فضاء الرأي

8 شباط، عندما اغتيلت الثورة وآمالنا..

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&كنا في سجن بعقوبة المركزي عندما سمعنا من سماعة الراديو خبر سقوط النظام الملكي وقيام الجمهورية.. حاول مدير السجن كبت فرحتنا بقوله المتكرر.. لاتفرحوا..، فسيعود كل شيء لنصابه بفضل نوري السعيد. وانفتحت أبواب السجن ، وتتالت زيارات الأهل والرفاق لنا، ثم خرجنا على دفعات. وفي خارج السجن وبعد أيام سمعنا نبأ اعتقال وقتل نوري السعيد بطريقة مقززة ووحشية، بعد مذبحة العائلة المالكة التي تمثل لطخة في جبين الثورة. وتسممت أجواء الفرح والانطلاق بممارسات السحل في الشوارع وتصفية الحسابات حتى الشخصية. وكتب شيوعي طيب في الصحف: السحل ابتكار ثوري ، جدير بالاقتداء. وسرعان ما تصدعت العلاقات الوطنية بفعل خروج البعثيين والناصريين عن ميثاق جبهة الاتحاد الوطني، بدعوتهم الى الوحدة الاندماجية الفورية مع العربية المتحدة. وتحولت الخلافات الى صدامات قومانية-شيوعية، واندلعت أحداث الموصل وكركوك المأساوية برغم كل تلك الأجواء العاصفة، استطاعت الثورة بزعامة عبد الكريم قاسم تحقيق انجازات كبرى، وبرغم قلة الموارد النفطية. لقد تم بناء مدينة الثورة للكادحين وتوسعت بغداد ووتيرة العمران على نطاق العراق. واستردت الثورة حقوقا نفطية وخرجت من حلف بغداد وقام الزعيم قاسم بتوزير وزيرة شيوعية. وكان توزير امرأة هو الأول من نوعه في الدول العربية. وسن الزعيم القانون المدني للأحوال الشخصية، الذي ضمن مساواة الجنسين، والذي سارعت المرجعية الدينية الشيعية الى شجبه، ومعاداة قاسم واليسار الذي كان يؤيده.. كما ان حزب الدعوة الذي نشأ سرا كان يتعاون ضد الثورة مع الحزب الإسلامي الاخواني.في فترة 59-60 تمت منجزات كبرى بفضل شخصية عبد الكريم قاسم، وحبه العارم للعراق وللشعب العراقي، ولا سيما للطبقات المسحوقة. ولكن الرياح لم تجر بما تشتهيه السفن. فبعد أحداث كركوك توترت العلاقات مع اليسار الشيوعي، وخرجت الوزيرة، المرحومة نزيهة الدليمي من الوزارة وتتالت عمليات اغتيال الشيوعيين في بغداد والموصل. وتعرض قاسم لمحاولة اغتيال بعثي، وانزلقت الحركة الكردية الى صدام مسلح مع النظام الجديد، في خطأ تاريخي ، اعترف به قادة أكراد فيما بعد. وخلال ذلك تفاقمت دسائس ومؤامرات البعث وعبد الناصر وايران الشاه وشركات النفط والولايات المتحدة، وبعض دول الجوار، بينما كان قاسم يمارس سياسة التساهل مع متآمرين معروفين ومكشوفين. وفي 8 شباط تم تنفيذ الانقلاب الدموي، البعثي &- الناصري، وكان الضحية الأولى الطيار الشهيد جلال الاوقاتي، الذي كان جارنا.. وتم اعتقال المئات وقتلهم تحت التعذيب الوحشي، وكانوا من خيرة أحرار العراق والمناضلين من اجل الحرية والديمقراطية. وكان اغتيال الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم أمام عدسات التلفزة ، المثال الأبرز لمدى خسة وجبن ووحشية الانقلابين، الذين لم يرف لهم جفن وهم يقتلون بنذالة زعيما كان العراق كل ما يفكر به، وكان مثالاً للنزاهة ونكران الذات. بالعكس ممن جاؤا بعده ولا سيما في المرحلة الحالية.لقد اغتيلت الآمال مع اغتيال الثورة وزعيمها. ولو نظرنا الى الوراء، لكان بالإمكان في نظري، استخلاص التالي:1- كان مستوى القيادات السياسية على اختلافها دون ما كان مطلوبا منها.2- لعب الصدام الشيوعي- البعثي دوراً تدميريا كبيراً.3- اليسار من جانبه لم يراع الظروف والملابسات الداخلية والإقليمية والدولية، ولا سيما حينما طالب في الشوارع بتمثيل الحزب الشيوعي في الحكم تحت هتاف: حزب شيوعي في الحكم مطلب عظيم. وكان ذلك قبل توزير الدليمي، كان اليسار مستعجلاً . وقد انتقد الحزب الشيوعي نفسه في فترة ما على تشدده في المطالب، وتصرفاته وكأنه الوصي الأوحد على الثورة.4- كان العامل الأكبر لانحدار الثورة ، تكالب الأعداء الخارجيين والداخليين، وأيضا تساهل الزعيم أحيانا عندما كان الوضع يتطلب الحزم.مهما يكن، فان ثورة 14 تموز صفحة ناصعة في حياة وتاريخ العراق، فمجدا لها ولزعيمها ، وتحية لذكرى شهدائها الأبرار.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ويعد شهر 8اذار!
زبير عبدلله -

