فضاء الرأي

داعش تتمدد ومصر تتصدى

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


لم تتأخر مصر في الرد على جريمة ذبح عدد من مواطنيها بسكاكين الدواعش في ليبيا، فقررت خوض حرب مفتوحة ضد الإرهاب، رغم أنها كانت تتحاشى الانخراط المباشر في التحالف الدولي ضد داعش، وهي تسعى لتشكيل تحالف يضم دولاً غربية وعربية يشارك في الضربات الجوية في ليبيا، علماً بأن جيشها يخوض حرباً حقيقية في سيناء، وأخرى في شوارع المدن المصرية ضد الإخوان المسلمين، وعينه مفتوحة على باب المندب بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن، وما يثيره ذلك من توجسات عند الحلفاء الخليجيين.
مشكلة الحرب في ليبيا تكمن في عدم توفر جسد واضح المعالم توجه الضربات إليه، فالجماعات المسلحة هناك متقلبة الولاء، والحليف المحتمل خليفة حفتر فشل حلال عام في تحقيق أي إنجاز على الأرض، والواضح أن الغارات الجوية لن تمنع داعش من مواصلة عملياته ضد مصر، خصوصاً أن حوالي نصف مليون مصري يعيشون في ليبيا، كما أن الأطراف الليبية السياسية ليست راضية جميعها بالضربات المصرية، وبعضها يرى فيها انتهاكاً للسيادة، بعكس موقفها إبان الهجوم الدولي على نظام القذافي.
يرى النظام المصري وهو يحاول تثبيت أركانه، أن قوى الاسلام السياسي من إخوان وقاعدة وداعش تسعى ولو متفرقة لإسقاطه، فيما يتململ بعض الشارع هامسا بان هذه "ليست حربنا" رغم إدانة جريمة ذبح الأقباط، غير أن السلطات ماضية في سياستها، وهي تمنع مواطنيها من السفر إلى ليبيا، وتتخذ خطوات عملية لإدارة أزمة العمالة العائدة من هناك، لكن الوضع الأمني المنفلت في ليبيا يمنع وصول المصريين "الهاربين" إلى الحدود التونسية، حيث تتكفل السلطات المصرية بترحيلهم جواً إلى بلدهم، بينما الكثير منهم يفضلون الموت على العودة إلى البطالة والظروف الصعبة في مصر، وبعضهم يعيش في ليبيا منذ سنوات، وكونوا هناك أسراً بعد زواجهم بليبيات.
بعد انتشار الدواعش في ليبيا، بات على دول الجوار التصرف بشكل مغاير، ووجدت نفسها أمام ضرورة التدخل العسكري، منعاً لتطورات أمنية غير محمودة العواقب، تلك فرصة انتظرها اللواء حفتر فبدأ اتصالات مكثفة لتكوين تحالف دولي لدعم مصر، كما دعا رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني الغرب إلى شن هجمات جوية في بلاده، ووجّه نداء لجيوش الغرب بالتدخل في بلاده محذراً من أن هذا الخطر سينتقل إلى الدول الاوروبية، خصوصا إيطاليا، التي أعلن مسؤولون فيها استعداد بلادهم لقيادة تحالف دولي في مستعمرتها السابقة، يهدف إلى إيقاف تمدد داعش، فيما دعت فرنسا إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي واتخاذ تدابير جديدة ضد التنظيم الارهابي.
عربياً، أعلنت دولة الإمارات، وضع كل إمكاناتها لدعم مصر التي تبدو مستعدة لقيادة تحالف دولي لضرب الإرهاب، مشابه للتحالف الذي يواصل حربه بقيادة أميركية في سوريا والعراق، وهكذا ستكون ليبيا التي استقطبت أول تدخل عسكري غربي مع بدايات "الخريف العربي"، الدولة التي ستعيد السيناريو نفسه، بعد أن طرح انتشار الدواعش فيها الكثير من الهواجس والمخاوف حول ما يمكن أن ينتج عن وجودهم هناك على الغرب وخصوصاً على القارة الأوروبية، نظراً إلى القرب الليبي الجغرافي منها، فضلاً عن الحدود المشتركة مع عدة دول عربية .
ليبيا مؤهلة اليوم لتعيش الأوضاع السيئة السائدة في العراق وسوريا، مع فارق أنها تقع على بعد أميال من أوروبا، إن لم يتكاتف المجتمع الدولي ويضغط لإتمام اتفاق بين الفرق المتقاتلة، لتجنّب تحولها إلى دولة فاشلة، أوصومال ثانية على المتوسط، وبينما تنظر الجزائر بعين الحذر إلى تطورات الأوضاع عند حدودها فيما يتراجع جهدها للتوصل الى حلول سلمية للأزمة الليبية، فانها وجدت نفسها مجبرة على ارسال المزيد من قواتها إلى الحدود معلنةً بذلك حالة الطوارئ القصوى التي تعني الحرب، وتونس العارفة بانتماء العديد من مواطنيها لداعش، تتحضر لاعتقال ومحاكمة العائدين منهم الى وطنهم، ونشرت وحدات عسكرية خاصة على كامل حدودها البرية والبحرية مع ليبيا، للتصدي لمحاولات دخول إرهابيين أو إدخال أسلحة.
مصر رأس الحربة مستعيدة دورها كلاعب رئيس في الإقليم، وتستحق كل الدعم والمؤازره.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
داعشى فى كل بيت
فول على طول -

