فضاء الرأي

من يطفئ الحريق العربي؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يختلف اثنان على ان المنطقة تعاني من حالة اضطراب وفقدان الوزن والأخيرة حالة فيزيائية لوصف خروج الاجسام عن نطاق الجاذبية الأرضية وفي منظور تطبيقات السياسة تعني غياب واضمحلال الدولة , الدولة التي عدها كتاب السياسة الاوائل من ارقى صيغ العيش المشترك بين الافراد لضمان مستقبلهم فما الذي جرى لها في بعض عالمنا العربي حتى تآكلت الى الحد الذي صارت فيه عاجزة على الدفاع عن نفسها بوجه تحديات اقلها هذا الانهيار المريع للسلطة وتفشي الفشل والياس والفساد والاحتراب الداخلي مرة واحدة فما الذي جرى ويجري والى اين نحن سائرون؟؟

ليس من باب الاعتداد بالنفس او التنبوء فقد كتبت مقالا في هذه الصحيفة الغراء إيلاف عند أبتداء ما سمي وقتها الحراك بالربيع العربي او للأسف سمه الجحيم العربي قلت من ضمن ما قلت فيه من انكم سوف تبكون على هؤلاء الحكام الظلمة كما تصفونهم لأن البدائل هلامية وضبابية وتوقعت بروز الاخوان المسلمين كتنظيم بما عرف عنهم من انتهازية وسياسات مبطنة لاستغلال المناخ العام والقفز الى السلطة وتجييرها لهم الى الأبد تحت لافتة الديموقراطية.

&الأخوان المسلمون في الواقع هم من يتحمل اشعال نار هذه الفتنة التي يبدو انها لا تنطفئ نيرانها قريبا والذين تغلبت عليهم شهوة السلطة وزين لهم مفتيهم القرضاوي بان دولة الخلافة على منهجهم اصبحت قاب قوسين او ادنى وربما كان هناك من اقتنع او اقنعوه بانه الخليفة المنتظر فجاد عليهم بالمال وسخر لهم الفضاء البصري واطلقهم من قعر الظلام.

الحسن الثاني ملك المغرب الراحل عُرف عنه قدرة فائقة على نحت مقولات السياسة فرد على تعريف السياسة الكلاسيكي القائل بانها فن الممكن ليقول نعم لكنها ايضا هي فن التوقع.. وصانع القرار في اي بلد عندما لا يستطيع تفكيك معطيات المشهد السياسي واعادة تركيب صورته لاستقراء اتجاهات ومالات الاحداث في المستقبل عليه ان يمتهن اية حرفة اخرى غير السياسة.&

لا احد في عالمنا العربي ينفي بأن هناك سوء في الإدارة وتصريف شؤون العباد مثلما هناك فساد واستغلال نفوذ وتسلط الا ان هذه العلل لو بقيت في اطار المطالبة بالاصلاح والتدرج من غير هزات ارتدادية او تحطيم للبنى الارتكازية للدولة لبقيت منطقتنا في وضع احسن مما نحن فيه بما لا يجعلنا نترحم على الماضي فالشعوب احيانا لا تعي طبيعة الظروف التي يعمل وسطها السياسيون ونحن احوج ما نكون في لحظتنا الراهنة الى مصارحة النفس ومثلما يردد الاطباء التشخيص نصف العلاج فهل وضع ليبيا الان افضل وهل وضع مصر الان احسن من عهد مبارك وهل اليمن السعيد بحال صحية ومعافاة ام انها مشرعة ابوابها على الجحيم وهل الامن والاستقرار والسياحة والازدهار في تونس مثالي وهل ليلى المريضة في العراق يرجى شفاؤها قريبا واين كان كل هذا الكم العبثي من الارهاب يختبئ؟.. وفي اية تشققات كان يستلقي وينام..

