فضاء الرأي

التصميم الذكي أم التصميم العظيم، الخلق المباشر أم التطور والانتخاب الطبيعي؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
1.&منذ أن ظهر الدين على وجه البسيطة، طغت على أذهان البشر أطروحة الخالق والموجد لكل شيء، وقدرته اللامتناهية وخلقه للكون ومن فيه بإرادته وبطريقة كن فيكون، حيث كل شيء فيه منظم ومصمم على نحو دقيق أوغاية في الدقة والإحكام ولا مجال للصدفة أو الإحتمالية أو التطور الطبيعي المستقل عن الاختيار الإلهي.&غاص مفكرون وفلاسفة وعلماء وفقهاء، على مدى قرون طويلة، صراعاً مريراً بين هاتين الرؤيتين أو الأطروحتين العلمية والدينية، الفيزيائية والميتافيزيقية، المادية والغيبية أو الماورائية.&الصدفة، وما يرتبط بها من مفردات ومفاهيم من قبيل، الضرورة والقدر والمكتوب والحظ والمصير والحتمية والفرصة، هل هي التي تحكم حياتنا ومعتقداتنا أم لا وجود لها على أرض الواقع؟ نحن نتعاط مع هذه المفردة بمعناها الجوهري العميق وليس اليومي المبتذل، والذي نسميه المصادفة، كأن نلتقي مصادفة بشخص لم نره منذ سنوات طويلة وطرأ على الذاكرة وفجأة يحصل اللقاء " مصادفة" لذا يعتقد الكثير من المفكرين والعلماء ورجال الدين أنه لا وجود للصدفة فكل شيء مكتوب ومصمم ومدروس ومنظم سلفاً ومنذ الأزل، من قبل قوة أو قوى، نجهل ماهيتها وطبيعتها وحقيقتها تستعص على مداركنا المحدودة، ولا تدركها عقولنا، هي التي تتحكم بمصائرنا. وكان الفيلسوف الفرنسي جون غويتون Jean Guitton، قد صرح في مقابلة معه في كتاب " الله والعلم" للشقيقين التوأمين إيغور و غريشكا بوغداونف :" إن ما نسميه صدفة ليس سوى جهلنا أو عجزنا وعدم قدرتنا على فهم درجة معينة من النظام العلوي الذي لا نراه".&كان عالم الرياضيات الفرنسي العبقري هنري بوانكاريه يعتقد، في بداية القرن العشرين، إن بوسع العلم أن يضع نهاية، يوماً ما، لما نعرفه عما نسميه الصدفة"، وكتب في مذكراته :" قد يكون هناك سبب أو علة صغيرة تفلت من مداركنا عندما تحدث ولكن سيكون لها تأثير عظيم ومهم لايمكننا إلا أن نشعر به وندركه لكننا لا نفهم سبب وقوعه فنعزيه لما نسميه الصدفة. ولكن لو عرفنا على نحو دقيق قوانين الطبيعة وحالة الكون المرئي الذي نعيش فيه، في لحظة التأسيس والنشأة الأولية l’instant initial، فسوف يكون بإمكاننا أن نتوقع أو نتكهن بدقة الوضع أو اللحظة اللاحقة زمنياً، أي المستقبل". وهو الأمر الذي كان يؤمن به إسحق نيوتن في القرن الثامن عشر ولابلاس فيما بعد في العهد النابليوني. بيد أن الواقع يحتم علينا أن نتقبل فكرة أن ما وراء جدار الصدفة يوجد شيء ما غامض ومجهول أو لغز يستعص على الحل. آينشتين نفسه قال بهذا الصدد في مقابلة أجريت معه في 26 أكتوبر سنة 1929 من قبل ج, س, فيريك G.S.Viereck :" إن كل شيء مصمم من قبل قوى لا نستطيع السيطرة عليها فكل شيء محدد ومصمم بدقة من الحشرة إلى النجم. فكلنا، نحن البشر والنباتات وأغبرة النجوم، نرقص على إيقاع لحن غريب وغامض يعزفه عازف بعيد عن مداركنا، عازف ناي غير مرئي"والحال أنه لا يمكن أن تكون الصدفة هي هذا العازف المجهول لأن الأشياء لا تنتظم بفعل الصدفة كما يعتقد البعض ويضرب آينشتين على ذلك مثله الشهير :" إن الإعتقاد بفكرة أن النظام والتنظيم الدقيق للكون المرئي في كل جوانبه وحالاته التي لا تعد ولا تحصى، هو نتيجة صدفة عمياء، ليس لها أية مصداقية إلا إذا تقبلنا الفكرة العبثية التي تقول أنه بعد إنفجار مطبعة فإن كل الحروف سوف تسقط على الأرض وفق نظام وتسلسل القاموس" كما ورد في كتاب العلم والأخلاق والدين حسب آينشتين. أو إن القول بظهور الكون هكذا فجأة بالصدفة هو كما لو اعتقدنا أن طائرة بوينغ 747 سوف تتجمع وتتشكل لوحدها بعد مليارات السنين صدفة من الأغبرة الكونية الموجودة في حزام الكويكبات، كما صرح جيمس غاردنر James Gardner أحد أشهر منظري فكرة التعقيد". أو كما قال عالم الفيزياء والأستاذ في الكوليج دي فرانس كريستيان مانيان Christian Magnan في كتابه هل إن كوننا منظم على نحو لا يصدق من الدقة Notre Univers a-t-il été réglé de façon incroyablement précise ?