كتَّاب إيلاف

مهام العبادي الثقيلة الأعباء

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


اكاد اشفق على السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي امام المهام الملقاة على عاتقه حين يرى هذا الخضم الهائل من الخراب الذي يعمّ العراق كله وينخر كل الانشطة الاقتصادية والثقافية والقضائية وهل يمتلك هذا المهندس الكهربائي الحاصل على الدكتوراه من بريطانيا كلّ هذه الهمّة والنشاط الاستثنائي السوبرماني وهل يحمل عصا موسى بسحرها المعروف التي ستلقف المفاسد وتقوّم الاعوجاجات وتعيد ترتيب الهرج والمرج العائم فينا ؛ فهو في وضع لايحسد عليه وأمامه طريق طويل شائك ، موحل ، مملوء بالالغام عليه ان يجتازه واثق الخطى عازما على بلوغ منتهاه مهما صادف في مساره من عقبات ومطبات وهوى سحيقة ان عزم على اجتيازه والّا فليعتذر ويعلن امام شعبه انه ليس قادرا وربما يكون اعتذاره في محله لان المهام الملقاة عليه صعبة جدا امام قلة المناصرين والاعوان من النخبة الحاكمة القائدة والتي تـقوم بتسيــير السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية .. فلا يكفي ابدا ان تنتفض الجماهير المحتجّة المساندة له على الاوضاع المزرية التي أثقلت كاهل البلاد بالفساد والمحاصصات الكريهة واقتسام الغنائم والسرقات المفرطة وسلطات عرجاء بموازين منكسرة لا تعرف الاستقامة والعدل ، ولا أظن ان سينعم البلد وأهله& بأيام وردية بين عشية وضحاها لمجرد ان تلك التظاهرات بقيت مستمرة ، ولا تكفي ايـضا دعوات المرجعية الدينية التي وقفت الى جانبه ناصحةً له للعزم على وقف المفاسد واصلاح حال الوزارات المتخمة بشخوص اتت بهم الاحزاب والكتل السياسية وهي لا تفهم اساليب وطرق بناء الدولة ومؤسساتها لإفتقارهم الى الدربة والمران التكنوقراطي وليس لهم في شؤون حكم البلاد الا الاستحواذ على ثرواته و تمزيق اوصاله فالمسعى الى معالجة كل هذه الظواهر الشاذة والانشقاقات الكبيرة التي تهوي بالعراق لا تتطلب فقط اشخاص اقوياء بفكرهم وعزيمتهم فقط انما الامر يحتاج الى رجال من فولاذ والى سياط لاسعة تكوي ظهور الفاسدين وسيوف باترة تقطع رقاب واذرع اخطبوط الفساد بكل مظاهره الادارية والمالية والقضائية الذي امتد الى كل النفوس ومال بلا حراسة مؤتمنة نزيهة حريصة& يسيل لعاب السارقين المارقين المتنفذين .
&والسؤال من اين يبدأ اولا هذا العبادي& فكل شئ يحتاج الى خطط تعجيزية وقوية لا يستهان بها والحال والمآل اصبح خرابا حيث لا صـناعة ولا زراعة ولا اعمار ولا خدمات ولا تعليم سليم ولا كهرباء متواصلة ولا امن ولا طمأنينة ولاقوى عسكرية يعتمد عليها في بسط الامن والسكينة في الداخل او الدفاع عن الحدود ومواجهة القوى الخارجية من الاعداء ولا احقاق للحق ناهيك عن الغزاة البرابرة من الدواعش واذنابهم الذين احتلوا حوالي ثلث البلاد .فأينما تولّي وجهك ترى جهمة وخرابا وفسادا وظلما وحيفا وعنتا وخوفا ورعبا وانكسارا وعوجا ...ويذكرني هذا الحال بما قاله المتنبي في احدى قصائده :
