فضاء الرأي

الأمن القومي العربي.. لافتة قديمة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من المصطلحات السياسية او الامنية الشائعة هو الامن القومي وما يتبعها من توضيح، كأن نقول الامن القومي العراقي او العربي او الاميركي، ولكي لا نغبن اميركا واوربا وغيرها من الدول الكبرى، ونقارن امنها القومي بلافتة الامن القومي العربي، فعلينا ان نفكك ماذا يعني هذا المصطلح ومدى تطابقه مع واقع الحال. قد يمكن تعريف الامن القومي بضمان الاستقرار والسلام في بلد ما، وفي ضل هذا المفهوم يمكن ادراج عدد كبير من الخطوات التي يجب ان يتم اتخاذها وكذلك توفير الكثير من المستلزمات لتحقيق ذلك. ومنها على سبيل التذكير الامن الغذائي، حيث ان قلة الغذاء او شحته سيخلق بلبلة في البلد ويوفر ساحة خصبة لاي كان لكي يتدخل في شؤونه ومن ثم فرض شروطه لتحقيق مصالحه، وهكذا بالنسبة للامن المائي، وامن المواصلات وامن التطور العلمي والبناء والتنمية، والقدرة على الدفاع عن البلد ضد الاعتدات الخارجية يعتبر اوضح مثال عن الامن القومي.

منذ الحرب العالمية الثانية، لم يتم الكشف عن قدرات الامن القومي لاغلب الدول الكبرى بشكل عملي، لانها وببساطة تمكنت من ان تدفع المشاكل او اغلبها عن محيطها المباشر وليس عن الداخل فقط، ولكن هذا الابعاد بلا شك، يعتبر بحد ذاته نجاحا فذا في الامن القومي لهذه الدول من جهة ولكن يوسع مفهوم الامن بالنسبة لها ليشمل مديات اوسع من الناحية الجغرافية على الاقل. في حين ان واقع بعض المناطق او الدول او المنظومات القومية يعتبر وبلا ادنى شك فشلا ذريعا في تحقيق مقولة الامن القومي، لانها اتخذت من شعار الامن القومي يافطة دون مضمون. فلو لاحظنا عملية تكديس الاسلحة في منطقة الشرق الاوسط، والتي غالبيتها العظمى مستورد، لوجدنا ان مصير الدول المستوردة مرهون بارادة مصدر الاسلحة، واذا قلنا ان المستورد يمكن ان يهدد بتغيير جهة الاستيراد، كرد فعل لاي تهديد علني او مبطن، فان هذه التهديد لا معنى له في عالم السياسة لانه يعني تغيير جهة الارتهان، هذا فضلا ان تكاليف تغيير نوعية التسليح تتضاعف عدة مرات في هذه الحالة. ليس هذا ولكن من تجربة السنوات الخمسة والعشرون الماضية، نرى ان الكثير من الدول التي كانت تعج بالاسلحة المختلفة، والتي كانت تستغل هذه الاسلحة لتهديد الاخرين وخارج اطار الدور المرسوم لها، فرض عليها ونتيجة هذا اللعب الغير المدروس، ان تقوم بتدمير ترسانتها من الاسلحة المستوردة من السوق السوداء وبتكاليف مضاعفة، وان تدفع تكاليف التدمير ايضا.

نعم الكثير من الدول اتخذت من التسلح، رغم كونه مستورد، الاساس الوحيد، لتحقيق الامن القومي لبلدها، واهملت اهم الجوانب الاخرى، مثل التعددية السياسية، والمساواة، وضمان وحماية المكونات المختلفة، وترسيح اسس الوحدة الوطنية (اي الاستقرار السياسي)، ووضع برنامج للتنمية الاقتصادية، يلاحظ، تنمية مختلف جوانب الاخرى مثل ضمان الامن المائي وطرق المواصلات، وحماية الزراعة وتنويعها وضمان الامن الغذائي (الامن الاقتصادي)، وجيش ينتمي للوطن وليس لطائفة او لايدولوجية معينة، خاضع لقيادة سياسية عقلانية لا ترميه في حروب لا طائل منها وليست دفاعا عن الوطن او عن تحالف اساسي يحمي الوطن (الامن العسكري).

