ألغام في طريق الاتفاق النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ما كاد ينشف الحبر الذي وقّع فيه مجلس الأمن الدولي الاتفاق النووي بين ايران والسداسية حتى أطلقت واشنطن التهديدات ضد طهران وحذرتها من عواقب خرق الاتفاق، وردت ايران بتهديدات مماثلة وأنها لن تنفذ قضايا لم ينص عليها الاتفاق، مما أثار القلق لدى الكثيرين حول مصير هذا الاتفاق.
كان من الواضح ان الادارة الأميركية تريد توجيه رسالة إلى أعضاء الكونغرس المعارضين للاتفاق وأغلبهم من الحزب الجمهوري توحي لهم من خلالها بأنها ستبقى على مواقفها وسياستها تجاه طهران حتى لو رفعت كل العقوبات عنها وأعادت العلاقات معها، ولكن يا ترى هل درجة سذاجة المعارضين للاتفاق بلغت حدا حتى أنهم لا يميزون بين البالون الاعلامي الذي أطلقه البيت الأبيض وبين ما حدث في مجلس الأمن الدولي والذي سيترتب عليه تغيير كبير في الوضع الاقليمي والدولي؟
لا أعتقد أنهم لا يميزون بين القضيتين، غاية ما في الأمر أنهم يعلنون رفضهم للاتفاق وهددوا بأنهم لن يصادقوا عليه، على الرغم من إدراكهم أن هذه المعارضة والتهديد غير مجدٍ وأن من حق أوباما استخدام الفيتو لاحباطه، غير ان اصرارهم على ذلك يشير إلى أنهم يريدون الدخول في صفقة مع أوباما على أن يمرروا الاتفاق مقابل الحصول على بعض المكاسب.
ولكن مادام التهديد الأميركي لا يخرج عن اطاره الداخلي وان الاتفاق يشق طريقه ويمضي في في تنفيذ الخطوات التالية، فلماذا صعدت طهران من لهجتها وردت على التهديدات بتهديدات مماثلة؟&
تهديدات طهران تعود الى سببين رئيسيين، الأول، طمأنة الايرانيين الذين يساورهم القلق من تبعات هذا الاتفاق بأنها ليست مستعدة لدفع أي ثمن يريده الغرب مقابل الاتفاق، الثاني، ان طهران جادة في التصدي لأية محاولة للتهديد حتى لو لم يكن الطرف الآخر جادا في تنفيذها أو أنه كان يريد توجيه رسالة الى طرف آخر من تهديده ولم تكن طهران هي المقصودة.
هل هذا يعني ان الاتفاق سيتم تنفيذه وفق الخطوات المتفق عليها؟
كل المؤشرات تدلل على ذلك ولكن هناك ألغام لو لم يتم التعامل معها بحذر وحساسية بالغة فانها ستنفجر وتنسف الاتفاق، فيا ترى ما هذه الألغام؟
الأول: تفتيش المواقع العسكرية.
لا شك أن الاتفاق تضمن فقرة حول تفتيش المواقع التي تشك بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا أظن أن طهران سترفض تفتيش ومراقبة بعض المواقع، ولكن أن يتطور هذا الأمر الى التفتيش التدريجي عن كل المنشآت العسكرية الايرانية فهذا ما سترفضه بشكل قاطع طهران، ومع اصرار الغرب على التفتيش وايران على الرفض فان ذلك ينسف الاتفاق.
الثاني: رفع العقوبات.
فمن الواضح أن طهران ما وافقت على وضع القيود على برنامجها النووي من دون مقابل بل كان رفع العقوبات بشكل نهائي عنها شرط أساسي لذلك، من هنا فان محاولة الغرب في فرض عقوبات جديدة أو تمديد الموجودة، واصرار ايران على رفضها سينسف الاتفاق.
