فضاء الرأي

الحوثيون كظاهرة، متى تنتهي؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عندما كنت في اليمن لم اشعر يوما ان هنالك فرقا بين الزيدي والشافعي مطلقا لان المذهب الزيدي في جوهره سني التكوين ولن تجد يمنيا واحدا يتحدث عن المذهبية بل انهم يقولون لك نحن في اليمن عرب ومسلمون فمن اين برز الى السطح شلة من شباب تشيعو في إيران واصبحو ورقة بيد علي عبدالله صالح الذي احتضنهم في البداية في اطار لعبة التوازنات التي يجيدها بمهارة ضد السلفيين وشيخهم مقبل الوادعي في دماج من نواحي صعدة. كان كل هم علي صالح هو الاستمرار في الحكم بأية وسيلة ولا يهم من هم حلفاءه في الطرف المقابل.

تحالف مع الشيوعيين وعلي سالم البيض فبسط نفوذه على الجنوب تحت راية الوحدة وبعد اربع سنوات أنقض مع شركاؤه الجدد الأصلاح والقاعدة والزنداني الذي اتى به عضوا في مجلس الرئاسة للخلاص من شركائه الجنوبيين والامساك بارض الجنوب.&

علي صالح وحد الجغرافية بالقوة لكنه فشل في توحيد الشعب اليمني فترك جروحا لم تندمل من قلوب اهل الجنوب.

اليمن بلد التحالفات والتنافضات والتي سرعان ما تنفض وتتحول الى احلاف اخرى قبائل متشابكة ومتصارعة تحركها مصالحها اولا ومن يريد ان ينجز شيئا في اليمن عليه ان يحسن ادارة لعبة القبائل وهو ما أفلح به علي صالح واتذكر ان صحفيا عربيا قد اصطحبه الرئيس صالح في جولة بسيارته في ضواحي صنعاء وكان هناك يومها انتخابات رئاسية وبرلمانية فيقول سألته الا تخشى من نمو لعبة الديمقراطية ويذهب منك كرسي الحكم يوما؟؟ يقول الصحفي ان صالح جلجل بضحكته وكان يرتدي الزي اليمني التقليدي ومؤشرا باصبعه الى الخنجر او الجنبية بلهجة اهل اليمن التي يتأبطها ( بهذا الخنجر جئت وبه اذهب ).

نعم انها لعبة القوة فمن يمتلكها يستطيع ان يفرض حلوله على اليمن.. كيف تمكنت فئة لا تزيد عن اثنان بالمئة من الشعب اليمني ان تمسك بخناق بلاد بلقيس وسبأ؟ ببساطة أن النصيحة جاءت بمشورة إيرانية عليكم بحليف قوي ليوفر لكم تسهيل السيطرة وكان علي صالح ومؤتمره الشعبي جاهزا بألاعيبه ورغبته في الانتقام من الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي خلفه في دار الرئاسة مدفوعا بالتحالف مع أي أحد حتى لو كان حوثيا.

ربما من يعرف طبيعة اليمن يدرك ان هذه الحرب لن تنتهي بالضربة القاضية انما بالنقاط لان هذا الشعب من سماته الحروب واليمني بطبيعته لا يولد الا للقتال كما وصفهم العقيد سعيد صفوت رئيس اول بعثة عسكرية عراقية لليمن عام 1942م وعلي صالح يراهن في حساباته على طول أمد النزاع وانهاك خصومه وهنا فلا بد من العمل على فك التحالف الصالحي الحوثي باي ثمن وعزل الحوثيين الذين ان تخلى عنهم عرابهم المخلوع سيعودون سريعا الى جحورهم في جبال مران وكهوفهم في صعدة والخطوة الاولى استمرار السعي لتنظيف ارض الجنوب من براثن الارهاب والحوثي وهو ما تقوم به القوات الإماراتية بشجاعه فائقة جنبا الى جنب مع ما تقوم به من عملية احياء الأمل عبر التنمية واصلاح ما تدمر من منشات التعليم والصحة والطاقة وغيرها.&

