فضاء الرأي

وقائع وحقائق مسيرة الشيوعية التاريخية (10)

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موضوعنا ينتهي إلى تبيان أين وكيف انتهت مسيرة الشيوعية التاريخية . كي نتبيّن ذلك يتوجب علينا قراءة تاريخ النصف الثاني من القرن العشرين قراءة علمية وموضوعية حيث مثل هذه القراءة بالغة الأهمية فهي تترسّم مصائر الجنس البشري .كيف لنا أن نقرأ هذا التاريخ قراءة علمية وموضوعية ؟ ما الدالة التي تسعفنا في مثل هذه القراءة ؟ ما الذي اعتل مسيرة الشيوعية حتى بات السوفياتيون يصطفون طوابير طويلة في المدن السوفياتية في العام 1986 للحصول على أبسط حاجة معاشية، بينما كانوا قبل نصف قرن في العام 1936 في رغد من العيش مقابل طوابير الشوربة الطويلة في الولايات المتحدة الأميركية كما قارنت الصحافة الأميركية نفسها !؟ &ما عساها تكون العلّة في أن العمال السوفيات في العام 1932 كانوا ينجزون الخطة الخمسية في أقل من أربع سنوات وفي العام 1982 لاحقت شرطة أندروبوف العمال الهاربين من العمل في المصانع السوفياتية لتعيدهم بالقوة إلى حيث يعملون ؟ثمة دالات قاطعة تدل على الأجوبة الصحيحة لهذه التساؤلات الصعبة . إحداها هي أنه كان للإتحاد السوفياتي في الثمانينيات 240 قمراً تدور حول الأرض في الفضاء يقابلها في المدن السوفياتية 240 طابورا للمواطنين ينتظرون الحصول على قطعة من اللحم أو حبات من البطاطا . ودالة أخرى تشير إلى أن الترسانة السوفياتية من الأسلحة كانت تساوي ثلاثة أمثال الترسانة الأميركية وقد احتوت الترسانة السوفياتية على 28 ألف رأس نووي مما دعا خروشتشوف إلى التساؤل .. ما حاجتنا لكل هذه الرؤوس النووية طالما بضعة رؤوس فقط بإمكانها أن تحرق العالم فلا يبقى أحد ليطلق آلاف الرؤوس المتبقية !! &ودالة ثالثة تشير إلى أن الاتحاد السوفياتي تقدم على الولايات المتحدة في صناعة الفضاء لمدة عشرين عاماً أو عشرة على الأقل بتقدير الخبراء الأمريكان . كل الأسلحة التي استهلكتها مصر وسوريا في حروبهما مع اسرائيل هي أسلحة سوفياتية ومجانية في الأغلب ؛ وكان قد أسرّ لي ضابط في الجيش السوري أن سوريا تشتري من السوفيات كل عشر بنادق كلاشينكوف بدولار واحد !! وأخيراً وليس آخراً يرى المراقبون اليوم أن كل الحروب الأهلية في العالم خلال العقود الأخيرة خاضها المتحاربون على طرفي النزاع بأسلحة سوفياتية . بعد كل هذا لا يملك المرء إلا أن يتساءل .. ماذا تبقى للشعوب السوفياتية لتأكل !!؟ كان ستالين يؤكد بقوة على أن التسلح إنما هو العدو الأول للإشتراكية، لكن السوفيات ومنذ وفاة ستالين وإلغاء الخطة الخمسية الخامسة في سبتمبر ايلول 1953 سخروا كل إنتاجهم للتسلح، وهو ما دأبت على تأكيده وزارة الخارجية الأميركية في تقاريرها السنوية ظناً منها أن ذلك كان موجهاً ضد الولايات المتحدة، بينما هو في الحقيقة موجه ضد الاشتراكية وكينونة الاتحاد السوفياتي كما ثبت في الواقع في النهاية .إزاء كل هذا ليس لنا أن نستغرب انهيار أعظم دولة في العالم في العام 1991 مع أن الحزب الشيوعي الحاكم الذي جرى الإنقلاب عليه كان عدد أعضائه يتجاوز 17 مليون ؛ لكن ما هو حقيق بالإستغراب هو صمت الأحزاب الشيوعية المريب فلم يقل أحدها كلمة في حزب يعد 17 مليون عضواً ينهزم أمام عصابة صغيرة من شباب يلبسون السراويل الضيقة يقودهم السكير الماجن بوريس يلتسن . صمتها يعني مباشرة مشاركتها في الإنقلاب على الإشتراكية كما كان صمت الحزب والجيش السوفاتييَن.