فضاء الرأي

نوري المالكي: إلى أين؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا يمكن لأي مراقب موضوعي لتصرفات المالكي وخطبه للسنوات الطويلة والأليمة التي كان من سوء حظ العراق أن يحكمه بها؛ إلا أن يرى وبوضوح افتقاد الرجل لكفاءة القيادة، وحصافة التفكير، وعمق الشعور بالمسؤولية والحرص،التي يجب أن يتحلى بها كل من يتولى مراكز عليا تتعلق بمصير الناس والوطن!

فهو في نطاق تصرفاته أجهد نفسه في التنصل من كل التوافقات الوطنية التي كان قد وقع عليها بنفسه.فانفرد بالحكم جامعا بيديه صلاحيات وزارات عديدة. وفي عهده وقعت صفقات الفساد الكبرى،أبرزها تهريب مليار دولار إلى بيروت، لا يعرف سرها سوى مكتبه. ولم يحاسب عليها حتى الآن! وتزايد التعذيب والقتل في السجون، وفرار الإرهابيين منها بظروف وملابسات غامضة ومشبوهة!

وفي ظله الثقيل شحت الخدمات، وارتبكت الحصة التموينية، وعم الغلاء،وصار الفقراء يتضورون جوعا، وتصاعد الإرهاب، وافتقد المواطن الأمن تماما، وتأجج الصراع الطائفي، وتسلط المزيد والمزيد من النفوذ الإيراني على العراق.

وهو من خرب الصحوات التي تصدت للقاعدة، وكان يمكن أن تتصدى للدواعش، وتحول دون قدومهم للعراق! وعلى يده أنهار آخر أمل في مصالحة وطنية شاملة عميقة، ووفاق طبيعي بين طوائف وقوميات وشرائح الشعب العراقي. وخربت العلاقات مع دول الجوار.

وهو بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وبإدارته السيئة، المسئول الأول عن انهيار الجيش العراقي أمام الدواعش، واستيلائهم على ثلث مساحة العراق تقريبا،وهو المسئول عن دماء ضحايا سبايكر، وغيرها كثير وكثير!

أما في نطاق أقواله؛ فحدث ولا حرج؛ فالرجل قد صدق من قال له أنه خطيب مفوه، فراح يطلق لسانه في خطب رنانة أقرب للثرثرة، وابعد ما تكون عن حكمة الحاكم الذي يزن كلامه كلمة كلمة، وحرفا حرفا، قبل أن ينطقه!

فكان صاحب ( ما ننطيها) وكأن الدولة صارت ملكه وحزبه وورثتهم! و( ما بيننا وبينهم بحر من الدماء) ( ومعركتنا هي معركة الحسين مع يزيد) ، وإن اعتصامات أهل الأنبار (مجرد فقاعة ) ( بهكذا رعونة في الحكم خرجت من الفقاعة دولة الدواعش) ، وإن الإنترنيت ( مكب للنفايات) ، وتشكيكه في القرآن وهو في موقع رسمي مسئول، ينبغي أن يتحاشى المسائل الحساسة، المستفزة لدول إسلامية كثيرة. وغيرهم كثير؛ مما لا يحصى ولا يحصر!

آخرها مطالبته بوضع السعودية تحت الوصاية الدولية ( بينما من حق وواجب السعودية اليوم أن تطالب بوضع العراق تحت الوصاية الدولية لسبب موضوعي وجيه: أن إلى جانبها دولة فاشلة على وشك الإفلاس والانهيار! وقد يعرضها لموجات هائلة من النازحين؛ كما حدث في تسعينات القرن الماضي ).

حين يشعر المرء إنه غير جدير بموقع متقدم، وغير قادر على ملأه بما هو صحيح ونافع، يروح يملأه بالصخب والضجيج الفارغ،محاولا أن يكون فارس الميدان الذي تتسلط عليه الأضواء،وفق قول المتنبي: وإذا ما خلا الجبان بأرض؛ طلب الطعن وحده والنزالا!)

في البلدان التي تعيش أنوار هذا العصر يستقيل المسئول أو يقال لجنحة بسطة جدا، لكن في العراق الذي يعيش ظلمات عصور حروب الطوائف والأقوام،يكافئ المسئول بعد أن يقترف جبالا من الأخطاء والخطايا ، فالملكي الذي لم يمثل أمام مجلس النواب لمحاسبته عن كل المصائب التي حدثت في عهده كوفئ بتعينه نائبا لرئيس الجمهورية، وأحد أعوانه هدد: سنقطع اليد التي تمتد إليه!

وهو اليوم أشبه بدولة داخل الدولة، متمرد على كل أمر رئاسي أو تشريعي،ودلائل كثيرة تشير إلى انه يعد نفسه لدور أكثر فظاعة في المستقبل! فهو الآن يسيطر على الحشد الشعبي. وعلى تواصل يومي مع من يسمونهم المستشارين الإيرانيين. وهم جميعا يعملون على جعل الحشد بديلا عن الجيش الرسمي، ومؤسسات الدولة. على غرار الحرس الثوري في إيران!

