فضاء الرأي

دوز خورماتو والهلال الشيعي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

بالنسبة لمن يربط الأحداث ويعمل على المقارنات الراهنة، فلا شك بأنه سيلاحظ بأن ما حدث في دوز خورماتو لا يكشف النقاب عن النسخة الشيعية من الدواعش الجدد االمسمون بـ: (الحشد الشعبي) فقط، إنما الحدث وتقاطع مصالح الخصوم الظاهريين يشير أيضاً إلى أنه بإمكان العدوين اللدوين ( الحشد الشعبي ـ ودولة البغدادي) وبكل سهولة أن يتوافقا ويتحدا على حدود اقليم كردستان العراق، باعتبار أن هجمات داعش على كوباني وشنكال وغيرها من المناطق الكردية لم تُنتسى بعد، طالما أن مفعول الاتفاقيات الأمنية فيما يخص الكرد بين كل من ايران وتركيا والعراق وسوريا لم ينتهي بعد.ومن ناحية أخرى فإذا ما راجعنا شريط الذاكرة قليلاً فسنتذكر جيداً محاولات النظام السوري المستميتة لجعل اقليم كردستان خط عبورٍ للمقاتلين الشيعة للمرور الى سوريا لمناصرة طاغية دمشق ومؤازرة جيشه الذي أعلن الحرب على شعبه منذ 2011، حيث لم تسمح حكومة الاقليم لنفسها رغم كل محاولات االنظامين السوري والايراني بأن تكون سبباً في إراقة دماء الأبرياء في سوريا، وقد قطع الاقليم الطريق على الميليشيات الإجرامية لأن تدخل الى سوريا من خلال الاقليم، ولم تساهم حكومة الاقليم في استكمال مشروع الهلال الايراني الطائفي.&وهو ما أكده القيادي في بيشمركة اقليم كردستان العراق حسين يازدان بنا الذي كشف يوم الأحد، بأن قرابة ألف عنصر من حزب الله اللبناني مدججين بالأسلحة الثقيلة والصواريخ وصلوا إلى منطقة تازة جنوب كركوك للانضمام إلى ميليشيات الحشد الشعبي بهدف السيطرة على كركوك، لافتاً إلى أن وجودهم في المنطقة يأتي ضمن الخطة الإيرانية للسيطرة على كركوك والموصل، ومن ثم الوصول إلى الحدود السورية براً لاستكمال الهلال الشيعي الذي تخطط له طهران منذ زمن.علماً أننا إذ إذا ما نظرنا إلى الشكل الظاهري لعلاقة اقليم كردستان العراق بالنظام الايراني نتذكر على الفور قول المتنبي: "إِذا رَأيتَ نُيُوبَ اللّيثِ بارِزَةً &فَلا تَظُنَّنَ أَنَّ اللَيثَ يَبْتَسِمُ" وذلك باعتبار أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين ايران وإقليم كوردستان وبين إيران وبعض الأحزاب الكردستانية الأخرى تبدو للناظر جيدة جداً، ولكن إذا ما قرأنا الجانب المخفي من علاقة الجارين، فإن إيران تضيق ذرعاً بالديمقراطية الناشئة على جوارها، بل والأمان القومي الذي يعيشه الكرد هناك يقلق راحتها جداً، بما أنها بطريقة غير مباشرة تساعد على زيادة تلمس الذات القومية لدى كرد إيران، وفوقها لا تزال إيران جزء من الدول التي بينها اتفاقيات سرية تقتضي التعاون معاً ضد الكرد أينما قامت لهم قائمة، وذلك في حال إذا ما استشعر أحد أطراف الاتفاقية بالخطر الكردي حسب اتفاقيتهم.كما لا يخفى على كل متابع لأعمال تنظيم داعش واستهدافه المتواصل للاقليم منذ العام الماضي، بأن العدو الأول في قائمة دواعش الفرع العراقي حسب المعطيات هو اقليم كردستان، ولكن يبدو أنه بعد أن تم تقليم أظافر داعش وتقلص قواته بفضل ضربات التحالف الدولي، أرادت الدول الاقليمية الممولة لتلك المنظمة الإرهابية إيجاد بديل سريع له، وذلك على أمل استكمال ما بدأه الدواعش، وحالياً حسب المعطيات والوقائع يظهر بأن الرديف أو البديل الجاهز لداعش البغدادي هم دواعش(الحشد الشعبي).باعتبار أن الدول التي تقتسم كردستان جميعها شاركت بطريقة وأخرى في خلق الدواعش ودعمهم بالمال والسلاح والأوادم، وذلك علّه يقوم بما يريدونه نيابة عنهم، وبعيداً عن أية تبعات قانونية لقذارة أعمالهم، كما أن حكومة بغداد التابعة لسلطة الحاخامات في قم، لا تزال تقوم بعملية مزدوجة تتمثل في قطع الامدادات الرئيسية من ضمنها الرواتب عن اقليم كردستان، وبنفس الوقت تعمل حكومة العبادي على اغراق كوردستان بملايين اللاجئين ليعاني الاقليم من الضائقة الاقتصادية والاستمرار بالحصار علّ الاقليم على أثر ذلك يعلن الافلاس وبالتالي يستسلم لشروطهم &ويُخضعوا من جديد الاقليم لسلطانهم كما السابق.