في العام 1963 كنت في المعتقل الصحراوي وتسنى لي قراءة تقرير خروشتشوف للمؤتمر الثاني والعشرين للحزب 1961 وحالما أنهيت القراءة أكدت لرفاقي في المهجع وسط إستغرابهم واستنكارهم أن الاتحاد السوفياتي سينهار في العام 1990 . وبعد خروجنا من السجن كان خلافي مع الحزب هو الموقف من القيادة السوفياتية ففي أبريل نيسان 1965 وأثناء اجتماع عاصف مع الأمين العام المساعد للحزب الشيوعي الأردني أكدت له أن القادة في الكرملين ليسوا شيوعيين بل أعداء للشيوعية .في سياق الإنخراط في إنتاج الأسلحة، لا بد لنا من أن نتذكر اعتراض ستالين على مسودة موازنة الجيش السوفياتي في العام 1936 إذ ردها وكتب تحت توقيعه .. " كل كبيك ينفق عل العسكرة يعيق بناء الاشتراكية بنفس المقدار &" وهو ما تسبب بمحاولة مارشال الاتحاد السوفياتي توخاتشيفسكي الاتقلاب العسكري على الحزب والدولة في العام 1937 . في سبتمبر ايلول 1953 كان ستالين قد رحل، أو رُحّل كما بات مؤكداً، ولم يكن موجوداً ليمنع العسكر من إلغاء الخطة الخماسية وتحويل كل مخصصاتها المالية للعسكرة والتسلح تماماً كما كان المارشال توخاتشوفسكي قد طالب .&لم تكن الولايات المتحدة يوماً أقوى عسكرياً من الاتحاد السوفياتي، ولذلك فإن تحويل الأموال للعسكرة لم يكن لمَنَعة الدولة أو لسبق الولايات المتحدة في التسلح كما ادعى العسكر، بل كان لنقض الاشتراكية وهو ما تجسد بإلغاء الخطة الخمسية غير القانوني، الخطة التي كانت ستنقل العبور الاشتراكي حتى عتبة الشيوعية فلا يعود الرجوع عن الإشتراكية ممكناً . وما علاقة منعة الدولة السوفياتية بالأسلحة السوفياتية التي غطت وجه الأرض !؟ كانت الوظيفة التاريخية للدولة السوفياتية هي مساعدة الدول المستقلة حديثاً في بناء اقتصادها الوطني إلا أن الدولة السوفياتية وقد باتت معادية للشيوعية لم تكن تساعد البلدان المستقلة بغير الأسلحة الأمر الذي انعكس سلباً على هذه الدول حتى انهيارها . بل إن الكثير ن الوقائع تشير إلى أن الدولة السوفياتية في عهد خروشتشوف وما بعده ساهمت في انهيار الدول المستقلة حديثاً مثل مصر والجزائر وسوريا .&كان هتلر في الحرب العالمية الثانية قد حطم أكبر إمبراطوريتين استعماريتين في العالم، بريطانيا وفرنسا لكنه انهزم شر هزيمة أمام الاتحاد السوفياتي . ذلك ما تسبب في انفجار ثورة التحرر الوطني في العالم كله حال انتهاء الحرب 1946 ـ 1972 , في تلك الأثناء وفي العام 1953 تحديداً استولى العسكر على كل السلطة في الإتحاد السوفياتي وبدأوا بالتراجع عن الإشتراكية وهو ما انتهى إلى انهيار العالم الاشتراكي وعالم التحرر الوطني . ومن جهة أخرى فإن انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب والإلتحام العضوي بين الثورة الإشتراكية وثورة التحرر الوطني قد عملا على الإطاحة بالنظام الرأسمالي العالمي وانهياره على أساساته بعد أن فقد كل محيطاته في بداية السبعينيات . وهكذا وصل العالم، كل العالم إلى الإنهيار التام، العالم الرأسمالي والعالم الاشتراكي والعالم الثالث أو عالم التحرر الوطني .