فضاء الرأي

الإستفتاء الشعبي أداة من أدوات الديمقراطية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&المقصود بالاستفتاء الشعبي من الناحية الاصطلاحية، هو عرض موضوع معين - أثار او يثير جدلا شعبيا بين القبول والرفض &- على الشعب ليقول رأيه فيه. وعليه يعد الاستفتاء الشعبي مظهر من اهم مظاهر الديمقراطية شبه المباشرة، إذ تتجلى مشاركة الشعب في شؤون الحكم بصورة واضحة في هذا المظهر. كما ان لهذا النظام اهمية حقيقية لدى افراد الشعب، كونه يشعرهم بأهمية دورهم في رسم المنهج السياسي لدولتهم.كما انه يعد الدافع الاساسي الذي يسهم في تنمية قدرات وكفاءات المواطنين، لأنه يتطلب ان يكون افراد الشعب المستفتي قد وصل الى درجة عالية من الوعي السياسي، إذ ان اي استفتاء لا يمكن ان يحقق الغرض الرئيسي له إلا بقيامه في جو ديمقراطي. كما ان القيمة الحقيقية للاستفتاء لا تظهر جليا إلا حين يفهم بوضوح كل من يدلي بصوته الهدف من موضوع الاستفتاء حتى يستطيع ان يقرر الرفض او القبول. اما اذا وافق المواطنين او رفضوا من دون معرفة تامة بالموضوع، فإن ذلك يؤكد على ان هذا الإجراء يمثل مظهرا بلا جوهر، ولا فائدة ترجى منه بل هو مجرد إضفاء صفة الشرعية على ذلك الموضوع.وفي هذه العجالة سنذكر بعض الاستفتاءات التي جرت حديثا في بعض الدول الأوروبية:في يوم الخميس، 18 سبتمبر 2014م، جرى إستفتاء في اسكتلندا حول بقاءها او انفصالها عن المملكة المتحدة (بريطانيا)، حيث صوت اكثر من 55% من الاسكتلنديين على البقاء ضمن المملكة المتحدة. وبهذه النتيجة إستمرت اسكتلندا ضمن الاتحاد الذي جمعها مع بريطانيا لأكثر من 300 عام، مقابل حصول البرلمان الاسكتلندي على صلاحيات اوسع خاصة فيما يتصل بالضرائب والانفاق العام. هذا الاستفتاء مكن الحكومة البريطانية من إحتواء نزعة الانفصال لدى الاسكتلنديين عبر عملية سياسية ديمقراطية.وفي اليونان، جرى استفتاء يوم الاحد، 5 يوليو 2015م، حول الخطة الدولية لإنقاذ اليونان من ازمتها المالية، وقد رفض الناخبون &- البالغ عددهم اكثر من تسعة ملايين شخص &- الخطة بنسبة 61.21%، بينما ايدها 38.74%. وكان الاستفتاء حول خطة اصلاحات اقتصادية اقترحتها الجهات الدائنة لليونان، وهي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي. تشترط خطة الاصلاحات على الحكومة اليونانية تبني اصلاحات وتدابير جديدة للتوفير والتقشف، لكن حكومة أثينا رفضت تلك الخطة لصعوبة آثارها الاجتماعية، حيث انخفض متوسط دخل الفرد بأكثر من ثلاثة آلاف يورو، وارتفعت نسبة البطالة حوالي أربعة اضعاف لتصل الى 27.5% في عام 2013م.جاء الاستفتاء المذكور بعد خمسة اشهر من المباحثات بين الجهات الدائنة والحكومة اليونانية الجديدة التي شكلها في نهاية شهر يناير 2015م حزب سيريزا اليساري بزعامة "ألكسيس تسييراس" مع حزب اليونانيون المستقلون اليميني. وجاء الرفض من قبل الفئة الشابة التي رأت في الخطة التي طرحتها الجهات الدائنة بمثابة هيمنة أوروبية على بلادهم.ومؤخرا هدد رئيس الورزاء البريطاني "ديفيد كاميرون" بإنسحاب بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي ما لم تمنح بريطانيا هامشا من الحرية في تطبيق القواعد المصرفية والسوقية. وفي اجتماع قمة للإتحاد الأوروبي إستمر ليومين، تم خلالها الموافقة على مطالب بريطانيا المتعلقة بشروط الهجرة والسيادة والحوكمة الاقتصادية والقدرة التنافسية، أعلن بعدها "ديفيد كاميرون" يوم 23 يونيو القادم موعدا لإجراء الإستفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي بـ "نعم" او "لا".في الدول الديمقراطية الحقيقية التي تحترم شعوبها، لا تجرأ حكومات هذه الدول على اتخاذ قرارات فردية حول المواضيع التي تمس حياة المواطنين أو تمس بمستقبل وأمن البلاد، وكثيرا ما تجرى الاستفتاءات حول هذه المواضيع ويكون القرار بشأنها للأغلبية.اما في العالم الثالث (والذي من ضمنه العالم العربي)، فمن النادر ان تسمع عن إجراء إستفتاء حول موضوع معين، وإن تم مثل هذا الاستفتاء فالنتيجة محسومة لصالح النظام الحاكم. لا زلت أتذكر الاستفتاء الذي جرى في احدى الدول العربية بداية الألفية الثالثة، حيث كان موضوع الاستفتاء يتعلق بالمستقبل السياسي لهذا البلد، وقد صوت المواطنون لصالح الموضوع بنسبة عالية تجاوزت الـ 80%.&وعندما بدأ التنفيذ او التطبيق الفعلي للموضوع المستفتى عليه، تفاجأ المواطنون ان السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية التي من المفروض ان تكون مستقلة عن بعضها البعض &- كما في الديمقراطيات العريقة - اصبحت متركزة في يد السلطة الحاكمة. السبب كان الغموض وعدم الوضوح المتعمد ين في مسودة الموضوع المستفتى بشأنه، وكذلك ضعف مستوى الوعي السياسي لدى الشعب، رغم تحذير بعض الأشخاص الذين يتمتمعون بوعي سياسي عالي، حيث طالبوا السلطة الحاكمة بتوضيح الغموض المرتبط ببعض المواد الرئيسية والمهمة، ولكن لم يكن هناك من مجيب.&آخر الكلام: لعل تجربة اسكتلندا يمكن ان تكون مفيدة لبعض الحكومات العربية، عند بحث مطالبة البعض في منطقتنا بالانفصال، مثل أكراد العراق، والحراك الجنوبي في اليمن.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ندرك معنئ الاستفتاء
الباتيفي -

