فضاء الرأي

العراق دولة الأشقياء والهفوات

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&قد أتفق والى حد بعيد مع من يريد القول ان العراق دولة يحمي أهاليها بعض الأشقياء.

من يعمل في حقل الدراسات السياسية يعلم بتحليل بسيط ان للهفوات السياسية بتشكيل قوة أو قوى خارج سيطرة الدولة لها نهايات محزنة وخطرة. الصياغة الشكلية للأستقرار الداخلي في العراق يدعو للتأسف والأسى لخضوع أهله ((بمكوناتهم القومية، الأثنية، والمذهبية)) الى صراع مستميت بين أشقياء لقادة حرس قومي، وفدائيو زعماء قوميات، ورؤساء أحزاب وعشائر، وكل منهم يحمل خريطة بائسة ساهمت في دمار العراق ومنع الأستقرار وخنق الحريات المدنية والتأمر بعقد مؤتمرات خارج حزام الدولة الأقليمي ويتم وفقها توزيع أدوار التأمر لغرض الوصول الى مسك السلطة وحيازة التسلط بلا إختيار جماهيري.&

فمن المقصود بدولة الأشقياء والهفوات والتأمر؟&

كم كان بودي أن أمتدح قيادات عراقية تعايشت مع الأحداث المؤسفة، إلا أني لاأستطيع إمتداح من لا يتمتع بعقلية إستراتيجية تعيد للعراق رونقه وبقائه في المحيط الإقليمي والدولي، وطالما اتخذت هذه الطبقة خطاً سياسياً يجاهر بالتأمر على تقسيم العراق.

يُعيدُ شقاوات العراق من الذين لايمتلكون الحكمة السياسية لإستراتيجية ((محاولات تنجح في مداها القريب وتفشل في مداها البعيد ))، بتكرار المبارزات الداخلية التي سادت منذ وصول شقاوات ألإنقلابات عام 63 وعام 1979، ويعيد صيغ نشر الأجواء المسمومة الإنقلابية اليوم شخصيات، كل واحد منها يحمل خريطة تقسيم سياسية يعرضها على دول ومخابراتها طلباً للتحقيق. من هذه الشخصيات رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني٬ الذي شن هجوماً من محطة صوت أمريكا على كيان الدولة العراقية، ونادى “باستقلال إقليم كردستان٬ وحق الشعب الكردي في تقرير مصيره" وقال (( بأنه وبعد انتهاء داعش٬ علينا أن ننهي موضوع الحدود الذي حددته قوات البيشمركة بدمائها٬ وعلينا تحديد حدود كردستان التي حررت بدماء البيشمركة، سواء بقينا في الحدود العراقية٬ أو البقاء كإقليم كونفدرالي )).&

وحول كيفية إعلان الاستقلال٬ قال “نحن نفهم جيداً بشروط الإقليم٬ ومحيطنا٬ وجميع الدول الذي استقلت مرت بنفس الظروف الصعبة٬ والمشاكل السياسية٬ والاقتصادية٬ ونحن مثل هذه الدول سنستطيع أن نعالج هذه المشاكل”.

ويرى الكثيرون بوجهة نظر معقولة ان الدولة العراقية محاصرة من معارضين ينطّون ويقفزون على سُلّم المسؤولية، وبعد كل قرار جماعي استراتيجي لحماية الدولة وتحصين أرض العراق، دون التمعن بجيوبولتيكية " الجغرافية السياسية " للمنطقة وأخطار التقسيم وردود فعلها المتثلة في جلب القتال الى داخل المناطق الأمنة في كردستان والتضحية بدماء البيشمركة من جديد وأجهاض الرؤية والحلم للمواطن الكردي، ودون التمعن بدستورية الدولة والاستجابة للأكثرية الديمقراطية. وقد سبق نيجرفان الرئيس مسعود بارزاني بعدم ثباته من وحدة التراب العراقي وتهديده بالأنفصال عن جسم الدولة وعواقبها الماثلة أمامنا منذ حملة الأنفال السادية في عهد صدام، وتحديه لشروط تجارية تمنحها الحكومة لإتفاقات بيع نفط الى أوردغان &- تركيا التي ينبغي أن تتم بالتقيد بشروط التصدير للثروة العراقية، كما قام بتوقيع العديد من الاتفاقات التي لاتعترف بها الحكومة الأتحادية، وقام بتعطيل برلمان الأقليم، وضم أراضي الأيزيديين في سنجار التي إستنكرها السيد انور معاوية امير الأيزيديين في العراق.&

هذه المواقف جميعها إسهام في إلحاق الأضرار بمصالح العراق من الشمال الى الجنوب وخطر عدم التقيّد باتحادية الدولة وفدرالية كردستان التي قد تتعرض لنكسة أخرى بعد إحتضان مجموعة شقية تتركز تجارة بقاءها على الكلمة الإعلامية و كل ما يثير الاضطراب الأمني الأجرامي والسياسي بإحتضان مصالح دول خارجية.