جيوش كثيرة في التاريخ دخلت اليمن من الفرس والاحباش والعثمانيين بل وحتى الرئيس الراحل عبد الناصر في دفاعه عن الحكم الجمهوري ولكنها لم تفلح في تحقيق نصر واضح لان الانتصار يتحقق على يد ابناء القبائل اليمنية والتي هي عصب اليمن وجمجمته والا كيف يتمكن علي صالح وسط هذه الظروف الصعبة ان يجمع مليونيات من حشوده في العاصمة صنعاء؟ انه يجيد بمهارة تحريك خيوط القبائل اليمنية بخبرته ودهائه الكبير وما تكتنزه خزائنه من مال.. فقد قال لي صديق يمني لا تصدقون الكلام ان 99 بالمئة من اوراق اللعبة بيد علي صالح فهو من يدفع الحوثيين لتصدر المشهد مستغلا جهلهم وغباءهم لكي يتحرر من اية تبعات او التزامات لاحقة. شيئان اساسيان يجب ان يدركهما من يرغب بالتعاطي مع الشأن اليمني وهما مدى القدرة على اتقان لعبة القوة والمساومة؟؟&

al.dulaimi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من مذكرات مسلم سابق
فول على طول -

ما على المسلم تعلمه قبل أن يتحول إلى آلة قتل من جديدعلى المسلم أن يتعلم أن نقد دينه ليس هجوماعليه أن يتعلم أنه ليس أحقادا يصوغها كفار إنها تساؤلات لأناس أرهقهم النقص الأخلاقي والمعرفي في الفكر الإسلاميعليه أن يعلم أن الأخلاق الإسلامية تتنافى مع الموروث الإنساني للاخلاق الحاليةعليه أن يعلم أن أمر المرأة بالتستر هو وليد عقلية ذكورية فقط ولو كان إلها يريد منع الفتنة لفرض ذلك على الجنسينعليه أن يعلم أن التحرر ليس عهرا وأن حرية العلاقات الجنسية ليست انحلالا للمجتمع وان دعواتنا ليس نهاية العالم وليست فحشاً يقصد منه ترويج الفتنةعليه أن يعلم أن غايتنا أسمى من أن نمارس الجنس أو نشرب الخمر بل هي غاية لتحقيق السعادة في الحياة والخير للجميععليه أن يعلم أن الإله إن وجد فهو لا يجب أن يحول الحياة إلى اللون الأبيض والأسود فقط وأن يقتل فينا كل رغبة وكل فرح وأن عليه أن يحب الخير والسرور والفرحة لنا ولا يدعونا لقتل كل من خالفناعليه أن يعلم أن الإعجاز العلمي للقرآن محض خيال وأن الأخطاء العلمية في القرآن أكثر من ان تذكر وأن مراحل نمو الجنين ليست تلك المعضلة التي عجز العلماء وآمنو بسببها (مثلا)عليه أن يعلم أن تخلف البلاد المسلمة ليس ناتج عن مؤامرة تحاك على المسلمين بل هو ناتج عن طبيعة الإسلام الذي يجعل الحياة عبارة عن بقاء وتناسل لا محدود يقتل الفكر الإبداعيعليه أن يتعلم أن النص الإسلامي عاجز عن أن يكون دستورا لبلاد في القرن الواحد والعشرين وأنه عبارة عن رؤية قبلية فقط لا أكثرعليه أن يتعلم أن الإمبراطورية الإسلامية قامت بالسيف في ظل محدودية المعرفة وانهيار حضارات متعبة وليست رضا إلهيا انتهى عن المسلمين وأن الدولة الأموية والعباسية لم تعطي القوانين الإسلامية بالا لا في نشوئها ولا في اختياراتهاعلى المسلم أن يخرج من وهم ما هو عليه كي يعيش وأن يعلم بأن من يحاول أن يخرجه هو من يستحق الشكر لا الكره وأن سلامه الروحي المزعوم هو عبارة عن قلق مؤجل لا أكثرعليه أن يعلم أن الإسلام دين قائم على تثبيت عقيدة قائمة منذ ألف وأربعمئة عام وعلى اعتبار قوانين قبلية لم تحرم الغزو والسلب والعبودية والسبايا على أنها قمة الأخلاقمحمد لم يعرف الأخلاق الحقيقية حتى يتمها .. عليكم أن تعرفوا ذلك …وفى نهاية التعليق نحن نسأل هل ما يحدث فى اليمن أو البلاد العربية بعيد عن الدين الاسلامى أم أن الدين حاضر