وسوى الروم خلف ظهرك رومُ -----& فإلى ايّ جانبيك تميل
فالجماهير المتظاهرة تتحدث عن الاصلاح وكأننا كيان سليم قوي تلوثت بعض ملامحه بالفساد وعلينا اصلاحه وماعلينا سوى اجتثات ثآليل وأورام ودمامل& تلك العيوب الناشزة ليعود الوضع الحسن الى سابق عهده مشرقا وهّاجا
الامر ليس بهذا الشكل المسطح الذي يعالج القشور وننسى اننا أسيرو دستور هزيل البنيان وقائم على جدار مائل وفيه من العثرات والاخطاء ما لايمكن& ترتيب اي شيء مالم يعاد كتابته وقراءته على يد لجان قضائية وسياسية واجتماعية تمتلك من النزاهة والخبرة آفاقا واسعة لتعيد بنود المواد وصقلها من جديد وتعرض على الشعب للاستفتاء حتى وان طال الامد وامتدّ الوقت فالبناء السليم الرصين لم ولن يتم بين غمضة عين وانتباهتها ؛ وهذا هو اساس التشييد السويّ لدولة تأخذ بنظر الاعتبار كل صغيرة وكبيرة لتوضع في نصابها الحقيقي الموازي للعدل والاستقامة بدل الميل والانحياز لهذا الطرف او ذاك على حساب الاخرين وثلم حقوقهم وامتيازاتهم لصالح فئة ما او شريحة محددة محاباةً او تقرّبا على حساب الاقليات العرقية قليلة العدد التي تشاركنا موطننا& وكون الدستور الحالي لايمكن تسميته دستورا مدنيا متحضرا ولابد من تغيير الكثير من بنوده ومواده حمايةً للمكوّنات الصغيرة واحترام التنوّع الذي يتصف به العراقيون
وحسنا فعلت جماهيرنا المتحمسة للتغيير حينما رفعت شعارها مؤخرا لتطالب باصلاح القضاء وعزل مايسمون جزافا رجال القضاء الذين كانوا ومازالوا إمّعةً وأذيالا للقادة التنفيذيين لأن صون الدولة وهيكلها يبدأ اولا من ارساء دعائم القضاء بصورة قويمة ومحكمة البناء والاستقامة ليقوم عليها كيان الدولة الصلدة ويلحق القضاء بالاصلاح بقية انشطة الدولة مثل التعليم الراقي الحديث واحترام ورعاية العقول المبدعة المفيدة المخلصة ووضعها في مكانها المناسب وابعاد& الجهلاء وعديمي الخبرة العقلية عن مرافق الدولة التي ينبغي ان ترتقى باذهان ابنائها المبتكرة السليمة الرؤى وهكذا تدريجيا يصار الى تقوية الدولة بحزام أمني رصين وقوى من الشرطة والدرك المتمرس العارف المبصر ليبثّ عيونه في في كل مكان مريب وغير مريب لنشر الامن الداخلي وسحق كل من يعمل على تخريب وزعزعة الداخل وتطهير البلاد داخليا من العصابات واللصوص والعابثين والمارقين والخاطفين وممتهني السرقات بكل انواعها واصنافها ليكون المواطن آمنا على بيته وعرضه واولاده وماله ، حرّا في ان يجول هنا وهناك بحثا عن مصالحه وكدحه دون خوف او تردد