&الشخصية الاخرى هو النجيفي المتقلب المزاج. ويُميّزُ من بين غيره "بمذهبية الشكوك بمكون عراقي ورعاية مكون عراقي" ويرتمي في أحضان دول خارجية ويتأقلم مع قراراتها بشأن الأمور الداخلية الحساسة للوطن والمواطن. وهو يحمل خريطة تقسيم العراق ويعرضها على دول يضع فيها ثقته قبل وضع ثقته بأبناء شعبه. أما هوية وهفوات المعارض الاكبر وزعيم الحركة الصدرية مقتدى الصدر فهي معروفة بتهيّيج الشارع العراقي بدعوة أنصاره للتظاهر ضد الحكومة وإسقاطها، إن أمكن، دون حساب للفوضى التي أدخلها الى البلد والفوضى اللاحقة. فالصدر تُسيّرهُ أهواءه ومايصل إُذنيه ومزاجه الشخصي الذي يعلنه في خطب المزايدة المحببة الى نفسه التي لا يتوفر فيها خط سياسي واضح ولا منهجية تتبناها الدولة بالمسؤولية الجماعية المتفق عليها، الامر الذي أدى الى حصار قيام دولة مدنية حديثة تلتف حولها تطلعات الجماهير.

هذا الحصار بدأه من أشرنا إليه أعلاه بتشكيل مليشيات وشقاوات مسلحة، وليستمر حصارها وإفسادها الحياة المجتمعية ومنع تطورها وبناءها بعسكرة اهالي العراق وتجنيد أبناءه للقتال والقتال فقط، وخوض مايطلق عليه بالمعارك المصيرية، وإنهاء الحياة المدنية في كل المحافظات،فهاجر سكانها ورحلوا عنها لفقدان الأستقرار النفسي والأمني وإضطراب الحياة اليومية وإنعدام الحقوق المجتمعية المضمونة لتبقى الدولة في مسيرة صراعها الذي لاينتهي وتحت رحمة شخصيات تبنت هذا الموقف بما فيه من إعوجاج ومهاترات، ولايصدر من أفواهها إلا خيانة تربة العراق والتعلق بمصالح دول أجنبية.&

ومجلس النواب الضعيف ورئيسه الجبوري يتستر ويُبعد نفسه عن بحث هذه الأمور المهمة العالية الخطورة والملف الأمني المضطرب. ولايناقش مجلسه، وبحزم وصرامة، أمور هذه الشخصيات، بينما يبحث، كما ورد في بياناته الرسمية، مع ستيوارت جونز السفير الأميركي لدى العراق، الملف السياسي والأمني في بغداد، ويتداول معه بشأن " دور مجلس النواب في المرحلة القادمة ويؤكد أهمية زيادة الدعم الدولي للقضاء على تنظيم داعش".

لقد أضاع ساسة العراق فرصاً عديدة بهفواتهم وأخطائهم وثرثرتهم السياسية وعدم الوقوف صفاً واحدا لمحاسبة فئة طاغية أضرت بمصالح الشعب،ولم تبدي إعتذاراتها وبأحترام شديد للشعب ومكوناته القومية والمذهبية.&

الشكل المقبول لوضع الأستقراروإحلال السلام في العراق تعترضه وتمنعه تيارات حزبية ودينية تأقلمت مع مؤتمرات ومؤامرات الواقع القديم. فهي تعارض وتعارض وتعارض ومعارضتها مجرد مناورات للقفز على المسؤولية الجماعية الدستورية الديمقراطية للدولة ومنع تطبيقها. وهذه التيارات غامضة وسرية في التصرف والهدف و بلا منهج ولا نظام داخلي ملزم لأعضائها ككل الأحزاب في العالم.&

