الثورة السورية المضادة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بداية لم تكن هناك أية ثورة في سورية، لا شعبية و لا جماهيرية و لا عسكرية، إنما كانت هناك بداية تظاهرات شعبية، بداية احتجاجات جماهيرية مسالمة، ثورة أخلاقية إنسانية ضد الظلم و العبودية، و 15/آذار/2011 سَ يبقى التاريخ الحقيقي المشرّف لِ الشعب السوري، أمّا هذا الحريق الرهيب الذي يلتهم سوريا و المنطقة بِ رمّتها، فَ هو بِالضبط الثورة المضادة. اعتقد بِأن ثورتكم هذه كانت على النظام و ليس على الشعب السوري، إننا نحن الشعب السوري الذي يحكمه هذا النظام، كنا مع تغييره، و ليس مع تغيير الدولة السورية.عندما كنا نناضل ضد هذا النظام، كنتم أنتم ترضعون الحليب من أثدائه، و كنتم غارقين تماما في مستنقع الفساد الشامل و العمالة القذرة لِ نفس هذا النظام الذي كان كابوسا على صدورنا نحن و ليس على صدوركم أنتم، أمّا و أنكم أتيتم بِ بعض الوجوه الوطنية الذين لم يتلوثوا بِ مغريات النظام كي تلمّعوا صورتكم و تبعدوا شبهات العمالة، و هذه المرة لِ الخارج، عن مجلسكم، إئتلافكم، فريقكم جوقتكم، اعلموا جيدا بِأن هذه الحركة لم و لن تشفع لكم، و في الوقت نفسه أساءت لِتاريخ هؤلاء من حيث قراءتهم لِ السياسة العالمية.
انكم كما كنتم تدلّسون، تنتهزون، تتملّقون، تتلوّنون و تدبكون في مسيرات و مهرجانات البعث و ثورته الغرّاء، الآن أيضا رجعتم إلى أصلكم، إذْ أنكم غدرتم بِ هؤلاء الأنقياء الحالمين الأوفياء لِمبادئهم الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم و أكتافهم و خرجوا إلى الساحات و قالوا لِلنظام الأمني المرعب في عينه " إرحل ".
في هذا الوقت بِالذات كنتم أنتم تسيرون في ظلالهم و تتحينون الفرصة لِلانقضاض على ثمرة ما يزرعونه. لقد سرقتم أنشودة الحرية التي صدحت حناجرهم الطاهرة بها في ساحات و شوارع سوريا الأم. لم يكونوا ثوارا إنما كانوا أبناء المجتمع المدني، لم يكونوا ثوارا بل كانوا محتجين على الظلم و الاستبداد و العبودية، كانوا طلاب حرية و كرامة و لم يكونوا طلاب الحكم و كرسيّ الرئاسة. كنتم شركاء النظام في اللعبة القذرة التي من خلالها حوّلتم النشيد الكوني السلمي إلى هيعات، تكبيرات، صراخ، عواء و زئير، كما كان يريدها النظام و كما خططت القوى العالمية لِإشعال هذا الحريق الرهيب لا لِتغيير النظام بل لِتدمير البلاد. إن هذا السيناريو كان جاهزا ومستوفيا جميع الشروط القانونية المالية الفنية و الأمنية، و كانت امضاءات رؤساء الدوائر المعنية مثبتة على غلاف المجلد و الصفحة الأخيرة من النص الكامل الذي تم حفظه في القسم الأمني من هوليود.
أمّا النص الذي تم توزيعه على المؤدين من العربان و الأكراد و التركمان و الآشوريين و الأمازيغ و البربر، لم يكن النص الأصلي، و إنما نصّ ينسجم مع ثقافاتهم و أهدافهم و أخلاقهم و عقائدهم. يمكن اعتبار بداية الثمانينات من القرن المنصرم تاريخا لِ كتابة هذا السيناريو، وكانت بداية الأكشن في الحرب الطويلة الأمد بين صدّام و الخميني، هذين الممثلين البارعَين اللذَين أدهشا المخرج و الطاقم الفني بِ أدائهما الرائع، فَكل منهما كان القدوة و البطل و القائد و المثل الأعلى لِ الكومبارس الذي يتبعه، و من تلك اللقطة راح الفيلم الأمريكي يعمل بِ نجاح، و راح كاتب النص يحلم بِ جائزة نوبل لِ السلام. أمّا أبطال الجزء الأول من الفيلم أو المسلسل الأمريكي، فَقد انتقل كل واحد إلى المشهد التالي، فَ القائد صدّام اتبع الهدى و الرسول و قام بِ غزو الكويت، أمّا قائد الثورة الإسلامية آية الله روح الله شريك الله الخميني فَ قد كان يتفقد عناصر المشهد مع أبناء العمومة أحفاد بني النضير و قينقاع تحت قبة الصخرة فوق هيكل سليمان المعظّم، وكان يتبادل معهم أطراف الحديث حول الحدود و الخرائط الجديدة التي سَ تجلبها الجيوش الأمريكية القادمة إلى مسرح التمثيل، فَالجانب الفارسي متأكد من أنّ التغييرات التي أُدْخِلَت على حدود الشرق الأوسط لا و لن تطال بلاد فارس سلبا، و إنما قد يُعاد جزء من الاعتبار لِ كورش و قمبيز، و ربما يكون ذلك عرفانا بِ الجميل ليس إلاّ، أمّا المغوار البدوي فّ قد ابتلع الطعم لِ النهاية و راح يعيد التاريخ المنفوخ و يسرد حكايات الرمال من مسلسلات القادسية، الحواسم، البواتر، و الماجدات... إلى أن وجد نفسه بين يدي الجندي الأميركي و هو يسحبه من الجحر، و وجد نفسه أمام هؤلاء الذين أتى بهم الأميركان بعد توقيعهم على المخططات و الخرائط في أقبية البنتاغون و ال سي أي إي، و التي حمّلتهم أمريكا تلك الوثائق و المصنفات الممهورة بِ تواقيعهم المخزية و المذلّة و هم يدخلون المنطقة الخضراء تحت حماية المارينز.