، بخصوص التنظيم الهائل لخصائص ومعطيات الكون في لحظة الإنفجار العظيم:" إنه ترتيب أو تنظيم شيطاني من الصعب أن يعزى للصدفة وحدها". فإحدى هذه القوانين الجوهرية الأربعة للكون هي الجاذبية أو الثقالة Gravitation، التي بفضلها نبقى ملتصقين بالأرض وبالكرسي الذي نجلس عليه ولا نطير في الهواء، والتي عند حسابها وجدنا أنها أضعف بنسبة 1040 مرة من القوة الكهرومغناطيسية وهي القوة الثانية من القوى الكونية الجوهرية الأربعة التي تسير الكون المرئي، فماذا يعني ذلك؟ ببساطة أنه في لحظة حدوث الإنفجار العظيم لم يكن لدى الكون الناشيء فرصة واحدة من 10000 مليار المليار المليار المليار أن يقع على القيمة التي حسبناها للثقالة أو الجاذبية لو استند على الصدفة. أو لو تخيلنا الأرض برمتها وقد تحولت إلى رمال بسمك عشرة أمتار وإن حبات الرمال كلها من لون واحد عدا حبة واحدة حمراء فإن فرصة العثور على هذه الحبة من هذا الكم المهول من حبات الرمل بحجم الكرة الأرضية من أول نظرة واحدة هي نفس فرصة وقوع الكون بعد الانفجار العظيم على القيمة الحقيقة اللازمة والثابتة للجاذبية أو الثقالة التي وجدناها بالحسابات الرياضية. وهناك عدد كبير من الثوابت والقيم الجوهرية التي تحكم وتسير الكون منذ 13 مليار و 820 مليون سنة فمن أين جاء هذا التنظيم الدقيق والحسابات الدقيقة اللازمة لصيرورة الكون؟ ولقد زودتنا تجارب مسرعات ومصادمات الجسيمات الدقيقة الأولية كـــ LHC وأمثاله والتلسكوبات المتطورة كتلسكوب بلانك الفضائي، بمعلومات مذهلة تنهي مرة وإلى الأبد عامل الصدفة في نشوء الكون. من هناء جاء تصريح آينشتين الشهير في 29 أكتوبر 1927 إبان مؤتمر علماء الفلك والفيزياء والكونيات في بروكسل :" إن الله لا يلعب بالنرد " ورد عليه آنذاك زعيم الفيزياء الكمومية أو الكوانتية نيلز بور :" توقف عن أن تملي على الله ما يجب عليه أن يفعل". وهذا العالمان هما القائدان لفيزياء اللامتناهي في الصغر واللامتناهي في الكبر، وعنهما وبسببهما عاش البشر سجالات عقيمة عن أصل الكون المرئي ومصيره وهل هو مخلوق من قبل خالق أم أزلي وأبدي موجود كما هو بلا بداية ولا نهاية، على مدى قرن من الزمن ونيف؟.&الجولة الثانية التي خاضتها البشرية كانت في مجال البيولوجيا أو علم الأحياء وأصل الإنسان. فكل الكائنات الحية تتسم بصفات مشتركة مما دفع عالماً مثل تشارلز داروين Charles Darwin للتفكير بأنه قد يكون لجميع الكائنات المنظمة التي عاشت على الأرض أصل واحد أولي نفخت فيه الحياة نتيجة لتفاعلات معقدة، وإنه لو تأكدت صحة فكرته عن أصل الأنواع، فسوف يفتح ذلك طرقاً للبحث في أصل الإنسان. ولقد دون في مذكراته سنة 1837 إن الكائنات الحية تعرضت لتعديلات وتطورات وطفرات تطورية وليس هناك ما يمنع أن يكون الإنسان نفسه قد تعرض إلى نفس هذا القانون الطبيعي." أثيرت نقاشات صاخبة بعد صدور كتاب داروين الموسوم " أصل الأنواع L’Origine des espèces وأشهر تلك النقاشات المدوية كان في جامعة أوكسفورد إبان الاجتماع السنوي للجمعية البريطانية لتقدم العلوم سنة 1860 الذي كان داروين غائباً عنه بسبب حالته الصحية وكان المدافع عنه وعن نظريته عالم الأحياء توماس هنري هكسلي Thomas Henry Huxley ضد اتهامات وتهكم الكنيسة ممثلة بشخص أسقف أوكسفورد صاموئيل ويلبيرفورس Samuel Wilberforce الذي هاجم نظرية داروين في الانتخاب الطبيعي وأصل الأنواع وتوجه لهكسلي بالسؤال الاستفزازي التالي :" هل تنحدر يا سيد هكسلي من القرد عن جدك لأبيك أم جدك لأمك؟" فرد عليه هكسلي متهكماً وبغضب :" لايوجد عار في أن أنحدر من أصل قرد لكن العار هو من أمثالك من الجهلة الذي يقحمون أنفسهم في مسائل العلم البعيدة كل البعد عن عقولكم الغارقة في الظلام والمسلمات الدينية الغبية".