نزعة دكتاتورية هذه الأحزاب لقيادة المجتمع الى صراع دائم ليست حديثة ومراوغاتها السياسية الرتيبة قادت الفشل الى فشل ودمار أكبر وشروعها في آخذ طرق المغامرات التأمرية أنجب حالات مشوهة، وأوقف العمل المنهجي المنظم، وجعل من العراق دولة المهاوشات والهفوات والتهرب من المسؤولية وتوصيل الإعتذارات الى قادة دول.&

حمل وتحمّل أهل العراق الأمرين من رحيل أدباءه ومثقفوه وفنانوه وخبراءه وهجرة أطباءه ومهندسوه وعلماءه الى خارج خندق الصراع الحزبي والديني المقيت.&

وأحس مثقفوه عدم تألق أو نجاح أي مشروع وطني للحمة، بتعدد الهفوات والتوقف عند منتصف طريق النجاح وفقدان دينامكية العمل المنتج لمشاريع ضلت مهملة. فلاتوجد وصفة طبية لسياسة طبقة توقفت عن العمل ولاتفهم العمل السياسي الخدوم وسبب إنتخابها. طبقة التوقف وعدم التعرف على المسؤولية الجماعية أضرت بمهمات العمل السياسي والعسكري والأقتصادي والتجاري المطلوب والمناط برئاسة الحكومة من جهة ومجلس النواب من جهة.

المسؤولية الجماعية للقرار درس مفيد للتقدم والبناء والتشّيد، ولايتسبب في الإنزلاق الى ماكنا عليه والإعتذار عن الإنحرافات بكلمات مُهيأة مبررة" لحالات السرقة وفقر ميزانية الدولة،والإندفاع المتهور لتوقيع إتفاقات تُلغى لاحقاً لعدم ضرورتها، وقتال داعش في معارك خلقنا أُمراءها لأنفسنا.&

فقدان بوصلة التقدير السليم جعل من العراق دولة الهفوات والإعتذارات وقيام مبعوثيه الإنحناء الى مختلف مبعوثي الدول وممثليها.&

وختاماً أقول أن تسليم المسؤولية الجماعية المجتمعية بأيدي قادة شقاوات ومليشيات هو الميل والقبول للجرائم الأرهابية وتعميم الفساد والفوضى وإدخال الدمار. ولنكن على يقين ذكي تفضيلي بأن الأصوات العراقية للجماهير العربية والكردية، وبأي صورة إحصائية، لن تميل الى مؤسسات وأحزاب الأشقياء لقيادة العراق بخضوع وتطرف قومي أو مذهبي.

باحث وكاتب سياسي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كانت بالاحرى تغير اسم الع
Rizgar -

كانت بالاحرى تغير اسم العراق بعد كل الجرائم المرعبة من قبل بغداد منذ تاسيس الكيان ١٩٢١ , لقد سمّي البرتغاليون منطقة من افريقيا الوسطى بزائير ,نسبة الى احد الانهار في المنطقة , ثم تم تغير الاسم الى كونغو. تسمية العراق كانت اقتراح المس بيل , فمن الاحسن ايجاد تسمية اخرى بعيدة عن الهمجية.

الكاتب فقط ذكر مقتدى الصدر
برجس شويش -

السيد الكاتب بدأ بضد الكورد في مقاله هذا وانتهى ضدهم وما ذكر النجيفي ومقتدى الصدر سوى ذر الرمال في العيون. الكاتب مدافع عنيد عن نفوذ ايران في العراق وهو مع سياسات حزب الدعوة بقيادة المالكي , السيد الكاتب لم يذكر ما فعله المالكي والقوى الشيعية بالعراق وشعبه و الذين استحوذوا على النصيب الاكبر من السلطة والنفوذ, السيد الكاتب واضح في دعواته وسياساته يطلب من شعب كوردستان الاكثر نجاحا وتقدما من القسم العراقي بقبول هيمنة الطائفيين والتابعين لايران والفاشلين بامتياز, هل معقول هذا يا سيدنا الكاتب, هل يقبل شعب كوردستان وله نضال طويل وعريق في مقارعة المستبدين والعنصرين ان يسلموا امرهم الى من هم ليسوا بمستوى العصر ومتطلباتها , هل معقول ان يكون امثال نوري المالكي سيدا للرئيس بارزاني ويتصرف بالدولة العراقية على هواه وعلى هوى ايران الملالي . اعلمها مني جيدا ككورد ولكن يمثل كل الكورد بان شعب كوردستان لا يقبل بسيادتكم على قراره , مشكلتكم ليست مع بارزاني ابدا مشكلتكم مع شعب كورردستان وحقوقه وقضيته , انتهينا من حكم البعث وتريدون من شعبنا ان يرضخ لحكم الطائفين. هذا مستحيل يا سيدي الكاتب مستحيل جدا.

