فضاء الرأي

هل يكون أردوغان هو الرئيس الأخير لتركيا؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يمضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إطلاق التهديدات ضد الكرد في سوريا. مؤخرا قال بأنه سيحارب أي "دولة كردية في سوريا"، موحيا بأن الكرد يريدون بناء دولة، وهو الافتراء الصريح، حيث لا نية لذلك، بل ثمة مقاطعات ثلاثة يتشارك فيها الكرد والعرب والسريان/الآشوريين في الإدارة والدفاع. وقبل ذلك، ساق أردوغان افتراء آخرا، عندما زعم بوجود "تطهير عرقي" كردي ضد العرب والتركمان في تل أبيض. وسار "الائتلاف" السوري، الموالي لأنقرة، في ركب هذه الدعوة التحريضية، وبدأ يمهد ل"داعش"، سياسيا، باستهداف المدنيين الكرد، ل"الرد على التطهير العرقي الكردي".

مؤخرا، أرسل "داعش" عربة مفخخة من الأراضي التركية عبر معبر "مرشد بنار" إلى مدينة كوباني، بينما توغل حوالي 100 من مقاتليه في أزقة المدينة، مرتكبين مجازرا فظيعة بحق السكان المدنيين، أسفرت، في حصيلة أولية، عن مقتل أكثر من 200 مسن وطفل وامراءة. ويمضي رجب طيب أردوغان (وحيدا، عنيدا) في حربه الشعواء ضد الكرد في سوريا. يقيم الدنيا ولا يقعدها لأن هناك 3 مقاطعات يتعايش فيها الناس دون التفرقة بين الدين والطائفة والأصل القومي. يحترق قهرا وضغينة لأن هناك الآلاف من الشباب العربي انضموا في صفوف وحدات حماية الشعب(YPG) لمقاتلة "داعش" وغيره من المجموعات الإجرامية التي يدعمها هو وحكومته. رجب طيب أردوغان يريد مناطق الكرد خرابا يجري فيها الدم للركب. هو راهن على سقوط كوباني، فلم يحصل، بل سقط هو في الانتخابات، وبات حزبه غير قادر على تشكيل الحكومة بمفرده، وتتشاور قياداته سرا للانقلاب على هذا الرجل الذي جعل من تركيا الدولة المزدهرة المستقرة مرتعا للإرهابيين المجرمين الآتين من كل حدب وصوب.

الكرد انتزعوا من أردوغان مناطقهم. فاز حزب الشعوب الديمقراطية في إقليم كردستان الشمالية. فاز الشعوب الديمقراطية ب 55 مقعدا برلمانيا في 17 ولاية كردستانية مساحتها الإجمالية 157.000 كيلومتر مربع، بينما لم يفز حزب أردوغان سوى ب 22 مقعدا. وحصل ذلك رغم حملة أردوغان والتي بدأت بشراء الذمم عبر التوظيف، وتوزيع الأموال و"الصدقات"، وبناء المطارات والمساكن الشعبية، وليس انتهاء بالتهديد والوعيد، واستخدام كل سطوة الدولة وميراث القمع لصالح الحزب الحاكم. لن يستطيع أردوغان الآن الزعم بأنه يمثل الكرد في تركيا. من يمثل الكرد في تركيا هو حزب العمال الكردستاني. هو عبد الله اوجلان.

الوضع الاقتصادي في تركي والبطالة تتفاقم. الآن يميل أردوغان إلى التحالف مع حزب الحركة القومية ذو النزعة الفاشية، وهو ما يعني الدخول في حرب جديدة مع الكرد وضرب حالة السلم الاجتماعي والاستقرار في مقتل. يعني تحويل تركيا إلى دولة مضطربة تشتعل فيها الحرب الأهلية، وهو ما لن يكون في صالح أحد. تركيا الآن مستقرة والكل يريد لها أن تبقى كذلك ولا تتحول إلى عراق وسوريا جديدة في المنطقة.

مراكز الدراسات الاستراتيجية الغربية تتحدث عن "التحالف الغريب" بين أردوغان و"داعش"، ويستغرب الكثيرون لماذا يصر أردوغان على احتضان عشرات الآلاف من الجهاديين وإرسالهم إلى سوريا والعراق. ثمة من يقول: هل يستحق تدمير تجربة كرد سوريا في المقاطعات كل هذه المغامرة الكبيرة؟. بعض مراكز الدراسات الاستراتيجية الغربية باتت تطالب أميركا بنقل قاعدة "انجرليك" العسكرية من تركيا وطرد أنقرة من حلف "الناتو"( انظر الدراسة:

http://www.nlka.net/index.php/2014-07-10-22-08-10/269-2015-06-09-17-43-45). وثمة من في الداخل يتكتل لوضع حد لهذا الرجل الذي يسير بتركيا إلى المجهول الخطير.

