فضاء الرأي

أشلاء على الأغصان

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&هل أستطيع القول بأن عَيْنيّ تدمعان قنابل؟&قنابل هنا وأخرى هناك، وأشلاء مبعثرة وكأنها لوحة فنيّة يحب رسّاموها تكرارها مع بعض الإضافات!&كم سعر لوحاتهم الفنيّة هذه التي يجبروننا على مشاهدتها؟&نشاهدها بإحباط وحزن شديدين، ونَكْبِتُ قنابل غضبنا للمرّة المليون، ثم نواسي أنفسنا بأن المستقبل أجمل حتماً!&المستقبل ليس بأجمل! أين ستذهب كل هذه الأحزان والكراهية!؟ وأين ستذهب هزائم المدفونين من الأحياء منا!؟وأي سلطة فاسدة وانتهازية تعشق الالتصاق بالكرسي ستتلقفها وتجيّرها لصالحها!؟ &إن المستقبل يعرف بأنه غير جميل ولكنه يتجمّل!هل سنرى إصبعاً أو بقايا أشلاء أضاعت طريقها في زجاجة ماء؟&وهل سنرى تلك الأشلاء على الأغصان يوماً بدلاً من العصافير؟ نعم سنرى، أنا رأيتها..&هل ما زلتم تحبون أكل ( الستيك) و ( اللحمة) بعد رؤية المذابح الواحدة تلو الأخرى واللحم المُلتصق على الشارع..على الجدار.. فوق الأسطح وبين عربات الخضرة والفواكه؟من تآمر علينا لنأكل بعضنا البعض ونتلذذ في دماء بَعضنا البعض!؟&نحن نحب القتل.. وهذا كل ما في الأمر!&نحن نحب القمع ورموزه،&الديكتاتورية ورموزها،&وهذا كل ما في الأمر...&نحن نحب كل المبررات التي تنفي التهمة وجميع التهم عنّا، وننام بهدوء ثم نصحى على أشلاء أخرى ارتطمت في الحاوية بالصدفة!! ونغرق في تفاصيل النهار وأرجيلة آخر النهار، &ونتناول العشاء ولعلّه الأخير وننام!&أحلام سعيدة أتمناها لكم ولنا جميعاً في تحقيق الانتصارات ولملمة الأشلاء وشطف الدماء في برابيش ماء!&لقد مللتُ اللغة العربية &ومفرداتها الدموية عند قراءة العناوين والأخبار!&&كيف أصبحت هذه اللغة متوّحشة لتلك الدرجة!؟ أين "ليلة حب"، "وأرجعي يا ألف ليلة، ليلة العطر"؟&كيف للحب وحروفه أن تُسطَّر وكيف لنا أن نتنفس حباً مع روائح الذبائح وتراكم الجثث والذباب!؟ولماذا تعشق أرضنا دماء قاطنيها وتشربه بِلذّة لا تنتهي!؟&هل لي أن أقول بأن عَيْنيّ تدمعان قنابل وعناقيد غضب!؟نعم ... إنه غضب وغضب ما بعده غضب!&وأسأل نفسي: لماذا هناك أطفال يلعبون في الحديقة وآخرون يلعبون في الدماء؟!&ولماذا يحب الآخرون الحياة ونحن نحب الموت والرقص فوق الجثث؟ثم أقول: نحن هكذا يا درويش ... وهذا كل ما في الأمر!&ولم يعد هناك وطن ولا أغنيات لوطن،&ازداد الموت... وما عادت الأوطان وتعاظمت وتراكمت الخسائر، &نحتاج الى نيوتن جديد لتفسير" جاذبيّة الدماء" ..&يا لها من جاذبية قذرة! &

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جميل العنوان الأدبي
Almouhajer -

وجميل المتابعة بالأسلوب الأدبي الناعم الرقيق العذب، لكن ليس في بحث أو علاج مثل هذه المواضيع يا حضرة الكاتبة الاي أقرأ لك لأول مرة. لقد اختصرتِ الحكاية في مقطع قصير، يعبر بدقة عن حقيقتنا التي نعيشها في هذا العالم العربي الإسلامي الحزين والمعذب. ""من تآمر علينا،لنأكل بعضنا البعض ونتلذذ بدماء بعضنا البعض!؟ نحن نحب القتل..وهذا كل مافي الأمر . نحن نحب القمع. نحن نحب الديكتاتورية......"" ياسيدتي الكريمة! لا داعي للتساؤل فكل هذه الصفات نرضعها في تربيتنا منذ إبصارنا النور . نظرية المؤامرة شماعة هذه الأمة! ثقافة القتل والقمع والديكتاتورية....إلخ هي ثقافة هذه الأمة الراسخة حتى في نقي العظم .