الم تكن الدولة المقتدرة بجيشها وسلطتها ووحدتها الترابية سدا منيعا ضد الارهاب والتطرف فلو بقي القذافي هل كنا نسمع بأمارة سرت الداعشية وهل يتحول مفتي ليبيا السيد الغرياني الى زعيم ميليشيا ولو بقي صدام هل احدا سمع باسم الخليفة ابو بكر البغدادي ربما سيعرفه فقط جيرانه في جامع صغير في منطقة الطوبجي ببغداد حيث كان الخليفة الموعود اماما به و يجاهد من اجل الحصول على قبول الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة بغداد بحسب ما ذكر زميل له في الكلية.. الم يخرج الرجل الذي كان يشتم ويدحرج رأس تمثال صدام في ساحة الفردوس عام 2003م على شاشة السي ان ان قبل شهورليقول اتمنى لو يعود لأعتذر منه وأقبل رأسه؟؟.. كيف كان حسني مبارك ونظامه يتدبرون احوال مصر بميزانية مستقرة فالعملة الخضراء قد استقرت معه لعقود من الدهر حول سعر الخمسة جنيهات والامان كان يعم كل ارجاء المحروسة فلا جرعات مليارية للانعاش ولا أزمات.&

وفي تونس الجميلة حيث كان الدينار التونسي مستريحا والسياحة تزهو باحلى ايامها واليمن العزيزة لا اريد ان ازيد على قول ناشطة نسوية بارزة في الحراك اليمني ( لو كنا نعرف ما ينتظرنا لقبلنا راس المخلوع واكرمنا وفادته )؟ اسئلة مزعجة ومؤرقة للنفس لكن هذا هو الواقع فدولنا ليست منيعة وهي نتاج تراكم سنوات طوال وسارت الامور بطريقة مقبولة فهي اشبه بمبان قديمة لكنها راسخة وكان علينا صيانتها بالتدريج..

الفأس قد وقع في الرأس ماذا نفعل الان؟ واين هي الحلول؟ واين هي التسويات السياسية؟ ولماذا لا احد يستطيع فرضها بكل ما متاح من قوة وامكانات فنحن كأننا نشاهد مسلسل تلفزيوني تتناسل حلقاته من قتل وتدمير وتفخيخ وتشظي وحدة كيانات ومعارضات في فنادق تنتظر القفز الى السلطة بأي ثمن وارهاب يتفشى بيننا حتى وصل قطاره الى الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم اربعة عشر ربيعا تحولو الى انغماسيين واحزمة ناسفة.. رباه اسعفنا مما نحن فيه والى اين نحن ماضون فلا احد يدري حيث لا نرى ضوء في اخر النفق وهل ستشرق شمس من جديد على الشام او صنعاء او بغداد او بيروت او طرابلس وان آخر دعوانا ان يحفظ الله بعنايته ما تبقى لنا من دول ويجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن.

al.dulaimi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا ....لن تشرق الشمس
فول على طول -

