القضايا العادلة وجنون الحكم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت موجة التحرر و الاستقلال بالانتشار حول العالم واعادة بناء للدول، الناشئة حديثاً منها والقديمة. حظيت البلاد العربية واقليم الشرق الادنى بنصيب من هذا التحرر وبرزت خارطة جيوسياسية جديدة للمنطقة.
&دول بعيدة عن منطقتنا شقت طريقها ووصلت الى ما وصلت اليه من تقدّم يشمل مختلف جوانب الدولة وهيكليتها ودول اخرى وقعت تحت حكم نظام استبدادي، دول عديدة في المنطقة ترافقت بداياتها بمزيج من فسحة ديمقراطية وانقلابات عسكرية. الا انها كانت تمضي بخطى صحيحة الى حد ما، نحو تأسيس الدولة الوليدة.&
&الامارات العربية المتحدة تعتبر نموذجا رائدا لدولة قوية ومن النواحي العديدة، التنظيمية والادارية فالبنية التحتية والسلم الاهلي. انها الامارات تقدم نموذجاً اقتصادياً عظيماً يعتبر مفخرة للعرب و عموم المنطقة، مرد ذلك، الدافع و الاجتهاد الذين يمتلكهما ابناء الامارات، والتوافق الرئيس حول شكل الدولة ودستورها، فولدت دولة قوية بدون حروب او نزاعات او دماء و انقلابات بتوع العسكر، عملت لشعبها وحققت نجاحات منقطعة النظير، انها دولة الامارات العربية المتحدة، معجزة العرب الاقتصادية.
حرب استقلال او انفصال بنغلاديش عن باكتسان، نقرأ من ذلك الزمن، ديكتاتوريةً عسكريةً وتهميش للاقليم الشرقي وشعورٌ بالغبن والمظلومية، وما تخلّلها من حرب مع الجارة الهند التي لعبت دوراً بارزاً في هذا الانشطار الباكستاني الى دولتين.
الى القارة العجوز،و الدويلات الالمانيّة التي توافقت على الاتحاد في كيان موحدٍ اختياريّ لتكون اقوى، وكلنا نعلم تبعات التوحد الالماني وما اصبحت عليه من قوة، حتى قبل الحربيين العالميتين الاولى والثانية. كذلك الحال سويسرا التي توحدت لاغراض دفاعية، فالاتحاد قوة.
&تركيا غنيّة بالقضايا العالقة على الصعيد الداخلي مع الكرد والارمن والعلويين. فالحكومات التركية المتعاقبة ترفض الاعتراف بالابادات الجماعية وعمليات التهجير الممنهج، التي طالت الارمن والكرد وما تبع ذلك من تناثرٍ للارمن في سوريا والعراق ولبنان ومصر ودول اخرى. ناهيك عن توزعهم الرئيس بين جمهوريتهم واذربيجان ومن تبقى منهم في تركيا، مشكلة اخرى يعاني منها الارمن وتتمثل بالدور السلبي الذي تلعبه تركيا بين تلك الجمهوريتين ( الارمينية والاذربيجانية). أما مطالب الشعب الكردي، فهي حكمٌ ذاتيٌ ضمن حدود الدولة التركية. وان كانت تركيا تحاربهم حتى خارج حدودها، فالمطالب الدينية للعلوييّن، وما تمت من اعتداءات على حقوقهم.
في سوريا من صبغ البلاد بلون واحد هو الاستبداد، وبعد اندلاع ثورتها، التي خُطفت لاحقاً، تُحاول تيارات سياسية قوية ذات نزعة دينية ان تلون المجتمع ككل بلون واحد وهو اللون الاسلامي المتشدد و ترفع من معتقداتها فوق القانون ومن فلسفتها ورؤيتها لشكل البلاد فوق الدستور.
الاسد او نحرق البلد&
الاسلام او لا احد
نظرياتٌ تعكس فلسفة من يتملكهم جنون الحكم. اقل قوة واكثر ديمقراطية، يبرز خطاب جزء من اليسار المطالب بدولة مدنية علمانية، وخطاب اسلاميين اخرين بدولة مدينة محكومة وفق قواعد الشرع في خطوطها العريضة، الى خطاب قوميين بدولة تعددية وحقوقٍ للأقليات، فأقليات على المستوى السياسي برؤى اخرى.....احزاب كردية تنادي بالفيدرالية رغم خلافها الداخلي الكبير، ومازالت القائمة مفتوحة.
عندما تقع متغيرات اجتماعية كالثورات والانتفاضات الشعبية و حركات العصيان، تكون هذه المتغيرات، شعبية وجماهيرية لا حزبية و تخرج لانها ترغب بعدالةٍ اكثر ومساواةٍ وحرية، وترغب في بلدٍ منظم بقوانين واحكام.
