كتَّاب إيلاف

طارق عزيز... البعثي المسيحي

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بقي طارق عزيز، الذي توفّى في سجنه العراقي، يرمز في كلّ وقت إلى شيء ما، بل إلى أشياء كثيرة. كان رمزا من رموز النظام العائلي ـ البعثي لصدّام حسين وصار بعد الإحتلال الأميركي للعراق في العام 2003، رمزا لما يمثّله، من حقد وظلم للعراق والعراقيين، صعود الميليشيات الشيعية التي ليس لديها من همّ آخر سوى التوق إلى الإنتقام...في ظلّ تزايد النفوذ الإيراني.
في عهد صدّام حسين، وقبله في عهد احمد حسن البكر الذي تميّزـ نسبياـ بنوع من العقلانية ترافقت مع فكرة محاولة بناء دولة ذات مؤسسات، كان طارق عزيز ذلك المواطن المسيحي الذي يستطيع، في دولة البعث، الوصول إلى موقع وزير للإعلام أو للخارجية وحتّى أن يكون في نائبا لرئيس الوزراء. كان جزءا من الديكور المستخدم لإعطاء صورة مغايرة للواقع عن نظام لم يتقن سوى سياسة واحدة، هي سياسة الإلغاء. كان يحسم بالإلغاء كلّ خلاف مع الآخر.
لم يمتلك طارق عزيز يوما صلاحيات كبيرة. بكلام أوضح لم يكن يوما صاحب القرار أو حتّى صاحب قرار، عندما يتعلّق الأمر بقضايا ذات شأن. كان دائما في خدمة صدّام حسين. كان عليه أن يقول له ما يمكن أن يرضيه ويفرحه ويستجيب لرغباته. لم يمتلك يوما صلاحية الإعتراض أمام صدّام أو مناقشة أي موقف أو قرار يتخذه "السيّد الرئيس". اقتصر دوره على دور المسؤول الصغير الذي عليه تنفيذ اوامر الزعيم من دون أيّ نوع من الأسئلة.
لذلك، كانت كلّ التهم التي سيقت لطارق عزيز امام المحكمة التي مثل أمامها بعد الإحتلال الأميركي من النوع الذي لا علاقة له بالحقيقة والواقع. أكان ذلك بالنسبة إلى الأكراد أو بالنسبة إلى الأحزاب الدينية، على رأسها "حزب الدعوة"، الذي ينتمي اليه نوري المالكي ورئيس الوزراء الحالي الدكتور حيدر العبادي.
كان دور طارق عزيز محصورا في& استرضاء صدّام حسين. لم يكن يحقّ له الدخول في أي نقاش. لم يتجرّأ حتّى على التدخل في قضية تخص نجله الذي سُجن في عهد صدّام لأسباب مرتبطة بقضية تافهة اراد عبد حمود (السكرتير الشخصي لصدّام) تضخيمها لأسباب شخصية.
ثمّة ثلاثة احداث، بين أحداث كثيرة، تعطي فكرة عن طبيعة دور طارق عزيز إبان عهد صدّام. الحدث الأول هو سكوته عن مغامرة غزو الكويت في العام 1990 من القرن الماضي. لم ينبس طارق عزيز، الذي كان وزيرا للخارجية، ببنت شفة لدى إعلان الرئيس العراقي وقتذاك أمام رفاقه في مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب عن إتخاذ القرار القاضي بالقيام بتلك المغامرة المجنونة في الكويت.
لم يكن طارق عزيز شيئا يذكر في حضرة صدّام أو أحد افراد العائلة مثل حسين كامل أو علي حسن المجيد أو عديّ أو قصيّ. لم يستفد صدّام من احتكاك طارق عزيز بالعالم الخارجي، وهو إحتكاك سمح له بإدراك النتائج التي يمكن أن تترتب على احتلال بلد جار مثل الكويت...
فضّل طارق عزيز الصمت دائما، حفاظا على حياته أوّلا. لم يكن لديه سوى الأخبار المفرحة ينقلها إلى صدّام. الدليل على ذلك الحدث الثاني الذي يعطي فكرة عن الرجل وموقعه في النظام. هذا الحدث رواه برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق لصدّام الذي كان مديرا للإستخبارات حتّى العام 1983، ثمّ سفيرا لدى الأمم المتحدة في جنيف بين 1988 و 1998.
يقول برزان، الذي أعدم في العام 2007، أنّه رافق طارق عزيز إلى طهران في مهمّة تتعلّق بنقل رسالة من صدّام إلى الرئيس الإيراني وقتذاك هاشمي رفسنجاني. كان ذلك بعيد إحتلال الكويت وبدء المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة حشد قوات في الأراضي السعودية تمهيدا لعملية التحرير التي تمّت في شباط ـ فبراير 1991.
