كتَّاب إيلاف

الرد الخليجي ليس بمعاقبة لبنان واللبنانيين

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

لا جديد يذكر على هامش الفضيحة التي تسبّب بها &وزير الخارجية اللبناني في مؤتمري وزراء الخارجية العرب في القاهرة ومنظمة التعاون الاسلامي في جده.&في القاهرة، لم يكن الوزير اللبناني سوى وزير للخارجية الايرانية لدى طرح موضوع ادانة الهجوم الذي تعرّضت له السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد. وفي جده، كان الموقف اللبناني متخاذلا، من وجهة النظر العربية، بتوجيهات من وزارج الخارجية في بيروت.كان الجديد في ان تعتمد وزارة الخارجية اللبنانية موقفا مختلفا يتماشى مع الموقف العربي العام الذي دان السياسة الايرانية وممارسات "حزب الله". لم يعد لدى اي طرف عربي اي وهم حيال السياسة الايرانية من جهة والدور الذي يلعبه "حزب الله" من خلال وجوده في الحكومة اللبنانية، في خدمة طهران من جهة اخرى.لم يكن مطلوبا من الوزير اللبناني الذهاب بعيدا في الاعتراض على السلوك الايراني وذلك لاعتبارات لبنانية معروفة من بينها ان دويلة "حزب الله" اقوى من الدولة اللبنانية. لا يمرّ يوم الّا ويكشف "حزب الله" انّه الدولة في لبنان. كان آخر دليل على ذلك اطلاق المدان ميشال سماحة الذي اعترف بالصوت والصورة انه نقل متفجرات من سوريا لتنفيذ تفجيرات واغتيالات في لبنان.&كان مفترضا بوزير الخارجية مراعاة مصلحة اللبنانيين العاملين في الخليج، خصوصا المسيحيين منهم، ما دام هذا الوزير على رأس التيار العوني، اي تيار ميشال عون، الذي يشكو صباحا مساء من هضم حقوق المسيحيين في لبنان ومن انّه مصمّم على استعادة هذه الحقوق!هناك نحو نصف مليون لبناني في دول الخليج العربية. الاكثرية في السعودية. تأتي بعد ذلك دولة الامارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين. هناك ايضا عدد لا بأس به في سلطنة عُمان التي تراعي ايران الى حد كبير، لكنها اتخذت في القاهرة وجده موقفا ينسجم كلّيا مع الموقف العربي العام.&اكثر من ذلك، حرص وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، وهو من اصول افغانية، على عدم قطع شعرة معاوية مع العرب الآخرين، خصوصا مع السعودية. ربّما جاء الجعفري الى بيروت للاعتذار من وزير الخارجية اللبناني على عدم الذهاب الى النهاية في مسايرته خلال اجتماع القاهرة. ليس سرّا ان العراق مستعمرة ايرانية بكلّ ما في معنى الكلمة، لكنّ بغداد حافظت على هامش صغير للمناورة، خصوصا بعد اعتراف كبار المسؤولين الايرانيين، على رأسهم "المرشد" علي خامنئي ان ما حصل في حق السفارة السعودية كان "خطأ".لا شكّ انّ دولة كبيرة وعاقلة مثل المملكة العربية السعودية تأخذ في الاعتبار الوضع اللبناني وتتفهّم ما يتعرّض لبنان من ضغوط ايرانية، في ظل غياب الدعم العربي لكلّ من يسعى الى مقاومة المشروع التوسعي ذي الطابع المذهبي الذي تنفّذه طهران.&يمكن للمملكة ان تتفهم ايضا ان وزير الخارجية اللبناني، انما هو موجود في هذا الموقع لانّ التيّار الذي ينتمي اليه متخصص في الاساءة الى اللبنانيين ومصالحهم، داخل لبنان وخارجه، وذلك منذ اواخر ثمانينات القرن الماضي عندما كان ميشال عون في قصر بعبدا وصولا الى سيطرة "التيّار" على وزارة الخارجية وتحوّيلها الى دائرة تابعة لـ"حزب الله" او للخارجية الايرانية.