الثالث: أزمات المنطقة&
فايران تلتقي مع الاقليم والعالم بضرورة حل كل الأزمات التي تعاني منها المنطقة، وأعربت أكثر من مرة عن استعدادها في المساهمة بحل هذه الأزمات، غير أن الخلاف يقع في سبل حلها، مما يستدعي اتفاق الطرفين على حل وسط لذلك، غير أن ربط أزمات المنطقة بالاتفاق النووي، والاصرار على أن ايران يجب أن ترضخ لطريقة الطرف الآخر في حل الأزمات مقابل تنفيذ الاتفاق النووي سينسف الاتفاق.
الرابع: اسرائيل.
ايران لديها موقف مبدئي تجاه اسرائيل، ولا توجد أية مؤشرات على أنها مستعدة لتغيير هذا الموقف، وتجربة السنوات الماضية أثبتت ان اسرائيل تلقى بتبعات أية أزمة تنفجر بينها وبين الفلسطينيين على الدول التي تدعم المقاومة الفلسطينية، مما يستدعي من القوى العالمية أن ترغم اسرائيل على حل مشاكلها مع الفلسطينيين، لا أن تصطف مع اسرائيل في القاء تبعات الأزمات التي تفجرها على الآخرين وفي مقدمتهم ايران، وطيلة السنوات السابقة ربطت الدول الغربية حل مشكلة الملف النووي باعتراف ايران باسرائيل، وربما يعاود الغرب الى ذلك مع انفجار أية أزمة بين اسرئيل والفلسطينيين، فاذا اصر الغرب على الربط بين الموضوعين فان ذلك يعرض الاتفاق للانفجار.
وبغض النظر عن كل هذه الألغام، فان نجاح الاتفاق النووي أو فشله يتوقف على المكاسب التي يحصل عليها الغرب منه، فاذا نظر اليها على أنها ضرورية له ولا يمكن التخلي عنها فانه لن يقترب من هذه الألغام ولن يعبث بها حتى لا تنفجر، واذا ما طرأ أي خلاف فسرعان ما يسعى الى حله وتسويته، ولكن اذا اعتبر ان الاتفاق لا يحقق له شيئا، فانه سيتعمد العبث بها لتفجيره وافشاله.
ربما سنتحدث في مقال لاحق عن المكاسب التي يحصل عليها الغرب من الاتفاق النووي، عندها سنكتشف ان ترويجه لمقولة انه منع ايران من انتاج القنبلة النووية عبر الاتفاق ماهو الا غطاء لتحقيق تلك المكاسب.
التعليقات
الرجاء احترام عقولنا.؟
الدفاعي -ماهو دليلك يا سيد صالح ابن سيد باقر على ان ايران لديها موقف مبدئي تجاه اسرائيل.... ؟ والى متى يا كتاب يستمر تضليلنا وكأنكم تخاطبون اناس جهلاء واغبياء ..... ؟ من دمر العراق والامة العربية غير الحلف الماسوني الفارسي الصهيوني ....؟ الرجاء احترام عقولنا ولا تتمادوا في خداعنا ، يكفيك ان تنظر ماذا حل ببلدك بعد الاحتلال الغاشم الذي تم بمؤازرة ايران وانظر ما تقوم به أوباش وعصابات المليشيات السائبة التابعة وبدون ذرة حياء الى ايران كيف استباحت بلاد الرافدين طولاً وعرضاً ....!!!
التهديدات
برجس شويش -التهديدات هي وسيلة لامرار سياسة معينة او الحصول على تنازلات محددة من الطرف الاخر, صدام حسين هدد اسرائيل بالزوال ولكنه لم يطلق باتجاه اسرائيل غير عدة صواريخ كلها استهدفت ان تقع في منطقة صحراوية, صدام حسين ذهب الى جوار ربه واسرائيل بقت كما هي و ما ربحه صدام انه كسب الكثيرين من الشارع العربي وسموا اطفالهم باسمه, ايران هي الاخرى تهدد اسرائيل بالزوال ولكن الفرق بينها وصدام حسين ان ايران الملالي بعكس صدام الى هذه الللحظة لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل, وربما سائل يسأل بان ايران تدعم حزب الله في مواجهة اسرائيل , نعم ايران بطلة وشجاعة على حساب دماء الاخرين, ايران استطاعت بتهديدها اسرائيل كسب السذج من العرب وخاصة الطائفين , فكلما امرغت اسرائيل سيادة النظام السوري في الوحل بشن غارات مدمرة او قاتلة يرد النظام السوري بانه سيرد في الزمان والمكان المناسبين , الرد الذي لم يأتي الى هذه اللحظة والمؤكد انه لن ياتي ابدا, مجرد تهديدات وصوت ليس الا, امريكا تهدد وايران تهدد واسرائيل تهدد كلها للتموية لان ايران الملالي متفقة مع امريكا ومع اسرائيل ايضا ,
لماذا
Sa3eed Salem -السيد صالح السيد باقر… تقول ان الدول الغربية ربطت قضية حل الملف النووي الايراني بأعتراف ايران بأسرائيل!!!! اتحدى ان تأتي بتصريح واحد من كلا الطرفين، ايران او الغرب يبين مثل هذا الربط على طول مدة ١٢ سنة من المفاوضات!