العكس هو الصحيح
صوت الحق العلوي -

بعيداً عن الأحلام الملونة بالدولارات ، لقد اثبت الحوثيين ان القلة التي تساندها الشعوب هي التي ستنتصر ، ما قدمته من اعذار لتفوق ٢٪‏ حسب مقالك في حربها على من تساندهم ترسانات أسلحة وتحالفات بأسماء عدة وعواصف لم تحرك حجرة او تحتل قرية بل اصبح اعدائهم في موقف الدفاع عن النفس والتوسل بايقاف الحرب كأقوى اعتراف بالهزيمة رغم كم المجازر والدمار باعتراف كل العالم الحر ومن يتابع اجتماع غروزني يعلم من هي الظاهرة التي ستنتهي بل الى زوال كقريناتها في التاريخ لانها ظواهر طارئة على الاسلام كما كانت الدولة الأموية والعباسية قبلها ،

التصيد في الماء العكر
كاره المغول -

ياسيد فول، صحيح أن المتنافسين على حكم اليمن وكذلك العراق وسوريا كلهم مسلمون ويبدو لمثلك ممن يحكم عل الأمور من ظاهرها ـ كما وصفتَ نفسك مراراً في تعليقاتك ـ أنّ مايحدث من مشاكل ومصائب في منطقتنا سببه تعاليم إسلامية أو تعدّد مذاهب لكن، ولنعود إلى أول سطر من مقالة الكاتب أعلاه إذ قال:(عندما كنت في اليمن لم أشعر يوماً أنّ هنالك فرقاً بين الزيدي والشافعي لأن المذهب الزيدي في جوهره سنّي ... فمن أين برز إلى السطح شلّة من شباب تشيّعوا؟) انتهى الاقتباس. ياسيد فول؛ أوضّح لك أمرين: أولاً/ أخطأ الكاتب حين قال الشيعة قد استحدثوا في اليمن كونهم موجودين في اليمن منذ كان علي بن ابي طالب والياً عليها، ولاأريد هنا مناقشة الكاتب فهو من العراقيين الماركسيين الذين هربوا إلى اليمن من بطش البعث ولايفهم في الإسلام والمذاهب.. مع ذلك استخلص من حديثه أنه لم يكن هنالك مشاكل بين أهلنا في اليمن جنوبه وشماله. عاشوا لفترات طويلة متحابّين متوادّين متعاضدين حتى فرّقت السياسة والمطامع فيما بينهم. فأين موضع الخطأ في الدين أو المذهب لتأتي حضرتك وتعكس كل شيئ على المعتقدات؟ ياسيد فول عليك أن تفهم ـ وأنت أذكى إخواتك كما تدّعي ـ بأنّ شعوبنا لو تُرِكت على حال سبيلها ما تنافرت ولا تحاربت. عليك أن تفهم بأنّ هنالك في منطقتنا معسكران المعسكر السعودي والمعسكر الإيراني وكل منهما يبذل كل مافي وسعه للهيمنة على المنطقة لتحقيق مطامعه السياسية والاقتصادية. السعودية تعمل من جهة مستغلة الخلافات المذهبية وإيران كذلك. يامستر فول عليك أن تفهم في السياسة والاقتصاد لتعي مايحصل في بلداننا. أنا أعدّك من الأذكياء ومن الذين (يفهمونها وهي طايرة) فحافظ على حسن ظنّي بك ولا تتعبني أكثر لأقرّب الموضوع إلى ذهنك فأقول لك: حتى لو كانت شعوبنا ليست مسلمة، مسيحية مثلا، لكُنّا رأينا إيران استخدمت المذهب الكاثوليكي وسيلة لتحقيق مطامعها والسعودية البروتستانت أو العكس، هل فهمت؟

تناقص واضح
عربي -

اذا كان الحوثيون بنظرك يمثلون ٢٪‏ اذن حسب قوانين الامم المتحدة هم يصنفون تحت قانون حماية الأقليات وبالتالي يحق لإيران او روسيا حمايتهم بالقانون من الإبادة التي يتعرضون لها تحت اي مسمى