في نظرة فاحصة لواقع البلدان العربية، كوحدات او كمجموع، نرى ان الامن القومي هو يافطة مهترئة، وليس له في ارض الواقع اي وجود، بل هو مصطلح يستعمل على الاكثر لافهام المتلقي ان المتكلم يفهم في امور لا يمكن للمتلقي ان يعيها، او هي اعلى من ادراك عقله الواعي. ففي هذه البلدان ليس الصراع الداخلي صراعا سياسيا، حول البرامج او حتى حول سؤ الادارة، بل ان الصراع في الغالب هو صراع وجود، كل طرف يصارع الطرف الاخر بحثا عن وجود مستقل وظاهر له، ويريد ان يفرض ارادته على المقابل، اما لانه يعتقد نفسه الاكثر احقية بالوجود والزعامة، او لانه يعتقد نفسه ضحية لاضطهاد مستمر. هناك صراع قومي، نتيجة قيام الاكثريات العربية في فرض قيمها وتطلعاتها ونظرتها على الحياة السياسية على هذه البلدان، في ابعاد شبه تام للاخرين عن هذه السياسية ليس تطبيقا، بل حتى في القول والنصح واظهار رؤية مغايرة. فقد تم استغلال موراد الكثير من بلدان الدول (العربية) في حروب داخلية لضرب حركات تطالب بالانصاف، وتم قتل واعتقال الكثير من ابناء الوطن بحجة انهم مناصرين للانقساميين او الشعوبيين او الطائفيين. مما خلق فجوات وحالة الكره والرغبة في الانتقام كل طرف من الطرف الاخر. ليس هذا فقط، بل تم في اغلب الدول العربية سلخ شريحة من ابناء الوطن بحجة كونهم من ديانة معينة، (اليهود مثالا) وطردهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، وفي العراق الذي كان سباقا في هذا الامر منذ عام 1933 حينما تم تخيير الالاف من الاشوريين بين الرضوخ لما تخطط له الحكومة او الخروج من الوطن، وتم نفي عائلة بطريرك كنيسة المشرق حينها، وتم اسقاط الجنسية العراقية عنهم، وتلتها عملية اخراج اليهود وما تبعها وتلتها الحرب الطويلة والتي امتدت اغلب سنوات القرن العشرين مع الكورد والمتحالفين معهم. وهذه الامثلة يمكن ان تطبق بسهولة على اغلب الدول العربية، والعجيب انها دول تتغنيى ليل نهار بتاريخها الحضاري الطويل، ولكنها لم تتمكن من استيعاب ابناء الحضارات المتعددة التي ابثقت على نفس الارض، بل حاولت صهرها بالقوة.

في ظل مثل هذه الاوضاع هل يمكن حقا الحديث عن الامن القومي؟&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسلام دين ودولة ..
فول على طول -

الأمن الاقومى الحقيقى يبدأ من الداخل وليس من الخارج . انتهى عصر الاستعمار والغزو ولا يوجد أى دولة مهددة من الخارج . الانقسام الداخلى سببة هو النعرة الدينية الاسلامية والتى كانت سببا فى انقسام المجتمعات الى مسلمين وما عداهم فهم كفار وخونة . ثم أصبحت مذهبية بعد ذلك وهذا شئ متوقع . الاسلام دين ودولة هو كلام أجوف وثبت فشلة مئات المرات ..الحل هو أن كل الناس سواسية والاسلام ديانة فقط - مثل أى ديانة - أما الدولة لها نظام أخر ولها مقومات أخرى . حرية العقيدة بمعناها الواسع جدا هو السبيل الوحيد للتخلص من الطائفية والمذهبية أما محاولة اثبات أن الاسلام دين ودولة سوف يؤدى الى التهلكة ..كفاكم نعرات فارغة . اللة لا يجبر أحدا على عبادتة . هل يعى العرب والمسلمون ذلك ؟ بالتأكيد لا . هنيئا لكم التقاتل الى أن تنتهوا من بعض بأيديكم وبأموالكم .

مفهوم الامن عندي..
زبير عبدلله -

كنت اتمنى ان يكون لنا فريق قوي لكره القدم,وعندنا لكل لكل عائله,شقه او بيت لكل فرد على الاقل عشره امتار مربعه خاصه به,او بمعنى اخر لكل غرفته ,ان تكون مدارسنا متناسبه مع المرحله لتقدم البشريه,وعداله قضاء,ان يحصل كل على لقمه عيشه دون انقاص من كرامته كانسان ,وان يحس بالحريه,دون الاساءه الى الاخرين...هذا ليس اضغاث احلام.بل هذا واقع موجود في الكثير من دول العالم...الدول الاسكندنافيه.دول غربي اوروبا...سنغابوره......هذا هو الامن القومي ......

الامن السلطوي
كريم الكعبي -

صار الامن القومي العربي كذبه انطلت على كثير من لشعوب العربيه والحقيقه بدلت في الخفاء بأمن الحاكم والحفاظ على كرسي الحكم له ولعائلته المرفهه، ليس من المعقول تذبح طوائف مهمه في النسيج الاجتماعي العربي لكي يبقى الحاكم مئات السنين يتوارث ابناءه الحكم يتلاعب به الصبيان ويذهب الامن القومي العربي والاقليمي الى الجحيم من يدخل القاعده والنصره وداعش الى بلاده اوالبلدان الاخرى و يمدهم بالعتاد والسلاح ويدرس منهج تكفير الاخرين في الدراسات الدينيه والحكوميه يبحث عن الامن القومي كيف يدرس في الازهر يجوز قتل المرتد وطبخه واكله او ماقاله امام الحرم المكي السديس في خطبته الاخيره من داخل الحرم فلتكن حرب على الشيعه انها حرب السنه على الشيعه في الوطن العربي واقولها على الملاْ انها حرب سنيه شيعيه الى نهاية خطبته هجوم عنيف لم يشهد له التاريخ مثيل وصمت مثل الاموات باعتداءات اسرائيل على غزه هل هذا يبحث عن الامن القومي العربي . ايها العرب اذا اردتم ان تبحثوا عن امنكم القومي تعالوا الى مرجعية النجف الاشرف لتدلكم على نقاط الضعف في امنك القومي لانها تعمل بمدأ الامام علي ع المواطن العربي .. ان لم يكن اخ لك في الدين فهو نظيرك في الحياة

الشيعة والحرية اعداء الحك
فد واحد -

الشيعة والحرية اعداء الحكام العرب هذه هي الحقيقة فاذا اجتمعا فهذا يعني نهاية حكمهم لذا تراهم قد فقدوا وعيهم حين اتفق الغرب مع ايران وتحرك الاحرار في اليمن ولكن هيهات ان يعود مارد الحرية الى قمقمهم .....