الشعوب هم اصحاب قضايا عادلة، لا لانهم يملكون حق تقرير المصير فحسب بل لان البشر ولدوا احراراً ومن حقهم ان يختاروا لانفسهم شكل وكيفية الحكم وعبر الاساليب العادلة للتعبير.
ارنستوتشي غيفارا،الطبيب والكاتب والثائر العالمي، الارجنتيني المولد، ناضل وكافح في غواتيمالا وكوبا الى الكونغو في قلب القارة السمراء، الى بوليفيا. ناصر القضايا العادلة للشعوب ودفع حياته ثمن ما أمن به من طريق لتحرر الشعوب ورفع الظلم عنها.
&الألماني فالتر هيرمان الذي توفي عن عمرٍ ينهاز 78 عاماً، أمضى منها أكثر من 22 عاماً داعماً للقضية الفلسطينية، وبالمناسبة هل أنصف الاعلام العربي هذا الرجل؟.
&الكاتب التركي الشهيراسماعيل بيشكجي ناصر القضية الكردية العادلة في بلاده وسجن ودفع ثمن تأيده. يقول بيشكجي في كتابه كردستان مستعمرة دولية:&
تغيير اسماء الاكراد واسماء المواقع الكردية وتتريكها، وفرض غرامات على من يتكلم اللغة الكردية والقضاء على الاكراد وعلى ثقافتهم القومية فكل ذلك، من وجهة نظر الكماليين، اساليب ثورية وديمقراطية، وعندما يطالب الاكراد بحقوقهم القومية، وينظمون انفسهم لتحقيق ذلك، فانهم يسلكون مسلك الشوفينيين.
وعندما يفعل اتراك بلغاريا ذات الشيء يعتبرونهم تقدميين ويكافحون ضد العنصرية والاستعمار والفاشية ويستنكرون الممارسات غير الانسانية لبلغاريا.&
يقول الثائر فرانز فانون الذي ساهم في حرب تحرير الجزائر، في كتابه المعذبون في الارض:&
" المستعمر هو سبب العنف وهو خالقه وكل عنفٍ من أهل البلاد و من حركتهم الثورية مهما بلغت شدته هو رد فعل على العنف الأصلي. في المستعمرات وسيلة التواصل بين المستعمر والسكان الأصليين هي الشرطي والدركي وبالتالي هي لغة عنف صرف".&
كما وقف المثقفون الاميركيون ضد سياسة بلادهم في حرب الفيتنامية، وكذا الامر مع المثقفين الفرنسين الذين رأوا في تحرر المستعمرات الفرنسية تحرراً لفرنسا نفسها، في حرب التحرير الجزائرية، وقفت النخب الفرنسية من اكاديميين ومثقفين وانضم بعض الفرنسين الى الجانب الجزائري ضد حكومة بلادهم، ايماناً منهم بالقضية العادلة للشعب الجزائري.
موقف قريب من هذا يحسب لنشطاء اسرائيلين، عندما اقاموا مظاهرة ضد الحكومة الاسرائيلية لاجتياحها جنوب لبنان العام 1982.
&وفي سوريا توجد اعداد كبيرة من اصوات المنادية بالعدالة الانسانية وحرية الشعوب خارج المفاهيم والايديولوجيات الناظمة للحرب السورية المدمرة.
وحدهم الطغاة من يضربون بعرض الحائط تطلعات الشعوب وحقوقهم المشروعة و يسلكون اقصر الطرق للوصول للحكم، وعلى ظهور الدبابات وعبرصناديق الرصاص لا الحملات الانتخابية وصناديقها، ووحدهم من يقودون البلاد الى حرب خارجية خاسرة والامثلة كثيرة، ويعملون على خلق بيئة حاضنة تبقيهم في الحكم، من فسادٍ سياسيٍ واقتصاديٍ واجتماعيٍ، لانهم لايستطيعون الا العيش في البيئات الفاسدة.....ووحدهم اشباه الطغاة من يخوضون حروباً لاتحرر الاوطان.
اذا كنت معارضاً لحكمٍ ديمقراطي او تسلطي، فيجب ان تسلك السبّل الحقيقة والطرق الديمقراطية للوصول الى سدة الحكم.
لكردستان قضية عادلة، الا ان بعضاً من احزابها يمارس الديكتاتورية على الشعب الكردي والشعوب المجاورة.
الشعب هو مصدر السلطات، فعلاً وليس قولاً وشعارات يرددها مهوسوا الحكم على مسامعنا.