The New Hegenomy
Ali Al Basrawi -

Mr.Hakim gives us a " geostrategic research analysis'' piece that is a vulgar rant reflecting the true sentiments of the sectarian and hegemonic Shiia oligarchy of Iraq. He summarily convicts Kurdish and Sunni leaders of disloyalty to the Iraqi state without mentioning a singe Shiia leader or group that has contributed to the disintegration of the Iraq state. The writer ignores the fact the Islamic Al-Daawa Party ( an amalgam Shiia version of Muslim Brotherhood and the Baath Party in ideology and method) that has been in charge of the government for the last ten years. It has brought nothing but political and economic ruin to the people of Iraq. Furthermore it has made Iraq a clear puppet of the Iranian clerical dictators. There are at least twenty Shiia militia groups which are a law onto themselves. It''s ironic that after the British imperialists installed the Sunni oligarchy in power for ninety years, now the Shiia oligarchy wants to impose Shiia domination {aided and abetted by the Iranian neo-colonialists).This is as usual done in the name of ''territorial integrity of Iraq. '')It''s clear the idea of an Iraqi state and identity has failed miserably. The pre-fabricated edifice never had and will never have any integrity.

Mr. alBasrawi
من ضياء الحكيم -

Like they say “Seeing is believing “. I have to admit that you have great English ability in reconstructing certain facts, falsifying what is known. Keep in mind that the truth is Me, You, and the Truth. I have mentioned in the article the main players who participated, due to their ignorance, in creating a chaotic situation in Iraq and had inflicted great harms on its people. This is not a charade runs by saddam claiming Iraq’s Shiia are dominated by Iran . Your righteous, will one day, make ben- laden , Al-Qaida, September 11. Attackers on the US, al-Baghdadi ISIS are all Shiia. In the academia, my friend, what you actually wrote will be challenged by scholars and researchers in the field. D al-hakim

well said
إِسْكُتْلَنْدِيّ -

agree 100%

طارق عزيز
بهلول -

سئل طارق عزيز يوما من صحفي كيف تتعاملون مع المعارضه فقال(هم مجموعه من اللصوص والقتله)واثبتت الايام انهم كذلك.لانلومهم نلوم من طبل وزمر وانتخبهم.

alBasrawi
محمد -

أتفق مع الدكتور الحكيم في أن من أسمه علي البصراوي رقم 2 يدين نفسه بمساندة أفكار الأرهاب . شكراً لإيلاف محمد

New Hegomeny Contiued..
Ali Al Basrawi -

It''s good of Mr. Hakim to respond to my comments. Unfortunately, he does not live up to the meaning of his own name (Hakim = Wise in Arabic). He reveals either his ignorance or a deliberate attempt to avoid discussing the fundamental causes of Iraqi state malaise and discombobulation. First, no fair minded person should accuse all Shiia community as the guilty party. The average Shiia citizen is as much a victim of the Shiia oligarchy''s misrule as all other communities. It''s the Shiia oligarchy - consisting of Shiia Islamist leaders and politicians , militia leaders and Rule-By-Fatwa Clerics- who are mainly responsible for the mis-governance and corruption of Iraq. Why doesn''t the writer say anything about the invidious role of Nuri al-Maliki and his Islamic Al-Daawa Pary and its allies have played in the collapse of all the main state institutions for the last ten years? It''s clear that this oligarchy doesn''t believe nor practices pluralism and inclusiveness of all Iraq I communities. When pressed, they resort to the argument that they are the majority population. As ''scholars'' know winning an election does not automatically mean a just and fair rule, as we have seen recently in Erdogan''s totalitarian rule in Turkey. Even elections in Iraq are dubious in their fairness as the dominant self-serving parties resort to bribery and manipulation of the process. For example during the last election Maliki''s cohorts were advertising ''incentives'' such free pieces of land to voters if they agreed to vote for the Islamic Daawa Party. The ruling Shiia oligarchy has been using Saddam''s ''laws'' to entrench their supremacist and kleptocratic rule. As to the role of Iran , it''s not just an allegation as any fair -minded observer can see for themselves that Iran is dominating Iraqi government and the Shiia oligarchy in every sphere. The Iraqi government has affirmed the terms of the squalid Saddam-Shah 1975 Agreement at the insistence of the clerical