العالم اليوم يعاني من كارثة وما يزيد في الكارثة هو أن أحداً من سكان العالم، من قادته أو من حوارييهم، من علماء الإقتصاد والمحللين الاستراتيجيين لم يستشعر بالكارثة بعد !! لماذا مثل هذه البلادة وعدم الحس بالمسؤولية !؟ السبب المباشر الوحيد لذلك هو أن هناك فيضاً من البضائع في الأسواق وكأن أمراً خطيراً لم يكن . لكن لماذا لا يلاحظ علماء الإقتصاد والمحللون الاستراتيجيون أن الدول الرأسمالية الكلاسيكية التي عرفت بإنتاجها البضاعي الكثيف خلال القرون الثلاثة الأخيرة هي اليوم ترزح تحت ديون هائلة لم تعد تحتمل ؟ هل يعود كل هذا إلى البلادة أم أن هناك أموراً أخرى ؟ ليس ثمة ما ينفي الإفتراض أن هناك أموراً أخرى، أموراً بورجوازية ذميمة يخشى افتضاحها . الولايات المتحدة الأميركية ترزح اليوم تحت مديونية خارجية تصل إلى 19 ترليون دولار وهو ما يعني بالقطع أنها لم تعد دولة رأسمالية، فالرأسمالية لا تعني أكثر من الدورة (نقد ـ بضاعة ـ نقد) أي تحويل النقود الموجودة مقدماً إلى بضاعة تستبدل بنقود أكثر، وخلق نقود جديدة لم تكن موجودة قبلئذٍ كل يوم، أي تحويل قوى العمل المتجددة يومياً في أجسام العمال إلى نقود . الدول الرأسمالية الكلاسيكية الأخرى ليست أقل مديونية من الولايات المتحدة . النظام الرأسمالي مات واندثر منذ العام 1971 حين اضطرت إدارة نيكسون الخروج من معاهدة بريتونوود (Britonwood) كي تطبع دولارات ليست مغطاة بالذهب أو البضاعة لتنفق على حربها في فيتنام .أما فيض الإنتاج في أسواق العالم الذي يغطي وجه الأرض فمصدره الصين . الصين تصدر سنوياً إلى العالم بضائع رخيصة تصل قيمتها إلى 2.4 ترليون دولار . فماذا لو توقفت الصين نهائياً عن التصدير !!؟ &إذاك سيشعر العالم بالفاقة ويوقن أن ليس هناك نظام إنتاج كفوء وفعال . والسؤال المفصلي الذي يفرض نفسه هنا هو .. هل نظام الإنتاج في الصين كفوء وفعال وهو يغطي احتياجات كل العالم !؟ &ما يتوجب أن يتيقن منه علماء الإقتصاد قبل غيرهم هو أن نظام الإنتاج في الصين وقد أغرق العالم بمختلف البضائع ليس نظاما طبيعياً مستقراً بل هو اقتصاد كاذب ومؤامرة حاكها الرئيس الأميركي رتشارد نيكسون أثناء زيارته للصين في فبراير شباط 1972 مع الزعيم الصيني دينغ هيساو بينغ الذي كان قد عاد إلى الحزب الشيوعي بعد فشل الثورة الثقافية وكان ماوتسي تونغ قد وصمه بخروشتشوف الصين، وكلاهما (نيكسون وبينغ) معادٍ للشيوعية . اتفق الطرفان على أن تنتج الصين ما وسعها الإنتاج والولايات المتحدة تستورد كل ما تنتجه الصين وبشروط الأفضلية . كان االهدف الرئيسي لنيكسون هو حرف الصين عن المسار الاشتراكي وكان هذا وارداً بعد انحراف القيادة السوفياتية وانهيار ثورة ماوتسي تونغ الثقافية ـ الإدارات الأميركية المتعاقبة الحمقاء استنفذت كل مقدرات الولايات المتحدة الهائلة في مقاومة الشيوعية وما انتهى ذلك إلا بإطالة عمر الشيوعية فوق الأرض وانتهاء عمر الولايات المتحدة كدولة عظمى . إكتشفت الصين مؤخراً أن الدولارات الأميركية بدل إنتاجها لا تصرف، فصرف ترليون واحد من الترليونات الخمسة لديها سيؤدي مباشرة