عدم قدرة الانطمة الحاكمة في المنطقة على التصالح مع شعوبها وحلّ مشاكلها الداخلية يقف حجر عثرةٍ امام تقدمها ورقيها، ووحدها الشعوب من يدفع ثمن تأخر ركبها الحضاري.&
انظمة المنطقة تدعي حملها راية الدفاع عن الشعوب وبذلها كل جهدٍ في سبيل رقيها وكرامتها، ومعارضاتُ تلك الانظمة هي الاخرى تملئ الدنيا صراخاً بفساد الانظمة وعدالة قضية الشعوب.&
قدمت السنوات الخمس المنصرمة أدلة دامغة على زيف تلك الادعاءات، في اطار سباقهما المحموم الى كرسي الحكم وتسخيرهما كل أداتٍ لذلك الطموح الغير مشروع لانحرافه عن مسارحركة الشعوب. قاعدة حكومة فاسدة ومعارضة نزيهة، سقطت، لتبثت قاعدة فساد كليهما وعدم نشوئهم على اسس وطنية سليمة.
حتى لو نجحت هذه الانظمة او تلك المؤسسات المعارضة من الحصول على تأييد شعبي وقاعدة جماهيرية، فان ذلك يكون عبر الايهام بعدو خارجي او داخلي او اللعب على الوتر العاطفي للشعب، وبالتالي لا تكون البنية صحيحة وانما زائفة تخدم الهدف من تشكيلها والا وهو الوصول للحكم والبقاء فيه، وتتلاشى تلك الشعبية مع الزمن وتركم الفساد والظلم وانتهاك الحقوق
منطلق العمل السياسي هو خدمة الشعب والعمل على النهوض بكل اشكال الحياة في الدولة والمجتمع. ومنطلق العمل الثوري تحرر الشعوب من كل ظلم وحيف.
ان الله يأمر بالعدل....
التعليقات
نقول للكاتب
متابع -كيف الاسلام أو لا احد وفي المشرق ملايين ملايين الكفار والمشركين من مسيحيين ومن غيرهم ولهم آلاف الكنايس والمعابد منذ الف واربعمائة عام ونيف ، الان العنف الذي في المنطقة مفتعل بعد ان ثارت الشعوب سلميا فقامت الانظمة بالتعاون مع الغرب الكافر الظالم وانظمة عربية اخرى كالامارات على اشعال الارض تحت اقدام الشعوب في سوريا واليمن ومصر الى حد ما وفوقها حتى لا تحقق احلامها في الحرية والكرامة والعيش المشترك ومن عجيب ان الاقليات الدينية ممثلة في كنائسهم والمذهبية حوزاتهم والفكرية العلمانية واليسارية اصطفت الى جانب الطواغيت ضد الشعوب العربية المسلمة الراغبة في التحرر ؟!
الى المشعوذين جميعا ..
فول على طول -المشعوذون وهم لا يقلون عن مليار فرد - مجازا يعدون بشر - يشعرون بالغرور على الفاضى ويعانون من عقدة التفوق ويعتقدون أن العالم يحقد عليهم ويتامر ضدهم - لا يوجد سبب واحد لذلك بل أوهام المشعوذين - والمشعوذون يوزعون الكفر والايمان والالحاد وكأنهم امتلكوا مفاتيح الأخرة ...طبعا قمة الشعوذة . قيل للمشعوذين أنهم خير أمة وبالطبع هم صدقوا ذلك ولذلك لا أمل فى شفائهم من الشعوذة ...ما العمل أو ما العلاج ؟ بسيطة تظل تطرق على رؤوسهم الفارغة لعلهم يستيقظون قبل فوات الأوان .
لماذا يتملق الكاتب
متابع -ضرب الكاتب المثال بالامارات في العدالة والتنمية هذا صحيح الى حد ما ، ولكن الإمارات تتحول رويداً رويداً الى مجتمع خوف على طريقة جمهوريات الخوف العربية مصر سوريا العراق حيث ينعدم الرأي الاخر وحيث رمي بصفوة المجتمع الإماراتي في غياهب السجون لمجرد ابداء الرأي وتقديم نصيحة مكتوبة ؟ وحيث الإعتقال والتعذيب والاختطاف والسجن لفترات طويلة بلا محاكمة وارهاب ذوي المقبوض عليهم وحرمانهم من مواطنيتهم مع ان هذا ضد ان الله يأمر بالعدل ! لا احد في الإمارات على معارضة سياسات بلده علناً بل تم التدخل في حياة الناس الشخصية بالتجسس الاليكتروني على اتصالاتهم وتواصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي