فضاء الرأي

أو يعيب الرجل بكاءه؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في ثقافتنا الشعبية إذا أردنا امتداح إنسان قلنا له: "كن رجلاً"، وإذا أردنا ذماً قلنا: "لا تبك مثل النساء"، وكثير من الرجال يفضل أن يظهر قسوة قلبه على أن تبدر منه لحظة عطف إنساني فإن أثر فيه موقف عاطفياً خنق دموعه وعاند تلقائيته حتى لا يسجل الناس عليه أنه ضعيف، لأن الناس قد تمتدح قاسي القلب بأوصاف مثل الجلد والشجاعة والقوة لكنها لا تغفر للرجل عاطفته وتفسرها بأنها ضعف وعجز..
هذه النظرة الثقافية هي التي تشجع الرجال على القسوة وإشعال الحروب والإفراط في استعمال السلاح وما يؤدي ذلك إليه من مآس ومصائب، كل هذا حصاد ثقافة جاهلية تعبد البطولة ولا ترى سبيلاً إليها إلا التهور والقسوة والقطيعة مع العاطفة والرحمة الطبيعية في الإنسان..
هذه الثقافة جعلتنا ننظر إلى العاطفة على أنها عيب ومنقصة في حق صاحبها فإن رأينا من الرجل ميلاً نحو الرحمة والرأفة في قراراته نهرناه بسيف ثقافي قاطع بالقول: "لا تكن عاطفياً"!!
وما العيب في أن يكون الرجل عاطفياً، وما قيمة العقلانية الجافة التي لا تأخذ بعين الاعتبار الإنسان وعدم إيذائه أو جرحه!
إن مشكلة العالم اليوم في جوهرها الثقافي ليست إلا في غياب العاطفة التي تكوِّن وعياً عاماً مضاداً لإشعال الحروب وسفك الدماء وتخريب البيوت، ليت الناس كلهم عاطفيون إذاً لاقتربوا من رحمة الله تعالى ولهبًّت نفحاته عليهم فأحالت حياتهم سلاماً وحباً.. أين أجدك يا رب؟ عند المنكسرة قلوبهم والرحماء يرحمهم الله..
العاطفة هي السر الإلهي الذي أودعه الله في خلقه، فمن رعاه كان أهلاً لأن تصيبه رحمة الله تعالى، وويل لقساة القلوب لأن قسوة القلب لا تذيبها إلا النار.
إن الطفل أول ما يفتح عينيه لهذه الحياة فإنه ينتظر من أمه وأبيه احتضاناً عاطفياً لا مواقف عقلانيةً، إن الابتسام للطفل واحتضانه وغمره بالقبلات والحنان هو الذي يرافقه في خطواته الأولى في الحبو والمشي والنطق، ولولا هذه العاطفة التي تغمر الطفل من كل جانب لما نجح في اختباراته الأولى في الحياة، ولولا الحب لما صبرت أمه وأبوه على مشقة تعليمه..
إن الرجل الذي لا يبكي هو رجل قاسي القلب، وقد بكى النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم وبكى في مواقف كثيرة، وغضب من رجل قاس حين أخبره أنه لم يقبل أحداً من أولاده فقال له: ماذا أفعل لك وقد نزع الله الرحمة من قلبك..
إن بذور الأفكار خطيرة ومدمرة، ففي ثقافة يسود فيها أن العاطفة منقصة يحاول الرجل أن ينفيها عن نفسه فيعيش حياته متهوراً جاف المشاعر بدءً من قيادة المركبة مروراً بعلاقاته الاجتماعية انتهاءً بحمل السلاح واستسهال الضغط على الزناد وسفك الدماء..
القرآن لا يعبأ بقيمنا الذكورية، لذلك يقدم لنا نموذج الحاكم الذكر الفاشل الذي يفسد في الأرض ويستكبر فيها ويشعل الحروب في مقابل نموذج الحاكمة المرأة الناجحة سياسياً بميولها السلامية ورغبتها في تجنيب قومها شر الحروب وهي ملكة سبأ التي اعتمدت الأساليب الدبلوماسية والسياسية لاسترضاء سليمان : "وإني مرسلة إليهم بهدية"، ولم تلتفت إلى الآراء الذكورية: "نحن أولو قوة وأولو بأس شديد" فنجحت مدرستها السلامية ولم يعتبر القرآن مساعيها لتجنب الحرب ضعفاً وانهزاميةً..
سمعت ذات مرة من عفراء جلبي أن إحصائيةً في إحدى الدول الاسكندنافية أجريت على البرلمانيين والبرلمانيات أظهرت أن أكثر الكلمات التي يرددها الرجال هي كلمات من قبيل: "الأمن القومي- التسليح- الدفاع-.." في حين أن أكثر الكلمات التي ترددها البرلمانيات النساء هي من قبيل: "الأمومة-الطفولة-الصحة- التعليم-.." ..
صرت على قناعة بأن عالماً يبرز فيه دور المرأة أكثر وتتعزز فيه قيادتها هو عالم أكثر إنسانيةً وسلاماً وأبعد عن الحروب والطيش الذي جلبه جنون الرجل وقسوة قلبه.

