فضاء الرأي

"دموع" الصحافة.. و"رعونة" الداخلية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&لا أحد ينكر أن نقابة الصحفيين، هي منبر الصوت الحر في المجتمع، ولا أحد ينكر أن الصحافة هي مرآة المجتمع، كما درسنا في كلية الإعلام، والتي تلقي الضوء على قضاياه وهمومه، وتكشف الفساد الذي يستشري في جسده ويقوض من مسيرته نحو المستقبل، ويحرمه من الحياة الكريمة التي يتمناها..&لهذه الأسباب، يطلق على الصحافة بأنها "السلطة الرابعة"، هذه السلطة تم منحها للصحافة، لتقوم بدورها الكاشف للفساد والناقد للأمراض المجتمعية، والمحارب للمسؤولين الحكوميين الذين لا يقومون بدورهم تجاه الشعب.. مع سعيها الدائم للانتصار للحق، ونشر الحقيقة جلية أمام الشعب، بعيداً عن أي زيف أو خداع، رافعة شعار المصارحة والمصداقية في كل كلمة توجهها للمتلقي، حتى تكتسب ثقة القارئ، وتكون المأوى له لتنصفه وترفع عنه الظلم..هذا باختصار دور الصحافة في المجتمع، ووظيفة الصحفي ومسؤؤلياته أمام القارئ، وأمام ضميره المهني، والذي يفرض عليه نشر الحقيقة وليس غيرها أمام الراي العام، ليقوم بدوره كما يجب.. أما قصة أن الصحفي "على راسه ريشة"، فهذا غير حقيقي، لأنه في الأول والأخير هو مواطن مصري له كل الحقوق، وعليه كل الواجبات، لكن الاستثناء الوحيد بالنسبة له دون غيره من المواطنين، أنه لا يجوز حبسه في قضايا النشر أو الرأي، لأن هذه القضية لا تخصه بشكل شخصي، بل تخص المجتمع كله، فالصحفي عندما يكشف الفساد مثلاً لا ينتظر مكافأة أو شكر من أحد، بل هي مسؤوليته أمام الرأي العام، التي تفرض عليه الركض خلف الحقيقة، وطرح القضايا والمشاكل أمام المسؤولين، لحلها لصالح المجتمع وليس لصالحه هو..لذلك جاءت عبارة أن الصحفي "على راسه ريشة"، والتي يستخدمها بعض الحاقدين والكارهين للصحفيين، خاصة الشرفاء منهم الذين لا يخشون في الحق لومة لائم.. لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بأن هناك صحفيين من أبناء المهنة يسيئون لها، فهناك من يتاجر بقلمه، وآخر يبيعه لمن يدفع، وثالث يسخره لخدمة شخص أو جماعة بعينها، ورابع قد يحطئ في حق وطنه ويهاجم بلده لصالح جهات خارجية في مقابل الحصول على أموال أو امتيازات خاصة.. وخامس من يجبن ويصمت عن قول الحقيقة، خوفاً على كرسيه أو منصبه.. وغير ذلك من النماذج التي تؤكد أن مجتمع الصحفيين يضم الصالح والطالح، فلسنا فئة من الملائكة، نحن بشر نخطئ ونصيب، وجميعنا سواسية أمام القانون المصري، إلا في قضايا النشر أو الراي، والتي لا تدين الصحفي الذي يسعى لخدمة القارئ، والمساهمة في محاربة الفاسدين الذين يحاولون السطو على حقوق الشعب..أقول كل هذا ليفهم الرأي العام أهمية دور الصحافة في المجتمع، وكيف أنها تمثل السيف المسلط فوق رقاب كل فاسد، والسوط الذي يجلد الفسادين، ويمنعهم من التوحش والجور على حقوق الغلابة، لذلك ثار الكثيرين من الصحفيين الشرفاء ضد وزارة الداخلية، وقوات الأمن التي اقتحمت نقابة الصحفيين، وانتهكت حرمتها، بحجة تنفيذ القانون وضبط وإحضار اثنين من الصحفيين كانا يختبئان داخلها، ولا شك أن الداخلية من حقها تنفيذ القانون، لكن كان يمكنها التصرف بحنكة ولا تركن إلى الرعونة.. أما النقابة فمن حقها أن تدافع عن وجودها وتاريخها ومكانتها، ولا تسمح بمثل هذه الإهانات التي كان الغرض والهدف منها "كسر شوكة الصحافة والصحفيين"، وإذلال وتشويه أبناء المهنة، في محاولة لحرق "الريشة التي فوق رؤوسهم"، لكي لا تقوم لهم قائمة، خاصة وأن أغلب المظاهرات التي اندلعت منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة البلاد، انطلقت من فوق "سلالم النقابة"، في محاولة لقول الحق أو رفع الظلم عن أي فئة في المجتمع، كما أن هذه المظاهرات لم تندلع يوماً من أجل مطالب شخصية للصحفيين، بل كانت اعتراضاً على أمور أو قرارات خاطئة وغبية خرجت من أفواه المسؤولين، وعانت منها فئات وطبقات من الشعب!