى المفترض وجودها لدى المثقف النقدي، والتي يقلّ وجودها لدى المثقف الطائفي "الايديولوجي الجديد".

مقال اكثر من رائع
شلال مهدي الجبوري -

احييك ايها الكاتب المحترم على هذا المقال وارفع لك قبعتي تحية لهذا الموقف الشجاع والجرئ والواضح وبدون رتوش. اسميك العلماني الحقيقي والبعيد كل البعد عن التخندق الطائفي والقومي.للاسف اكثر المثقفين والعلمانين من كل المذاهب والاديان والقوميات بالعراق غاصوا وغرقوا في مياه الطائفية والقومية والدينية الاسنة وبصقوا على تاريخهم وثقافتهم فاصبحوا في ذيل المركب يقودهم الجهلة والرعاع والهمج والمنتفعين وتجار الدين والطائفة والقومية والاكثر من هذا صاروا يتزلفون لهم للحصول على الفتات من كعكة السحت الحرام. للاسف لم يعد للمثقفين اي احترام وفقدوا سمعتهم ولم يعد الناس يسمعونهم ويصدقونهم.اما تحرير مناطق المكون السني من دواعش البعث فهو في صالح السنة لان هذه المناطق كانت رهينة بيد بقايا شراذم البعث وقاعدته وداعشييه ونقشبنديته وسيبنديته.انتهاء داعش واخواتها بالمناطق السنية يعني انتهاء الجناح العسكري المسلح للبعث.وستبرز قوى وتيارات وطنية وديمقراطية وليبرالية ويسارية علمانية وستختفي بالتدريج هذه الوجوه البعثية الكالحة والمجرمة والفاسدة والتي تمثل واجهات البعث المختلفة من واجهة المسرح السياسي لانها فرضت بسلاح وارهاب البعث وامواله القذرة. نعم استاذ عمار ارتكبت قوات الحشد الشعبي جرائم مرعبة في بعض المناطق السنية ومنها بالذات في ديالى وبقيادة الجنرال هادي العامري وهو من اهالي ديالى ايضا وجرت عمليات نهب وسلب وحرق للبيوت والمتاجر والسطو على محاصيل البساتين من فاكهة وتمور وحتى قلع اشجار البرتقال والرمان والليمون والنومي وبيعها في الاسواق وهذه المناطق وانت العارف من ابناء العراق انها اغنى مناطق العراق بالفاكهة والخضروات . والاستيلاء على حيواناتهم من ابقار واغنام ودجاج واثاث بيوتهم .تصور استاذ عمار لم يسلم من ايديهم حتى الدجاج الكارك اي حاضن البيض وانا كنت شاهد عيان وكنت في زيارة لاحد اقربائي في المناطق الشيعية وهو شيعي وشاهدت بقرات وحمار ابن عمي في احد الاسواق في القرى الشيعية معروضة للبيع وللحق يقال ان اكثرية الناس امتنعوا عن شرائها من باب الحرام ومنهم من قال لافراد الحشد الشعبي الذين سطوا عليها عيب عليكم رجعوا اموال الناس مو هذا حرام وبالتالي اعادوا شحنها الى مناطق اخرى من العراق. ايضا ارتكبت جريمة مروعة بقتل اكثر من 100شباب برئ بعمر الزهور واغلبهم خريجين جامعات هربوا من جرائم داعش و

تعليق
ن ف -

إن المثقّف الذي يتكئ على مشروع طائفي أو أثني لن يكون عَلمانياً بأي شكل من الأشكال. العلمانية نظام مجرّد من الإنتماء الأثني، القبلي أو الديني. أما أدورد سعيد فيكفي أنّ نهجه كان مُنصبّاً حول روية الآخر لنا.. وهذه الـ (لنا) لم تكن فلسطينية قدر كونها شرقية! لقد فنّد سعيد مآرب الاستشراق في كتابه الاستشراق (١٩٧٨) والذي تعرض إلى نقد من مفكرين عدّة لا سيما من أمريكا وبريطانيا.. ولم يكن أغلبه سوى لغط وحسب، مما اضطرّه بعد حوالي ١٥عاماً أن يشرح أو يُبسِّط كتابه المذكور أعلاه بكتاب آخر جاء بعنوان الثقافة والإمبريالية (١٩٩٣) .. أدورد سعيد كان عَلمانياً قبل أن يكون فلسطينياً وهذا ما أريد قوله. وقد قلت هذا، لا يمكن تجريد الفلسطيني من فلسطينيته حتى وإن كان يسارياً، علمانياً أو حتى اسلامياً لأسباب ترتبط باحتلال المُحتل لأرضه. أما كون سعيد كتب ((المسألة الفلسطينة)) أو/ و ((خارج عن المكان)) فشأن ذلك شأن ما كتبه عن الموسيقى أو حتى عن تحيّة كاريوكا.