كانت رسالة صدّام إلى رفسنجاني طويلة. كانت دعوة إلى ايران من أجل الإنضمام إلى العراق في مواجهة "الشيطان الأكبر" الأميركي. كان صدّام حسين يمتلك ما يكفي من الغباء للإعتقاد أن ايران في حال عداء مع أميركا، كما أنّها& في وارد انقاذ نظامه أو الدخول في مواجهة مع "الشيطان الأكبر". ردّ رفسنجاني على الرسالة الطويلة برسالة أطول منها تضمّنت مزايدات على الموقف العراقي وعلى العبارات التي استخدمها صدّام. لكنّه ختم رسالته الشفهية بعبارة "...أما شرف مواجهة الشيطان الأكبر في الكويت، فهو شرف عظيم نتركه لكم".
استنادا إلى برزان التكريتي، نقل طارق عزيز كلّ ما ورد من أخبار سارّة في رسالة رفسنجاني، باستثناء العبارة الأخيرة التي كانت أهمّ ما فيها، بل لبّها. لم يتجرّأ على نقل الحقيقة. اضطر برزان إلى طلب موعد من صدّام، قبيل عودته إلى جنيف، ليقول له أن هناك عبارة، ربّما نسي "ابو زياد"، أي طارق عزيز، نقلها لكم!
كان الحدث الثالث في كانون الثاني ـ يناير 1991، عندما إلتقى طارق عزيز بصفة كونه وزيرا للخارجية نظيره الأميركي جيمس بايكر في جنيف. في الجلسة التي انعقدت بين وفدين عراقي وأميركي، سلّم بايكر الوزير العراقي رسالة خطّية تدعو إلى الإنسحاب من الكويت من دون شروط، وإلّا أعادت اميركا العراق إلى "العصر الحجري". إكتفى طارق عزيز بقراءة الرسالة. إعتذر عن عدم قدرته على تسليمها إلى "رئيسه". بقيت الرسالة على الطاولة التي جلس إليها الوفدان، وهي لا تزال إلى الآن محفوظة في فندق "إنتركوتيننتال".
هذه ثلاثة أمثلة عن ثلاثة أحداث تعطي فكرة عن دور طارق عزيز في& العراق. كان الدور أقرب إلى اللادور من أي شيء آخر. على الرغم من ذلك، كان هناك اصرار لدى الذين تولوا السلطة في العراق على الإنتقام منه بطريقة بشعة تنمّ عن رغبة في القضاء على كلّ ما له علاقة بالتسامح والعيش المشترك الذي عمره مئات السنين في بلد متعدد الطوائف والمذاهب والقوميات. كان الإنتقام إنتقاما من مسيحي عراقي ذنبه أنّه كان بعثيا.
لم يكن ترك طارق عزيز يموت في السجن، من دون عناية صحيّة، مجرّد إنتقام من البعثي الذي حافظ على حدّ أدنى من الوفاء لصدّام حسين من زاوية أخلاقية أكثر من أيّ شيء آخر. كان ذلك تعبيرا عن أن "داعش" لا تمثّل التطرّف لدى السنّة فقط، بل هناك دواعش شيعية أيضا خلقت حاضنة للفكر الديني المتطرف بغض النظر عن المذهب الذي ينادي به هذا الفكر أو يدّعي الدفاع عنه.
لم يكن طارق عزيز رجلا مثاليا. كان مواطنا مسيحيا عراقيا آمن في مرحلة معيّنة بالفكر البعثي وخدم نظاما قمعيا كان يفترض أن يكون علمانيا. كان يمثّل حالة توفّر بعض الطمأنينة للأقليات الدينية العراقية لا أكثر. إنتهى بطريقة تؤكّد أنه لم يعد من مكان في العراق سوى للأحزاب المذهبية التي لا تؤمن سوى بالإنتقام، خصوصا من السنّة ومن المسيحيين. مثل هذه الأحزاب التي يمثّلها نوري المالكي أو حيدر العبادي لا تبني دولا حديثة بمقدار ما أنّها تؤسس لحروب دينية ومذهبية مستمرّة لم تعد محصورة& بالعراق بكلّ أسف.
رحم الله طارق عزيز الذي عاش فقيرا، والذي وجد في الأردن من هو على استعداد لإستقبال جثمانه ودفنه بطريقة لائقة تؤكد أنه لا يزال في المنطقة من يمتلك بعضا من نخوة وحدّا أدنى من الأخلاق العربية الأصيلة...&&&&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سبب الانتقام واضح
فول على طول -