&وفي سياقٍ مماثل ولكي لا ننسى الاتفاقيات الامنية بين الدول الاربعة التي تقتسم المناطق الكردية، يمكننا العودة أيضاً الى ما أشار إليه المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، يوم الاثنين حول الاشتباكات التي دارت بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي الشيعي في قضاء دوزخورماتو، وقوله "بأنّ المنطقة تستحوذ على حساسية خاصة بالنسبة لتركيا"، علماً أن الحشد الشعبي كما يعرف الجميع هو فصيل شيعي طائفي، وهو بمثابة الوجه الآخر للداعش السني، إذ أن السيد قالن ربما لم يود إظهار تذمره من تقهقر الحشد الداعشي في دوزخورماتو، إنما اكتفى بالقول بأن المنطقة لها حساسية عندهم، باعتبارها منطقة تركمانية وفق تصريحه، وحسب تصوري أن قالن أضاف كلمة التركمانية لتحوير المضمون وإخفاء الجانب الحقيقي من حساسيته تجاه ما حدث ويحدث هناك.عموماً فعدوان الدواعش الجدد في دوزخورماتو وتوحش دواعش البغدادي قد لا نستغربه إذا ما عرفنا الأطراف الاقليمية التي تدعم الداعشين معاً، ولكن الذي لا يقل ضرراً عنهما في المشهد، هو ذلك الطرف الكردي الذي يحاول استغلال انشغال البيشمركة في أكثر من جبهة مع الحشد الشعبي من جهة وجماعة البغدادي من جهة أخرى لينشغل به وبمخططاته بين الفينة والأخرى، إذ أن حزب العمال الكردستاني وبالرغم من لباسه العلماني، إلا أنه غدا لِمن يتابع تحركاته أشبه بأداة طيّعة بيد هذا المحور الطائفي الممثل بنظامي (دمشق ـ &قم)، إذ أن هذا الفصيل الكردي بدا في الآونة الأخيرة حريصاً جداً ليكون مع الحشد الشعبي جزءاً من القوات التي ستحرر الموصل، وذلك عبر تصريح القيادي في حزب العمال الكردستاني عكيد كلاري بأن 4 آلاف من مقاتلي الحزب يستعدون لخوض معركة تحرير مدينة الموصل.ويبدو أن هذا الحرص من جانب العمال الكردستاني لمشاركة الحشد الطائفي سببه الرئيس هو وجود علاقة خاصة بين الحكومة العراقية وحزب العمال الكردستاني، حيث كانت قد ذكرت مصادر أمنية في إقليم كردستان العراق أن قواتها ضبطت في كانون الثاني الماضي شحنة أسلحة قادمة من بغداد، ومتجهة إلى جبال قنديل، كما كشف مسؤول في وحدات الدفاع عن سنجار والتابعة للحزب نفسه، عن اتفاق الحزب مع الحكومة العراقية على توفير أسلحة لمقاتليه، وهو ما يشير إلى ترابط ووجود علاقة من نوعٍ ما بين إعلان حزب العمال الكردستاني جاهزيته لمعركة الموصل، وبين أجندة حكومة بغداد الخاصة بمشاركة الحشد الشعبي الطائفي.والسؤال الذي يطرح نفسه يا ترى لماذا لا يذهب حزب العمال الكردستاني بقواته تلك الى تركيا لفك الحصار عن المدن الكردية &التي تتعرض للقصف والدمار في نصيبين وشرناخ؟ ومهتم بأمر مدينة الموصل التي لم تطلب مساعدتهم، ولِماذا لا يتحرك هذا الفصيل إلّا وفق تطابق مصلحة كل من النظامين الايراني والاسدي لهما في معظم تحركاته العسكرية في كل من سوريا والعراق؟ &لذا وملئ جعبتنا الاستغراب ترانا نقول: بأننا إذ ما آمنا فعلاً بأن دواعش (عفلق) ودواعش (قم) لهما مصلحة مشتركة في إضعاف الكرد أو محاربتهم أينما كانوا إذا ما اقتضت ضروراتهم الاستراتيجية، فما هو الرابط الايديولوجي أو النَسبي إذاً بين كل مِن أقطاب حزب العمال الكردستاني والدواعش بشقيهما أي ( دواعش دولة الخلافة البغدادية ودواعش الحشد الشعبي الشيعي)وختاماً متأسفين نقول بأن موقف قيادات هذا الحزب الكردي مِن اقليم كردستان وحكومته ولعشرات المرات ظل ولا يزال أشبه بموقف الابن الطائش والمتمرد الذي عادةً ما يتم تحريضه مِن قِبل الجيران على الأهل، الابن الذي يلهي أهله بمواضيع ثانوية تافهة ليشغلهم بذلك عن الهدف الأسمى الذي يعمل الأهل عليه، ويبعدهم بالتالي عن المشروع الرئيسي الذي ينوون تحقيقه، وقد تبين مِراراً بأن الأهل عندما يكونون منهمكين في أكثر مِن جبهة ومع عدة جهات معادية، سرعان ما يأتي الابن المتمرد فجأة إما لينتهز الفرصة على أمل تحقيق مكاسب حزبية صرفة، أو ليُلهي الأهل ويُضعف موقفهم في كل مرحلة فاصلة، إذ وكأن هذا الابنُ خُلق منهم ليكون ضدهم، وليس ليكون عوناً لهم، كما ينبغي للأبن أو الأخ أن يكون!.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قلت سابقا ان الداعش زائلة
Rizgar -