لا ..لن تشرق الشمس على بلادنا وأقصد الشرق الأوسط والبلاد الاسلامية عامة ...مازلتم لا تقتربون من السبب الحقيقى للتدمير الذاتى الذى تعانون منة . سيدى الفاضل ان الحكام السابقون مثل صدام أو مبارك أو ابن على ...كلهم كانوا مجرد غطاء وهمى للاستقرار الوهمى ...نعم كان أفضل من حاليا ولكن كان لابد من الانفجار فى وجوة الجميع . بلادنا ترتع فى ثقافة عنصرية منذ 14 قرنا ولم يحاول أحد الاقتراب - وليس علاج أو اصلاح - من تلك الثقافة ..بلادنا لا تنتج سوى الارهاب والنسل المستعد للتفجير والذى يقوم بة الان حتى الأطفال والنساء طمعا فى الجنة ...أجيال تربت على الكراهية ..ولا تعرف شيئا غير الكراهية ,..ومعبأة بالكراهية .,وصلت بهم الى كراهية أنفسهم لدرجة التفجير أى تفجير أنفسهم .../اذا تنتظر من هذة الأجيال ؟ وللأسف يعتبرون هذة التعاليم مقدسة . فى بلادنا السعيدة - على الاخر دنيا واخرة - وبعد الربيع اياة تم كتابة دساتير أكثر عنصرية وأكثر تطرفا وارهاب ...وظهرت الشعوب على حقيقتها بعد زوال الحاكم . تم تهجير الأقليات والاستيلاء على ممتلكاتهم وبمباركة ومساندة الأغلبية حكومة وشعب ..تم احتضان الدواعش الغرباء واستضافتهم فى منازلكم بالاضافة الى الدواعش الأصليين من نفس البلدة وهم الأغلبية ...ماذا تنتظر بعد ذلك ؟ رئيس أى حكومة داعشى بامتياز حتى لو ظهر بثوب أخر ...تعاليم داعشيةبامتياز ومنذ القديم ...دستور داعشى بامتياز ...سيدات داعشيات وأباء يفخخون أبناءهم ...شيوخ ارهابيين بمعنى الكلمة ...جامعات تخرج دواعش ...ماذا تبقى بعد ذلك ؟ لن تشرق الشمس مرة أخرى على بلادنا بل فى طريقها للزوال وهذا طريق طبيعى جدا ومتوقع ومن يتوقع غير ذلك فهو لا يجيد أى قراءة ...لا سياسية ولا واقعية .

الصراع مستمر
أبو جمال -

منذ أزيد من ثلاثة قرون و"الغرب" وتحديدا بلدان أوروبا الغربية والولايات المتحدة تتربع على عرش القيادة عالميا على كافة المستويات (الإقتصاد، العلوم والتكنولوجيا، القوة العسكرية، الهيمنة السياسية). إن ما يجب التذكير به هو أن مركز هذه المجموعة عرف قبل ذلك مرحلة طويلة من الصراع الشرس بين قوى المحافظة التقليدية المستفيدة من الوضع القائم وقوى التجديد والتغيير. وهكذا عاشت أوروبا حوالي قرنين من الزمن (ق15 وق16) من الحروب الدينية التي عرفتها الكنيسة بين دعاة الإصلاح الديني والمحافظين، كان من ضحاياها مئات الآلاف من القتلى بالرغم من كون الأسلحة المستعملة آنذاك هي "أسلحة بيضاء" وأضعاف ذلك العدد من النازحين و اللاجئين. وصاحب وتبع ذلك زهاء قرنين من الزمن صراع سياسي دموي مرير بين قوى التغيير التي مثلتها البورجوازة الصاعدة التي تبنت فكر الأنوار، في مواجهة القوى المحافظة المتألفة من الفيودالية المتحالفة مع الكنيسة. و هكذا فقد علمنا التاريخ أن الإنتقال من وضع سيء إلى وضع حسن أو أقل سوء يتطلب تقديم تضحيات جسام ووقتا كافيا. إن الحراك الذي عاشته بلدان العالم العربي، و بدرجات متفاوتة، يمثل الموجة الأولى من الثورات التي تستهدف هزيمة الاستبداد و تحقيق الحد الأدنى من الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية والمساواة.

اسال الصهيوني برنار ليفي
علي البصري -

ماشاء الله على ربيعكم الذي اولد داعش والنصرة والارهاب بانواعه واشكاله ،يقول برنار ليفي كان رجال حمايته يطلقون على القذافي ابن اليهودية ويقول كنت ابن اليهودية الوحيد بينهم ،حينما يكمل المخطط سوف يتوقف الربيع انتظر عقدا للوصول للعصر الحجري !!

Racism
Hilawi -

Agree with No 1, the core problem in this region has always been a grotesque from of racism. A racism that would make South Africa''s apartheid regime look like a liberal democracy.

لماذا
كريم الكعبي -

لماذا لم تنشروا ردي