ايران نووي ام شيطان اكبر..
زبير عبدلله -هذا ما لا تستطيع اسرائيل فهمه, على حد تعبير امي ايالون الرئيس السابق للشاباك, ورئيس القوى البحرية الاسرائيلية, .ويعتبر الاتفاق,افضل السيناريوهات لاسرائيل...والتهويل الذي يثيره ناتان ياهو, هو لللاستهلاك السياسي...هذا سرح به, مع الميك نيوس (micnews ).امس ولايزال على صفحتهم....ليس هو فقط بل معظم وزراء الدفاع السابقين, متفقين حول هذا...اذن اين المشكلة. ?, المشكلة هي ان ايران الشيطان الاكبر في الشرق الااوسط, وهي الوسواس الخناس, والان ضخ الى جيب هذا الشيطان, مائة وعشرون مليار دولار, او في الطريق الى جيبه..سالوا الطاعون هل فعلا قتلت هذا العدد الهائل من الناس, اجاابت الطاعون:لا انا قتلت عشرة بالمائة, اما الباقي, ماتوا من الخوف...
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْ..
عبده الأسيوطي -- "التقية" أي إظهار عكس ما هو مُضمر سرا من ألاعيب و مؤامرات هو سلوك تقليدي لدي ملالي إيران و عقيدة راسخة في الهرطقة الشيعية الإثنا عشرية ، و هو فكر و ممارسة عملية روتينية في كل شؤونهم "الدينية" و الدنيوية ،و تبُز أحيانا "الكذب الحلال" الجائز عرفا و شريعة عند كبار الربيين و الحاخامات اليهود،- العربان يعرفون ذلك معرفة أكيدة ،و ما يزالون يكتوون في سوريا و لبنان و اليمن و العراق بنيران التطبيقات العملية لـــ"تقية" ملالي طهران ، و من المفارقات البائسة أن الأمريكان في كل هذه المعمعة هم صم بكم لا يعقلون نتيجة خيباتهم المشهودة في أفغانستان و العراق و فقدهم كثيرا من ريشهم و صيتهم "القتالي" و هم في الحقيقة من فتح الباب على مصراعيه لصولة ملالي طهران و تمددهم في المنطقة بتحالفهم السري و المكتوم مع الملالي منذ إحتلال العراق عام 2003 .- أكيد أن الأمريكان "يتعشمون" في ملالي إيران أن يكُفوهم شر "الدواعش" في العراق و غيره للحفاظ على إمتيازات و نهب الشركات البترولية الأمريكية و إن تيسر ...أن "يستأصلوا" باقي "التنظيمات الإسلامية - الجهادية - الوهابية - المتطرفة - الإرعابية - الإرهابية...إلخ...- و لذلك ينطبق على ملالي طهران و أصدقائهم الأمريكان المثل القرءآني في سورة الحج ،*** يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)*** - إذا ً (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) ، صدق الله العظيم .
Sa3eed Salem
حسام جبار -الى المعلق رقم ٣ : تصريح موثق لوزير خارجية بريطانيا السابق جاك سترو قال فيه بصريح العبارةحل الملف النووي الإيراني مرتبط باعتراف ايران الرسمي بدولة اسرائيل !!!!