الحزب الشيوعي العراقي والحشد الشعبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم أن التحولات التي طرأت عليه واضحة و جلية منذ أمد، لكن باشتراكه في الحشد الشعبي تحققت و ترسخت في الحزب الشيوعي تحولات مهمة تتجلي فيما يلي:
أولا: التخلي عن شعاره الذي طالما رفعه "حصر السلاح بيد الدولة".
ثانيا: قيامه بوضع اعضائه و مؤيديه تحت امرة امثال هادي العامري و قيس الخرعلي و غيرهم من قادة الميليشيات الشيعية، حيث ان لهؤلاء النفوذ الطاغي و القوة و التنظيم و الدعم بما لا يقارن به اعضاء الحزب الشيوعي الذين يعيشون حالة تشوش غير مسبوقة. يضع الحزب الشيوعي اعضاءه البسطاء و الصادقين في مشاعرهم في التصدي لجرائم داعش في الخطوط الامامية معرضا حياتهم للخطر في مواجهة ارهاب داعش لمصحلة ارهاب المليشيات الشيعية (مع ارهاب ضد ارهاب آخر!!).
ثالثا: بما أن الميليشيات كما هو معروف متدربة في ايران و تأتمر بأوامر ايرانية و ليست خاضعة لا للحكومة العراقية و لا لمؤسسات الدولة فإن الحزب الشيوعي قد بات هو الآخر تحت هيمنة السياسة الايرانية في العراق. (ملاحظة: كل قادة الميليشيات لا يخفون انهم يسترشدون بالمرشد الاعلى علي خامنئي). فكل الميلشيات الشيعية تدربت في معسكرات تدريب ايرانية و تتلقى الدعم من ايران.
رابعا : اثبت الحزب الشيوعي العراقي انه خاضع لفتوى السستاني التي اسبغت الشرعية على الميليشيات القاتلة بفتوى الجهاد، اكثر من خضوعه لمنطق التحليل الماركسي. كان الحزب الشيوعي قد اعلن تخليه عن اللينينية و لكنه في واقع الحال قد "تراجع" عن اللينينية، اما بهذه الخطوة و غيرها فاننا نرصد بأنه لم يعد حزبا ماركسيا أيضا.
خامسا: لم ينص برنامج الحزب الشيوعي على ان الحزب هو حزب علماني و لكن بعض اعضائه يحلو لهم الادعاء بأنه كذلك، كل الممارسات التي مارسها الحزب الشيوعي و رفضه تضمين العلمانية في برنامجه و أخيرا خضوعه لفتوى السستاني تعني تحول الحزب الشيوعي إلى حزب طائفي شيعي يضم سنة منتفعين.
سادسا: و باشتراكه في الحشد الشعبي و تخليه عن شعار "حصر السلاح بيد الدولة" يكون مشتركا مع اطراف اخرى بتنفيذ الإستراتيجية الإيرانية، استراتيجية تقويض مؤسسات الدولة التي تمارسها القيادة الايرانية لمصحلة التوسع و بناء الامبراطورية.
عملت ايران و القوى الشيعية الموالية في كل الدول التي سيطرت عليها أو مارست فيها نفوذا ظاهرا مثل لبنان ، سوريا و العراق على تقويض مؤسسات الدولة و خصوصا الجيش و هو ما قامت به في اليمن ايضا حيث قوضت الشرعية لصالح الميلشيات الحوثية و ستعمد الى هذا السلوك في كل المناطق التي قد يقيض ان تصل يدها لها.
تقوم هذه الستراتيجية على أن الجيش سيكون احترافيا و سوف يرفض تدخلات رجال الحرس الثوري حتى و ان كان جله ، كما في العراق ، من الشيعة لانه سيكون خاضعا لمنطق الاحتراف و العزة الوطنية عاجلا أو آجلا في حين لا تبدي الميليشيات المدربة في ايران أي حساسية على أن تقاد من قبل الجنرال سليماني كما أن مفهوم المواطنة مقصي من حساباتها بالكامل.
كان الحزب الشيوعي العراقي مؤهلا بحكم تاريخه أن يلعب دورا مهما في التخفيف من غلواء التصعيد الطائفي و لكنه بدلا من ان يستغل هذه الميزة ساهم هو في عملية التصعيد اولا بسكوته عن مساوئ الحكومة ثم بأن يكون شريكا لها و ليس ناقدا.
و اذا ما كان من المفهوم أن يشترك حزب شيوعي في العملية السياسية فإنه ليس مفهوما أن يندمج مع كل ما تقوم به الحكومة مثل الاشتراك في الحكومة و عدم استغلال البرلمان لفضح حكومة اشتهرت بالفساد و المحاصصة و الطائفية، كما تقتضي التكتيكات اللينينية و كما يقتضي المنطق السليم فقد مر مثلا بسلام و دون احتجاج قانون الاحوال الجعفري و وافقت عليه حكومة المالكي دون احتجاج من جهات قيادية شيوعية كانت في واقع الحال حليفة و داعمة للمالكي.