ذات يوم من عام 1983 وصل مسؤول أميركي أسمه دونالد رامسفيلد إلى بغداد حاملا الأسلحة والتطمينات لصدام حسين ومشجعا إياه على المضي قدما في الحرب ضد إيران، وبعد 20 عاما بالتمام والكمال، أي في 2003 كان رامسفيلد، وزير الدفاع هذه المرة، هو من قاد قوات بلاده للإطاحة بحليف الأمس، بعد أن انتهى دوره الوظيفي، وخرج عن العباءة الأميركية و"تنمرد" على السيد الآمر الناهي. ربما لا يشكل أردوغان بسياساته الداخلية والخارجية الآن ذلك الخطير الاستراتيجي على أميركا والغرب، ولكن لا أحد يضمن ماذا سيحدث في الفترة المقبلة، وكيف ستتفاعل الملفات الجديدة التي ساهمت سياسة أردوغان الرعناء في خلقها لتركيا: آلاف الجهاديين وقواعدهم الاجتماعية، والحرب المحتملة مع الكرد الحانقين على قتله لأخوتهم في سوريا والذين تتعاظم قوتهم في عموم المنطقة يوما بعد آخر. من المؤكد بان تركيا لن تصبح بخير اذما فكر أردوغان في الزحف العسكري على مقاطعات الإدارة الذاتية في سوريا. لكن إذما تهور وغامر أردوغان، الذي يبدو انه لم يخرج بأي درس من هزيمته الأخيرة في الانتخابات، وفعل ذلك فسيكون قد سلك نفس طريق صدام حسين عندما غامر على غزو الكويت، فبدأ نجمه في الأفول وسقط سقطته المدوية من أعلى القمة، وتدحرج حتى انتهي في حفرة العنكبوت المشهورة تلك...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Salute
Aziz -

Salute and regards to the writer , Ardoghan will pay a high price hopefully soon

سوريا الجميلة
من قطري -

خلاص انتهينا من احتلاكم البغيض المتوحش- 400 سنه---باقي لواء الاسكندرون لابد ان يرجع---واناشد الحكم بسوريا ويوميا التحدث بالاعلام عن هذا الجزء المسلوب-- او ان تكون مقاومة شعبية تطرد الوحوش من الاسكندرونه- - كذلك---دولة للكرد.

لا لن يتدخل!
زبير عبدلله -

ليس بوارد الان تدخل اردوغان ضد الكورد في سوريا, لكنه سيستمر بهذه الطرق الدنيئه, في محاربة الشعب الكوردي, واستنكار حقوقه القومية, تارة بتهمة الاارهاب, واخرى بحجةَ اقامة كيان كوردي في غرب وطنه, .انها عملية ابادة الجنس الكوردي,لكن بطريقة بطيئة. ..ان ادخال القضية الكوردية كاملة في سجن ايمرالي, والحكم عليها بالاعدام مع عبدالله اوجلان, يدخل ضمن المخطط الطوراني, في انكارر حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره, .يعني اذا مات عبدالله اوجلان, يجب ان تموت القضية الكوردية في شمال وطنه...الحقوق تمنح للشعوب وليس للافراد..اما في غرب كوردستان, يجب لم شمل الجميع, ولا يسيروا في طريق انكار الاخريننويعطوا مبررات لاعداء الشعب الكوردي, لربط ب, ي, د. بالنظام, اذا استمر انكار الاخرين على الساحة الكوردية, فهذا لمصلحة الانظمة الشوفينية, التى تتنكر لحق الشعب الكوردي...ولاتختلف هنا ايران, وتركيا, وبشار الاسد..على قادة ال. ب, ي. د.العودة الى رشدهم,.للكوردَ اصدقاء مخلصين, ولم ياتي استهداف الكويت عبثا, ..ويمكن الاعتماد على السعودية...نحن في خندق واحد, مع اخرين غيرهم خارج وداخل الشرق الاوسط...