&في سنة 1871، بعد مرور إثني عشر عاماً على صدور كتاب أصل الأنواع، أصدر تشارلز داروين كتابه "ذرية الإنسان والانتخاب المرتبط بالجنس La Descendance de L’homme et la Sélection liée au sexe"، والذي طور فيه موضوع التكاثر عن طريق الجنس عن البشر وأمثاله من الحيوانات ودور الانتخاب الجنسي في تطور البشر وقدم من خلاله رؤيته وبوضح وعرض مفهومه عن الأصل الوحيد للحياة مستبعداً حدوث فعل منفصل للخلق بالنسبة للإنسان، أي قام بنسف لأسطورة خلق آدم وحواء كأصل للبشر. فالبشر ليسوا ثمرة لخلق خاص فهم ينحدرون من أصل حيواني. لكنه عقب في خاتمة كتابه بالقول :" علينا أن نعترف أن ما يتمتع به هذا الإنسان من ذكاء متسامي أتاح له إمكانية اختراق سر حركة وتشكل النظام الشمسي، بيد أنه يحمل في طياته البصمة التي يتعذر محوها عن الأصل الذي انحدر منه" وما حدث ليس سوى تطور علمي محتوم على غرار التطور الكوني. فكما فعل كوبرنيكوس عندما أنزل الأرض من عليائها وجعلها كوكباً تافهاً عادياً كغيره من مليارات الكواكب، تدور حول شمسها مع بقية كواكب المنظومة الشمسية، واضعاً الإنسان في موقعه الحقيقي بعد أن كان يعتقد أنه يشغل مركز العالم وإهتمام خالقه، استمر داروين في نفس الطريق سارداً قصة الإنسان في سياق سلسلة طويلة من التطورات والقفزات أو الطفرات التطورية التي شهدتها كل الكائنات المنظمة، والحال أن داروين كان قد اتخذ مسافة مبتعداً عن الدين حتى قبل نشره لكتابه أصل الأنواع.&نشبت معارك فكرية طاحنة اتسمت في بعض مراحلها بالعنف والوحشية، بين رؤية الأديان الميثولوجية عن قصة الخلق والرؤية العلمية الفيزيائية والبيولوجية عن نشوء الكون والبشر. وما تزال تدور رحاها إلى يوم الناس هذا لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية التي ينشط فيها تيار أتباع الخلق المباشر Les créationnistes الذين يريدون محاربة نظرية التطور والانتخاب الطبيعي لداورين وفرض الرؤية الدينية عن الخلق في المدارس والمناهج التربوية. يعتمد أنصار الخلق الرباني créationnisme على النص الحرفي الوارد في الكتاب المقدس بشقيه التوارة اليهودية والأناجيل المسيحية وكذلك أتباع الديانة الإسلامية، ويستبعدون أية فكرة عن التطور البيولوجي للكائنات الحية ولا يقبلون بأي نقاش مع من يدعون أن الاعتقاد بوجود الخالق يمنع أي إمكانية للتفكير والتأمل في العالم، مثلما حرموا العالم غاليله غاليلو قبل أربعة قرون بأن يفكر بحرية عندما رد عليهم أن نية الروح القدس هي أن تعلمنا كيف نذهب للسماء وليس كيف هي حال السماء، فهذه مهمة العلم".&هناك تيار آخر يحارب نظرية التطور والإنتخاب الطبيعية الداروينية وهو تيار التصميم الذكي intelligent design وبالفرنسية dessein intelligent وهي حركة منظمة وتتمتع بإمكانيات كبيرة ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في سنوات التسعينات من القرن العشرين وفتنت بعض الأوساط الإسلامية بها لا سيما في تركيا. وهذه الحركة لا ترفض على نحو قاطع مبدأ التطور الطبيعي و لا تجعل من عمر الكون مسألة مركزية مقدسة لكون تحددت ولادته في النصوص المقدسة بستة أيام لكنها ترفض الاعتراف بالحدث الطاريء والصدفة في آلية التحولات التي تحدث للكائنات الحية، وتضم الحركة عدد لا بأس به من العلماء والبيولوجيين والكيميائيين والأطباء والصيادلة وعلماء الرياضيات والفيزياء والفلاسفة والمفكرين الذي يرفضون فكرة الانتخاب الطبيعي غير الموجه وبدون التصفيات والتوجهات النهائية وإن كل تاريخ الحياة والكينونات الحية يخضع لهدف ومشروع ونية عاقلة، ويختلفون عن أتباع الخلق المباشر des créationnistes، الذين ينطلقون من النصوص الدينية لتفسير العالم والحياة، حيث لا يعنيهم ما ورد في الميثولوجيات الدينية ويأخذون بعين الاعتبار الفرضيات والنظريات العلمية والنتائج العلمية للتجارب البيولوجية الحديثة لكنهم يؤولوها باتجاه الهدف النهائي. ويعتقدون أن الكائنات الحية من التعقيد بمكان لا يجعلها مجرد ثمرة من ثمرات الصدفة فالمشروع الأسمى والتصميم الذكي هو وحده القادر على تفسير صفات ومزايا وخصائص الكون ومحتوياته الحية والعاقلة والذكية والمفكرة التي تمتلك وعياً. أي أنهم يستندون إلى العلة الذكية ويرفضون دور الصدفة العمياء في السيرورات أو العمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية التي تقود إلى عملية الانتخاب الطبيعي في تعقيد البنى البيولوجية التي يتعذر رفضها خاصة المعلومات الدفينة المعقدة والخاصة التي تحتويها الشيفرة الوراثيةADN.&jawadbashara@yahoo.fr&يتبع&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
منطق المقل والوصفمهم ولكن
عراقي -بجذور 7الاف عام -