إلى سقوط الدولار ويبقى لديها أربعة ترليونات ساقطة لا تسوى شيئاً، كما سيؤدي ذلك إلى إغلاق صناعاتها . أطراف المركز الرأسمالي كانت تستهلك فائض الإنتاج مقابل المواد الخام أما الولايات المتحدة اليوم فهي تستهلك كل قيمة الانتاج الصيني مقابل لا شيء، مقابل دولارات غير قابلة للصرف . الصين اليوم مثل من يبلع الموسى فهي ليست رأسمالية وليست اشتراكية بذات الوقت . الإقتصاد الرأسمالي يبدأ اقتصاداً وطنياً ويتمدد ليتجاوز حدود الوطن ويمسي كوزموبوليتياً، أما الاقتصاد الصيني من تأسيس نيكسون ـ بينغ فقد بدأ كوزموبوليتياً مباشرة ولا يمكن أن يعود وطنياً، وهو لذلك سينهار في وقت قريب .&خلاصة ما نكتب هي أن عالم اليوم يفتقد لنظام إنتاج ثابت ومستقر ؛ وما كان ذلك إلا لأن البورجوازية الوضيعة السوفياتية بفعل العدوان الهتلري والحرب العظمى تمكنت إثر رحيل ستالين من الإنقلاب على الاشتراكية وإزاحة البروليتاريا من سدة الحكم وهو ما أعلنه خروشتشوف بكل وقاحة، استبدال دكتاتورية البروليتاريا بما اسماه "دولة الشعب كله" في مؤتمر الحزب الذي لم يعد شيوعياً في العام 1961 . ذلك ما تسبب بانهيار ثورة التحرر الوطني وهي الإمتداد الطبيعي للثورة الإشتراكية، وهو أيضاً ما فت في عضد البروليتاريا في مراكز الرأسمالية فلم تتقدم لاستلام السلطة حال انهيار الرأسمالية في مراكزها . البورجوازية الوضيعة السوفياتية بقيادة الجيش، الذي لم يعد أحمر، هربت من الإشتراكية التي كانت على وشك أن تكتمل في العام 1956 فلا تعود قابلة للنقض . ذلك الهروب التاريخي الكارثي أدى لزوماً إلى انعدام التقدم إلى الثورة الإشتراكية سواء كان ذلك في الدول الرأسمالية أم في الدول المستقلة حديثاً .&البورجوازية الوضيعة ورثت العوالم الثلاثة التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية . ولما كانت البورجوازية الوضيعة لا تنتج غير الخدمات التي لا قيمة تبادلية لها ولا تقيم شبكة من علاقات الإنتاج القادرة على حمل المجتمع، فهي لذلك تقود العالم اليوم إلى الفقر والتهلكة هاربة من شبح الاشتراكية الذي يطاردها دون توقف .قريباً وقريباً جداً سينهار نظام الإنتاج في الصين وسينهار الدولار بذات الوقت وستنزل بالعالم كارثة كونية لا يحيط بتداعياتها حتى المحيطيون . حينذاك فقط سيتعلم العالم أن الهروب من الإشتراكية الذي بدأته البورجوازية الوضيعة السوفياتية في خمسينيات القرن الماضي وتفشّى في الدول الرأسمالية سابقاً كما في دول العالم الثالث، يؤدي إلى التهلكة، وأن لينين عندما أعلن في افتتاح الجلسة التأسيسية للأممية الشيوعية في السادس من مارس آذار 1919 أن نجاح الثورة الاشتراكية في العالم غدا أمراً مؤكداً لم يكن يرجم في الغيب . عالم اليوم تحكمه البورجوازية الوضيعة وبالتالي لا يملك نظاما اجتماعياً مستقراً طالما أنه في حالة هروب من الاشتراكية التي لم ينقطع شبحها يحوم في سماء العالم .المشروع اللينيني الإشتراكي الثوري الذي غرسه ستالين عميقاً في الأرض ما زالت جذوره حية تنتظر الربيع القادم لتنمو وتورق وتثمر وينعم العالم، كل العالم، بالرفاه والسلام .&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عبادة الفرد
علي البصري -

