فضاء الرأي

الهجرة السرية ليست مشكلة أوروبية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&نعم إن مشكلة الهجرة السرية ليست مشكلة أوروبية، بل هي مشكلة تلك الدول المصدرة للمهاجرين وقد إبتلى بها الأوروبيين، لأن هذه الدول مسؤولة عن أوضاع أبنائها وليس الأخرين. وكل من يقول عكس ذلك يتجنى على الحقيقة وليس صادقآ مع نفسه ولا مع الأخرين.&

لا أريد الدخول في تفاصيل مأسي المهاجرين وقصص غرقهم في مياه البحر المتوسط في عرض مقالتي هذه، لأنها معروفة للجميع وتعرض صورهم على شاشات التلفزة المختلفة كل يوم. وإنما سأكتفي بالتعرض لأسباب الهجرة وتأثيرها على الدول المصدرة للمهاجرين والمستقبلة لها، وطرق حل هذه المعضلة إن وجد لها حل.

إن تاريخ الهجرة قديم قدم البشرية، ويعود أسبابها لعدة عوامل في وقتنا الراهن ويمكننا

تلخيص تلك الأسباب في عدة نقاط رئيسية:&

1- الفقر وغياب الأمل.

2- الإستبداد وغياب الحريات الفردية.

3- الحروب بجميع أشكالها.

4- زيادة عدد السكان.

منذ عهد إستقلال لم تستطيع الكثير من الدول الأفريقية والعربية والأسيوية، من تنمية إقتصاداتها الوطنية وتطويرها. ويعود ذلك لأسباب عديدة منها البنية التحتية الهشة التي تركها المستعمرين، ضعف التعليم، الفساد، المحسوبية، الإستغلال، النهب، غياب المحاسبة وعدم وجود إدارة كفؤة. والإعتماد فقط على بيع مواد الخام والزرراعة البدائية تربية المواشي، إضافة إلى دور الدول الصناعية السلبي تجاه هذه الدول، بهدف الإبقاء عليها كسوق لصرف مناجاتها.

ثم إن وجود أنظمة مستبدة حاكمة لفترات طويلة، أدى إلى جمود في جميع مناحي الحياة وتدهور إقتصاد تلك الدول وضياع فرص التنمية والتخلص من حالة الفقر والقضاء على البطالة والمجاعة التي يعاني العديد من تلك الدول.

كما إن الحروب الداخلية والصراع على السلطة، كلف تلك البلدان الكثير من الأموال

والأرواح والعقول والسنوات، وتسببت في تدهور إقتصاداتها والحالة المعيشية والأمنية

برمتها، ودولة اليمن والسودان والصومال ونجيريا وسوريا أمثلة حية على ذلك. ولا شك إن زيادة عدد سكان تلك البلدان، دون أن يترافق مع زيادة في النمو الإقتصادي

أدى إلى تفاقم الأوضاع وزيادة عدد المهاجرين السريين الساعين للوصول إلى القارة

الأوروبية ويغرقون في مياه البحر الأبيض المتوسط.

إن الهجرة لها تأثير سلبي على كلا الطرفين، فمن جهة الدول المصدرة للمهاجرين تخسر اليد العاملة الشابة والعقول المتعلمة، وهذا يشكل خطرآ ديمغرافيآ على تلك البلدان حيث يُفرغ البلد من شبابها. ومن الجهة الإخرى فإن الدول المستقبلة للاجئين، تعاني من مشاكل إجتماعية وإقتصادية وأمنية حادة، جراء زيادة عدد اللاجئين فيها.وهناك صعوبة كبيرة جدآ في عملية إندماج هؤلاء اللاجئين في المجتعات الأوربية، بسبب الفوارق الثقافية والدينية والعادات. وأكثر الناس صعوبة في الإندماج هم المسلمين من عربٍ وأتراكٍ وغيرهم من القوميات.

إن إيجاد حل لهذه القضية أمرٌ في غاية الصعوبة ويحتاج إلى وقتٍ طويل، يبدأ الحل أولآ في إصلاح اوضاع البلدان المنتجة والمصدرة للمهاجرين من كافة النواحي وفي مقدمتها النظام السياسي والإقتصادي والأمني لترابطهما العضوي مع بعضهما البعض.

ثانيآ، لابد من تقليل الفجوة الإقتصادية بين الشمال والجنوب، وهذا يستدعي من الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية، مساعدة دول الجنوب الضعيفة للوقوف إقتصاديآ على قدميها. وبغير ذلك لا يمكن القضاء على الهجرة أبدآ، ما دام هناك مستفيدين منها، وكل ما يمكن أن تفعله الدول الأوربية هو الحد منها لا أكثر.&

وبالنسبة للاجئين السوريين الأفضل هو إحتوائهم في البلدان المجاورة، وثانيآ العمل بشكل جاد للتخلص من النظام السورري الإرهابي، المتسبب في كل هذه المأساة، ولملمة جراحهم وتمكين السوريين من العودة إلى ديارهم. وفي ليبيا لا بد من تدخل غربي لإنهاء هذا الصراع المسلح على السلطة، لسد الباب أمام تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فساد الانظمه والنعيم
الدكتور محمد علي الخالد -