تاريخ ميشال عون حافل بالاساءة الى اللبنانيين، خصوصا الى المسيحيين. من لديه ادنى شكّ في ذلك يستطيع العودة الى الحروب التي خاضها ميشال عون مع اللبنانيين الآخرين مسلمين ومسيحيين عندما اصبح رئيسا لحكومة موقتة اثر انتهاء عهد الرئيس امين الجميّل في خريف العام 1988.كانت مهمة ميشال عون كرئيس للحكومة الموقتة، وقتذاك، تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ما الذي فعله عون؟ قصف المناطق ذات الاكثرية الاسلامية في بيروت. انتقل بعد ذلك لخوض حروب مع "القوات اللبنانية" التي كانت لا تزال ميليشيا منتشرة في المناطق ذات الاكثرية المسيحية. هجّر اكبر عدد من المسيحيين من لبنان في تلك الفترة وادخل الجيش السوري الى بعبدا ووزارة الدفاع وتسبب من حيث يدري او لا يدري باغتيال الرئيس المنتخب رينيه معوّض الذي فجّر النظام السوري موكبه في بيروت الغربية في تشرين الثاني ـ نوفمبر 1989 بعدما اصبح هدفا سهلا لاجهزته.منع ميشال عون &الرئيس المتخب من الوصول الى قصر بعبدا، حيث كان في استطاعته حماية نفسه، وذلك بحجة رفضه اتفاق الطائف الذي كان رينيه معوّض قادرا على تطبيقه بطريقة متوازنة الى حدّ ما. نفّذ ميشال عون كل المطلوب منه كي تكون هناك وصاية سورية كاملة على لبنان طوال خمسة عشر عاما. ولمّا انتهت الوصاية السورية اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في العام 2005، انتقل ميشال عون الى وضع نفسه في خدمة الوصاية الايرانية من منطلق كرهه لكلّ من هو سنّي في المنطقة ولاسباب اخرى يخجل المرء من ذكرها.في سياق الخدمات التي قدّمها ميشال عون لايران ولا يزال يقدّمها لها، نراه الآن يُستخدم اداة في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. واستخدم في العامين 2006 و 2007، في تهجير قسم آخر من المسيحيين اللبنانيين عندما شارك في الاعتصام الذي قام به "حزب الله" في وسط بيروت بهدف التغطية على جريمة اغتيال رفيق الحريري والجرائم الاخرى التي تلتها من جهة وضرب الاقتصاد اللبناني من جهة اخرى. هل من يريد ان يتذكّر عدد المؤسسات التي اغلقت ابوابها بسبب هذا الاعتصام الطويل؟ هل من يريد ان يتذكّر عدد اللبنانيين الذين هاجروا نتيجة هذا الاعتصام الذي قضى على آلاف فرص العمل كانت متوافرة للمسيحيين خصوصا؟هذا غيض من فيض افضال ميشال عون على لبنان واللبنانيين واختصاصه في تهجير المسيحيين من بلدهم. المؤسف في الامر، ان هناك مسيحيين ما زالوا يتبعون هذا الرجل الذي يحظى بدعم "حزب الله" ليكون رئيسا للجمهورية. في الواقع، يتذرع "حزب الله" بميشال عون لتعطيل مؤسسة رئاسة الجمهورية.من هذا المنطلق ومن هذه الوقائع غير القابلة للدحض، ليس مسغربا اذا ان يكون موقف وزارة الخارجية معاديا لكلّ ما هو عربي، من دون ان يعني ذلك ان الردّ الخليجي يكون بابعاد لبنانيين يعملون في دول معيّنة. مثل هذا لابعاد هو ما يطمح اليه ميشال عون وتياره وما تريده ايران ممثلة بـ"حزب الله" لا اكثر ولا اقل.&اذا كان من سياسة ايرانية في لبنان، فان هذه السياسة تقوم هذه الأيّام على عزل الوطن الصغير عن محيطه العربي وعن الخليج العربي تحديدا. وهذه سياسة بدأ تنفيذها على الارض باشراف حكومة "حزب الله" التي شكّلها السنّي نجيب ميقاتي في العام 2011. ما نشهده اليوم استمرار لهذه السياسة التي لا يكون الردّ عليها بمعاقبة لبنان واللبنانيين، بل بمزيد من الدعم الخليجي ومزيد من الاحتضان العربي للبلد الواقع تحت السيطرة الكاملة لميليشيا مذهبية، ولكن لا يزال فيه من يقاوم الظلم والوصاية الجديدة... &&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عقليه داعشيه في الخليج
صادق -