صفات داعشيه
بدر الراشد -

ظهرت لك صفات داعشيه بحكم التمذهب.......وكما يقول المثل داعشي من تحت تبن ...كانها مسكونه في الجينات rare aberrant

الاوراق الطائفية
متابع -

الاوراق الطائفية كثيرة في خريف العراق . والحكومات العربية والمنطقة تلعب بهذه الاوراق كي لايتحول العراق ومن بعد سوريا ومن قيل لبنان الى دولة ديموقراطية . لذلك يتطير مايسمون المثقفيين العرب او مثقفوا المنطقة عن الحديث عن الديموقراطية الحقيقيقة والمشروع الديموقراطي الامريكي ويربطوه كلا الطرفين عند الحاجة بنظرية المؤامرة . ان مايحدث هو نتاج تراثنا وكتبنا المليئة بالدجل الفكري . مسبقا اخبر السيد جيمس بيكر رئيس الخارجية الامريكي في حرب الخليج الثانية نظام المقبور صدام بان العراق سيعود الى القرون الوسطى اذا لم ينسحب اذا بدات الحرب لم يذعن المثقفون العرب ولم تكتب اقلامهم عن الطاغية والمقابر الجماعية رغم ان الكويت ذهبت ضحية . ان الانظمة العربية تراهن على النفط والكتل الشعبية الدائخة بقوتها الجائعة التي لاتعرف من الديموقرلطية الا الاسم وبسوء فهم . ان تيار احمد الجلبي وهو شيعي لكنه ديموقراطي علماني كذلك السيد مثال الالوسى في العراق جيدان ولكن التيارات المناوئة تلعب اوراق الطائفية لا الديمقراطية وهنا اقول خطوة في بداية الطريق افضل من لاخطوة ان وجود عراق ديموقراطي بدعم وصداقة امريكية حقيقية لشئ عظيم على الشعب العراقي ومثقفيه ان يقدروا اهميته لان الاعلاام والميديا مهمة كذلك الامر في سوريا وجود سوريا ديموقراطية خطر على دول المنطقة والمشكلة هي مشكلة كيف تحافظ المعارضة السورية المعتدلة بدعم عسكري امريكي والتحالف على المؤسسات السورية من الانهيار او السقوط بيد داعش انها ورقة يضغط بها النظام والاخرين . ان الدول الديمقراطية حتى في الغرب نفسه مهددة من الارهاب من داعش القاعدة الاسلامية واخواتها والحال لايختلف في مصر.

اشكالية الواو
ابو جعفر الربيعي -

اشكالية الواو بين المثقف و السلطة يرى المثقف العراقي المغاير أنه ابن إله السلطة وأن سلطويته هبة سماوية مفترضة بفعل الوحي المفترض ولا يدري أو لا يعلم أنه بهذا الفهم قد استحالة إلى حيوان سلطوي قد دجنته الثقافة الشمولية التي رسخها الخط الأصولي الفقهي الديني عبر التراكم التاريخي المزيف للوعي الأنساني والمتضاد مع الفهم الفلسفي للمثل الأنسانية ، فالمثقف العراقي المغاير طائفي بالضرورة التاريخية وهو لا يريد أن ينفك عن هذه المتلازمة السلطوية ، وهذا ما مثل له صدمة مربكة أخلت بكل قيمه الثقافية عندما وجد أن الآخر العراقي قد آل إليه قرار السلطة بفعل إرادة انتخابية حرة لا بفعل سلطة الوحي السماوي .