السبب الوحيد للانتقام من الرجل السبعينى المريض - طارق عزيز - لأنة مسيحى فقط لا غير . معروف أن وزير فى أى وزارة فى الدول الديكتاتورية - مثل دول الذين امنوا - أو حتى الدول الحرة أنة يمثل وينفذ سياسة الحكومة وليست سياستة الشخصية وغير مسموح لة بالحرية والتعبير عن رأية ..وبالتأكيد فان طارق عزيز لم يكن يقدر حتى أن يعبر عن رأية بل عن ما يقولة الرئيس صدام ..وبالمثل فى عهد صدام لم يكن هناك أى صلاحية لأى وزير الا لأقرباء صدام وفى حدود العائلة فقط لا غير . فى مصر مثلا فان الوزير الوحيد الذى حكم علية بالسجن 52 عاما هو يوسف بطرس غالى وزير مالية حسنى مبارك مع أنة لم يسرق مليما واحدا من الدولة بل كان من أحسن وزراء المالية فى القرن الحالى على الأقل ..ومعروف جيدا أن كل نظام مبارك نالوا البراءة ما عدا يوسف بطرس غالى والذى ماتت زوجتة فى المهجر كمدا وغما على الظلم الذى تعرضوا لة وتشرد هو وأطفالة ..يوسف بطرس غالى ابن باشوات وأصحاب البلد الأصليين لا يجد مأوى لة فى بلدة ...عنصرية .

عزيز ولكنه ذليل
مسعود المسعودي -

مقاله رائعه وصحيحه اكثر من مئه بالمئه لا بل وينقصها الكثير ولكن الكاتب لم يرد ان ينتقص من عزيز اضيف ان البعث اراده واستبقاه صدام لسبب رئيسي الا وهو حتى يبدو حزب البعث كحزب علماني في حين هو العكس من ذلك اضافة الى استغلال كونه مسيحيا ليتقرب بذلك من دول العالم وخاصة الغرب ويظهر انه حاميا او متسامحا مع الاخرين .. وبهذه المناسبه بقي صدام ونظامه و يبقى العرب ككل والعراقيين محدودي الفهم لطبيعة الانظمه الغربيه الديمقراطيه التي منذ زمن قد فصلت الدين عن الدوله .. وهذه لحد الان لا يستطيع او يقتنع او يحاول ان يفهمها من يعيش في الوطن العربي وخاصة العراق