حتى وان حاررا المسؤولون اللبنانيون دول الخليج فسيقوم الخليج يوما بطرد اللبنانيين مقدما الشيعه منهم وايضا المصريين والاردنيين وغيرهم فهناك عقليه داعشيه في الخليج لاتتحمل الاختلاف وتتعامل بعقلية السيد والعبد , بل حتى مواطنيهم من الشيعه واللبراليين لايتحملوهم وسيأتي دورهم في الابعاد والتهديد , فكلما كان الطرد مبكرا كلما افضل على الاقل يجد مكان اخر ويسمح له بتحويل مذخراته واما المتأخرين فسيطردوهم حفاة وسيرا على الاقدام وفي التاريخ امثله كصدام وهتلر وغيرهم

أصحاب الذيول والتبعية
نورا -

دول الخليج منذ سنين طويلة تأوي اللبنانيين المسيحيين وغيرهم والعرب الذين لم يجدوا الكرامة في بلدانهم ..ومازالت تستقبلهم ..لكن الخليج ترفض إثارة الفتن وزعزعة الأرض لتحافظ على استقرارها ومستواها ..والذين طردوا من الخليج هم من أصحاب الذيول الإيرانية والداعشية والأخوانية الذين يثيرون الغبار ..هؤلاء لا مكان لهم بيننا لانهم نكرة لا يعرفون البر وصون العهد مع دول الخليج التي استقبلتهم .

اليوم -صدقني- غير الأمس..
Sayed Ali Damanhouri -

يا أستاذنا الكريم ، فات و مضى ذلك الزمن "الجميل!" حين كان يدغدغ المسيحيون الموارنة الكاثوليك وجدان العربان السُنة بمقولات القومجية العروبية،و تأليف القصائد العصماء مدحا و تزلفا و نفاقا و مداراة لخداع العرب العاربة و المستعربة...اليوم -صدقني- غير الأمس...فقد إنقشعت الغمامة و توضحت الأمور، و كما يقول المثل الفرنسي: Rien n''est gratuit en ce bas monde. Tout s''expie, le bien comme le mal, se paie tôt ou tard. Le bien c''est beaucoup plus cher forcément"- أكيد أن أستاذنا الكريم يفهم "فرنساوي كويس" !...

امر مخجل
حسين -

هل صحيح ان دول الخليج تعاقب الشعب البناني ؟ ولماذا؟ اليست لبنان دولة حرة وذات سيادة وشعبها يتمتع بحرية ولا يعادي اية دولة بل يقيم علاقاته وباحترام مع كل الدول العربية؟ وكل مواطني الدول العربية يزورون لبنان للسياحة والاصطياف ، سابقا، ولاحقا، ويجدون فيها كل الاحترام والتقدير من مختلف مواطني لبنان؟ انه لامر مخجل ان تقوم اية دول عربية بمعاقبة شقيقتها الدولة العربية من خلال طرد مواطنيها الذين يقيمون في اراضيها ويقدمون خبراتهم وخدماتهم لتلك الدول العربية ، نتيجة لموقف حكومة الدولة العربية ، كلبنان أو العراق او الاردن او سوريا او مصر او غيرها؟ لماذا لم يقوموا بطرد الاجانب من الدول الاخرى، خارج المنظومة العربية والاسلامية ، وليس اشقاءهم العرب ؟ فعلا اصبحنا نخجل من انفسنا لان حكامنا اصبحوا اسيرين لعقليات يسودها الحقد والكراهية ، لان من يؤيد قرارات الحكام العرب يتصورون انه اصبح عدوهم ونسوا حرية الاختيار لدى الاخرين . ويطبقون مبدأ اما تؤيدني بقراراتي ، حتى ولو كانت غير صحيحة بل وخطرة ، او اعاديك واعاقب مواطنيك؟ ويدعون الدفاع عن العروبة والاسلام ويعاقبون العرب والمسلمين في اراضيهم.... حكامنا لم يتابعوا ما يدور في دول العالم ، قادتها يختلفون ولكنهم يواصلون حواراتهم ويحاولون اكثر في تقارب شعوبهم ، وهذا ما نلاحظه فيما بين دول اوربا وشعوبها وقادتها ، ودول افريقيا وكذلك امريكا اللاتينية ودول جنوب شرقي آسيا وغيرها....الزمن يسير والشعوب باقية والحكام زائلون

أطردوا حلفاء باسيل
خالد -

فلنمسك العصا من المنتصف أطردوا اتباع عون وحزب الشيطان من الخليج أما حلفاءنا فعلى الرحب والسعة

بحبك..يا لبنان
بن ناصرالبلوشي -

أرى شاشة دول الخليج العربية..اسود وابيض..بدون اللبناني(ذكراو انثى)..،هو قوس قزح العرب..،جمال وعشق العرب..،ملح ونكهة العرب..،لوحة فنية..تمشي على قدمين في شوارع وساحات وقاعات.. العرب..،وترسحري في قيثارة العرب..