هل كرد العراق أشطر منكم؟
عراقي متبرم من العنصريين -

على الأكراد في تركيا الإقتداء بأكراد العراق وعدم السكوت على أردوغان. عليهم الإقتداء بأكراد العراق الذين استولوا على معظم خيرات العراق.. أنتم الأكراد في تركيا تشكّلون نسبة ١٨٪ من تعداد السكان في تركيا (١٥ مليون من حوالي ٨٠ مليون) بينما الأكراد العراقيون لايشكلون واحد من عشرة من سكان العراق(٣ملايين ونصف من حوالي ٣٥ مليون) لكنهم بسطوا سيطرتهم على الكثير من المناصب السيادية في البلد رئاسة الجمهورية العراقية ونيابة رئيس الوزراء ووزارة المالية ووزارات أخرى مهمة ومناصب أمنية كبيرة كرئاسة أركان الجيش العراقي وقيادة الطيران العسكري وكثير من الإدارات المهمة الأخرى والوظائف الكبيرة في الوقت الذي يتمتعون بإقليمهم بدولة متكاملة لا ينقصها سوى الإعتراف الدولي .. لا يوجد حتى (خفير) عربي واحد في كافة دوائر ومؤسسات الإقليم الكردي .. كما يلتهم الأكراد العراقيون حصة الأسد من ثروات العراق بطرق رسمية وغير رسمية كذلك يهيمن الأكراد هيمنة تامة على الحكومة العراقية تماماً فقد منحهم الدستور الذي ألغموه مع بريمر قدرات جبارة يستطيعون من خلالها رفض أو قبول أي رئيس وزراء حتى لو حاز أكثر الأصوات في الانتخابات كما فعل رئيس الجمهرية الكردي معصوم بالمالكي .. أقول: لماذا أنتم الأكراد في تركيا وإيران رغم أنّ تعدادكم هناك عشرة أضعاف تعداد الأكراد عندنا في العراق لكنكم مهمَّشون وعاجزون حتى من انتزاع حكم ذاتي ولو صوري؟ لماذا لا زلتم تلهثون وراء عضويات فارغة في البرلمان التركي؟ لماذا قد كُتِمَت كُتِمَت أنفاسكم في إيران تماماً وفي سوريا تتملقون للنظام؟ بعبارة سوقية ولكن بليغة: لماذا تمكَّنَ أن ي يتحكم بنا نحن العراقيين بضعة ملايين منكم رغم أنهم ليسوا من العراق أصلاً بينما أنتم في منابعكم وأصولكم في تركيا وإيران لازلتم محكومين رغم أنّ تعدادكم هناك يفوق الثلاثين مليوناً؟؟ !!

الأسوأ لم يأتى بعد
فول على طول -

سيناريو قمة فى التشاؤم ولكن هو الأقرب للواقع ولن ينجو أحد منة وأخص المنطقة أو الدول الاسلامية وسوف تكون منطقة الشام هى البداية ثم تتفرع العملية وتمتد الى الكويت والسعودية وشمالا الى تركيا وغربا الى شمال أفريقيا ..وباكستان وأفغانستان وأندونيسيا سهلة الاشتعال ..يتبقى ايران . سقوط مصر أو السعودية سوف يعجل بالنهاية لكل العالم الاسلامى ..وسوف تتوالى حبات العقد فى الانخراط ..كان السيناريو أن تسقط مصر أولا ولكن تم استخدام الخطة البديلة وهى الشام أولا وبعدها الكويت والسعودية ...عوامل السقوط أكثر بكثير جدا من عوامل النجاة . بالطبع هذة ليست أمنياتى لأننا جميعا فى مركب واحد ولكن من يقرأ الواقع يتوقع وبسهولة أن القادم أسوأ ولن تطول المدة .

رقم 5
جابر عمر المراهن -

كلام وسيناريو اعتتقد ممكن---لان الفوضى الخلاقة ببدايتها---مين يتذكرتلك الخارطة للمنطقة العربية و44 دولة التي نشرت بالصحف الامريكية--هنا بيت القصيد---لكن مع الاسف الذي ينفذ سواء عن عمد او جهل-لا اعرف تركيا ودولة عربية صغيرة----مع الاسف هذا يحدث---

قرن الكورد بامتياز
برجس شويش -

الشعب الكوردستاني وصل في كل اجزائه الى نقطة لتتصاعد حركته التحررية في خط بياني حاد في بداية القرن الواحد والعشرين اصبح من المستحيل على اعداء الكورد مجتمعة وقف تصاعدها .ايران من جهة وتركيا من جهة اخرى (العراق وسوريا تحت وطائة جروحهما البليغة) يسلكون كل السبل من اجل اقامة السدود للحد من الهر الكوردستاني الجارف للعنصرية والعنصرين في هذه الدول. تهديدات اردوغان والخوف من سابكس بيكو جديد و كذلك محاوﻻت ايران اشعال الفتن في جنوب كوردستان اكبر المؤشرات على ان الشعب الكوردستاني وصل الى المرحلة الحاسمة :حق تقرير مصيره بنفسه، المطلوب هو الوحدة الوطنية بين كل القوى الكوردستانية مبنية على اسس سليمة وعدم الاقصاء والشراكة في القرار السياسي مع احترام ارادة شعبنا وصوته في اختيار القوة السياسية التي تمثل الاغلبية منه

شكرا رقم 6
فول على طول -

شكرا للاستاذ جابر عمر المراهن ....أتوقع أن هذا سوف يحدث خلال عشر سنوات على الأكثر ..واتعشم أن يكونوا قراء ايلاف وأنا من ضمنهم من الأحياء حتى نلتقى هنا فى نفس الصفحة وتتذكرون كلام فول على طول ...وحتى ولو حدث بالفعل وصدقت توقعاتى فأنا متأكد أنهم سوف يعطون تعليقاتى اشارات سالبة ..ربنا يشفى .