رحم الله طارق عزيز
george -

في الحقيقة مهما كان الانسان شديدا في بعض مراحل حياته الا انه في النهاية سوف يرضخ للأمر الواقع ويساير الجميع من أجل راحة نفسه ..فالمرحوم طارق عزيز وغيره من قيادات العراق السابقين ..كانوا تحت أمرة القائد وأي خطأ قد يصدر منهم هم يعرفون بأن رقابهم سوف تطير .. ومن هذا المبدأ نجد بأن كل المسؤولين ليس في العراق فحسب بل وبأي بلد على مستوى العالم هم تابعين للأنظمة وان لم يعجبهم أنظمتهم فسوف ينفذون الاوامر دون نقاش ..وهذا ما كان واقع به المرحوم طارق عزيز وغيره من قيادات حزب البعث العراقي الذي كان يتسيده المرحوم صدام حسين الذي مهما نكر البعض دوره في أستقرار المنطقة فالتاريخ المسجل لصدام حسين سوف يقول ويؤكد هذا الكلام .. أما طلب المرحوم طارق عزيز في وصيته ليدفن في الاردن فأنا أجد بأن هذه حنكة طارق لأنه يعرف ماذا سوف يفعلون بقبره من هم يكرهون أي شيء من رأئحة صدام الذي في يوم من الايام خدم أمة العرب أكثر مما أضرها .. فأهلاً وسهلاً بعائلة المرحوم ببلدهم الثاني الاردن والرحمه لروح الفقيد طارق عزيز الذي سوف يدفن في مدينة (الفحيص) الاردنية التي أغلب سكانها من المسيحيين ويتواجد فيها الكثير من الاخوة العراقيين... وشكراً لكل العراقيين الذي يعرفون الحق ويسيرون عليه ؟ أما هؤلاء الذين باعوا العرق للغزاة أقول لكم سامحكم الله على هذا العمل غير صائب منكم لأن نتائجه ها هي امام الجميع اليوم ...متمنياً الخير لجميع العراقيين ودوام المحبة والسلام بينهم ... وشكرا

صدام عز العرب
سرجون البابلي -

حسب علم الجميع بان صدام كان يستمع الى راي طارق عزيز .اما بالنسبة إلى كون اي شخص آخر غير صدام حسين يتخذ قرارا في السياسات المفصلية فهذا مجرد كلام فارغ .صدام كان صاحب القرار حتى لو ناقش الرفاق في اي مسألة كانت ،القرار النهائي كان غنده .

صدام عز العرب
سرجون البابلي -

حسب علم الجميع بان صدام كان يستمع الى راي طارق عزيز .اما بالنسبة إلى كون اي شخص آخر غير صدام حسين يتخذ قرارا في السياسات المفصلية فهذا مجرد كلام فارغ .صدام كان صاحب القرار حتى لو ناقش الرفاق في اي مسألة كانت ،القرار النهائي كان غنده .

البعثي المسيحي
OMAR OMAR -

حشرك ربك مع هذا البعثي المسيحي

البعثي المسيحي
OMAR OMAR -

حشرك ربك مع هذا البعثي المسيحي

..............
............ -

رغم كونه مسيحي الا ان ذلك لم يشفع له عند المسيحيين الغربيين لا قدره ولا سنة ولا مرضه ليعرف المسيحيون المشارقة ان المسيحية الغربية تكره المسيحية الشرقية والمسيحيين المشارقة كما تكره الاسلام والمسلمين فهل يترك المسيحيون المشارقة عنهم نفسهم الطائفي البغيض الكاره للعروبة والاسلام بلا مبرر الا الحقد التاريخي الذي لا مبرر له كذلك فقد خضعوا قبل الاسلام لسلطان الرومان الغربيين وثنيين ثم مسيحيين ولم يشفع لهم ذلك بل كانت الدولة الرومانية تريد ارغامهم على مذهبها كما حصل في مصر مع الارثوذكس وشردت اباءهم وصادرت كنائسهم حتى اعادها العرب المسلمون اليهم فهل يتخلى الارثوذوكس والمسيحيون عموما عن عنصريتهم وحقدهم ويلتزموا بوصايا مخلصهم في المحبة والسماحة نرجو ذلك