&ومن هنا تتحقق الثقة المتبادلة بين الشعب وافراد الشرطة والدرك خاصة بعد تطهير القوى الامنية الفاسدة ومااكثرهم في هذا الجهاز الداخلي وكذا الحال في بناء قوات مسلحة بمختلف صنوفها لحماية البلاد من التدخلات والتسللات الخارجية ومراقبة الحدود وصدّ ايّ عدوان محتمل سواء من الجوار او غير الجوار ومنع تسلل دعاة الارهاب وموجات مايسمى بالمتأسلمين من عبور حدودنا والاستيطان في بقاعنا وتشكيل بؤر الخراب والدم والاجندات المريضة وغسل البلاد وتطهيرها من مستنقعات الحواضن من خلال الاهتمام بالشرائح المتضررة التي لجأت الى عتاة الارهاب وتشكيل الحواضن اللازمة لهم& بسبب اهمال الدولة لهم وتركهم مصائد سهلة للغزاة
ان التظاهرات والاحتجاجات المتواصلة في عموم العراق هي جرس انذار لتحريك واشعار النخبة السياسية بانهم غير مرغوب فيهم وليسوا من الايادي النظيفة العاملة الماهرة وعليه يجب البحث عن العناصر العراقية الكفوءة النزيهة من التكنوقراط وما اكثرهم هنا ومحاولة جلب الخبرات العراقية المتميزة المقيمة في المنافي والشتات دون النظر الى منحنياتهم الفكرية والعقائدية& لوضع اللبنات الاولى لبناء عراق جديد معافى وفق المقاسات والخرائط المدنية الحديثة واستغلال دعوات المرجعيات الدينية التي نصرت العبادي ولم تمانع ابدا من السير في الاتجاه المدني والاستفادة من تلك الدعوات للتصالح بين الاتجاهين الديني والمدني والعمل معا لنهوض هذه البلاد التي توشك ان تسقط في هوى عميقة وسيكون من الصعب انتشالها الاّ اذا تشابكت كل الايدي من اجل الانقاذ والخلاص
لقد احتججنا وصرخنا مافيه الكفاية وعلينا الان ان نعمل مع السيد العبادي خطوة خطوة وبلا تسرّع ونعالج مواطن الاسقام واحدة اثر اخرى بدءا من تغيير بنود ومواد الدستور المعيقة للنماء والتطور والبناء والشروع بتلبية مطالب الناس بشأن الخدمات الاساسية للعيش الكريم من توفير الطاقة الكهربائية على مدار اليوم لمدة 24 ساعة او لساعات تجهيز اكثر مما يحصل الان وتوفير الماء الصالح للشرب ومعالجة مشكلة الاسكان لبيوت آمنة مناسبة والغاء العشش الكثيرة وبيوت الصفيح التي اخذت تتكاثر باطراد ملحوظ والقضاء على البطالة من خلال البدء في فتح المصانع والمعامل المغلقة التابعة للدولة وتهيئة الاراضي المهملة التي اخذت تتصحر والبدء بزراعتها من خلال الدعم للفلاحين الذين هجروا مهنتهم بسبب شح المياه وكثرة المستورد من النتاج الزراعي الذي اخذ ينافس المنتوج المحلي على قلته
فهذه اولى الخطوات التي على الدولة ان تعملها لكي تسكت وتوقف الاحتجاجات لئلا تلجأ الجموع الغفيرة على العصيان المدني وتزيد السوء سوءا وآمل ان تتفهم الجماهير العريضة ان العبادي لايمتلك معالجات خارقة تتعدى القدرات البشرية وانما هي خطوات قد يطول مسيرها ولكنها حتما ستوصلنا الى اهدافنا ولو بعد لأيٍّ طويل