ماقلته في العراق,وماذا ستقوله عن 8اذار البعثيةالسورية ,صدر في التاريخ الذي ذكرته, كتاب لرئيس المخابرات الامريكية وقتها, وطبعا لضرورات الامن القومي, تعرض للغربلة, يقول نحن اتينا بحسن الزعيم الى الرئاسة, لكن بعدها عندما كان يدخل اليه سفيرنا لم يحرك رجله من فوق بعضه....ويستممر في القول اذا عدنا الى سوريا سنعمل على استمرارية الحكم واستقراره...وهذا ما تم و لايزال الحكم مستقرا وقد ازيلت سوريا عن الخارطة لكن الحكم باق ,.الحزب الشيوعي السوري ساهم وبشكل فعال على استقرار حكم الاسد ...وااصبح خالد بكداش من العرب المستعربة (هذا ما قاله, في لقائه مع الاسد الاب) ,وبقي مؤيدا وداعما, الى ان مات على فراشه (مقتبس) ,بينما الحزب الشيوعي تفتت الى خمسة احزاب, .....وورثة الحزب في موسكو الاان يرقصون على انغام بوتين, وهم يشيعون الشعب السوري الى مثواه الاخير..قال صدام ان الحزب الشيوعي يريد ان يحتويني, مثل ما احتوى الكوبي كاسترو,والباقي تعرف اكثر مني..الوضع في تلك الايام , في العراق كان يسير على خطى البعث السوري, واعتقد ان قاسم اننقلب على الامريكيين مثلما عمله حسني الزعيم(قتله الحناووي) ,وقتل الاخير على يدي هرشو, بخذها ودمدم من مسدسه رصاص....على الجميع ان يجمعوا قواهم, ويفكروا في المستقبل, وهل هناك نقاط احتكاك بين مكونات الشرق الاوسط, وهل بالامكان تحويل هذا الاحتكاك الى ملمس ناعم...تشعر بالارتخاء بدل النرفزة..!

تصحيح
ن ف -

يجب أن نُسمّي الأشياء بمسمياتها. ما قام به عبد الكريم قاسم عام 1958 لم يكن ثورة إنما هو إنقلاب دموي.

لو كنت ناسي--افكرك؟
باسم زنكنه -

اود ان اضيف كخامسا ---ان تخاذل الذين ادعو المبدئيه وحاولو اظهار انفسهم كجيفارا عراقي , انهارو يوم اعتقالهم ودخولهم الى الهيئه التحقيقيه في قصر النهايه في شهر شباط عام 1969 وتوسلو ناظم كزار واعضاء الهيئه ان لايتم اذيتهم ولو ب (راشدي) اي كف اوصفعه --فسلمو اسماء رفاقهم في التنظيم للسلطه --فكرمكم صدام بمنصب مدير عام في اليونسكو ياسيدي الكاتب

تموز كانت ثورة
شلال مهدي الجبوري -

ثورة 14 تموز الخالدة كانت ثورة وبدليل التف الشعب حولها في اليوم الاول وخرج الملايين بارادتهم وكل ثورة حقيقية لها مباديء اساسية وهي التحول الجذري في العلاقات الانتاجية والاجتماعية . النظام الملكي كان نظاما اقطاعيا يقوده ملك مستورد وضباط من بقايا الجندرمة العثمانين وجلهم من الاتراك المستعربين الذي طردتهم فرنسا والشعب السوري وفرضتهم بريطانيا على العراق. 14 تموز كانت ثورة البرجوزية الوطنية التي اطاحت بالنظام الملكي الاقطاعي والعشائري واحلت محله علاقات الانتاج البرجوازية . لو لم تكن ثورة تموز قد نجحت بقيادة الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم فان عملية التغير كانت قادمة لامحال لان النظام رفض التغير والاصلاح مما حدى بالضباط الشرفاء بالقيام بعملية التغير والتي لاقت قبولا عارمة . الثورة قامت بتحولات جذرية في بنية المجتمع العراقي وعلاقاته الاقتصادية ومن اهمها قانون الاصلاح الزراعي الذي اطاح بالعلاقات الانتاجية الاقطاعية وتم بناء المدارس والجامعات والمستشفيات وبناء مدينة الفقراء مدينة الثورة وازدهر العمران وكادت تنعدم البطالة وتحسنت معيشة الناس وبالذات الفقراء وشمل العمران والبناء كل مناحي الحياة بالرغم من الموارد المحدودة . الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم كان رجلا زاهدا استشهد ولم يملك في حسابه الا دينار ونصف في جيبه وهذا ماقاله احد اقطاب البعث والذي لازال حيا يرزق وهو حسن العلوي. ولو كتب للثورة ان تستمر لخرج العراق من بلدان العالم الثالث في بداية السبعينات ولكان اليوم العراق من الدول المتطورة. ولكن هذه الثورة هزت دول الغرب وبالذات امريكا وبريطانيا في منطقة كانت تعتبر دول محمية تابعة لها ولذلك تامرت تلك الدول واستخدمت ادواتها من الخونة من البعثين والقومجية العرب وجلهم ليسوا عربا وانما كانوا من بقايا الاتراك المستعربين الذين زايدوا على العرب في عروبتهم باللظافة الى تحالف الدكتاتور جمال عبدالناصر وتعاونه مع الامريكان ضد الثورة والتحالف مع بقايا رجالت النظام الملكي وكل القوى الرجعية التي تضررت من الثورة والدول الاقليمية الرجعية واجهضت الثورة ومنذ ذلك الوقت والى اليوم العراق يعاني من التدمير والخراب . ستبقى ثورة تموز خالدة في ضمير كل عراقي ووطني وشريف

لا تقبل شهادتك
عامر -

خالف شروط النشر

نعم لكل ما كتبت
اثير -

أخ شلال ما كتبت نابع من قلب طاهر ونقي وصادق بارك الله بك و بامثالك الذين هم اليوم اندر من الدر. .