الاتفاق النووي الغربي الايراني (الدواعي والآفاق)
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&- من كبرى الخطايا التي ارتكبها العالم هي السكوت والقبول بما يعانيه الشعب الايراني من مأساة في ظل نظام يدير سلطة حكمه بالحديد والنار والرعب والاعدامات والقضاء المسيس وانتهاكات حقوق الانسان من جهة والخطاب الديني المزيف كوسيلة للتغرير بالبسطاء لادامة حكمه من جهة أخرى..إضافة الى فئة المتميزين من حاشيتهم وتعدد وسائل قوته المسلحة سواء كانت من مؤسسات الدولة الشكلية أو ميليشيات النظام فالشكل دولة مؤسسات والواقع دولة ميليشيات وهذه هي طبيعة انظمة الحكم الدكتاتورية وما فعله الغرب الداعي للقيم الانسانية والديمقراطية هو انه يتحالف مع نظام دكتاتوري مخل بالقوانين والاعراف الدولية.. هذا ما يتعلق بــ الداخل.
&- اقليميا.. لا يوجد من هو أكثر جدارة من نظام طهران في إدارة الفتن والازمات كمخارج له ولانكساراته الداخلية والاقليمية.. فازمات العراق صناعة ايرانية بامتياز والمؤسف ان ادواتها عراقية بالدرجة الاولى.. ازمات العراق الداخلية اسس لها النظام كي يتمكن من ادارة العراق كولاية تابعة له بشكل غير مباشر وغير معلن وقادة النظام الايراني لا يتورعون عن ذكر تبعية العراق وقادته لهم كما اعلنوا في يوم ما عن تبعية البحرين.. ازمات العراق ومنها أزمة داعش صناعة ايرانية بامتياز والحاجة لهذه الازمة كبيرة ومهمة كان تكون مخرج ومتنفس للوضع المتدهور في سوريا أو لدعم العملية السياسية في داخل العراق وبالفعل حققت داعش المطلبين اللذين اسست من اجلهما ازمة وصنيعة داعش فالمناطق الغربية المنتفضة على السلطة العراقية قبل الانتخابات البرلمانية الماضية لا صوت لها اليوم سوى صوت البؤس والخراب والدمار والذل.. وتستمر ادارة الازمات بالعراق وتستمر اعمال السحر السياسي ويستمر الاستغلال السيئ للدين.
&- دوليا لا جديد في ركوع ورضوخ الغرب ومساوماته ولا غرابة في ذلك عندما تكون المصالح لكن الخطأ عربيا عندما لا يدرك العرب مصالحهم ولا يملكون الارادة وادوات ادارة الصراع مع الغير.،و لايعرفون كيف يديرون ازماتهم ومصالحهم مع النظام الايراني الذي يدرك ذلك ويمارس الضغوط وصناعة الازمات تمريرا لمخططاته ولديه من الحلفاء في ذلك الكثير على عكس العرب ويعد الغرب اليوم من حلفاء النظام الايراني بخضوعهم لمساوماته واسنادهم له في الخروج من أزماته.، وقد أدى غياب الدور العربي الفاعل في المنطقة الى حدوث توافق مع الغرب لا رأي ولا دور للعرب فيه.، والكل يعرف مدى تردد العرب في مواجهة نظام طهران لذا فان توافقهم مع طهران مبررا بغياب الدور العربي الرادع.، ولم يغب الدور العربي الرادع فحسب بل ان البعض وبكل اسف قام بسجن نشطاء مدنيين عرب من خارج السلطة يواجهون نظام طهران قبل اكثر من عقد.
