فضاء الرأي

الطائفية السنية – الشيعية وأعاصير السياسة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&أورد مقال مهم في (الحياة) نشر مؤخرا، تحليل اوباما مؤخرا لما يجري في المنطقة العربية، ومفاده ان كل هذه الأزمات المعاصرة تعود الى صراع يمتد الى نحو الف عام مضى، قاصدا انه صراع سني- شيعي... هذا التحليل المربك يقصد به ، فيما أرى ، استبعاد أية مسؤولية لسياسات اوباما والدول الأخرى في هذه الأزمات، وتبرير العجز عن المساهمة في تقديم الحلول البناءة والسلمية لها...&

ان من يرجع الى الانشقاق في الإسلام بين التشيع والتسنن لا يمكن ان يفوته ان الأصل كان صراعا على السلطة، من أولى بالخلافة، الإمام الحسين، سليل الرسول ، ام يزيد ابن معاوية.... وقد جرى استغلال الانقسام سياسيا من عهد لعهد، ومن مكان لمكان بعد ان ولد التشيع في العراق... وكانت رسالة الحسين إحقاق العدالة بين الناس بإقامة خلافة تساوي بينهم وتعدل .. أي ولد التشيع كحركة ثورية ضد الظلم واجتثاث الآخرين.. وقد استغل العباسيون عنوان التشيع للإطاحة بالدولة الأموية ، واستثمر كل من الإمبراطورية الصفوية و الإمبراطورية العثمانية مذهبة الرسمي لإمرار وتبرير الحروب بينهما ، في السعي للهيمنة على المنطقة ، وكان صراعهما على أشده في العراق. ويرى المفكر والباحث الدكتور علي الوردي ان الصفويين سلبوا ونزعوا من التشيع روحة الثورية وحولوه الى مذهب رسمي للدولة كسواه.. ان تحليل اوباما ليس حكرا عليه، ففي الغرب والدول العربية &ثمة محللون ينحون المنحى نفسه. وهنا لابد من إبداء المعطيات والملاحظات التالية:بشر حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان في مصر بمشروع للتقارب بين المذهبين.. فهو كان يضع الغايات السياسية قبل كل شيء- أي الوصول للسلطة على النطاقين العربي والإسلامي. وحين قفز الخميني الى السلطة، بادرت أممية الإخوان المسلمين بإرسال وفد كبير للتهنئة ولمبايعة الخميني كأحد أئمة المسلمين الكبار. اما الخميني فجاء بنظرية( ولاية الفقيه) وقد استوحى ذلك من نظرية المودودي وسيد قطب (حاكمية الله). اما الخميني فجاء بـ (حاكمية الإمام الغائب) ونائبه الإمام الخميني.. ولم يكتم ، واعلن ذلك على لسان ولده وبحضوره ، ان (الثورة الإسلامية) الإيرانية تستهدف انتشارها خارجا، أي مبدأ تصدير الثورة. وللوصول لذلك يمكن الاستعانة بأي طرف كان ولو كان سنيا متطرفا.. وعندما سقطت دولة طالبان هرع أكثر من 100من كوادر وقيادات القاعدة(السلفية التكفيرية المتطرفة) للجوء الى ايران بالذات ، التي كرمتهم وحمتهم ، ثم راحت تستخدمهم في العراق (عبر سوريا) بعد سقوط صدام . وعام 2005 صدر في ايران نفسها كتاب (إدارة التوحش) المنسوب الى (سيف العدل) (ضابط مصري سابق ومن زعماء القاعدة) وهو الكتاب الذي صار اليوم دستور داعش. ورغم التباين الحاد في الانتماء المذهبي، فانه لا القاعدة ولا داعش نفذ أية عملية إرهابية في ايران او ضد مصالحها خارجا. وحين تدعي ايران زعامة الشيعة، فإنها هي من تعامل بروح وأساليب عنصرية مع مئات الآلاف من شيعة العراق (أكراد فيلية وعربا)، الذين نفاهم صدام بكل قسوة الى ايران، بروح وأساليب عنصرية فاضحة. ومن اجل إشعال حرب مذهبية في العراق، فان فيلق القدس لم يتردد عن تنفيذ تفجيرات في مراقد سامراء الشيعة والتعاون في ذلك مع القاعدة وهو ما كشفه الجنرال الأمريكي كيسي(قائد القوات الأمريكية في العراق حتى 2006) في كل من باريس والولايات المتحدة. وفي السعودية سلفية قوية ، ولكن ذلك لا يمنع داعش من تنفيذ عمليات إرهابية هناك. والسلفية السعودية لم تحل عائق أمام تصدي السعودية للإخوان في مصر وذلك بدعم ثورة الشعب المصري ضد حكم الإخوان ، وذلك على الضد من الموقف الأمريكي الداعم للإخوان في مصر.. وداعش السني المتطرف يهادن في اليمن الحوثيين الشيعة ، وينفذ تفجيرات ضد الجيش الوطني الشرعي( السني) وقد هرعت مليشيات العراق ، ذات الولاء الخارجي الى الحرب مع بشار الاسد تحت ستار حماية ضريح السيدة زينب، وهذا ما فعله حزب الله اللبناني أيضا &- علما بان القرار سياسي، ايراني لا مذهبي ، وعلما بان العلويين السوريين لا يحسبون على الشيعة الأمامية المنتشرة في ايران والعراق. ومما يمكن إيراده أيضا ، ان سنوات العهد الأخيرة لنظام صدام شهدت انتهاكات ضد المراسيم الدينية الشيعية وعدد من رجال الدين الشيعة، ولكن النظام نفسه اخترع لصدام شجرة نسب تمتد الى الإمام الحسين، فكانت صحفه تسميه بـ (حفيد الإمام الحسين)وفي هذه السياسات تتغير التحالفات والخصومات حسب المصالح والغايات &السياسية ، فالعدو يصبح صديقا مؤقتا، وبالعكس. والخمينية مثلا لم تجد مانعا ما ان تستقي من كتب سيد قطب رائد الجهاد الدموي التكفيري، وبحيث ان يقوم خامنئي نفسه بترجمة بعض كتبه.هذه بعض الملاحظات التي يمكن إيرادها عن الموضوع ، وهو يتسع للمزيد ، كما يتسع لمزيد من النقاش والسجال. وخلاصة ما أوردناه ان الصراع المذهبي هو في الأصل سياسي، ولا يزال يستغل سياسيا.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كفاكم
فول على طول -