الصحافة التي حاولت الداخلية قتلها وامتهان كرامتها، هي التي وقفت بكل جرأة في وجه الإخوان، وساهمت في كشف زيفهم ومتاجرتهم بالوطن، حتى قامت بتعريتهم تماماً أمام الرأي العام، وكشفت مخططاتهم التي كانت تدار ضد مصر، حتى قامت ثورة 30 يونيو، فكانت الصحافة في المقدمة، تؤيد وتبارك الخطوة التي اتخذها السيسي، حتى نجح في التخلص من الإخوان، بعد أن اختطفوا الوطن، وساروا به نحو الهاوية.. في هذه الفترة كان للصحافة دور عظيم في مساندة الدولة المصرية بقيادة السيسي، وهذا الدور مستمر حتى اليوم، فليس هناك داع لمن يحاول المزايدة على الصحفيين، وتوجيه سهام مسمومة للمهنة، فالتاريخ يؤكد أن الصحافة دائماً وأبداً تنتصر للوطن!&لكن المحزن في الامر أن الذين يزايدون، هم من أبناء المهنة الذين باعوا أنفسهم لأمن الدولة، وتحولوا من صحفيين إلى "مخبرين"، وانتقلوا إلى الشاشات الفضائية كمكافأة لهم بعد ما قدموه من خدمات أمنية بكل أمانة، حتى وإن كانت ضد زملائهم..!&أما من ناحية المطالبة بإقالة الوزير أو اعتذار الرئاسة، فقد بالغت النقابة في ذلك، فكان يجب على النقيب يحيى قلاش أن يرد على وقاحة الداخلية بأسلوب مهني، يرتقي بالمهنة حتى يكسب الرأي العام، والذي انحاز أغلبه للداخلية نكاية في النقابة، وتناسى أخطاء الداخلية وجرائمها التي ترتكبها في حق الشعب، من تعذيب وإهانات واعتداءات وتلفيق.. وصب الراي العام غضبه على الصحفيين، مجاملة للحكومة أو الوزير، أو عقاباً لهم نتيجة انحرافات بعضهم، أو فقدانهم للمبادئ والقيم والمتاجرة بالمهنة أحياناً، حتى ساهموا وتسببوا في انهمار دموع صاحبة الجلالة، فوق جبينها حزناً على ما أصابها من مهانة، على يد بعض الدخلاء عليها من غير الشرفاء..!&كاتب صحفيSultanhajaar27@gmail.com&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المشكلة عميقة جدا
فول على طول -

فى بلاد الذين امنوا لا أحد يثق فى أحد ...صبرا وسوف تعرف كل شئ . لماذا اختبأ الصحفيان فى النقابة ؟ ولما لم يتم تسليمهما الى التحقيق ؟ هل النقابة مأوى للمطلوبين للتحقيق ؟ هذا السؤال ليس دفاعا عن الداخلية بالتأكيد . ونبدأ بالصحافة : هل كل ما ينشر فى الصحافة صدق وأكيد أم أغلبة كلام جرايد ؟ تعبير " كلام جرايد " لم يأتى من فراغ ..قالوا عن مبارك أنة اختلس 60 مليار - قالوا عنة بعد أن تم اقصائة وليس قبل - والى الان لم يظهر مليار واحد ...وأنا لا أدافع عن مبارك . واذا كان مبارك فاسد كيف يحكم مصر 30 عام ؟ أين كانت الصحافة ؟ ألم تشجع الصحافة على التوريث - البعض منهم - والبعض الأخر كان يعارض التوريث ..ونحن نتحدث عن مشجعى التوريث ...النتيجة أن لا أحد يثق فى الصحافة لأنها تأتى بالشئ ونقيضة وتترك الشعب يتخبط . قبل تنحى مبارك بقليل كانت الصحافة تسبح بحمدة فهو صاحب الضربة الجوية الأولى ..مثال أخر : فى حوادث الارهاب كان أغلب الصحفيين يدافعون عن الارهابيين بحجة البطالة والفقر والجهل ...بالطبع كان الشعب يسخر من الصحافة ولا يصدقها ...فى حوداث الفتنة الطائفية كان أغلب الصحفيين لا تسمع لهم صوتا وخاصة الصحافة الحكومية والبقية منهم ينقلون الأمور بصورة معكوسة ...يصبح الجانى مجنى علية والعكس صحيح ..بالتأكيد كل الشعب فقد ثقتة فى الصحافة وأولهم المسلمون ...الثقة لا تتجزأ ومن يكذب اليوم يكذب غدا ...أما عن الداخلية حدث ولا حرج ..تلفيق التهم للغلابة أو للمعارضين هو أسهل شئ ...دخول كلية الشرطة بواسطة كبيرة والكل يعرف ذلك ومنها دفع مبالغ طائلة ...كيف نثق فى الشرطة ؟ الشرطة والصحفيين من هذا الشعب ومن هذة الثقافة ...الضابط الذى دخل بالواسطة أو بدفع المال لا ولن يعرف العدل ..الجميع يعلم ذلك ..اذن من أين تأتى الثقة ؟ الشرطة تتعامل مع بلطجية وارهابيين ولابد أن تكون شرسة - من غير لف أو دوران وحقوق انسان وحيوان - اذن كيف تتعلم الشرطة أو تفرق بين الارهابى والبلطجى وابن الناس ..؟ الموضوع صعب للغاية . النتيجة النهائية أن الكل مظلوم والكل جانى والكل فاقد الثقة فى الكل ..ألم أقل أن المشكلة عميقة جدا ؟