من يعتقد أن داعش هبط فجأة من كوكب اخر أو وليد اللحظة فهو مغيب ولا يدرى ما حولة . داعش تكمن فى كل بيت ..انظر الى التعليم المدرسي والأزهرى وكل الميديا فى العالم الاسلامى والى الدساتير فى البلاد الاسلامية ومنذ قرون طويلة ...وانظر الى مجتمعات المؤمنين ..ببساطة لم تعرف هذة المجتمعات أى مساواة فى أى عصر منذ قرون طويلة ولم تعرف دستورا محترما ولا تعليما محترما .بل تعليما تحريضيا من الدرجة الأولى . ومنذ القرون الأولى للاسلام تم تقسيم العالم الى دار المؤمنين ودار الكفار ..هل اختفت هذة المفاهيم ؟ المسلم مطالب بقتال وقتل كل مخالف فى الدين حتى يصير الدين كلة للة ..هل اختفت هذة التعاليم ؟ هذة مجرد أمثلة ..وهل ممكن أن تختفى ؟ بالطبع لا .. اذن هنيئا لكم داعشى على الأقل فى كل بيت ..كان اللة فى عون السيسي ومن على شاكلتة من الناس المحترمين .

- من سينقل لنا خبرك
عبده الأزهري الدمنهوري -

بلاش فلسفة و هذيان و هذار يا فول ... الدولة الداعشية ، أصلها و مفصلها من بقايا حزب البعث العربي الإشتراكي الذي حله المفوض السامي الأمريكي ''بريمر'' عقب الإحتلال الأنجلوأمريكي للعراق ،و تحالف البعثيون مع بقايا تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين التي كانت تحت قيادة المرحوم بعفو ربه المجاهد ذي الأصول الأردنية الزرقاوي( 2006)، قد تستغرب يا فول... أن هذه "اللمة" وقعت في بلاد الشام، و أن النظام النصيري(الذي يوصف خطأ "علويا") في دمشق كان من ''''رعاة'''' تلك "اللمة" و وثق في هؤلاء "الرفاق" البعثيين العراقيين و رفاقهم "الجهاديين" المنفيين و الذين جار عليهم الزمن... ليكونوا له عونا في الترويج لـ"القومية العروبية" و "المقاومة" و "الممانعة"... إلخ...إلخ... على الطريقة و المنوال الشامي-البعثي- النصيري. - على فكرة يا فول...الدواعش ذول أبالسة، و خبراء في تقنية المعلوماتية و رصد الأعداء و من السهل عليهم كشف "إحداثياتك" و حقيقتك...و أين ما كنت يا فول.. و لست بعيدا عن شرورهم...، و الشيء الوحيد الذي يشغلني فعليا هو -إن حدث لك مكروه ، و بعيد عنك الشر- من سينقل لنا "خبرك" !...

رقم 2 أفادك اللة
فول على طول -

نشكر رقم 2 على فتواة بأن داعش هى بقايا البعث - العراقى والسورى - تحليل ممتاز ..ولكن ماذا عن دواعش ليبيا ؟ ونيجيريا ؟ والصومال ؟ وباكستان ؟ وأفغانستان ؟ ومالى قبل التدخل الفرنسى الكافر ؟ نقول تانى ولا كفاية كدة ؟ أعرف أن بتوع الفتوى جعبتهم لا تنضب من الفتاوى ..ننتظر فتواك ونحن نعرفها مسبقا ولكن لا مانع . أما عن خبرى ان حدث لى مكروة فلا تقلق لذلك وسوف تتداولة ايلاف مرفقا بالصورة بصفتى معلق نشيط وسوف تراة أما لو سيادتك كنت فارقت الحياة قبلى - بعد الشر - فسوف أرسل لك ايميل على عنوانك فى الاخرة .

رقم 2 أفادك اللة
فول على طول -

مكرر

على العموم إطمأن قلبي..
عبده الأزهري الدمنهوري -

ذي مش فتوى يا فول... حتى M. I .-5 و M. I.-6 في الدولة العلية البريطانية بكل خبراتهم المخابراتية المتراكمة عن العربان في المشرق منذ زمن بعيد و ما قبل "تفاهمات" سايس-بيكو ، لم ينتبهوا إلا مؤخرا لحقيقة جذور الدولة الداعشية في سوريا و العراق ... - على العموم إطمأن قلبي...بتطمينك الأخير أن *إيلاف* كثر خيرهم !!! "ستجيب "خبرك" بكل تأكيد!...لكن يجب أن تعرف أن دافعي بريء و هو الحرص عليك من التهور أولا و أخيرا.

الى أذكى اخواتة
فول على طول -

كل ما أقرأ لك تعليق أتأكد أنك ذكى خالص ..أذكى اخواتة بصحيح . والحقيقة بعد أن عرفت أن اسمك " أزهرى " عرفت مصدر الذكاء من أين أتى ... عموما داعش جبناء ويغطون وجوههم لأنهم جبناء ويعتمدون على الجبن فى كل شئ - الغدر والنصوص والتسليح والاعتداء على ناس لا يقاتلونهم ولا يحملون سلاح الخ الخ - ونحن لا نخاف من الجبناء ولا من الموت ..اطمئن . أما حكاية أنك حريص علينا فهذا يؤكد أنك ذكى خالص ..فعلا ذكى .

فول ...إنت برضه قبطي
عبده الأزهري الدمنهوري -

يظهر أن زعيم عسكر الإنقلاب "سيسي" بتاعكم ذا مش هيجيبها البر.. " فبركة" ذبح مصريين و بالضبط "أقباط" و كأنهم أحفاد من خوفو خفرع ... و بشهادة موثقة من منظمة الصحة العالمية بفحص حمضهم النووي !!!،و اللي طلع لنا بها أخيرا C C من أستيديوهات مجمع مدينة الإنتاج الإعلامى كانت في محصلتها نكتة بايخة. - على فكرة يا فول ...إنت برضه "قبطي" ؟ و إلى أين ينتهي نسبك الفرعوني "الشريف"؟