jawadghalom@yahoo.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إلى من يهمه الأمر
ن ف -

عمر الشعوب يُقاس بالدقائق و الكاتب يريد لنا أن ننتظر حتى نرى ما سيقوم به ابن العبادي. الجواب هو لا العبادي ولا غيره قادر على أنْ يُغيّر شيئاً، لا الآن ولا في المستقبل البعيد. إن التظاهر أو الإنتفاضة أو الثورة، ليست نزهة أيضاً. أرى أنّ على شعبنا الخروج برمته ليس يوم الجمعة أو الثلاثاء فقط، إنما يخرج ولا يعود حتى تطير هذه الرؤوس العفنة التي تحكمنا. في عام 2011 خرج أكثر من 45 مليون مصري إلى الشارع حتى نوال السعداوي، تلك المرأة الثمانينية، خرجت إلى ميدان التحرير تهتف بسقوط الديكتاتور. لقد سقط الديكتاتور في 19 يوماً، رغم امتلاكه لجهاز مخابراتي عتيد إضافة لنصف مليون بلطجي يتقاضون مرتبات شهرية. التظاهر المستمر (ليل نهار) والعصيان المدني هو الكفيل باسقاط النظام المافيوزي في بغداد.

حل البرلمان وحكومة طوارئ
صوت المستضعفين -

اعتقد ان هذا الحل ما يحتاجه العراق منذ ٢٠٠٣ . نصيحتي له ان يطلب من جميع وزراءه تسليمه استقالتهم وعليه اختيار حكومة تكنوقراط مهما كان عدد الشيعة او السنة او الكرد حتى لو كانوا جميعهم من نفس المذهب او العرق ولتذهب التوافقية الى الجحيم وتكون اولى مهام الحكومة تعديل هذا الدستور المصمم لتقسيم العراق ومنعه من ان يكون دولة . وسيقف كل شريف مع الحاكم القوي العادل .

المهم البداية القوية
حسين -

ترك الامور على ما هي عليه تؤدي الى انهيار شامل. والمهم هو البداية القوية التي تحصل على الدعم المعنوي من الشارع الذي ذاق ذرعا والامرين من انتشار الفساد الاداري وضياع الاموال . لهذا جاء تحرك الشارع العفوي والسلمي الذي يعاني الظلم والتهميش وعدم الاكتراث من المسؤولين ، الحاليين والسابقين ، جعله يتراكم على ابناء الشعب وبشكل خاص الطبقات الفقيرة والمثقفين الذين يراقبون الامور عن كثب . لهذا تحركوا الى الشارع ليعلنوا للعالم انهم موجودين ويجب اخذ قوتهم بنظر الاعتبار ، ولا يكتفي بمطالبتهم التوصيت على هذا النائب او ذاك لكي تمتليء جيوبهم ، ويعيش الاخرون العوز والحاجة وعدم توفر ابسط الخدمات من ماء وكهرباء ورعاية صحية ومدارس نظيفة ، رغم ان ثروات البلد تدر عشرات المليارات من الدولارات سنويا ، كما وان الارهاب والقتل والتدمير ياخذ الكثيرمن هذه الاموال .لهذا ان مهمة العبادي ومن معه من مؤيدين وناصرين ، يجب ان تكون البداية لتقطع الايدي التي تمتد للمال العام وتبدد ثروات البلد ، ان الصعوبه التي سيواجهها ومحاولات البعض داخليا واقليميا تشويه صورتها او افشالها بشكل او بآخر. لان نجاحها ، انشاء الله ان تم ، كما اريد له من الشارع ، فان نتائجها ستعبر الحدود الى الشعوب العربية التي تعاني من نفس الظلم في تبديد ثروات بلادها . اجدد التاكيد هو يجب البدء بالعمل الجدي بالاصلاح والمتابعة والمحاسبة وفقا للقانون ، ليكون لكل بداية نهاية وان غد لناظره قريب

تعليق
ن ف -

إن ما يقوم به ابن العبادي هو ترشيق إداري، ولكن ما نريده هو خدمات (ماء صالح للشرب، كهرباء) توفير فرص عمل، مستشفيات، مدارس، مواصلات عامة، ضمان اجتماعي، أمان. نحن نريد استقلال العراق من الهيمنة الإيرانية. ونريد أيضاً فصل الدين عن الدولة. أما ما يقوم به ابن العبادي ليس له علاقة بأدوات الحلاقة. اعتقد أنّ الأمور ستأخذ مجرى آخر في قابل الأيام. أقول، ستأخذ الامور مجرى لا يصبُّ أبداً في صالح النظام المافيوزي. خلاصة الكلام، العراق يمرّ بمخاض عسير و العبادي ليس رجل المرحلة.