بشرى لزبائننا..اسلحة ٢٠١٥
فد واحد -

لقد غبتم عنا لاكثر من ١٠ سنوات منذ اخر حرب تليق بكم واشتقنا لكم ولريالاتكم التي جنيتوها من نفطكم كل هذه السنيين وبمناسبة عاصفتكم التي ستستمر لسنيين نزف لكم البشرى بوصول موديلات ٢٠١٥ من الطائرات والصواريخ والدبابات ومستلزماتها وتوفر الاف المختصين للتدريب والصيانة مع تنزيلات مغرية لموديلات ٢٠١٤ فسارعوا لفتح خزائنكم المنتفخة باموال شعوبكم واجيالكم القادمة لنخضعها الى رجيم يرجعها الى الوزن الذي نقرره طبيعياً لكم ولعقولكم مع تحيات شركات الاسلحة والبنوك الدولية .....

ما هذا
رائد -

مع احترامي للكاتب الا انه حول نفسه لبوق من الابواق الايرانية ولا ادري ما هو السبب. المتابع للشأن العراقي يجد ان انصار ايران هم اعداء النصارى وبعهدهم قارب النصارى على الانقراض وفي لبنان اقتربوا ليصبحوا اقلية نتيجة شراء الاراض واملاك النصارى في لبنان من قبل حزب الله بأسعار تقارب ضعف سعرها وفي العراق لا يحتاج الامر الى ذكاء لنعرف ان الداعم الاساسي لداعش هم الايرانيين عن طريق عملائهم ومطاياهم من الشيعة العرب .... الامة الاسلامية لن يزيدها او ينقصها بوق هنا او بوق هناك فمهما تعددت الابواق فهيا مجرد حديدة وسينتهي امرها في ساحة الخردة

and what
Salam -

الاقليات ومنهم الكاتب وكل الاقليات في الدول العربية يحاربون العرب كانهم لا يعرفون انهم اذا حاربوا العرب كانما يحاربون نفسهم فهم يعيشون معنا في الدول العربية انظروار لاقليات سورية والعراق ومصر واليمن فهم يدفعون ثمن وقوفهم ضد الغالبية العربية

سبب عدم خوف المسيحيين الان
ج . ب -

كلامك صحيح وفيه تهديد ... ولكن لا بأس لان الزمن قد بدأ يتغير في السابق كان المسيحيون يخافون من (الحكومات العربية )ولا يعادون الدولة حتى وان سلبتهم ؟ ولكن الان كما قلت لك الوضع قد تغير واصبح المسيحيون لا يخافون من الذبح والقتل والتهجير ... وهل تعرف لماذا .؟ لانهم الان بحماية العرب الشيعة الابطال والذين لا يعرفون معنى الخيانة وهز الذيول لاجل الاموال وكما يفعل اهل السنة ... الشيعة اصحاب مبادئ وقيم واخلاق ويحملون جينات الوفاء وهم من يستطيع اي انسان ان يعتمد عليهم ويثق بهم فبارك الله بهم ووسع حكمهم وسلطانهم ... يا رب , لهذا السبب اصبح المسيحي وباقي القوميات المسالمة لا تخاف لانهم تحت حماية رجال الامام علي عليه السلام , وهم من يجب تسمية قواتهم ( قوات ابو كرار ) وليس الحشد الشعبي . ملاحظة : اني متأكد بان المراقب او المحرر المسؤول سوف لا ينزل تعليقي هذا الا اذا كان محرر اكاديمي مهني محترف ...؟ على كل حال شكرا فمن حق الانسان ان يخاف ولكن ليس من حقه ان يكون طائفيا .

على من تضحك يا ج - ب
رائد -

الان اصبح المسيحين بأمان لوجودكم الا ترى معي انه بعهدكم لم يبقى مسيحين ليخافوا ولا حتى مسلمين انكم الشيعة لا تجيدون الا اللطم وقتل الابرياء العزل ولولا التحالف العربي الامريكي لطاردكم الدواعش الى ايران انتم يا عزيزي اتباع ايران ويكفي ان يكون امامكم ايراني ولا يعرف كلمة عربية واحدة وهو "السيستاني" وهو يوجهكم حيث يشاء وانتم رهن اشارته وهو رهن اشارة الولي الفقيه خامئني بأيران تقدسون النجف وكربلاء ولكنكم تحجون الى "قم" الايرانية فتوقف يا عزيزي عن الخوض بما لا تفقه