فضاء الرأي

حراك الملك سلمان في المنطقة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الحراك الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، هذه الأيام في منطقة الشرق الأوسط &ابتداء من زيارته لمصر التي استغرقت 5 أيام (وهي زيارة غير مسبوقة) والنتائج الكبيرة التي ترتبت عليها على الصعيد بين البلدين ، ثم زيارته إلى تركيا والتي ستستغرق 5 أيام ؛ يعتبر حراكا استراتيجيا بالغ الدلالة &، سواء من حيث الدول التي توجه إليها ، أو من حيث التوقيت ، أو من حيث النتائج التي تمخضت &والتي ستتمخض عنه مستقبلا. &ففي مصر دلت الأماكن التي توجه إليها الملك سلمان ، أو الشخصيات التي قابلها ، أو المجالات التي تم الاتفاق عليها ، أو الاتفاقيات التي أعلن عنها ؛ كزيارته للبرلمان المصري ، وزيارته للأزهر، ولقائه ببابا الأقباط المصريين البابا تواضروس ، أو الاتفاقيات ذات الطابع الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي ؛ كلها يمكن أن تدلنا على تحولات كبيرة تحدث في المنطقة من أجل العرب ، انطلاقا من مصر. ففي مصر هناك الكثير مما يمكن للمملكة العربية أن تشترك فيه معا ، حيث بدا واضحا اليوم أن المملكة ومصر هما أهم بلدين من بلدان الشرق الأوسط العربية بعد أن تداعت الكثير من الكيانات العربية في هذه المنطقة ، سواء في المشرق العربي (سورية والعراق لبنان) أم في اليمن أم في غيره .&لقد كانت زيارة الملك سلمان إلى مصر مقاربة جديدة للمملكة قطعت كل التكهنات التي كان يشيعها البعض عن العلاقة بين البلدين ، كما كشفت في كل تفاصيلها أن ما تم في الأيام الخمسة للملك سلمان في مصر هو بمثابة إحياء جديد وكبير للدور العربي انطلاقا من مصر ، وتأكيدا لتلك المقولة الإستراتيجية : أن قوة العرب في مصر وقوة مصر في العرب.&إن المشروعات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية التي انعكست من خلال اتفاقيات عديدة بين مصر والمملكة خلال الزيارة ، تدل بوضوح على أن هاجس المملكة ومصر اليوم مرتبط ارتباطا قويا بالتفكير الجاد في البحث عن كافة وسائل امتلاك القوة الذاتية بين البلدين العربيين الكبيرين كإستراتيجية وحيدة لمواجهة تحديات ما بعد الاتفاق النووي بين إيران والغرب ، وكذلك لسد الفجوات الكثيرة في تناقضات المنطقة والوقوف أمام &خطر الإرهاب الذي يتهددها، ليس فقط عبر القوة المادية والأمنية والعسكرية ، وإنما كذلك بتجفيف ينابيعه عبر أعمار منطقة سيناء وبناء بنيات حضرية ومشاريع اقتصادية فعالة تجلب الاستقرار وتطرد الإرهاب ، من خلال إيحاء المنطقة ومد خطوط مواصلات حية عابرة للحدود كمشروع الجسر الضخم بين المملكة ومصر في تلك المنطقة.&لقد دلت هذه الزيارة التاريخية للملك سلمان إلى مصر بجلاء &لا لبس فيه إلى ضرورة سرعة التحرك في المنطقة وقطع الطريق على المخاطر والتهديدات الداخلية والخارجية للعرب ، سواء عبر تهديد الإرهاب في الداخل والخارج ، أو ضد النفوذ الإيراني الذي يحتاج إلى تنسيق عربي مشترك بين أقوى دولتين عربيتين في الشرق الأوسط اليوم.&في تركيا ، كانت زيارة الملك سلمان أيضا زيارة استثنائية ؛ فالملك سلمان توجه مباشرة من مصر إلى تركيا دون العودة إلى الرياض ، في محاولة واضحة لتأكيد أهمية الزيارة وتوقيتها .لقد استبق الملك سلمان بوصوله إلى تركيا مبكرا ، انعقاد الدورة الثالثة عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي ستنتهي أعمالها في يومي 14 ــ 15 من شهر أبريل الجاري ليمهد بتلك الزيارة التي ستمتد على مدى 5 أيام ، للعديد من التفاهمات والترتيبات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيال الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية بين تركيا والمملكة والتي يأتي على رأسها الملف السوري ، وملف مكافحة الإرهاب ، وملف المصالحة بين تركيا ومصر وغيرها من الملفات الساخنة والمتعددة. &إن زيارة الملك سلمان إلى تركيا التي تم استقباله فيها بحفاوة بالغة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، تدل في إشاراتها الرمزية والاحتفالية على الكثير من النتائج المحتملة في المستقبل القريب ، والتي نأمل أن تتضمن مبادرة صلح مباركة بين مصر وتركيا ، أو على الأقل تفاهمات حيال التنسيق في المواقف المشتركة التي تقتضيها المصلحة العليا للسلم والاستقرار في الشرق الأوسط.هكذا يأتي هذا الحراك غير المسبوق للمملكة العربية السعودية في ظل سباق إقليمي وتحديات سياسية وأمنية خطيرة أصبحت محدقة بمنطقة الشرق الأوسط ، وتحتاج إلى إستراتيجية &تعاون بين كبرى دول المنطقة &الثلاث : السعودية ــ تركيا ــ مصربطبيعة الحال ستكشف الأيام والشهور القادمة الكثير مما تم إبرامه في كل من مصر وتركيا على يد الملك سلمان بن عبد العزيز ، من اتفاقات وتفاهمات وترتيبات &تتويجا لجهوده الحريصة على الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن في المملكة العربية السعودية ، وفي كل من مصر وتركيا ، وبقية بلدان المنطقة.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف