فضاء الرأي

تركيا تستهدف البشر والحجر في ظل صمت محلي ودولي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&تواصلت في 28 يوليو الغارات الجوية الوحشية التركية والتي شملت مناطق جبل (متين وكارة) ونيروة وريكان التابعة لقضاء العمادية او( ئاميدي) كما يفُضل أهلها ان يطلقوا عليها، مستهدفة البشر والحجر في ظل صمت محلي وعربي ودولي شبه كامل.

حيث بدأت الطائرات الحربية التركية، منذ 24 يوليو الجاري، بشن هجمات على مواقع وقرى كردية امنة تقع على حدودها مع العراق والحدود العراقية الإيرانية بذريعة ضرب قواعد تابعة لحزب العمال الكردستاني، فيما أوقع القصف ثمانية من القتلى في صفوف المدنيين كما أدى إلى خسائر مادية كبيرة في مزارع وممتلكات المواطنين، في حين اضطر العديد من العوائل الكردية المغدورة إلى النزوح من قراهم والسكن في مخيمات موقتة.

وجراء استمرار القصف الجوي والمدفعي التركي والايراني لقرى اقليم كردستان الامنة تتصاعد الدعوات الشعبية لتفعيل المقاطعة الاقتصادية لهاتين الدولتين المعتديتين (الجمهورية الاسلامية الايرانية)،و(الجمهورية الاسلامية التركية، حيث تعتبر المقاطعة بأشكالها المختلفة بما فيها المقاطعة الاقتصادية - إحدى وسائل الدفاع عن النفس، كما تعتبر وسيلة من وسائل الضغط الشعبي وهي مطلب شرعي الى جانب كونها ضرورة وطنية ملحة.

فمن واجبنا كشعب لنا صوتنا وقرارنا وارادتنا أن نعمل بجد وننادي بالمقاطعة الاقتصادية للبضائع الايرانية والتركية، وأن نكون جادين في هذه المقاطعة..... ! نعم...من السذاجة أن نتصور أن المقاطعة الاقتصادية ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الايراني او التركي، ولكننا نجزم بأن أرباح الكثير من الشركات والمؤسسات التركية والايرانية ستتراجع كثيراً، وهذا سيحدوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم العدوانية ضد شعبنا المسالم في اقليم كوردستان، وخاصة بعد تغلغلهم الاخطبوطي في كل شيء في حياتنا اليومية على سبيل المثال : مطاعم وافران، سجائر، ملابس، دواء، مشروبات غازية، البان

وشكولاته، ناهيك عن الأجهزة والاحتياجات المنزلية، بالاضافة الى الشركات الاستثمارية والتجارية, وخاصة ان اكثر من (70%) من الشركات الأجنبية العاملة بالاقليم هي شركات تركية وايرانية،وان رأسمال تلك الشركات يقدر بعشرات المليارات من الدولارات.... وعليه شدد مراقبون ومختصون بالشأن الاقتصادي على اهمية تفعيل المقاطعة الاقتصادية لتركيا وايران وحلفائهم كبديل مشروع للحرب والمواجهة العسكرية, بالاضافة الى ان المقاطعة الاقتصادية تحفز الاعتماد على الذات والتصنيع المحلي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تنجح المقاطعة الاقتصادية وتؤتي ثمارها المطلوبة اذا لم تتم في توجيه من الجهات الرسمية العراقية والكردستانية؟ اليس فى مقدور حكومتنا الموقرة ان تـستخدم سلاح المقاطعة الاقتصادية ضد من يساهم في قتل شعبنا وتدمير ارضنا؟ الى متى نسكت عن الانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها العراق من قبل الاصدقاء قبل الاعداء؟ من هو المسؤول عن الخسائر البشرية والمادية التي تلحق باهالي القرى الكردية المنكوبة نتيجة القصف الايراني والتركي العشوائي؟ الى متى يصمت البرلمان الكردستاني عن جريمة قصف القرى الكردية؟ لماذا لا تتحرك الحكومة العراقية لالغاء او عدم تمديد اي اتفاقية تسمح بوجود قواعد تركية على الاراضي العراقية؟

لماذ لم تنفذ حكومة الاقليم طلب برلمان الاقليم، بعد ان طلب رسميأ في عام (2011 ) بإغلاق كافة القواعد العسكرية والمخابراتية التركية على أراضي كوردستان احتجاجا على قصف القرى الكردية الامنة بحجة ملاحقة حزب العمال الكوردستاني الذي يحارب جردان داعش في الصفوف الأمامية للمعركة جنباً الى جنب مع القوات الكردية ( البيشمركة )؟

من يعوض اهالي القرى عن الخسائر المادية والمعنوية التي أصابتهم نتيجة القصف العشوائي؟ واسئلة كثيرة اخرى اتركها لحكومتنا الموقرة و اعضائها بعد ان يسمعوا اصوات المدافع والطائرات الحربية التركية والقنابل وصرخات وعويل الضحايا الذين لاحول لهم ولاقوة.