تناول الكاتب روباري موضوع الهجره الى الدول الاوربيه ومن دول العالم الثالث ذات ا لاقتصاد السئ والضعيف بل وعلى وشك الموت من جراء الانظمة الفاسده والفرديه والغالبية العظمى منهمكون في حروب اهليه او اقليميه فالاقتصاد الفاسد سببه نظام فاسد اذن لابد من دق ابواب الدول الاوربيه والتي توفر لهم المسكن والطبابه والتعليم والمعاش الشهري وفرص العمل شرعيا او غير شرعي واسباب هذه الهجره اما سياسيه او اقتصاديه او النعيم الاوروبي

اين المشكله
زبير عبدلله -

حسب معطيات وزارة العدل الهولنديه,ان 96%من اللاجئين لايملكون وثائق تثبت شخصيتهم,وهذا يعني ان هذه النسبه مشكوك في مصداقيتها ,من هم ومن اين اتوا؟.ان الهجره الداخليه داخل اوروبا اكثر من خارجها,هناك من يحمل جنسيه دوله اوربيه ويقدم على اللجوء الى دوله اخرى اوربيه.هناك من رفض طلبات لجوئهم في دوله ويذهبونلتقديم اللجوء في دوله اخرى...هناك اناس من قوميه معينه ويقولون نحن من اخرى....99%من اللاجئين من ليس لهم مشاكل غير الاقتصاديه.على طالب اللجوء حسب قوانين الهجره ان يتقدم بطلب لجوئه الى اول دوله يصلها. ,وهنا 100%يكذبون.ان الحروب على غرار سوريا,اللاجئ,يستطيع ان الى لبنان والاردن والعراق وتركيا,والموجودين منهم في اوروبا. هم اما غير سوريين. او من انتحل السوريه,90%من اللاجئين من الشباب. وهنا البحث عن حياة افضل.الحل الزام الدول المنهوبه اليها الاموال السوريه ,وفقط قبل مقتل الحريري كان في فرع البنك المركزي الاوروبي في باريس ,30مليار يورو بعد مقتله. تحرك منه26مليار الى جهات مجهوله...هناك المئيات من المليارات المنهوبه من سوريا ,فقط ارباح هذه المليارات تستطيع اطعام كل الشعب السوري...لايلزم للشرق الاوسط سوى الاستقرار وحكومات وطنيه ,عندها سيرجع الراسمال,من تلقاء نفسه....وعندها. سيضمحل اللجوء...لايمكن الاندماج في المجتمعات.الاوربيه,بعد الان...وحتى سابقا لم يكن سهلا...لجميع القوميات بدون استثناء...لي صديق سرياني وزوجته تعلق الصليب قال:تصور سارلي ثلاثه سنوات اقول لهم نحن مسيحيين ولا يصدقون.....عندهم كل اجنبي مسلم...

محاولات خجولة
فول على طول -

يقول الكاتب أن سبب الهجرة كالاتى : 1- الفقر وغياب الأمل. 2- الإستبداد وغياب الحريات الفردية.3 - الحروب بجميع أشكالها. 4- زيادة عدد السكان...انتهت الأسباب من وجهة نظر الكاتب . الحقيقة أنة لا يجرؤ كاتب عربى أو مسلم على أن يذكر الحقيقة فى أسباب الهجرة . نبدأ بالبند الرابع وهو زيادة عدد السكان وهو السبب الحقيقى فى كل المشاكل للذين امنوا وللعالم . هل يجرؤ مسلم واحد على أن يطالب بتحديد النسل ؟الاجابة معروفة لأنها ضد الشرع وما عليك الا أن تذهب الى الموقع الرسمى للأزهر الشريف وتعرف رأى الدين فى هذة المسألة . سيدى الفاضل الذين امنوا يتكاثرون دون حساب ودون تعقل للأمور والنتيجة ما نراة حاليا . أصبحتم أزمة على بلادكم وعلى العالم وبعد ذلك لا تقدر أن تتكلم عن حرية وحقوق انسان ..أى حرية تتحدث عنها لشعوب جائعة ؟ وبشر يقتلون ويرتكبون أبشع الجرائم من أجل جنيهات قليلة بسبب الفقر ؟ وعن أى أخلاق يمكنك أن تحدث بها الجوعى ؟ وأى أمل يمكن الحديث عنة فى مثل هذة الأوضاع ؟ ومن الذى خلق هذة الأوضاع ؟ والكاتب يتناسي عن عمد بالتأكيد الخطاب الدينى التحريضى ضد البشر المخالفين للدين الأعلى أو حتى المخالفين للمذهب من الدين الأعلى فلا تستغرب الحروب سواء الداخلية أو الخارجية . أتمنى الشجاعة والصراحة والوضوع فى الكتابة أو التوقف أفضل .