ان اغلب شعب كوردستان يدركون معنئ التصويت بنعم للانفصال في حال تم الاستفتاء عليه انما هو رساله للعالم ولدول المحتله اننا شعب يتوق الئ الحريه ولن ننال حريتنا مادام اناس يكنون لنا الكره والحقد يقررون مصيرنا في بغداد او انقره او طهران ودمشق نعم بريطانيا كسبت اصوات الا سكتلندين ولكن هل تقارن معامله الانكليز لبقيه الاقوام كمعامله العرب والفرس والترك للكورد يعني هذا اجحاف فالبريطاني يحترم حقوق الاخرين ويطبق القانون دون عنصريه ويفي بوعده ولا يرسل الئ اسكتلندا الدبابات والقنابل والاسلحه الكيمياويه ولا يبيد شعب عن بكره ابيه ولا يحرق عشرات الالوف من قرائ ومدن ولا يهجر ملايين الناس من مناطقهم ولا يستعرب او يفرس او تتريك للاراضي والناس فكيف يستقل الاسكتلندي او الويلزي او الايرلندي عن انكلترا ولو يفعل الانكليزي ما يفعله المالكي او خامنئي او بشار او اردوغان ضد الاسكتلندي من عدائيه وحصار وقتل وحرق وظلم واعتقالات وقصف وحشي واعدامات دون وجه حق فتاكد يا سيدي الكاتب بان 99 بالمائه من الاسكتلنديون سوف يصوتون بنعم للاستقلال والانفصال عن انكلترا وكل اوربا والعالم اجمعه ان ساندو الظالم والمعتدي ان لكل فعل رد فعل الانكليزي يرحم ويساعد ويبني ويحترم ويحب بقيه الناس ممن يعيشون معه اما في تركيا والعراق وايران وسوريا فمجرد رفع علم يرمز لشعب تعداده 40 مليون وربما اكثر فهذه جريمه وخيانه عضمئ هل تعلم ان التكلم بالكورديه في انقره وبغداد ودمشق وطهران قد تكون تهمه وسبب كافي لاعتقالك وظربك وشتمك في العلن وامام الملئ ودون حياء او خجل والامس شاهده في الفيسبوك فيديو للعنصرين اتراك يتهجمون علئ مراسل تلفزيون روداو الكورديه وامام عشرات افراد الشرطه في انقره لانه كان يخطي الحدث باللغه الكورديه ولم يحرك الشرطي ساكنا انه القانون البغيض انها المعامله السيئه انه الحقد القومي يا سيدي يدفع كل كوردي او غيره ممن يعيشون تحت رحمه هذه المخلوقات الغير البشريه للاستقلال ولو كلفنا الكثير الحريه شئ لا يقدره الا من يعيش تحت ظلم الاتراك والعرب والفرس ولو ذهبت الئ انقره وادعيت مجرد ادعاء بانك كوردي فسوف تلاقي الويلات من شتم واعتداء وغيره من الافعال المشينه والعنصريه وعندها سوف تاتي الئ اقليم كوردستان وتطالب ليل نهار بالاستقلال عن تلك الجماعات الارهابيه وللا انسانيهوالئ الابد ولا تريد حتئ علاقات تجاريه او دبلوماسيه معهم نعم سيد