كاتب فلسطيني
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خاب قوم ولوا أمرهم إمرأة
عادل حزين -

طيب ونودى موروثاتنا المتعفنة فين؟ من مثال خاب قوم ولوا أمرهم إمرأة؟ والأكثر وصمهم بأنهم ناقصات عقل ودين, وشورة المرة تخرب البيت سنة, لو صحت. ها ها ها

مقال جميل ولكن ؟
فول على طول -

يقول الكاتب : العاطفة هي السر الإلهي الذي أودعه الله في خلقه، فمن رعاه كان أهلاً لأن تصيبه رحمة الله تعالى، -أين أجدك يا رب؟ عند المنكسرة قلوبهم والرحماء يرحمهم الله ..انتهى الاقتباس وهذا كلام جميل جدا عن صفات اللة التى نعرفها والتى يجب أن يكون عليها ونحن نسأل الكاتب هل اللة الذى يعبده الذين امنوا وخاصة الدواعش تنطبق علية هذة الصفات ؟ هل هو نفس الالة أم العكس ؟ هل المؤمنون الذين ينحرون ويفجرون ويقتلون تصيبهم رحمة اللة أم أن هذة الأفعال الوحشية هى الرحمة بعينها ونحن نراهم يفعلونها ويقولون : بعثت بالسيف رحمة للعالمين ؟ - ثم يقول الكاتب : القرآن لا يعبأ بقيمنا الذكورية، ..انتهت الجملة والانصاف فان القران ذكورى النزعة والتشريع .

يا فول
لا تفلفل -

ودي نعمل فيها أيه يافول ؟؟؟؟ السيوف النيلة اللي عندكم دي والدم ؟؟؟!!!"آية (إر 48: 10): مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ."

بسيطة يا ذكى
فول على طول -

عمل الرب عندنا ليس القتل كما تفهم أنت ولكن عكس ذلك تماما ..والسيف عندنا هو كلمة اللة الحية الفعالة ..الكلمة الواضحة كالسيف ..نعم كلمة اللة الحقيقى مثل السيف وهى المقصودة وهى تسبب الكثير من الدماء والألم لأن من يتبع اللة الحقيقى ويأتى لة تحسبونة مرتدا وتقتلونة وهذا هو التفسير - ونطالبك بالتفسير من أى كتاب لأى مسيحى فى أى زمن يقول غير ذلك . السيف عندنا هو كلمة اللة الحادة القاطعة أما عندكم هو السبيل الى الرزق وجز الرقاب ..أنت مسكين ...,اذا كنت تفهم أن عمل الرب هو القتل فهذة مشكلتك وثقافتك أنت ..والاية واضحة تقول عمل الرب ولا تقول اقتلوا المشركين أو الأخرين بل تقول عمل الرب ..واضح ؟