من الجدير بالذكر ان تركيا تملك قاعدة عسكرية ومخابراتية كبيرة في بامرني (45 كلم شمال دهوك) منذ 1997 وتحديدا في موقع مدرج قديم كان يستخدمه الدكتاتوري المعدوم ( صدام حسين ) لزيارة قصوره في (مصيف سرسنك ) ومناطق سياحية اخرى.

ولتركيا ايضا ثلاث قواعد اخرى صغيرة في ديرة يلوك (40 كلم شمال العمادية) وكاني ماسي (115 شمال دهوك) وسيرسي (30 كلم شمال زاخو) على الحدود العراقية التركية, وهذه القواعد ثابتة وينتشر فيها جنود&اتراك على مدار السنة وتشير مصادر تركية إلى أن نحو( 2500 ) من الجنود الأتراك يتواجدون في تلك القواعد التي أسست في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بهدف محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، والمساهمة في الفصل بين القوات المسلحة التابعة للحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، أثناء نزاعهما المسلح الذي امتد للأعوام 1994-1997، وراح ضحيته الآلاف من أنصار الطرفين بين قتيل وجريح ومفقود.

انها قضية شعب مسلوب الارادة والحرية يا سيد أردوغان:

ان مشكلة تركيا هي اولا واخيرا مشكلة داخلية قائمة على الاضطهاد والقمع والغاء الاخر... والاخر هو شعب وليس (حزب او منظمة او اشخاص ).... شعب له خصوصياته ولغته وحضارته وتاريخه وارضه، وبالتالي كيف لتركيا ان تنفي كل ذالك وفي نفس الوقت تطالب بإشاعة روح السلام و قيم العدالة والتسامح والتعايش السلمي بين جميع الشعوب للنهوض بالوطن؟ والاكثر من ذالك تتحدث الحكومة التركية اليوم عن تطبيق (سياسة الاندماج والتأقلم، و ترى في تركيا بلدا لكل الأتراك ).

بمعنى اخر تركيا طبقت ولاتزال تطبق سياسة صهر الشعوب الاخرى ومنها الشعب الكردي في بودقة القومية التركية وتحت ذريعة خلق مجتمع متأقلم ومتجانس وموحد في تركيا العظيمة...... !! ان تجارب السنوات الماضية اثبتت بان الحرب لا تاتي بالبدائل بل بالعكس... وعليه ليس بالامكان ان يعيش اكثر من 20 مليون كردي دون كيانهم الخاص في تركيا... انها قضية شعب مسلوب الارادة والحرية وبحقه بالاستقلال، بشكل يتنافي مع ابسط القيم والاعراف القانونية والانسانية... وعليه يرى المهتمون بالشان الكردي بان لا شيء يضمن مصالح الاكراد في تركيا سوى نظام ديمقراطي حقيقي يساوي في الحقوق والواجبات بين المواطنين على اختلاف أعراقهم وقومياتهم ولغاتهم وثقافاتهم وأديانهم.

أخيرا نقول: من أجل عدالة قضيتنا، سننضم المزيد من قوافل الحرية حتى ينكسر القيد، وتزول الأسلاك الشائكة،، وتسقط الأسوار المصطنعة، وتسطع شمس الحرية على كردستان وأهلها.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تسلم كاكا شمال
احمد حسن -

رائع ـ نعم تركيا تمثل داعش ولاتطيق انتصارات الكرد في روز افا ـ ولكن تركيا تنسى بانها لاتستطيع ان تحجب صوت وزغاريد وهلاهل المقاتلين الابطال في ساحات المعارك وهم ينتصرون على داعش الارهابي ومن يمثلهم ـ النصر لارادة الشعوب في حق تقرير مصيرها ـ والخزي والعار لقتلة الشعوب

من يصنع المعروف بغير أهله
هل هذا إستهبال أم إستكراد -

وهل أبقيتم على بشر وحجر حتى تستهدفه تركيا؟ أربع سنوات ونيف من القتل والخراب والدمار والتهجير العنصري والطائفي قام بها المالكي والبرزاني والأسد والعالم يتفرج، والآن عندما تحركت تركيا بدافع إنساني لتنقذ ما يمكن إنقاذه بدأتم باللطم