يبدو ان الكاتب يعيش احلام الستينيات الوردية وان فترة سجنه جعلته يتعامل مع الكتب بعيدا عن الوقائع ،حيث لم يذكر رودود الاحزاب الشيوعية في اوربا الغربية عن الواقع الستاليني العنيف في روسيا امثال الحزب الشيوعي الايطالي والفرنسي وحدسها المبكر وبداية تغيير الايديولوجيا الشيوعية الذي وصل بالغاء مبدا دكتاتورية العمال من قبل الحزب الشيوعي الفرنسي ونسى احداث المجر وجيكوسلفاكيا ا في الستينيات ،واذا كان حزبا عظيما من 17 مليون يهزمه نفر قليل يعني ان الافكار وصلت الى مرحلة الشيخوخة ،صفقات اسلحة مصر تدفعها السعودية وليست بالمجان ودفع هواري بومدين صفقات اسلحة بعد هزيمة 67،،الافكار لاتنتهي بموت الافراد مثل ستالين فينتهي كل شيء لان هذا يعني انتهاء الظرف المواتي الموضوعي والحتمية التاريخية التي يؤمن بها الشيوعين للتغير ومجيء اشياء اخرى تفرض واقعا اخرا.

العزيز البصري
فؤاد النمري -

عجباً عزيزي علي حيث تحاججني بما أنا أفاخر فيه وأقدره بما لا يقدره غيري . فأنا أعتبر الماركسية بكل أبنيتها الشاهقة العديدة تتلخص أخيراً بقراءة التاريخ قراءة علمية دقيقة .اعتمد الحزب الشبوعي السوفياتي في انحرافه عن النهج اللينيني السياليتي على طمس وقائع وحقائق مسيرة الشيوعية التاريخية ولذلك أرى الرجوع لهذه الوقائع والحقائق هو الدخل الوحيد للعودة إلى الماركسية اللينينية القويمة وفي هذا الإتجاه كتبت الحلقات العشرة بهذا العنوان وبناء عليه أنا أتهمك بما اتهمتني به ولك الجواب

انهيار الانتاج في الصين
سعيد زارا -

الرفيق العزيز تحياتي البولشفية.الانتاج في الصين فعلا في تهاو لكنك لم نشرح اسباب انهياره. هل لك ان تتفضل و تشرح ذلك. تحياتي

DAS KAPITAL
mustafa kamal -

حين الف كارل ماركس كتابه المذكور اعلاه بعيد منتصف القرن التاسع عشر كان صائبا لحد بعيد في استشراف وتوقع الازمات التي سوف تصاب بها الراسمالية بشكل متواتر . وفي حقيقة الامر لا تزال المقولة الماركسية صالحة حتى يومنا هذا لتفسير الفجوة المتعاظمة عقدا بعد عقد وقرنا بعد قرن بين مالكي الرساميل وبين العاملين . كما تنبا ماركس بالكيفية التي تمتد فيها ازمات الراسمالية من المركز الى الاطراف ( ازمة الر كود الكبرى في امريكا سنة 1929 مثالا ) . وفي اعقاب انهيار النظام المالي الراسمالي العالمي سنة 2008 نشر الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي كتابه ( الراسمال في القرن الواحد والعشرين ) الذي ترجم الى عشرات اللغات وبيع منه ملاييين النسخ . وفي هذا الكتاب يبرهن بيكتي مرة اخرى مقولة كارل ماركس في ان الراسمالية والمتغولة منها بخاصة تعاظم الفروق بين طبقة الراسماليين وبين العمال ( يمتلك 2 في المئة من الامريكيين 50 في المئة من ثروات البلاد ) .