عصا موسى
ن ف -

لا شك أنّ العبادي ليس بـ سوبرمان، فلا شكله ولا هيئته توحيان بذلك.. ولا هو يحمل عصا موسى أيضاً، إلا أنه الابن البار لحزب الدعوة الحاكم. هذا الحزب الذي حكم العراق لـ 12 عاماً ونيّف. وإذا كانت بيد أي نظام في العالم عصا عادية وقد غمسها في خزينة الدولة العراقية لأصبحت أشبه بعصا موسى أو ربما أكثر سحراً منها. الفارق بين عصا موسى وعصا حزب الدعوه هو أنّ سحر العصا الأولى يراه كل مَن في الأرض، إلا أنّ سحر عصا حزب الدعوه لا يراه إلا أعضاء الحزب الحاكم و الميليشيات المتآلفة معه. عزيزي جواد غلوم، أرى أنّ نهاية الحكم الثيوقراطي العنصري المافيوزي الاستبدادي قاب قوسين أو أدنى. والله أراك ستُدخنُ الآن سيجارة أُخرى احتفاء بهذا التعليق.

مفيش فايده
جويبر ابو التمن -

عند تحليل قائمة المطالب وتصنيفها نجد , انهم طلبوا منتجا نهائيا جاهزا , مثلا كهرباء , تعيينات , خدمات , مستشفيات الخ تناسى المتظاهرين انهم هم انفسهم من شارك في صناعة الخراب في انتخاب الامعات والمتعمعمين والروزخونية وبسلبيتهم في النقد تحت شعار ياهو مالتي وكسلهم وكرههم للعمل الجاد وعشقهم الازلي للتسخيت تحت شعار يمعود قابل الدولة مالت ابويا , طوفان ثقافة المعدان والريف غمرت واتلفت كل براعم التحضر المدنية الناشئة عند تاسيس الدولة العراقية . العراق كل شئ فيه مقدس المدن والقبور والقومية والمذهب والعشيرة ورجل الدين والنافقين من رجال الدين الخ عدا الانسان فهو يقبع اسفل سلم التدرج . اعزائي المتظاهرين وبناءا على قاعدة التواكل وتسليم الامور للمنان ولذوي الشأن من الوكلاء الربانيين والانبياء والمعصومين ارجو ان تنتظروا المخلص او المسيح او المهدي المبجل حيث ستمتلئ دنياكم عدلا وتصبح الدنيا بمبي بعد ان ترستوها انتم وليس احد سواكم بجور اعمالكم . عندما ثار الفرنسيون على الاخ المرحوم لويس كان المعصوم فولتير شاعر الثورة ووالسيد جان جاك روسو الموسوي فيلسوفها وها نحن اليوم بثورتنا الاستجدائية الافتراضية نعتصم بحبل السيد السيستاني دامت بركاته و تاج تاج على الراس , تناظرية مذهلة تصل حد التطابق!

مفيش فايده
جويبر ابو التمن -

عند تحليل قائمة المطالب وتصنيفها نجد , انهم طلبوا منتجا نهائيا جاهزا , مثلا كهرباء , تعيينات , خدمات , مستشفيات الخ تناسى المتظاهرين انهم هم انفسهم من شارك في صناعة الخراب في انتخاب الامعات والمتعمعمين والروزخونية وبسلبيتهم في النقد تحت شعار ياهو مالتي وكسلهم وكرههم للعمل الجاد وعشقهم الازلي للتسخيت تحت شعار يمعود قابل الدولة مالت ابويا , طوفان ثقافة المعدان والريف غمرت واتلفت كل براعم التحضر المدنية الناشئة عند تاسيس الدولة العراقية . العراق كل شئ فيه مقدس المدن والقبور والقومية والمذهب والعشيرة ورجل الدين والنافقين من رجال الدين الخ عدا الانسان فهو يقبع اسفل سلم التدرج . اعزائي المتظاهرين وبناءا على قاعدة التواكل وتسليم الامور للمنان ولذوي الشأن من الوكلاء الربانيين والانبياء والمعصومين ارجو ان تنتضروا المخلص او المسيح او المهدي المبجل حيث ستمتلأ دنياكم عدلا وتصبح الدنيا بمبي بعد ان ترستوها انتم وليس احد سواكم بجور اعمالكم . عندما ثار الفرنسيون على الاخ المرحوم لويس كان المعصوم فولتير شاعر الثورة ووالسيد جان جاك روسو الموسوي فيلسوفها وها نحن اليوم بثورتنا الاستجدائية الافتراضية نعتصم بحبل السيد السيستاني دامت بركاته و تاج تاج على الراس , تناظرية مذهلة تصل حد التطابق!