اتاتورك الثاني
جبار غريب -

اردوغان لا يختلف عن اتاتورك بتنصله عن معاداة الاكراد واليوم يغطي على فشله السياسي صاحب العنتريات بالمحافل الدولية الامس القريب كان ولا يزال يعتاش على داعش ونفطه المسروق وبسع حتى لا ينافس الماء ناهيك عن ممراته الامنه لم يريد الانخراط في تنظيم داعش والكل يعرف هذا واليوم صعدت حميته فاخذ ينتقم من الاكراد وبحجة محاربة التنظيم الارهابي بذلك كشف عن وجهه القبيح فاقدا بذلك مصداقيته السياسية يغول في مستنقع الحرب...

طريقة حضارية!
زبير عبدلله -

ماتدعو اليه طريقة حضارية, في نضال الشعوب, واعطت اكلها, في الهند, ولاشك مثل هدا النضال, افضل وسائلها, وهذا يتوقف على تقديرات البرلمان, ولابد من طرحها عليه...لكن هذه الوسائل تستخدم مع دول حضارية مثل بريطانيا, اما تركيا وايران, كما يقول الروس (بو موردى داست) ,اي اعطيه لكمة في الوجه, ولايفيد معهم غير هذا الاسلوب. ..وهذا يتم بتحسين الوضع الكوردي, وهذا فقط عندما يفهمون, ان بعدهم الاستراتيجي هو شعبهم, لا قم لا انقرة, لادمشق, لابغداد. .!.

حول مطار بامرني
شيرواني -

مطار بامرني لم يبنيه صدام حسين ولم يستخدمه انما بناه الانكليز في العهد الملكي لتيسير وصول العائلة الملكية العراقية الى قصورها المعروفة في سرسنك وان صدام حسين لم يستخدم تلك القصور ولا المطار وكان يتنقل بواسطة طائرات عمودية وان القصور الملكية هي الان من ممتلكات الحزب الديمقراطي الكردستاني وسرسنك لم يعد مصيفا كما كان في السابق وارجو ان تتأكد من الحقائق ولا تلقي باللوم على صدام دائما فهو قد مات وانتهى وعلينا بالحاضر ..

سنقطع يد كل من لا يعترف
بارمينيا الويلسنية -

لا وجود لكردستان شمالية لا لكردستان في ارمينيا المحتلة فاراضي ما يسمى كردستان شمالية هو نفس اراضي ارمينيا الغربية والمعروفة بارمينيا الويلسنية حسب معاهدة سيفر 1920 فان الدكتاتور مصطفى كمال منع عودة السكان الارمن الى شرق اناضوليا الى بلدهم 1925 وبدلا من الارمن اسكن الاكراد في بلاد الارمن وفي بيوتهم وقراهم مكافاة للاكراد لدورهم في ابادة الارمن ومساعدتهم للاكراد في ابادة الارمن والمسيحيين 1915-1923 وسنقطع كل يد يريد ان يلغي حقوق الارمن في شرق اناضوليا /ارمينيا الويلسنية وعاشت جمهورية ارمينيا المستقلة والحرة المتحدة بجزيئيها ارمينيا الغربية وارمينيا الشرقية

هل تسقط تركيا
غازي رمضان -

–ماذا تتوقعون من تركيا التي وقفت مع الدواعش ومعها التمويل البترودولار من دولة معروفه– اما الكرد سيرسمون اقليمهم بشريط من شمال شرق سوريا ممتدا الى البحر الابيض المتوسط وهذا انجاز سيقرر مصير الدولة الكردية القادمة 35 مليون—ورطوكم–دول بالاقليم مع امريكا