كاتب المقال ومعرفته وعلمه وحرفيته وصدقه واضح في الهدف والغاية واعطى وصفا دقيقا لما هي الاحتمالات والافتراضات وبل الحقائق ولنقاش المقال نحتاج الى مقالات ولكن اعود لبديهية أؤمن بها وهو ان ما جرى من اكتشافات اثرية-مسجلة بالمسمارية-العراقية والاف الوثائق-المكتوبة والمحفوظة في مكتببة -الملك الاشوري الععظيم -لانه حفظها- في مكتتبة-اي اللملك اشور-بانيبال-في مكتبة-نينوى-الاشورية العظيمة ومختصر التعليق اقول-لو ترجمت بامانة وحرفية وحيادية -سنعرف ان ما ففيها من معلوماتت مهمة جدا تاريخية وانثربوللوجية وعلمية- وفي مجالاتت كثيرة تدل على انها ليست اساطير او خرافات او ما شابه وكذلك المصرية والهندية وفي امريكا وااوربا وكل اللارض اي -هناك تداخل حقيققي ويد ذكية -اذكىى من اهلل الارض بملايين السنين تدخلت في كوكبنا وانساننناا وحضارتنا على اقل تقدير وبعد ان تعلن هذه -سيفتح الطريق الى الكثير -اللكثير-من المعرفة على الاقل الاساسية واما لمعرفة كوننا والاكوان اللاخرى المرادفة او الممستقلة والمستمرة في التكوين فههذا امر اخر وتحياتي للكات ولايلاف وموضوع شيق ومعلومات ووصف محترم ومفيد