قلت سابقا ان الداعش زائل وانما الحشد الشيعي اخطر على كوردستان من داعش

وأنا قلت
مضاد لرزكار -

وأنا قلت: أنت أذكى أذكياء قومك

غرباء وجاؤنا يسرقون
بازرگان -

قوميتان لا أمان لهما لأنهما خليط عَجَنَ الوهم بالكذب...كلاهما يدّعي إن له تأريخ وحضارة .بل ذهبتا كل منهما الى وهم "الوطن" ..تقوّلتا كذبة تقول "كردستان" و"إسرائيل"..كلاهما يصوّران إنهما مظلومتلن ..مسلوبتان.. مضطهدتان..يسرقا أراضي الناس عندما يضعف صاحب الحق ..إسرائيل تقضم فلسطين والأكراد يقضمون العراق...كلاهما قوميتان فاشلتان ..الله يُراقب وهو العدل أما المُغتصِب والسارق فنهايته معروفة..شاء من شاء وابى من ابى ..إنها سيرة الحياة الفطرية وسنة الحياة العادية ( سنّة الحياة والموت وكلاهما حق ومادام الحق هو العنوان فالإضمحلال هو سمة الخائن )..هذه سيرة الخلق والخالق وليست سيرة مسعود برزاني ونتن ياهو..

مقال طائفي
كريم الكعبي -

مقال طائفي هذا هو المرض التي يعتري بعض الكتاب اليوم، أكثر من داعش في الكتابة عن القتال ، لولا غباء سنة العراق وتوجيه كرههم للشيعة وتبيعيتهم لسياسات الخليج والمحيط الاقليمي، لما سمحوا لقوات مسعود بسلب اراضيهم بالاتفاق مع داعش، وصوتهم انخفض الى الصفر المئوي للمطالبة باراضيهم في الموصل وكركوك وخانقين وغيرها من مناطق ديالى، الطوز ليس اراضي سنية وتستطيعون طرد اهلها منها وتضموها للاقليم بالرغم من وجودها في محافظة صلاح الدين ، هي ذات اغلبية شيعية والغريب لماذا لم تهاجم البيشمركة االاحياء السنية وهاجمت مناطق الشيعة، بالرغم من الاتفاقات الستراتيجية مع الشيعة.. لاتلوم الشيخ الصغير عندما قال لاثقة في الاكراد أول من يقاتلوا الامام الحجة ع ,,,, ا .... لااقليم كردي امن ومستقر، أموال البيشمركة ورواتبه واسلحته من نفط البصرة الشيعية ولادولة كردية ، هذه الفكره ارفعوها من اذهانكم تعايشوا مع الجميع .. من يدعي ان هناك هلال شيعي يعني اعلان حرب على الشيعة مثلما فعلها عبدالله الاردني بالاتفاق مع امراء الخليج وجلبوا شذاذ الافاق ومجرمي الارض من جميع ارجاء المعمورة ، والنتيجة ماثلة امام الجميع بقتل الشعب السوري واليمني والعراقي والمواطن السني هو الضحية...