لِيرحمك الله يا أيها البدوي البطل، يا حفيد آشور بنيبال، إنك قهرت الموت لأنك واجهته بِ وجهك و دونما قناع، إن التاريخ سَ يذكرك دائما لِ سببين، أوّلهما لِ أنهم سحبوك من الجحر و لِأنك شاركتَ في تدمير بلدك العراق، و ثانيهما لِ أنّك لم تهاب الموت عند حبل المشنقة. نم قرير العين يا صدّام، فَ حلقات المسلسل الأمريكي لا زالت تُنفّذ في الشرق الأوسط القديم، و زملاؤك يغادرون قصورهم إمّا إلى حيث غادرتَ أنت، أو إلى المنافي و السجون، و المسلسل لن ينتهي إلاّ مع اكتمال شكل هذا الشرق الأوسط الجديد، و لِأجل ذلك كان لا بدّ من الإسراع بِالتضحية بِالأبطال الثانويين، و تمهيد التربة المحيطة بِ الجغرافية المقدسة، و تحديد موعد افتتاح الحفل الكبير و إزاحة الستار عن أورشليم التي تهبط رويدا رويدا من السماء. إن الفيلم الأمريكي يسير بِ اتجاه الحبكة و التي تشمل الممثلين الرئيسيين و دولهم المرشحة لِ الانفجار المدوّي تمهيدا لِ قصّ الشريط الملون و الاعلان عن ولادة دولٍ جديدة فتية. فَهناك تتمات دول في الدولة التي كانت تسمى تركيا قبيل قص الشريط، و أيضا كيانات و مشيخات و إمارات قبيل قص الشريط، و دولة جديدة في الأردن بعد قصّ الشريط الملوّن، ربما تحت مسمّى فلاردون أو أُردفلاس، أو أيّ اسم ينسجم مع روح" الشرق الأوسط الجديد "، و طبعا سَ تكون دولة اسرائيل هي المحتفى بها وسط الجيران الجدد من الدول الشابة الصديقة الحليفة لها. و هنا أتمنى على الثوّار الذين يقضون عطلتهم الصيفية على شواطئ اللواء السليب في الدولة التي سلبتها من وطنهم الأم، أن يقدّموا لنا برنامج ثورتهم المضادة مبينين فيه طبيعة النظام و حدود البلاد و الدويلات التي سَ تنشأ فيها /لا قدّر الله/.
التعليقات
الكل
حرام -كل العالم يتدخل بسوريا حرام
بلاقناع
حقيقة -كل الثوار ارهابيين
علمانية شاملة
فريد -لا حل في سوريا الا بنظام علماني شامل اكثر علمانية من الحالي ونزع اي مظاهر طائفية مستحدثة او سابقة
تركيا تتدخل في العراق
وسوريا وتدمرهما وتريد تقس -ان تركيا قائمة على الاراضي الارمنية واليونانية والاشورية والقبرصية المحتلة بعد جريمة ابادة الارمن والمسيحيين سنة 1915-1923 على يد الاتراك وبمساعدة كل العشائر الكردية ان دولة الشر تركيا تتدخل في العراق وسوريا وتدمرهما وتريد تقسيمهما بتشجيعها للارهاب الاسلامي داعش الخلافة الاسلامية ودلك كبداية لارجاع دولة الشر الامبراطوية العثمانية ولكن ضحايا العثمانيين لهم بالمرصاد ولن نرتاح الا بتحرير ارمينيا العظمى وكيليكيا الارمنية واشور وبوندوس والموت للعثمانيين الجدد والقدماء
الخسارة الكبرى
ابن الرفدين -العالم كله يعيش على الكذب والخداع وهي المؤامره بحد ذاتها . قصص مفبركه مقدماً . الناس لاتستطيع ملاحقه الميديا الجبارة واصبحت عاجزة عن فك كل هذه الالغاز . والشعوب الى جانب خسارتها الكيرى تخسر الاوطان ايضاً التي كانت يوماً ما البيت الحنون