&والسؤال حول اذا ما كانت الاتفاقية النووية مع النظام الايراني سببا مستقبليا في تخفيفا حدة تدخلات النظام في المنطقة والعالم ودعمه للارهاب أم انها ستكون سببا في التصعيد من ذلك.. الجواب قد صدر على لسان وزير الخارجية الايراني الاسبق علي اكبر ولايتي الذي يشغل منصب مستشار ولي الفقيه وهو منصب غير رسمي والتصريح باسم ولايتي وبصفته لا يمكن أن اساسا او موقفا رسميا يحاسب عليه النظام لكنه أي ولايتي قد عبر عن حقيقة الموقف وهو التصعيد الذي لا تراجع وعليه فان الاتفاقية مصدر دعم وتعزيز للدور الايراني بالمنطقة والعالم وهو ما سعى اليه طويلا واشرنا اليه اعلاه.، فلن يقدم نظام طهران تنازله التكتيكي الآني المرحلي المؤقت دون مكاسب اخرى اقليمية ودولية وداخلية.. لقد جاءت الاتفاقية لتقوية النظام واخراجه من ازماته وتعزيز ادواره وتصعيد تدخلاته.. ولا يعد الدور العربي الحالي في اطار المواجهة وانما في اطار الوقاية المرجوة ولم يدخل العرب طور بعد رغم حاجتهم الملحة لها بعيدا عن نيران الحروب ونكباتها.
&ما هو المطلوب لمواجهة النظام الايراني دون تردد واضاعة للوقت فلم يعد احدا في مأمن فالمملكة العربية السعودية تقع بين سوريا المحترقة والعراق الملتهب المتآكل واليمن المنهار والمقبل على التفتيت والخليج المهدد والواقع تحت هيمنة ايران ولا توجد حدودأ آمنة لها الا على البحر الاحمر.، ودول الخليج الواقعة تحت التهديد الكلي.، والاردن الواقعة تحت التهديد المتوقع من الاراضي السورية او العراقية او الجماعات الارهابية المتمركزة في سيناء المصرية اضافة الى حدودها مع اسرائيل.،ومصر المهددة من الارهاب في سيناء وعلى الحدود الطويلة مع ليبيا والسودان.. والسودان المهددة افريقيا اضافة الى انها مصدر قد يتدفق عبره الارهابيين وسلاحهم وتمويلاتهم.، ودول المغرب العربي المهددة من الارهاب القادم اليها من بعضها البعض ومن الجوار في مالي والنيجر وتشاد ونيجيريا وباقي الدول الافريقية المليئة ببقايا ومخلفاتها.. ما هو المطلوب لمواجهة النظام الايراني في كل تلك البقع التي لا تخلو من وجوده او نفوذه لم يعد احدا في مأمن وقد تأخر الجميع في مواقفهم..المطلوب هو قراءات مفصلة ودقيقة ورؤى ومخططات هادئة قابلة للتنفيذ والتطور والنجاح..المطلوب هو قرار جريء باسناد ودعم المعارضة الايرانية بكافة اشكال الدعم وفتح مكاتب لها في الدول العربية كافة والتسريع بذلك لمحاربة النظام واسقاطه من الداخل حيث لن يكون هناك اسقرار للمنطقة كلها قبل أي تغيير في ايران..كما أن على التجمعات الحزبية والمدنية والاهلية الغير حكومية والشخصيات الاجتماعية ان تشكل جبهة مواجهة ورفض للنظام الايراني على المستويين الاقليمي والدولي للهروب من دبلوماسية الحكومات وقيودها المعطلة ويكون النشاط تركيزا على انتهاكات حقوق الانسان وانتهاكات سيادة الدول وانشطة قانونية تتابع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي تدعمها ايران خارج اراضيها المطلوب دورا مؤسساتيا شعبيا عربيا.، المطلوب ممارسة ضغوط كبيرة على المجتمع الدولي لصياغة موقف اكثر شفافية وجدية في وجه النظام الايراني.بديل ديمقراطي في ايران سيعيد للمنطقة استقرارها وحيويتها.
&*كاتب وخبير استراتيجي وليبرالي ديمقراطي عراقي&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سلمت يا كاتبنا
كامل -سلمت ايها الكاتب فعلا مقاله تستحق القراءه ..النظام الساقط الغبي الايراني لايسعى فقط الى الهيمنه بل الى تدمير كل الدول العربيه ..لعنهم الله ولعن حكومة الطراطير العراقيه التي هي عباره عن عبيد لأيران