و بما أن التيار الديمقراطي هو احدى واجهات الحزب الشيوعي حيث لا يخفي الحزب الشيوعي ذلك بل ويقاد من قبل عضو في المكتب السياسي في الحزب فإن ما ورد اعلاه من تحولات ينطبق عليه ايضا.
&
التعليقات
قمة المهزلة
الرفيق فهد -قمة المهزلة ان ينظم من يؤمن بالفكر الشيوعي الى الميلشيات الشيعية المذهبية فمن المعلوم ان مبدأ الشيوعية المستمدة من أفكار ماركس ولينين يعتبر الدين أفيون الشعوب فكيف يلتحق شيوعيون بميلشيات ايران. فهل ان كلمة الشيعة والشيوعية لقربها لفظيا هي السبب فأنا اتذكر ان الكثيرين كانوا يخلطون بين الشيوعية والشيعة ولم يكن يفرقون بينهما
من بين السطور
عبد اللطيف البغدادي -بينما نحن نقرأ مقالة " الكاتب " لا نحتاج إلى حدس أو فطنة لنعرف في سرب يريد هذا " البلبل " الحلو و الجميل أن يغرد و يرفرف بجناحيه المحلقين في أعالي دواعش و نواعش .. لا بأس يا ابن وطني الطيب جدا و العزيز أن تدلو بدلوك أنت أيضا و لم لا ؟أليس نعيش في عصر حرية تعبيير و رأي و موقف ؟
شكرا
منصف العراقي -شكرا على حرصك على " سمعة " الحزب الشيوعي العراقي التي تشوهت ــ حسب رايك ــ لأن بعض عناصره حملت السلاح ضد داعش ، ولكن يُفترض بك أن لا تنسى بأن غالبية أعضاء الحزب الشيوعي كانوا ولا زالوا من أبناء الجنوب الفقراء و الكورد الفليين و بعض المسيحيين و المندائيين غيرهم ، بينما أبناء الموصل و مناطق الأنبار و غيرها كانوا أعضاء في حزب البعث و أن عددا كبيرا منهم يقاتلون الان في صفوف داعش .. و ماذا تتوقع أيها السيد المحترم ؟ ، فهل عناصر داعش ستعفي الشيوعيين العراقيين من مذابحها إذا عرفت بأنهم من الشيعة" الروافض" ؟
مقال لتشويه سمعة حزب عريق
شلال مهدي الجبوري -مقال لتشويه لسمعة اعرق حزب بالعراق . تركيبة الحزب الشيوعي العراقي اممية ووطنية وتمثل عراق مصغر، ففيه العربي والكردي والاشوري والكلداني والتركماني والمسلم ((الشيعي والسني)) والمسيحي والمندائي واليزيدي والشبكي وكل الاعراق والاديان ولذلك يمثل ابو الوطنية العراقية واسسه الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف ((فهد)) وهو من مسيحي العراق الاصلاء. هذا الحزب الذي قدم قربانا للحرية والعدالةالاجتماعية اكثر من 70 الف شهيدة وشهيد خلال فترة نضاله ضد حكم النازين البعثين الصدامين، فلايمكن له ان يكون يوما ما اداة بيد ملالي التخلف والارهاب في طهران ولا يمكن لك ان تنال من سمعته وتاريخه النضالي المجيد اطلاقا
كلام الكاتب صحيح
ربما لان الشيوعيون صارو -يخشون الاضطهاد .فهم مضطهدون من زمن نوري سعيد الى الان .وهل ننسى فتوى الحكيم عام 59 التى ادت الى قتل الاف الشيوعيين ومهدت لانقلاب 63الان لو اصدر هذا ابو الفتاوي المدعو سيستاني فتوى ضدهم فان جماهير الشيعة الغوغائية سيسحلون الشيوعيون في الحبال .....مع ذلك فان الحزب الشيوعى عليه ان يبتعد عن غلواء الحرب الطائفية القائمة في العراق وان يدعو اعضاءه الى الابتعاد عنها وان يطالب الحكومة باللجوء الى وسائل اخرى لحل الصراعات .ولو هناك اعتقاد بانه كما جيء بصدام لاشعال حرب في المنطقة فان هؤلاء جيء بهم لاشعال الحرب السنية الشيعية وسيسرحون حال استنزاف هذا الغرض .نرجع ونقول ان الافة الكبرى في العراق هي الجهل فالشعب امي من ناحية القراءة والكتابة ومن ناحية الثقافة والا لما انقاد للحكام كالغنم .....هل يستطيع احد اليوم في العراق المطالبة بايقاف الحر ب ؟ كلا فكما في زمن صدام لم يكن احد يستطيع ان يقول له اوقف الحرب مع ايران . هكذا يجر القطيع الى المقصلة ومعروف لمصلحة من ذلك