نقطة
نظام -

في عصر "ما بعد الحداثة"، حيث الغموض هو السيد وعدم التأكد هو المؤكد الوحيد، تصبح ما يسمى بالنظرية "العلمية" في تفسير خلق الكون والانسان هي نظرية ميتافيزيقية أو غيبية!

CHRIST AND DARWIN
ROSE -

The Incarnation of God in Christ Jesus is the Proof that God created mankind in His Image.....God in His love is pleased to give us eternal life but Darwin and his followers choose to have the Destiny of Monkeys. Thanks Elaph

الله هو الكون
علي البصري -

الصدف لاتخلق كل هذه الانظمة المتكاملة والدقيقة عقليا ومنطقيا لابد من قوى ذكية متناغمة ومنسجمة او حتى متصارعة لانها تخلق وتهدم في صراع ازلي وخلق دائم ،وقد تستصغرنا هذه القوى لتفاهة الانسان والارض بالنسبة للسدوم والكواكب والمجرات والثقوب السوداء والزمان االسرمدي الهائل والشاسع وهذه القوى اذا كانت بدون عرائز (لاياكل ولايخاف ولايتزوج ولايموت فماذا سيكون !)فهو ليس بالمواصفات الشبه انسانية التي ذكرتها الاديان

التفكير العلمي
خوليو -

لقد اثبت ميلير ( جامعة شيكاغو ١٩٥٢ miller) بتجربته عندما قام بتمرير مزيج من الغازا ت المؤلفة من ميتان وامونياك وهيدروجين ونتروجين ( غازات الارض في المراحل. الأولية لتشكيلها) ،، أقول قام بتمرير هذا الخليط على بخار الماء وتيار كهربائي بمقدار ستون الف فولط فوجد ان هناك تكوين لحموض امينية عضوية تستخدمها الخلايا مثل الغليسين والأنين وحمض الغلوتاميك وحمض الأسبارتيك اي تحويل المواد غير العضوية لمواد عضوية بروتينية والتي نعرف اليوم ان واحدات الخلية في المحيطات مؤلفة منها ،،ماذا يعني هذا ؟ يعني انه بوجود ماء وغازات وصراعق كهربائية طبيعية يمكن تحويل المواد غير العضوية لمواد عضوية واتحاد هذه البروتينات تعطينا خلية حية تتفاعل مع المحيط البيئية لتستمر الصعود نحو تشكيل كائنات اكثر تعقيدا ،،وهذا يفسر نظرية الجذع الأساسي في أصل الأنواع ،، فان كان لانفجار العظيم اخرج بخار ماء وماء بعد ان بردت الارض وغازات ومن هذه الغازات نتج مواد عضوية وواحدات الخلية،، فلا يوجد تفكير اخر غير التفكير العلمي يشرح لنا سبب وجودنا ووجود الكون وهذا التفكير بعيد كل البعد عن تفكير ملايين علماء الدين الذين يقفون حجر عثرة في تطور المجتمعات .