أول المقال تجد الكاتب يتهم اوباما - أو امريكا أو الغرب ضمنيا - بأنهم سبب البلاء فى بلاد الذين امنوا ...يعنى التبرير من أول جملة فى المقال وعليك أن تكيف نفسك على هذا الطرح الذى جاء فى أول المقال . الفقرة الثانية تقول أن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف سياسي وعلى السلطة فى المقال الأول ...أفادك اللة يا سيدنا الكاتب ...انت نسيت أن الاسلام كلة سلطة أى سياسي أى دنيا - أو دنيا ودين على أفضل التقديرات -...طيب اذن اسباب النزاع بين السنة والشيعة ليس بسبب اوباما ولا يسياستة ..والحقيقة أن اوباما أول مرة يقول كلاما جادا . واتفاق القاعدة مع الشيعة أحيانا أو اتفاق سيد قطب مع الخومينى أحيانا أو اتفاق حسن البنا مع الصدر أحيانا كل هذا يؤكد أن الاسلام سياسة فى المقام الأول .

الاسلام السياسي
صناعة أمريكية غربية -

!في العقود الأربعة المنصرمة وقع حدثان هائلان هزا المنطقة والعالم، وأنتجا بتداعياتهما المعقدة أخطر ظاهرة، وهي التطرف على نطاق شعبي واسع، بعد أن كان التطرف يأخذ طابع الانقلابات العسكرية!الحدث الأول كان الثورة الانفعالية المتسرعة للشيوعيين في أفغانستان، والثاني ثورة الإيرانيين ضد الشاه!أخذُ الشيوعيين للسلطة في أفغانستان عدها غلاة الإسلاميين تهديدا للإسلام؛ وعدتها أمريكا تحد سوفيتي لمصالحها في الخليج، فتوحد الإسلاميون والأمريكان لمواجهتها بحرب: خرجت من رحمها القاعدة، وبن لادن، الذي بعد أن ساعدهم بإسقاط الشيوعية في أفغانستان ألقوه جانبا كمنديل ورقي مستعمل، ولم ينل لا هو ولا الإسلاميون شيئا مما وعدتهم به أمريكا لقاء دحر الشيوعيين، فكان أن نهضت من تحت المنديل القذر طائرات رهيبة ضربت قلب أمريكا، وعصابات ذئاب مسعورة تنهش الناس في كل مكان!نسقت أمريكا وفرنسا بانتزاع الثورة الإيرانية من أيدي اللبراليين والعلمانيين وإعطائها للخميني؛ ليقف محتويا بعباءته ملايين الأتباع بوجه الشيوعية المنفلتة شرقا! فشنق قادة الشيوعيين واللبراليين، وأيقظ في الشيعة المعروفين بانطوائهم على أحزانهم الحسينية شهوة السلطة، وكانوا يحرمونها بغيبة أمامهم الغائب، ونزعةللتطرف مضمرة ومعلنة، ووضعهم في مواجهة السنة أشقائهم في القومية أو الدين ليحاربوا حتى في الأرض البعيدة خلف واجهة المذهب من أجل مطامح دولته في التوسع؛ حتى وصل نفوذها اليوم إلى شواطئ المتوسط، وراحت تتفاخر أنها تمتلك الآن بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وتنشد المزيد!كثير من الناس على بساطة مداركهم يعرفون بوعي كامل أو بإحساس غامض، أن أمريكا والغرب صنعوا الإسلام السياسي، بكل مخالبه الدموية ليحاربوا به الشيوعيين وحتى العلمانيين واللبراليين المفترض أنهم حلفاءهم الحضاريون، وشقوا المسلمين سنة وشيعة ليفتتوهم إلى قطع صغيرة فيسهل ابتلاعهم!السنة الذين يشكلون أكثر من 90% من المسلمين في العالم، يشعرون اليوم أنهم الآن مستهدفون في عقر دارهم، من قادة جدد للطائفة الأخرى يمتلكون صواريخ عابرة، وعشرات الفضائيات تلعن وتشتم رموزهم الدينية،وتشمت بهزيمتهم وخسارتهم!في أذهان الكثيرين من السنة أن أعداءهم الطائفيين هم صنيعة أمريكا والغرب، ألم يسلموا الخميني السلطة عام 1979؟ ألم يسلموا العراق لطهران عام 2003؟ ألم يلعبوا بمكر وخبث على مأساة الشعب السوري مكتفين بإدانات لفظية، وحتى حي

..............
.............. -

الحقيقة ان فول ما عندوش حاجه يروجها غير الكراهية !

قتله الايرانيون
مجيد -

‏نادر قاضي بور عضو مجلس الشورى الإيراني يتفاخر بقتله 700 أسير عراقي أثناء حرب إيران على العراق. من المحتمل أن أخي مجيد الشيعي من ضمن هؤلاء المغدورين