بيكاتي و ماركس
سعيد زارا -

السيد مصطفى كمال المحنرم تحية طيبة.يعتقد كثيرون ان نوما بيكاتي في كتابه راس المال القرن الواحد و العشرين انه ينصف ماركس و يؤكد نهجه و في الحقيقة لا علاقة لتحليل بيكاتي الكينزي بتحليل ماركس العلمي. يذهب الاول الى تسليط الضوء على الدخل و التوزيع و هو يرغب في "راسمالية انسانية" عبر فرض ما يسميه الضريبة العالمية على الدخل, وهو طرح خيالي, اما ماركس فلا يرى في التوزيع "العادل" للثروات حلا لازمة الراسمالية مادام الانتاج هو من يحدد طريقة التوزيع لذلك بعد تحليله للراسمالية خلص ماركس الى انها مرحلة تاريخية في تطور قوى الانتاج و مرحلة مهمة في انسنة الانسانية لكنها لا يمكن ان تكون المرحلة النهائية التي يتانسن فيها الانسان بل رحلة الانسنة لن تكتمل الا بالانتقال الى المجنمع اللاطبقي حيث لا علاقات للانتاج فيه و بذلك سيكون من التافه ان نتحدث عن توزيع عادل للثروات حيث سيسجل المجتمع على رايته من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته.توما بيكاتي يتحدث عن الفروق و تقليصها لتحقيق المساواة بينما ماركس لم ير في المساواة الحل بل سخر منها و اكد ان اي تحسن في ملبس البروليتاريا و ماكلها و ادخارها لا يلغي علاقات التبعية و استغلالها كعبيد كما اكد ايضا ان زيادة الاجور لا تعني سوى التخفيض النسبي جدا لحدة الاغلال الذهبية التي صاغها الاجير لنفسه.بيكاتي بكتابه راس المال القرن الواحد و العشرين يريد ان يسرق ضوء جوهرة راس المال لماركس لكن هيهات فشتان بين لمعان الشمس و لمعان القمر . ماركس كتب كنابه في وقت كان فيه الرسمال سيدا و بيكاتي كتب كتابه في وقت انهار فيه راس المال و لم يعد و اصبح عبدا للبورجوازية الوضيعة. تتصفح ميزان الاداءات للدول الراسمالية السابقة فتجده عجزا في خانة الرساميل ما يعني ان هذه البلدان لم يعد لديها راسمالا تسنثمره و لا ادخارا تنعش بها راسمالها المنهار. تحياتي للسيد كمال و للنقاش بقية

رد على رد
علي البصري -

اقدر عاليا كل صاحب راي يعتقد به حتى وان اختلف اكثر الناس عنه (حرية الاعتقاد) رغم ان ستالين حقق الكثير وله الفضل في هزيمة النازية التي تسببت بمقتل اكثر من 50 مليون انسان وحول روسيا من دولة اقطاعية الى امة عظيمة بانياب ذرية ،لكن لهذا الرجل مثالب كثيرة بتقدير كافة الاحزاب الشيوعية الرئيسية الا الماويين واحزاب تكاد لااحد يشعر بها.،الحياة والتقدم وتطور اساليب الحكم والمجتمعات لااعتقد تسمح بظهور شخصية مثل ستالين في الوقت الحاضر .

الرفيق سعيد
فؤاد النمري -

أحسب أنني أشرت إلى البنية المصطنعة لنظام الإنتاج في الصين مؤكداً أنه مؤامرة بين نيكسون ودينغ هيساو بينغ وسينهار بالطبع بعد أن تتأكد الصين من أن الدولارات الأميركية دولارات جوفاء لا قيمة لها ويبدو أنها بدأت تتأكد من ذلكتحياتي للرفيق البولشفي سعيد