كلكم دواعش متى جاءت فرصة
فول على طول -

التحجج بأن سايكس - بيكو هو مؤامرة على العرب هى حجة فاشلة . تقسيم البلاد وجعلها محددة بحدود معروفة هو ظاهرة حضارية وتمنع خروج ودخول الارهابيين واللصوص والمجرمين من والى أى بلد . أما سايكس بيكو الدينى المقدس الذى قسم العالم كلة الى ديارين - دار الاسلام ودار الحرب - هو السبب فى خراب العالم كلة وجعل المسلم مخلوق ارتكازى غير قابل للتعايش مع أحد وليس ذلك فقط بل قال : سوف تنقسم أمتى الى 73 فرقة وواحدة فقط هى الناجية ..ولذلك نشأت الفرق والتشرذم على أساس مقدس . الكراهية والحروب بين الشيعة والسنة لم يكن من تخطيط غربى كما تدعون بل كان منذ قيام دولة الرسول كما قال الكاتب والمفكر المصرى سيد القمنى . المسلم حتى فى الدول الغربية لا يندمج مع المجتمع ولا يتعايش حتى مع جيرانة بسبب ثقافة وأنتم الأعلون ..ولا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام ..ولا ولاية لغير المسلم على المسلم الخ الخ . وبالتأكيد فان العداء بين الطوائف الاسلامية لا ينكرها أحد ..وكراهيتكم للشيعة - الصفويين كما تقولون - متبادلة بينكم وبينهم والعلويين والدروز وبقية الأقليات ..فلا داعى للتحجج بالغرب ولو أتتكم الفرصة لابادة الصفويين ما تأخرتم . صدام حسين أباد الأكراد وعمل محارق ولم نسمع صوت عروبى واحد يندد بذلك ولا الجامعة العربية ..البشير فى السودان أباد الجنوب المسلم - الغير عربى - ولم نسمع ادانة عروبية واحدة ولا حتى شجب من الجامعة العربية وهذا يعنى ضمنا الرضا على هذة الأفعال . هذة بضاعتكم . الدواعش هم أبناءكم واخوتكم وأهلكم وثقافتكم فلا داعى للتحجج بأى عذر . ان لم تتعلموا ثقافة المساواة التامة لن ينصلح حالكم وهذا هو المستحيل بعينة . أمريكا فى الحرب الأهلية بذلت الغالى والرخيص من أجل أن تظل أمريكا موحدة على أساس المساواة التامة بين جميع البشر ولذلك نجحت ..هل لكم أن تحتذوا بها ؟ بالتأكيد لا ..بسبب التعاليم المقدسة التى بين أيديكم ..ربنا يشفى .

شلال مهدي الجبوري
بن ناصرالبلوشي -

استأذنك..بأنني سو أقتبس بعض من فقرات تعليقك(فقرات قصيرة)في تعليقات لاحقة..وفي مواضع أخرى(غيرايلاف).

الثقافة العربية
نون -

شكرا على المقال واختيار الموضوع, باعتقادي انه يجب التذكير بان حالة النفاق الثقافي والسياسي هي نتيجة طبيعية لان المثقف هو جزء من الحالة العامة للمجتمع هناك والذي (المجتمع) بدوره يعيش حالة تردي لتراجع القيمة الفكرية وغياب دور المفكرين الحقيقيين لحساب تجارة الدين لانها التجارة الاربح والاسهل, الخطر يكمن باللعب بمشاعر الناس والعزف على وتر الدين في مجتمعات هي اصلا تعاني من نسبة لا بأس بها من الامية وحكومات ضعيفة الموارد ودورها امني وليس تنموي, فضلا عن ان ادلجة الناس دينيا في اماكن اخرى لا تعاني اقتصاديا ,فالهدف هنا هو لضمان السيطرة لان الديني يفخر بقناعته ويربى على ان عقيدته مقدسة ولا يعارض لانه معتاد على تقديس النص, فان اي محاولةلتغيير ما ستجاوب اما بحديث مقدس وكالعادة عن فلان وعن فلان او في قصة من بطون التاريخ لا يعرف حقيقتها الا رواتها والمساكين يستمعون ولا يجرأ احد ان يسأل حين يُعْتَبَر مارقا خارجا عن الملة, محاربة صفاتنا الشخصية السلبية تنجح حين نختار افكار ترسخ انسانية الانسان وحقه في الحياة بغض النظر عن الشكل والعقيدة وتربية جيل صحيح الفكر وفي ظل نظام دستوري يحمي افراده ويضمن حرياتهم, حينها يصبح ولاءنا لهكذا مبادئ وسنرى تراجع الفكر الظلامي لحساب الابداع والعلم والفن.