بعد الانتهاء من داعش، سيسجلون النصر باسمهم، ويلتفتون إلى العبادي وحكومته، وكل نزلاء المنطقة الخضراء؛ ليقولوا لهم( كش ملك)! وسيسمون ذلك بالثورة

الوطنية! وبذلك سيفرغ المالكي الثورة الوطنية الحقيقية التي بدأت بشائرها تتجلى في مظاهرات العراقيين الواسعة، من محتواها، كما أفرغ ثورة أهل الأنبار من محتواها باستقدام الدواعش!

كل ذلك تحت بصر وسمع الأمريكان الذين لن يتدخلوا بحجة أن الأمر شأن عراقي، ثم يبدأ عهد المالكي الجديد، وقد تسربل بما تبقى في عروق الناس من دماء!

&

Ibrahimhit2000@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المالكي
ناظم المعيدي -

بدل الصراخ والعويل أثبتوا عكس ما قاله الرجل....الحرب على سوريا والعراق تدخل مباشر من دول أقليميه ذات أمكانات ماديه هائله وأيديولوجيه عنيفه وعدائيه وماكنه أعلاميه تبرر القتل والدمار والنهب والسبي والأغتصاب والذبح كالخراف وكأننا في عصور ما قبل الأنسانيه والتحضر...العراق بلد فيه نسمه من الحريه وبرلمان رغم أعوجاجه فهو أفضل مليون مره من دول لا تريد لشعوبها التنفس الا ما أمر بها السلطان أو الزعيم...المالكي أنطاها رغم أنه كان منتصراً وبلأغلبيه الشعبيه والبرلمانيه ...الصحوات فشلتها دول الجوار وأن كنت لا تصدق فعد لخطابات تجمهرات القاعده في الأنبار وصلاح الدين ومؤتمرات البرزاني ومقابلات علاوي الصحفيه وتأمره على العراق دوله وسلطه وبرلمان وشعب....في عهد المالكي بنيت أكبر مدينه رياضيه ووضع الحجر الأساس لأكثر من ١٥ مدينه رياضيه أخرى ووضع حجر الأساس لأكبر ميناء في الشرق الأوسط والشروع ببناء مدينة بسمابه وعشرات المستشفيات وبناء مئات المدارس وووووو....لقد قال المالكي أن الأرهاب سيعود على الدول الداعمة اليه وسيرتد على دولهم وهاهو صدق...وقال أن الأسد لن يسقط ولا بسنتين وها هي أربع.....أن كنتم لا تصدقونه وتعتبرون كلامه هراء فلماذا كل هذا التهجم لرجل ترجل عن السلطه شامخاً ....أتخافون صدقه....

عدونا الفرس
كامل -

نوري المالكي قدم العراق على طبق من فضة الى ايران وهو قدم لها المال والنفط واعطاها قواعد عسكرية وسهل دخول الجيش والمسلحين والقادة العسكريين الايرانيين الى العراق لكي يستبيحوا وينتقموا من كل شيء عربي ويغالوا في اذلال البلد والثأر للقادسية ومن صدام حسين ومن كل شيء اسمه عربي حتى انهم محيوا اسماء الشوارع والساحات التي باسم شخصيات عربية وهم طعنوا باي شيء عربي في الاعلام والادب وكأنه طاعون يهدد كيانهم..ما قام به المالكي لم يقم به اي جاسوس او عميل وتابع لاي دولة اجنبية في التاريخ من تنازلات وخضوع واستسهال في الغاء الهوية ونبذ الاصل للبلد واستبداله بسيادة لخصم حقود عنيد على ارض شريفة وجزء من الامة العربية