السيد مصطفى كمال
فؤاد النمري -

من يصف الأزمة الالية في أميركا في العام 2008 على أنها أزمة رأسمالية تلك التي تحدث عنها ماركس فهو بالتأكيد لا يعرف من الماركسية حرفاً من أفلس في 2008 هو البنوك وليس المصانع وهذا العكس تماما من الأزمة التي تحدث عنها ماركساللاماركسيون لم يدركوا أن النظام الرأسمالي انهار في سبعينيات القرن الماضي عندما أعلنت الدول الخمس الرأسمالية أن القيمة الرأسمالية تكمن في النقود وليس في البضاعة وهو ما يعني أن هذه الدول تخلت عن إنتاج البضاعة وهي بذلك لم تعد رأسمالية.من ضروب الجهالة أن يبيع بيكاتي الملايين من كتابه لفارغ ولا يبيع كتابي (جديد الإقتصاد السياسي) المنشور على النت نسخة لأن السلطات لم تجز طباعته

ماركس وبيكتي مرة اخرى
mustafa kamal -

السيد سعيد زارا الموقر . اشكرك على وجهة نظرك واقول : اثبتت الراسمالية بلا جدال انها افضل آالة لانتاج السلع والخدمات وتطور التكنولوجيا بما هي مسرّع لزيادة الانتاج وتجويد نوعيته وهي الاكثر مواءمة للفطرة البشرية في حيازة الملكية الفردية . وبرايي انها ستظل الافضل شريطة تقييدها بضوابط رقابية صارمة منعا لتغوّلها ودرءا لتواتر ازماتها الكبرى . ونلاحظ ان الولايات المتحدة الامريكية في النصف الاول من القرن العشرين كادت ان تكون اشتراكية بالنظر لما حظيت به طبقة العاملين من مكتسبات الرعاية الاجتماعية آنذاك . وبذلك توافر لشريحة واسعة جدا من الامريكيين في تلك الحقبة الحريات الفردية و المداخيل الجيدة وهما مكتسبان حرمت منهما الشعوب السوفياتية كافة في الحقبة عينها ناهيك عن تخلف نمط الانتاج الصناعي السوفياتي . وينبغي الاقرار ان تلك الحقبة لم يكتب لها الاستمرار طويلا بسبب تفلت الراسمالية الامريكية من ضوابطها القانونية والرقابية وهو تفلت انقلب تغولا تاما مع بروز النيوليبرالية الاقتصادية التي اطلقها رونالد ريغان ومعه مارغريت تاتشر . واوافق السيد زارا تماما ان راسمالية الولايات المتحدة الحالية تقتات من طبع الدولارات ( في صيغة سندات خزينة طويلة الاجل ) والزام بعض الدول بشرائها بل ان الفجوة بين كبار الاثرياء والغالبية الغالبة من الشعب الامريكي اتسع حجمها بشكل لا سابق له في تاريخ الولايات المتحدة . وبايجاز اقول تصلح الماركسية لتشخيص ازمات الراسمالية وتبيان اسبابها الا ان حلولها المنادية باللاطبقية تبدو ضربا من الطوباوية التبشيرية التي لا يقوى واقع الامور على تحقيقها ولا يتوفر تاريخ الانسانية على شبيه مستدا لها . فيما تبدو لي مقولة توماس بيكتي في ان عوائد الثروات ستتفوق دوما على معدل النمو الاقتصادي ما يؤدي لتزايد الهوة بين الاغنياء والفقراء وعلاجها بزيادة الضرائب على مداخي

الرأسمالية
فؤاد النمري -

الرأسمالية انتهت في أميركا في سبعينيات القرن الماضي والدلالة على ذلك أن إنتاجها لم يعد يغطي كتلتها النقدية في حين أنه من المعروف تماماً أن النظام الرأسمالي يخلق كل يوم ثروة إضافية لم تكن موجودة في اليوم السابقالتحليل الدقيق لإعلان رامبوييه يؤكد موت النظام الرأسماليالمركز الرأسمالي لا يستمر حياً بدون أطراف يكب فيها فائض إنتاجه .حركو التحرر الوطني حققت استقلال كل الدول الطرفيةلا يمكن الادعاء بموت الشيوعية طالما أن كل المجتمعات لم ولن تستقر قبل نسج علاقات إنتاج قادرة على حمل الشعب بكل طبقاته