الازدواجية الاخلاقية
Zmnako -

عزيزي الكاتب انت تطلب من الپرلمان الكوردي ان يقاطع الوصل الاقتصادي مع تركيا وايران ونفس الوقت تحاربك بغداد اقتصاديً ولا تبعث اليك حتى رواتب الموظفين فكيف اذاً لملايين الكورد في الاقليم ان يعيشوا. انا معك ان من جاء ليقتل اطفالي ويحرق ارضي يجب محاربته بكل الوسائل ولكن (العين بصيرة واليد قصيرة)، ان حرب تركيا ضد الكورد جاءت نتيجة فوز الكورد سياسياً على تطاول وهيمنة حزب اردوغان على تركيا في الانتخابات الاخيرة وستقوم تركيا عاجلاً ام آجلاً بمنع الحزب الكوردي من ممارسة السياسة تحت حجج ملفقة وكاذبة وسيتعرض سياسوا ومؤيدوا الحزب لاعتقالات ومضايقات وحتى اغتيالات فكل شيئ جائز في بلد عنصري شعاره(الحمدلله انا تركي) ولا اريد ان اكتب المزيد عن عنصرية تركيا. غير ان مااستغرب منه هو ان الغرب الديمقراطي يؤيد وقاحة تركيا وتجاوزاتها والغرب نفسه يقف مانعاً من دخول تركيا الى عضوية الاتحاد الاورپي فماذا تعني هذه الازدواجية الاخلاقية ؟ حيال برلمان كوردستان فيجب توحيد الكلمة واخذ الحذر من تركيا وايران فوجود جنوب كوردستان حراً يقلق بلا شك نومهم. تحية الى إيلاف الغراءة. Zmnako- Kurdistan

التأريخ يعيد نفسه
ٍشيرزاد شير -

ان الجرائم التي ترتكبها السلطات التركية حاليا ضد الناس المسالمين والحرب الظالمة التي تشنها الماكنة الحربية التركية على من يلقن جراثيم داعش يوميا دروسا قاسية، بتطهير مناطق واسعة من ارض الأباء والأجداد من دنس الأوغاد وقذارات العصر الحديث، هي امتداد طبيعي لنفس النهج الاجرامي لتركيا العثمانية السيئة الصيت!ولذا فمن الواجب التحرك على كل الجبهات لدحر هؤلاء القتلة وتعريتهم بكل الوسائل الممكنة، وتصعيد الضغط على كل المتعاونين معهم وفضحهم بكافة الطرق والوسائل، وتحشيد الدعم اللازمة لمن يسطر كل يوم صور وملاحم في الذود عن حاضرنا ومستقبلنا..انها مهمة آنية لا تقبل اي تردد او تأجيل...

فاتورات للدفع!
زبير عبدلله -

1_فاتورات لليونان, من وقت سقوط قسطنتينوبل, والى الصراع القبرصي...فاتورة ,مكلفة, الدفع بالخلاص من اردوغان..2_فاتورة الارمن, تدفع بالاعتراف بالمجزرة كاملة, وتعويض الارمن, وعودتهم الى ديارهم لمن يرغب بذالك.3_فاتورة الكوردوهي الاكثر تكلفة, تدفع بالاعتراف الكامل بحق الشعب الكوردي بتقرير مصيره,زايقاف الحرب العنصرية على الكورد في جميع اجزائها..4_فاتورة داعش, وسياخذها هم انفسهم, والحبل على الجرار..الفاتورة المصرية,وسيدفعونهاا. مع الاخوان, متكافلين متضامنين..5_الفاتورة الفلسطينية, وسيدفعونها مع الفرس, بموجب القوانين الاسلامية, وضمن المنافقون في الدرك الاسفل من النار...كل هذه الفواتير ممكن دفعها سلميا وبالتفاهم, وعلى طاولة المحادثات, دون اراقة نقطة دم واحدة...فليرجع نظام انقرة الى عقله, اذا كان هناك عقل !!.

الاساس الفرد وليس الحكومة
آزاد -

الكاتب يطلب من حكومة وبرلمان كوردستان محاربة تركيا وايران اقتصاديا ، هل نسى ان الاقتصاد بيد المتنفذين في أحزاب السلطة ولن يتقدموا بخطوة كهذه لمنع الاضرار بمصالح هؤلاء الافراد. اليوم لا نحتاج الى قرار حكومي بل الى شعور وطني كوردي بعدم اقتناء البضائع التركية والإيرانية والابسط منها عدم استخدام خطوط تركيا ومطارها. صحيح حجم التجارة لا تمثل الحصة الأكبر لتركيا وايران مع كوردستان ولكن الفرد الكوردي هو اكبر مستهلك لبضاعة تركيا خارج بلدها، وهو اكبر من استهلاك الفرد الألماني للبضاعة التركية علما ان المانيا لديها اكبر حجم تبادل تجاري مع تركيا.حرى بالكوردي ان يتقدم بخطوات كمبادرة شخصية عند جمعها تكون اقوى من أي حزب او حكومة او سلطة. مقاطعة البضائع التركية افضل طريق متوفر لدى الكورد باعتبار لا نستطيع رد العدوان العسكري بمثلها، وهذا يمكن عبر توعية الانسان الكوردي واهمية موقفه وليس انتظار قرار برلمان او مزايدة حزب على آخر.