اتفق تماما مع تعليق 1
فول على طول -

أتفق تماما مع ما جاء فى تعليق رقم 1 للسيد الباتيفى - الذى يشتمنا دائما - مع أننا نذكر لة الحقائق من كتبهم ولا نأتى بأشياء من عندنا ...ما علينا ونعود للمقال . هل تعتقد يا استاذ حسن العطار - كاتب المقال - أن كلام الباتيفى مخالف للحقيقة أم واقعى جدا ؟ هل لك أن تكتب للمؤمنين وتعرفهم أن العدل هو اسم من أسماء اللة الحسنى وأن العدل بين البشر والمساواة التامة هى الطريق الوحيد لاستقرار الدول ؟ هل تعرف ما تفعلة حكومات المؤمنين مع الأقليات حتى تاريخة ..؟ ...والذين أصبحوا أقليات بفضل أفعال المؤمنين وتعاليم الدين الأعلى مع أنهم أصحاب البلاد الأصلاء ؟ هل يمكن انقاذ البقية الباقية من الأوطان لو اتجهنا الى العدل منهاجا أم ستظل الأمور على ما هى علية وتتبدد الأوطان ؟ على فكرة فان الأقليات لن تخسر أكثر مما خسرتة وأعتقد أن الدور عليكم وهذا لا تخطئة عين .بالطبع هذة ليست أمنية ولكن واقع ومع ذلك لا ترونة ..ان كان فى العمر بقية سوف تقضون على أنفسكم أولا وعلى الأوطان ثانيا ولا عزاء للعرب أو الدين الأعلى سوف تصبحون أثرا بعد عين .

استفتاء ال ٩٩٠٩٪‏
صوت الحق -

اي استفتاء تطلبه سيدي في دول دكتاتورية وتاريخنا كله يتحدث عن البيعة لولي الامر ولو كانوا خمسة أفراد ؟ كيف تريد من الشعوب الاستفتاء على من يحكمهم ؟ هل سيبقى حاكم واحد لو التزمنا بنتائج الاستفتاء ؟ وللكردي أقول ان سكوتلاندا لم تحمل السلاح لقتل الإنجليز ولم تتآمر مع كل أعدائهم لتدمير إنكلترا ولم تغتصب أراضي غيرها وتطرد سكانها ولم تأوي كل خارج على قانون إنكلترا في فنادقها وتفتح له كل القنوات ليفجر في أسواق ومدارس الأبرياء من الإنكليز ولم تفتح حدودها لجيوش دول اجنبية ولم تطلب مناصرة من قصف شعبها بالكيماوي ليبقى حكامها على مقاعدهم ولم تبيع النفط بدون علم لندن لإسرائيل وغيرها وتضع امواله في حسابات حاكم سكوتلندا ولم تطلب من الانجليزي فيزا وكفيل ليزور ادنبرة ولم تدخل الدواعش وتصرح انها ليس يعنيها من يحكم الموصل ما دام بعيدا عن اربيل ، ثم أنكم لاتحتاجون استفتاء فالعراق على الأقل سيرقص فور إعلانكم عنه ولكن خوفكم من الآلاف من القتلى في حربكم الأهلية القادمة وانشطاركم الى ٣ دول فقط في الإقليم وأخيراً حاكم اسكوتلندا غير منتهي الصلاحية ويغلقون الطرق بوجه كل من لايزيد ان تحكمه عائلة فاسدة ، العراقيون يقولونها على روؤس الأشهاد ولكل العالم ،اذهبوا فأنتم الطلقاء فما المطلوب اكثر منا؟