المالكي,ايران,بشار وداعش
برجس شويش -

سقوط الموصل بيد داعش وتسليم اسلحة اكثر من 4 فرق عسكرية وكلها اسلحة امريكية الى داعش هي كانت بالاساس تخطيط ايراني -نوري-بشاري, لعدة اهداف : جعل داعش قوة على الارض من اجل ان يجابهها جميع العالم وخاصة الدول الغربية اي انقاذ بشار وجعل الصراع الاساسي بين الدول والشعوب والحكومات من جهة والارهابين من جهة ثانية ( الى حدما تحقق هذا الهدف) , ثانثا تهميش عرب السنة ووصم الارهاب بهم من اجل تدمير مناطقهم وتهجيرهم وبالتالي تطبيق سياسة التطهير العرقي لصالح طائفة, ثالثا, من اجل ان يصبح شيعة العراق اكثر تبعية لايران لان هناك خطر ارهابي عليهم من قبل عرب السنة ( ايضا هذا الهدف تحقق, الكثير من الشيعة يدعون بانه لولا ايران لسقطت بغداد واربيل) رابعا , تهديد الامن القومي الكوردستاني , فداعش توجهت بكل قوتها ليس ضد دمشق او بغداد وانما ضد الشعب الكوردي في كوردستان جنوبها وغربها( تحقق هذا الهدف ولكن بفضل شراسة ومقاومة الكورد فشلوا مؤامرتهم وحققوا الانتصارات يشهد لها الجميع) خامسا, المالكي اراد من ذلك اعادة انتخابه للمرة الثالثة وبعد احتلال داعش للموصل مباشرة اراد المالكي اعلان حالة الطوارئ, ولكن بفضل قيادة كوردستان والقوى السنية وبعض القوى الشيعية وامريكا فشلوا هذا المخطط للمالكي و تم اسقاطه مرغما, اعتقد السيد الكاتب قل الكثير الكثير من الحقائق بحق المالكي ولكن اكثر ما استوقفني هو انه تنبئ بانه في حال تحقيق اي انتصار على داعش فان المالكي والحشد الشعبي سيلتفتون الى العبادي بل الى كل بغداد ليعلنوا انهم هم من صنعوا النصر وهم الاولى بحكم كل العراق , وهذا ما تريده ايران, ولكن السؤال المهم: هل سيستطيعون ان يستحوذوا على كل العراق بدون ان يلجأ الكورد وعرب السنة الى اعلان دولتهم , فان الكورد وعرب السنة يستطيعون يلعبوا الكثير الكثير من الاوراق ضد ايران ومشاريعها واتباعها

إلى الكاتب مع المودة
ن ف -

لا اعتقد أن المصائب والنكبات التي حلّت بالعراق مجتعمة منذ زمن الحجاج (ت 95 هجرية) وحتى عام 2003 تعادل ربع ما حلّ بنا في الأعوام العشرة الأخيرة، لا سيما في الفترة التي حكم فيها المدعو نوري المالكي. المقالة أعلاه هي بطاقة تعريفية لهذا المجرم. شكراً للصديق الكاتب ابراهيم أحمد مع تمنياتي له بوافر الصّحة.. كما أنظر قُدماً لقراءة المزيد لا سيما في الشأن السياسي.

..................
عبدالوهاب -

نوري المالكي إلى أين .. إلى مزيد من العربدة والعهر السياسي الفاضح مع ربيبته إيران .. تصريحه الأخير الذي هاجم فيه الإسلام وهاجم فيه راعية الإسلام هو حنين لتلك الليالي التي عاشها في الحضن المجوسي النتن .

,,,,,,,,,,,,,
متابع عراقي -

سيسجله التاريخ كاكبر فاشل وخائن حكم العراق قديما وحديثا.

عدونا الفرس
كامل -

اهم واجمل حلم لدى الشيعي العربي هو تسليم بلاده لايران لتعيث فيها فسادا وتنهبها وتخربها وهو ليس لديه اي وفاء او مشاعر لحب بلاده لكنه يعشق ايران ويمهد لها ان تهيمن وتتحكم برقاب العرب

إلى سنة العراق المعلقين
شيعي -

إيها الأخوة لا تقحموا المذهبية حين تهاجمون سياسيا شيعيا فأنكم بكل غباء (مع الإعتذار) تقدمون له خدمة مجانية لإستفنار الشيعة لدعمه وهم الأغلبية في العراق كما تعلمون. وواجب المالكي وأمثاله من الفاشلين أن يشكركم لأنكم أحدى دعائم حكمه وإنتصاره. أليس فيكم رجل رشيد حين تعتقدون إن أيام حكم الأقلية يمكن أن يعود؟

المالكي لجهنم وبئس المصير
عراقي -

لايوجد مصير أسوأ من هذا , بالرغم من عدم أيماني بوجود هذا المكان الخرافي !!؟..ولذا أقول :- الى بئس المصير في حياة الدنيا !!!..

المالكي انعكاس
محمد توفيق -

كل الأوصاف التي أطلقها الكاتب على المالكي ، وهو محق بها ، والرزيا التي جلبها للعراقيين هي جزء مهم ومحصلة لمنظومة القيم الإجتماعية التي تسود في المجتمع العراقي الذي اعتاد على تاليه الطغاة والفاسدين. فهل لنا أن نتصور ان المالكي ومشعان الجبوري يمكن أن يصبحا قادة سياسيين في فرنسا مثلاً؟ هل يستطيع المالكي أن يقنع هولنديا واحداً بمقولة أنه ولي الدم ؟ ثمة مقولة مفادها ...كما انتم يولى عليكم .. لا أدري لمن لكنها صحيحة جداً في ظروف العراق ، فلا يمكن لأفاق ومخادع ووحشي كالمالكي أن يكون زعيماً إلا في بلد متوحش يحكم قطعان هائلة من الرعاع الذين يتقاسمون وإياه نفس الثقافة والقيم الإجتماعية المريضة، بل لايمكن لأي شريف في نواياه ونياته وأعماله أن يكون رئيساً للعراق في هذا الزمان الأجرب .