العراق: الغفران من حقّ الضحيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
&الدارجة العراقية تسمّيها "حوبة". قد تكون هي الأقرب للمعنى العربي الفصيح من حيث الإستخدام الشعبي: تحمّل الإثم. أرواح الضحايا الذين لم يغفروا بعد، تتلوّى عالقة بين السماوات والأرض. حيرة العدالة الدنيوية حين تطول أكثر ممّا ينبغي تُحيّر معها عدالة السماء. الحلول مؤجّلة وخزّانات الدموع فاضت على آخرها، والإنتظار ملّ من صبر المنتظرين. شهيق الآلهة وزفرات الوعي الشقي تذروها الرياح العابثة. الريح تسخر منها بلؤم واضح. قصر الحاكم كسكّ العقرب وكأفواه محازبيه. حين تضحك تهرب من بين أسنانها العناكب. أحزاب الحكم تتحكّم في رسائل الضحايا المهملة التي بلا عناوين وبلا أختام رسمية. رسائل سوف لن تصل أحدا لأنّ البريد في الضمير والحقّ أخرس في هذا الزحام.&اللوّن الأصفر. لون الموت والغيرة وطلاء مكاتب الأحزاب ودوائر المخابرات. لون النميمة والسحنات الرسمية ولون الهاوية السحيقة وعيون الوحوش. أرض السواد لم تكن تعرف الشحوب. الخضرة والنخيل كانت دوما أمّهات للفقراء. الفقر علّمهم علم الصبر والإنتظار وأبجديات الدعاء ومعاني الأمل والإيمان الخرافي بالغد المشرق. حتّى الأحزان العميقة لم تكن في سابق عهدها صفراء اللون. كان لها في الأغنية والموّال العراقي لون آخر. لون غامض لا يعرفه الطيف الشمسي. ينشد لحنا منسيا يأتينا من بعيد. من الراحلين والمنسيين. من عازف أعمى يخرج من بطون التاريخ. من تاريخ مضى دوّنته سجلّ الإنفعالات فقط، وتركته وحيدا كالأصداف على الساحل. ينتمي لتاريخ ما وراء تاريخ المظالم القديمة والمتراكمة التي ما عثرت يوما على حوبتها. الرافدان الشاهدان تختزنان الأسرار ولا تبوحان بها سوى للثوار والأنبياء والمتصوفة والشعراء والمجانين. المياه المقدّسة لا تكذب ولا تنسى شيئا أبدا.حوبة اليتيم والبنت المغتصبة والمال المسروق والماضي المُباع والحاضر المُنتهك والمستقبل المجهول. حوبة الأطفال الذين رقدوا في أعماق البحار الغريبة. وحوبة أحلام الغرباء والمهاجرين والمنفيين الذين ظلّت عيونهم تحدّق قرونا في القمر وترى فيه صورة للعراق البعيد. العراق الجديد الذي لم يصبح جديدا. حوبة القتلى المجهولين الذين لم يقتصّوا من القاتل كما ينبغي أن يكون عليه القصاص. أموات بلا أسماء ولا هوّيات ولا قبور. تراب الأرض وحدها هي التي سوف تتعرّف على ولادات الغياب التي لم يكن حاضرها وحياتها ومسارها وميلادها وموتها سوى أرقام باردة لا تعرفها سوى أمهاتهم الموّشحات بالسواد. الأسود يمتصّ كلّ الالوان إلّا لون الحوبة ولون الأمل. الأعراس الحقيقية تسكن في الجزر التي لم تكتشف بعد. كلّ ما عدا ذلك هو مهرجان مكرّر للذئاب لا يقول لنا شيئا أكثر ممّا نعرفه وعرفناه.الإثم سيلاحقهم وسيقضّ مضاجعهم في اليقظة وفي المنام. سيُريهم ما كان مخفيا تحت معاطف الرياء. وسيلاحق خطواتهم ويقتفي آثارها حتّى نهايات العمر. إثم الضحية المسكونة بجراحها تحدّق كلّ يوم بسكاكين القتلة. تدقّ عليهم الأبواب الموصدة. " تُغري الوليد بشتمهم والحاجبا ".&باريسsulimaner@yahoo.fr&&التعليقات
اقترح البرلمان الملكي ١٩
Rizgar -عراق بلا علم ولا نشيد ولا عيد وطني .... اقترح البرلمان الملكي ١٩٣٢ في جعل يوم انتحار المس بيل ١٤ تموز ١٩٢٦ يوم وطني عراقي , نعم المياه المقدّسة لا تكذب ولا تنسى شيئا أبدا , وخاصة ٤٦٨ مقبرة جماعية لاسباب عرقية , منذ ١٩٢١حوبة اليتيم والبنت المغتصبة والمال المسروق والماضي المُباع والحاضر المُنتهك والمستقبل المجهول من اجل تحقيق الرغبات العرقية واغتصاب موارد الا خرين وتعريب المنطقة .الدول والكيانات اللقيطة آفة على الفاعلين والمفعولين به . هل تحقيق الرغبات الجامحة العرقية للجماهير العربية بلا تكاليف ؟ عليهم دفع الحساب .
تعليق
ن ف -يتألق الكاتب الرائع عبد الرحمن دارا سليمان في تجسيد الألم. أعني ألمنا. هو من القلائل الذين يعرفون مواطن الألم. يتحسّسه مثلما يتحسّس الطبيب المداوي الأجساد و يشخصّ عللها. لهذا السبب أقرأ مقالاته. أقرأها مرتين أحياناً. مرّة لأعيش ما يكابده، ما نكابده سيّان. و مرّة أخرى لأتعلّم منه الصنعة. صنعة الكتابة. حبّ الحرية. الإيمان بقدرة الانسان على تخطي الصعاب. هو يمنحني الأمل في كثير من الأحيان. له مني احترامي واعتزازي أينما كان.