طارق عزيز
كريم مراد -

رحمه الله عليه ، وشكرا للكاتب الكريم ، البقا لله وحده ، وهولا اللذين أتوا ليحكموا العراق تحت شعار اتينا للننتقم ، نسرق وندمر العراق ، من شيعة ولاية الفقيه سوف يأتي اليوم الذي لايجدون مزبله تحتويهم ، ولا احدا يترحم عليهم ، المساله ليست دينيه بحته ، انها سياسية. رحمة الله علي جميع شهدائنا في العراق

Jalal
Rizgar -

Like Kurds now in Baghdad

بطل
وازن -

كان رجل عظسم سيذكره التاريخ

ليس طارق وليس عزيز
متعجب -

اذا كان طارق عزيز يخاف على حياته من صدام حسبن في المنعطفات الخطيرة التي مر بها العراق فهو ليس فقط جبان وانما خائن للشعب العراقي ولدولة العراق التي هو فيها من القياديين وليس كونه مواطن عادي . يمكن للمواطن العادي ان يخاف ان يقول الحق ولكن واحد مثل طارق عزيز في القيادة يجب ان يضحي بنفسه لاجل قول الحق لانقاذ الوطن من رعونة سيده . الامتيازات التي حصل عليها طارق والرواتب الضخمة ليست من صدام وانما من دولة العراق والتي اقسم على ان يصونها .

جراءة الامل !!!!
المعارض رقم 1 -

الله يسامحك يا استاذ خيرالله خيرالله..... قل لي بربك وهل كان لاي فرد عراقي يملك كفاية من الجراء ة ليتعاطف وليفكر بغير مسار تفكير صدام وزمرته الحاكمة ؟؟؟؟!!!!!

لماذا التهويل لطارق عزيز
حسين -

الغريب في الكتاب والمعلقين انه تناسوا مآسي العراق في عهد النظام السابق ؟ الم يعدم النظام اول وزير خارجية بعد انقلاب 1968 وهو المرحوم الكتور ناصر الحاني؟ الم يعدم النظام وزير الخارجية المرحوم مرتضى سعد الحديثي ويرمي جثته في حديقة داره ويطلب من عائلته عدم اقامة اي مراسيم؟ الم يعدم النظام وزير الخارجية المرحوم عبد الكريم الشيخلي ؟ الم يقتل حردان التكريتي في الكويت والم يسمم صالح مهدي عماش ؟اين انتم من اعدامات مئات الالاف وتشريد مثلهم ومنهم علماء واساتذه واطباء ومهندسين مثل الدكتور راجي التكريتي ومحمد باقر الصدر واخته نور الهدى وعبد الخالق السامرائي وزعماء كرد منهم اولاد المرحوم البرزاني وعدد من افراد عائلته وزعماء كرد وعرب وتركمان والالاف من عوائل الحكيم وبحر العلوم والحلو وعوائل من النجف وكربلاء وبغداد والبصرة والعمارة والانبار وديالى وبابل والسليمانية واربيل ودهوك وكركوك ؟ لماذا كل هذا التهويل والنقر على الوتر الطائفي والديني ؟ اين من كل اولئك طارق عزيز؟ الم يكن عضوا في مجلس قيادة الثورة وعضوا في القيادة القطرية للحزب ؟الم يكن رئيس تحرير جريدة الحزب وكاتب مقالاتها الشهيرة ابان السبعينيات؟ ما هي جريمة كل اولئك المعدومين ومن كان باستطاعته الدفاع عنهم فيما اذا حصلوا على محاكمة عادلة ومحامين يدافعون عن حقوقهم؟ او سمح لعوائلهم بزيارتهم او توديعهم قبيل اعدامهم ؟ اين انتم من اعدام نصف مليون فرد بعيد انتهاء حرب تحرير الكويت ؟ اين انتم من اعدام مئات الكويتين بعيد الغزو؟ اين انتم من اعدام مئات الضباط الكبار خلال الحرب مع ايران وبعد حرب تحرير الكويت ؟؟؟؟ ااسئلة تدعوكم الى العودة الى الوراء لكي لا تنسوا الايام السواد من 1968 الى 2003 لان ما بعدها استمرار لما قبلها والمجموعة التي تقود الارهاب الداعشي والقاعدي حاليا هم نفس المجموعة التي كانت تقود عمليات الاعدام قبل 2003

الى المعلقين المسيحين
شلال مهدي الجبوري -

تحية للمعلقين المسيحين ومنهم فول على فول و george احترم آرائكم ومواقفكم لكن انتم لم تعرفون الظروف الدامية التي مر بها العراق ابان فترة النظام البعثي البدوي والنازي . الاتعلمون ان الاكثرية الساحقة من المسيحين العراقين يمقتون النظام البعثي نتيجة لما عانوا من ظلم واضطهاد وتميز عنصري وحتى ديني واعدم المئات وسجن الالاف منهم مع بقية ابناء الشعب العراقي الذين ناضلوا وعارضوا النظام البائد .الاتعلمون ان الاغلبية الساحقة من المسيحين في العراق يكنون الكراهية لطارق عزيز لانه وجه ورمز من رموز النظام الاجرامي البعثي الصدامي ماعدى قلة من البعثين منهم والذين لايشكلون رقما يذكر.طارق عزيز لايمت بصلة للمسيحين اطلاقا ولاحظوا لم يدافع اي معلق مسيحي عراقي عن طارق عزيز ماعداكم وايتام صدام من الخلفية المسلمة .قبل عام صرح ممثل المسيحين في البرلمان العراقي كنة قائلا طارق عزيز يعاقب كمواطن عراقي ومثل بقية رموز النظام البائد ولاعلاقة بذلك لكونه مسيحيا اطلاقا .تقولون كان طارق ينفذ مايملي عليه المقبور صدام؟طيب السؤال لماذا يرتضي ان يكون اداة بيد دكتاتور ارعن وسادي دمر العراق وشعب العراق.؟؟ الا تعلم ان صدام اباد قرى مسيحية بالكيمياوي في كردستان العراق لكونهم يتعاطفون مع الحزب الشيوعي العراقي!! وتم تفريغ قرى مسيحية وتهجير اهلها وهروب الاخرين من حمامات الدم وطارق عزيز يعرف ذلك جيدا؟؟ ياخوان اتمنى ان تتجنبوا اشياء انتم لاتعرفون عنها شيئا مجرد عواطف وردود فعل دينية.انا شخص علماني يساري ناضلت ضد نظام هدام حسين وقدمت عائلتي الكثير من الشهداء المناضلين قربانا لبناء دولة علمانية ديمقراطية مدنية وتفصل الدين عن الدولة واكثر من هذا اتمنى ومن كل قلبي ان يقود العراق شخصية مسيحية ديمقراطية لايماني العميق بوطنية المسيحين العراقين الذين يمثلون سكان العراق الاصلين. لا اخفي لك من دوافع حقدي على نظام صدام بكل رموزهم القذرة لان هذا النظام اعدم خيرة اصدقاء لي ومنهم اصدقاء وصديقات كلدانين واشورين وارمن وعندما اتذكرهم ينتابني الحزن والبكاء عليهم. لا لشي الا لكونهم يسارين ووطنين يحب بلدهم العراقيا استاذ فول على فول وجورجي انا ادعوكم بكتابة التعليقات والانتقادات في مجال الاديان وحقيقة انتم مؤهلين وبارعين في هذا الميدان ولكنكم بالسياسة لا اراه ميدان لكم من خلال قراءة تعليقاتكم .طبعا ماعدى المعلق الرائع

.............
احمد نجم -

ـ لم يكن سوى بعثي جبان ـ خان قوميته لخدمة البعث العربي الفاشي ـ

طارق الجبان
حسين م -

دعنا نكون واقعيين، طارق عزيز عراقي مجبول على الخنوع بسبب الوضع التاريخي لمجموعة اثنية مظهطدة، هذا ما كان يعانيه طارق عزيز اثناء حكم البعث، فقد خاف حتى عن الدفاع عن ابنه وهو الذي كان وزيرا للخارجية وعضوا في القيادة القطرية. طارق عزيز حتى اثناء محاكمته، (كنت مترجما في المحكمة العراقية العليا و رايته عن قرب) وهذه شهادة امينة، كان يخاف او لنقل كان مرعوبا من صدام حتى وهو في القفص. يمكن ان يكون الرجل له عذره حيث كانت عائلته وابنه في الاردن ، وهو مكان تجمع البعثيين، من الذين كانوا يمارسون القتل يتمتعون به، وكان طارق عزيز على علم بهؤلاء. كان يمكن لطارق عزيز النجاة بسهولة اذا اعتذر عن افعال النظام، ولكن خوفه من انتقام صدام كان اكبر من منه. وظل حتى في اسوأ االاوقات مدافعا عن صدام، هذا من جهة من جهة اخرى، كان طارق عزيز عضوا في القيادة العراقية وكان مسؤولا مباشرا عن جميع الجرائم التي ارتكبت، حرب ايران، احتلال الكويت، حملات الانفال، ضرب الكورد بالكيمياوي، تجفيف الاهوار، والعديد من الجرائم الاخرى، رغم قناعتي ان الرجل لم يكن ليسأل عن رايه ولم يكن بصانع قرار عدا كونه مصفقا لكن ما كان يقوله صدام وما ادلى به الاخوة المعلقون.

السيد الكاتب
ديار -

أصلا لا يحتاج موضوعك هذا الى العنوان الذي وضعته له ( طارق عزيز البعثي المسيحي ) وكانك تتحدث عن حزب عروبي بغطاء ديني لان في الاصل مؤسس الحزب هو مسيحي علماني وكذلك نائبه الاول ..ارجو اعادة صياغة عنوان المقال ..مع الشكر .

المقال
شوشو -

ياله من مقال واقعي، جميل، متوازن. بوركت ايها الكاتب المبجل.

السيد حسين .م 15
ديار -

طالما ان حضرتك كنت مترجما في المحكمة اود ان اوضح بعض المسائل وهي.. كان من الافضل ان تكون المحاكمات سرية وهذا لا يعني عدم تسجيلها بالصوت والصورة بشكل كامل والسلطات العراقية ارتكبت نفس الخطأ الذي ارتكبه الزعيم عبد الكريم قاسم ورئيس الممحكمة العميد فاضل عباس المهداوي حينما نقلا بث حلسات المحاكمات لعناصر حزب البعث الذين قامو بمحاولة اغتيال الزعيم في شارع الرشيد عام 1959 حيث جعل المتهمون قاعة المحكمة منبرا لهم للدعاية لحزبهم حيث ان الكثير من العراقيي كانو يجهلون ان هناك حزب باسم حزب البعث في العراق وهكذا استغل اولئك المتامرون مساحة الحرية وحقوق المتهم استغلالا خبيثا لصاح حزبهم وكسب التأييد الشارع والتفاخر به ولقد قرأت نصوص المحاكمات وفي احداها يسأل رئيس المحكمة ( بسذاجة وطيبة خاطر ) من احد المتهمين عن اهداف الحزب وهو حزب البعث فيتبارى المتهم في الكلام وكانه في ندوة جماهيرية يقيمها الحزب للدعاية لنفسه بطريقة عاطفية وحماسية لذلك ليس من الغريب ان احد المسؤليين في التحقيق في سجن قصر النهاية الرهيب في عهد البعثيين يقول لاحد المتهمين ( اننا لسنا المهداوي لكي تستغفلنا ) والشىْ الثاني ان احد المتهمين الكبار من اعوان صدام ذكر لاحدهم انهم جميعا كانوا يعرفون بديكتاتورية صدام وانحرافه عن الحزب لصالح نفسه وعشيرته وانهم كانو مرعوبين منه في اية لحظة ان يقرر اعدامهم لسب تافه او انتقاد كما جرى للكثير من رفاقهم ولكنهم لا يعلنون ذلك صراحة لكي ( لايتشفى ) بهم اعدائهم والناس الاخرين ..ولا اود الاطالة اكثر من هذا ولكم كل التقدير والتحايا .