الى اذكى اخواتة
فول على طول -

مساكين الذين امنوا ...يحاولون تشوية عقائد الاخرين ويعتقدون بذلك أنه تم حل مشاكل الدين الأعلى ونصوصة ..ومجرد أن يقرأوا كلمة سيف فى الانجيل يطيرون فرحا كمن يقول وجدتها ..وجدتها دون معرفة معناها ..مساكين . عمل الرب عندنا ليس القتل بالتأكيد والسيف ليس هو سيف الرزق وجز الرقاب كما فى الدين الأعلى ونتمنى مرة واحدة لمن يستشهد بالانجيل أن يأتى بالتفسير من كتب المسيحيين حتى يكون هناك مصداقية ..مساكين . عموما هذا هو التفسير : ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" [10]. من كان في قائمة خدَّام الرب يلزمه أن يكون مجتهدًا ومتيقظًا. عندما يمسح الخطية من حياته بغيرته يتهيأ للاقتراب نحو الله، الذي يدعوه الكتاب نارًا آكلة (تث 4: 24؛ 9: 3؛ عب 12: 29). "ملعون من يمنع سيفه عن الدم" [10] قائلًا [الذين يمنعون السيف عن الدم إنما يمنعون كلمة الكرازة عن قتل الحياة الجسدانية (الشهوانية)، وقد قيل عن هذا السيف: "سيفي يفترس الجسد" (تث 32: 42)[654]].* الإنسان الذي يصد "سيف الروح الذي هو كلمة الله" (عب 6: 7) من سفك الدم، بالتأكيد يسقط تحت اللعنة التي أعلنها إرميا قائلًا: "ملعون من يمنع سيفه (الكتاب المقدس) عن الدم" [10]. إذًا لنفعنا يُسفك الدم الفاسد الذي لمادة خطايانا (بكلمة الله). هذا هو السلاح الذي يقطع وينقي كل أمر شهواني وأرضي ينمو في نفوسنا. إنه يجعل الناس يموتون عن الخطية، ويعيشون لله، ويزدهرون بالفضائل الروحية . فعلا مساكين الذين امنوا .

ليس عيبا ان يبكي الرجل
salam kaso -

انا احترم الرجل اللذي يبكي , لانه صادق , فعلا كلام الكاتب صحيح واوافقه الرأي , فعلا نحن نربي ابناءنا الذكور تربية خاطئة ونمنعهم من البكاء , وكأن البكاء ينقص من رجولنهم , عندما نجبرهم على كبت مشاعرهم نعودهم على القسوة , اعتقد انه اذا حكم العالم نساءاً امهات ذكيات لن تكون هناك حروب في العالم

فول الداعشي القبطي
يلعن (...) يافول -

آه فعلاً سيف ربكم كان سيف كلامي لما رعايا كنيسة ربك أبادوا الهنود الحمر وسكان أمريكا اللاتينية وسكان جنوب أفريقيا والحملات الصليبية وغزوات النهب لثروات الشعوب بإستعمارها ، آه صحيح يا واد يافول ربك سيفه كلمة يلعن (..................................................)يا إرهابي ياداعشي ياقبطي.

إلى أغبى أخواته فول
فضحت كنيستك -

وأنت يا ملعون الرب ماذا تحاول؟ أنت تحيا عمرك كن أجل شتم دين الإسلام

من يشتمنا
فول على طول -

أنا لم أجئ بشئ من عندى ..هل جعل رزقى تحت ظل سيفى لا توجد عندكم ؟ وهل بعثت بالسيف رحمة للعالمين لا توجد ؟ وهل الدواعش هندوس أو نصارى كفار ؟ وهل ما يتلونة من الايات والأحاديث مقتبسة من كتاب بوذا ؟ وهل أفعال داعش تتفق مع رحمة اللة التى يتحدث عنها الكاتب ؟ وهل القران والسنة والأحاديث أنصفوا المرأة فعلا أم نقرأها لكم من تانى ؟ بهدوء ومطلوب من كل ذكى أن يقرأ التعليق ويرد على نفسة ..ومن يريد أن يشتمنا فليس لدينا مانع ونحن نرحب بذلك . تحياتى

يافول
............ -

أولاً أين تجد كلمة سيف في القرآن؟ كلمة سيف لم تذكر ولا مرة واحدة في القرآن ولكن في كتابك كلمة سيف وردت 485 مرة ، وربك قال : أما أعدائي الذين لايريدون أن أملك عليهم فهاتوهم وأذبحوهم قدامي ، وقال ماجئت لألقي سلاماً بل لألقي سيفاً ، ومع ذلك فربك تم ذبحه على الصليب وهو ضعيف يبكي ويستسمح من قتلوه ويستجديهم شربة ماء ، فسبحان الذي خلق العقول هل هذا إله الذي يموت مصلوباً ؟