آمال هوائية وعواقب وخيمة
محمد توفيق -

إضافة الى انعدام كاريزما القيادة لدى العبادي وقلة حزمه، وتردده فهو شخصية غير صالحة مطلقاً لقيادة مرحلة الإصلاحات لسبب واحد وجيه هو أنه لايرى له سوى مرجعية واحدة يسترشد بها في خطه اوسلوكه السياسي ، وهي مرجعية حزب الدعوة فقط كحزب مشغول كلياً بالغنائم وصيانتها ، وبصياغة تاريخ الثأر الشيعي الذي يبدأ من يوم السقيفة وحتى عام 2003، أو حتى يومنا الحالي وإلهاب الحمية الشيعية للإنتقام وجعله هماً وهاجساً يومياً يتغاضى فيه الشيعي العراقي عن فساد السلطة المروع ويلهيه عن النظر الى قضايا أخرى اكثر إلحاحاً في حياته في توفير المأكل والملبس والأمان والعيش بسلام . وللتدليل على ما أقول هو الدعم والإسناد الشامل الذي تلقاه المالكي من قيادة حزبه، بما فيهم العبادي نفسه، الذي لم نسمع منه ولا من غيره أية جرأة في توجبه النقد للسياسة الكارثية الحمقاء المالكي الذي أعلن بكل صراحة أن الهدف الرئيسي له هو استعداده لقيادة معسكر الحسين، أي الشيعة ضد معسكر يزيد ، اي أهل السنة ، وأنه سوف يقوم بتكرار مسلسل الدم للمختار الثقفي الذي انتقم من قاتلي الحسين من أهل الكوفة. وهذا الكابوس النفسي المتلبس بحلة الثأر والإنتقام لايعطي العبادي وجميع رفاقه في قيادة الدعوة فرصة للخروج من القوقعة الطائفية الضيقة ، واستنشاق هواء الحياة الطلق ونبذ أساليب الحكم على طريقة صدام في بناء دولة حزب الدعوة السرية ، هي دولة موازية للدولة الأصلية ، وتغيير مفاهيمهم واستيعاب آليات المتغيرات في الصراع العراقي والإقليمي من خلال الفرصة النادرة التي منحها لهم الأمريكي بحكم العراق وقدمها لهم على طبق من ذهب، لسوء حظ العراق، كي يصبحوا رجال دولة ، ويتركوا وراءهم ظهورهم عقدة المؤامرة ونزعة الإنتقام الشيعي و الرهاب من الآخرين. ثمة مسألة مهمة أخرى غابت عن ذهن العبادي وهي أن الهبة الجماهيرية الحالية هي ليست تزكية له شخصياً ولا لحزب الدعوة لأنهما لم يكونا يوماً ما دعاة للإصلاح الذي فُرض عليهما فرضاً من قبل الشارع الثائر ، وها هما يقعان تحت مرمى انتقاد الجمهور الثائر الذي يطالب بإصلاحات جذرية شاملة وليست بالوتائر البطيئة التي يرسمها العبادي الذي يحاول من خلال تضحيات بسيطة ببعض رموز الفساد القديمة أن ينقذ ماء وجه الإسلام السياسي في العراق وفشله الذريع في تقديم مشروع عقلاني ومقبول لجميع العراقيين. الهم الأول والأخير للعبادي وقي