لن نعرف سر وجودنا
Ali -

فى فيلم 2001 space odyssey للمخرج الراحل ستانلى كوبريك يوحى المخرج فى البداية بأن جسم أسود مستطيل غامض كان وراء تطور القردة وبداية أستخدامهم للآلات, وفى الفيلم الآلات كانت قطع من العظام أستخدمتها مجموعة من القرود كسلاح للتغلب على مجموعة منافسة من القردة, الفيلم أنتج فى أواخر الستينات وفى هذا الزمن بعد نجاح الوصول الى القمر كان هناك تفاؤل بقدرة الأنسان على زيارة كواكب المجموعة الشمسية فى غضون عقود قليلة, فى الفيلم بعد أكتشاف نسخة من هذا المستطيل الأسود مدفونة على سطح القمر وكانت ترسل موجات نحو كوكب المشترى تقرر أرسال رحلة أدمية لأحد قمور االمشترى وفى الفيلم أيضاً تمرد الكمبيوتر الزكى "هال" المتحكم بسفينة الفضاء لأفشال الرحلة... هذا بالطبع خيال هوليوود ولكن ذلك يذكرنا بالحقيقة بأنة سواء كان وجودنا نتيجة صدفة أو تصميم مباشر أو تصميم زكى أو تدخل من قوى زكية غامضة فوق قدرتنا على أدراكها فأننا لن نستطيع أن نعرف سر وجودنا بطريقة مقنعة علمياً.. وهذا ما كان يؤمن بة أينشتين, فأينشتين كان agnostic ولم يكن يؤمن بديانة معينة وأن كان لا يعارض وجود قوى خارقة, وربما كان ملحد ولكنه لم يريد أن يغضب الكثيرين الذين أعجبوا به ..

البعد الثالث
Sam -

الآلحاد شيء ليس بجديد وعلي مدي التاريخ ظهرت فلسفات تنادي بالإلحاد بطرق شتي. كانت منها الفلسفات التي تنادي بالإباحية كالفلسفة الابوقيرية والتي عادت في الظهور في العصر الحديث والتي كانت غايتها ان نأكل ونشرب لأننا غداً سنموت وهو الإلحاد المستتر الذي ينادي بإبعاد الله عن الصورة فلا يكون هناك حياة بعد الموت وبالتالي ليس هناك حساب. ومن الفلسفات التي ظهرت في العصر الحديث هي الوجودية والتي تتلخص في ان خير الا يوجد الله لكي أوجد انا وهو نتيجة كبرياء الانسان وتعاظم إلانا . في ستينات القرن الماضي كانت مصر ترسل مبعوثين الي روسيا للحصول علي درجة الدكتوراه. كانت روسيا في ذلك الوقت تشترط علي المبعوث دراسة الشيوعية في العام الاول وكانت بالطبع تشتمل علي مواد الحادية ويبدو انهم كانوا يقوموا بتدريسهم بطريقة غسيل المخ فعاد كثير منهم يحمل معه أفكار الإلحاد . الغريب ان استالين الذي فجر كنيسة عظيمة علي الهواء مباشرة وطلب من رئاسة الكنيسة قبل التفجير ان ينقلوا كل محتويات الكنيسة الي مكان ما خارجها وكان في تفكيره ان يقيم نصب تذكاري في مكان الكنيسة الا ان المكان ظل خاوياً سبعون عاماً حتي انقشعت الشيوعية من حكم روسيا وعادت الكنيسة الي مكانها الأصلي وبنفس التصميم القديم ومحتوياتها الأصلية . مشكلة الصراع بين بعض العلماء والكنيسة ان العلم لا يعترف بوجود الروح أصلاً لان الروح لا يمكن إخضاعها لتجارب معملية كما في حالة الجسد والمسيحية مبنية ١٠٠٪ علي الروح لا الجسد فالجسد تراب وسوف يعود للتراب. اما الروح فهي ابدية . ولذلك فان قضية النقاش مع مثل هؤلاء العلماء لايصل الي اي نتيجة. الشيء العجيب في موضوع إثبات الروح هو ليس بهذه الصعوبة التي يصورها بعض العلماء فاعمال السحر black magicاكبر دليل علي وجود ارواح ولكن ارواح شريرة وممكن إثباتها بطرق عملية ولكن لاأحد يجرء علي التكلم في هذا.كذلك تحضير الأرواح ولا احد يعترض علي الاحتفال بالهالوين مع انه عبادات شيطانية ويأخذونه نوع من اللهو . ابضاً الذين ماتوا للحظات او ساعات وعادوا الي الحياة وسجلوا كل ما رأوْا وسمعوا في أفلام تسجيلية ولا احد يهتم بهذا. آلاف من البشر عاشوا في البر والقداسة وتواصلوا مع عالم الروح من ملائكة وقديسين انتقلوا من هذا العالم ولكن كثيرين ينكرون ذلك. علماء الاثار والحفريات اثبتوا صحة كل ما جاء في الكتاب تاريخياً وجغرافيا وجيولجياًفلما