بيكاتي و ماركس
سعيد زارا -

ماساة البشرية بدات مع التملك الفردي للانتاج و ما موائمة الفطرة البشرية لحيازة الملكية الفردية كما تقول الا زعم ايديولوجي يبرر التملك الفردي و لا علاقة له يالعلم بالعكس فقد عاش البشر تشكيلات لم يعرفوا فيها التملك الفردي للانتاج. السيد كيف لك ان تعلن تفوق الراسمالية على الاشتراكية التي قادها ستالين و الحقائق تقول عكس ذلك. الاشتراكية السوفياتية بقيادة ستالين كانت عند الموعد عندما هددت مصائر البشرية عندما اعلنت النازية حربها على العالم و استعباده عندها كانت الدول العظمى الراسمالية قد انهزمت شر هزيمة و ما كان لانتصار الاشتراكية على النازية ان يتحقق لولا تفوق الصناعة و النهج الاشتراكيين على الراسمالية. تقول ان الراسمالية هي الة لانتاج السلع و توافقني الراي ان امريكا الان تعتاش على طبع الدولارات الزائفة و هو ما يعني انها لم تعد راسمالية. اما ما قام به ريغن و تاتشر او ما تصطلح عليه بالنيوليبرالية فلم يكن الا محاولة لبعث الراسمالية المنهارة لكن هيهات. شخص ماركس ازمة الراسمالية تشخيصا علميا دقيقا لانه كشف قوانين تطورها و تطور المجتمع البشري بشكل عام و ما الراسمالية الا مرحلة ناريخية التي انهارت في سبعينات القرن الماضي كما اكد ماركس نفسه انها ستعجز عن تجاوز ازمتها البنوية. السيد كمال اشكرك في اثارتك لنقطة مهمة في كتاب بيكاتي و هي بالغة الاهمية الى حد ان كتابه يقوم عليها و هي عوائد راس المال او بالاحرى المال المتزايدة بالنسبة لمعدل النمو الاقتصادي هو طرح يؤكد تماما اننا نعيش ما بعد الراسمالية,بنك المدفوعات الدولية اكد ان الكتلة النقدية الموجودة تراوح 700 تريليون دولار و هي تفوق الانتاج العالمي بتسع مرات و هي حالة شاذة تشير الى لاراسمالية الوضع . فماركس اكد ان قانون ميل معدل الربح (عائد راس المال) نخو الانخفاض هو قانون اقتصادي يحكم الراسمالية حتى ان الاقتصاديين البورجوازيين ينعتونه بقانون عوائد راس المال المتناقصة. و للنقاش بقية

فكرة عقيمة ونقاش خيالي
محمود الأرقم -

نقاش الشيوعيين فيمابينهم عبارة عن "عُقم وجفاف"..وهم لا يعرفون قول الله " تلك أمة قد خلت" راحت واندرست تحت شيء أسمه الوجود وسنة الحياة المرسومة رسماً دقيقاً .. الطبيعيون نهايتهم معروفة وهم يعاندون .. أحلامهم وردية كعشق بريء من فتاة لخمّار عتيق .. الفتاة تحلم والمعشوق يهرب وكلاهما يتركون الواقع .. هكذا هي ابشيوعية التي دمّرت عقول الملايين ( واكثر الناس لا يعقلون)..وقفة تأمّل في الوجود وفي الواقع تنسف ماتبّنته الشيوعية في دقائق..

السيد محمود الأرقم
فؤاد النمري -

العالم لدى انهيار الاتحاد السوفياتي ضاق بالعلماء والمهندسين والأطباء السوفياتكانت الولايات المتحدة لوقت قريب تدفع 100 مليون دولاراً سنوياً من اجل انجاز العلماء السوفيات العمليات المعقدة في محطة الفضاء الدوليةنحن نطعن بقوة بشهادة محمود الأرقم لكننا لا نسنطيع أن نطعن بشهادة ونستون تشيرتشل الذي كان يصلي كل صباح للرب من أجل أن يحفظ ستالين لانه الوحيد القادر على صيانة السلم في العالمأو بشهادة روزفلت الذي كتب في مذكراته بأنه يؤمن بأن ستالين سيصنع عالما يسودة الحرية والسلام والديموقراطية