لم أقرأ في حياتي كهذا
عراقي متبرم من العنصريين -

كلام يطيّر العقل!.. والله لخبطتنا أيها لكاتب.. هل أصبَحَت لدى ميليشيا حزب العمال الكردستاني تلك القدرة الهائلة التي تمكّنها من إرسال قوات عسكرية بالحجم الذي تفضلتَ به إلى خارج مايسمى (كردستان الغربية) للقتال جنباً إلى جنب مع الحشد الشيعي العراقي؟ هل فرغت ميليشيا هذا الحزب من إكمال مهمتها وشغلها الرئيسي مع باقي ميليشيات الأحزاب الكودية السورية وهي السيطرة على الحسكة وضمّها لكوباني وعفرين لإكمال الشريط الكردي على حدود تركيا مقدمة لإعلان (كردستان الغربية) في سوريا على غرار (كردستان الجنوبية) في العراق حتى يمكنها المشاركة في عملية تحرير الموصل؛ هل تركت قوات هذا الحزب الأهم على المهم أو أنها أصبحت كصدام الذي قال قولته المشهورة (تحرير فلسطين لا يمر إلاّ عبر تحرير الكويت)؟ وإذا كان هذا الحزب حليفاً لحزب الله الذي هو حليف للأسد كما تزعم يا أستاذ ماجد فلماذا شارك هذا الحزب باقي الأحزاب الكردية السورية في تحركاتها الانفصالية في سوريا ومبادرة إعلان الفيدرالية الكردية من جانب واحد في سوريا ضارباً بعرض الحائط هيبة وسيادة النظام السوري حليف حليفه حزب الله؟ أخيراً وليس آخراً حزب العمال الكردستاني وباقي الأحزاب الكردية السورية لم يحققوا انجازاتهم في سوريا إلا بدعم التحالف الغربي وأنتم أكراد العراق لم تسيطروا على سنجار وكركوك وغيرها من المدن والأراضي العراقية إلا بدعم التحالف الغربي فكيف تريدنا أن نصدقك أيها الكاتب بما يعني أن التحالف الغربي هو في نفس الوقت مع جبهة الأكراد النقيضة لتوجهات حزب الله في سوريا ومع (تحالفهما) في العراق لوقف تمدد ميليشيا سيدك مسعود بارزاني ومعركة تحرير الموصل؟بعبارة أخرى هل كلامك هذا لايدفع قارئه للإعتقاد بأن التحالف الغربي يدعم جميع القوى المتحاربة في المنطقة على السواء؛ سوريا وحزب الله وتركيا وإيران وأكراد العراق وأكراد سوريا وأكراد تركيا وأكراد المريخ وحزب الله وإسرائيل وداعش والحشد الشيعي في آن واحد؟!

ماهي حدود هلال الشيعي
صبري يوسف -

ان الهلال الشيعي لا كما يتوهمها الاخرون بانها تعني لبنان وسوريا والعراق وايران من تعريف الهلال التي تعني ان تكون هذا الهلال في الحقيقه هي شمالي لبنان والساحل السوري بالاضافه الى شماليها اي المناطق الكرديه ومرتبط بها شنكال مرورا بالكركوك الخانقين وصولا الى ايران وهنا يتفق الدواعش مع الحشد الشعبي وباداره ايرانيه موفقه تركيا وهذه الاتفاقيه التركيه الايرانيه منذو خمسينيات القرن الماضي بان لا يحصل الكرد على المناطق النفطيه حتى لا يكون لديهم قوه اقتصاديه وبذلك حصر كردستان المستقبل والحلم الكردي بين الدوله الاسلاميه الذي يقودها البغدادي وبمباركه تركيه والحشد الشيعي بمباركه ايرانيه واخرون