فضاء الرأي

خفايا الدور المشبوه للنظام الإيراني

عناصر من ميليشيا الحوثيين المدعومين من إيران في العاصمة صنعاء
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تزامناً مع الحرب المندلعة في غزة ومخاطر توسعها وامتدادها إلى دول أخرى في المنطقة، بدأت تتواتر أنباء مختلفة تشير بوضوح إلى تورط النظام الإيراني في العديد من الأمور والمسائل ذات العلاقة بهذه الحرب، وبما يدل على أن هذا النظام يريد استغلال وتوظيف هذه الحرب من أجل تحقيق أهداف ومآرب أخرى، آخرها - ولیس أخیرها بالتأکید - تصریح المتحدث باسم قوات الحرس التابعة للملالي‌ بأن حرب غزة جاءت انتقامًا لاستهداف قاسم سلیماني! الأمر الذي دفع حرکة حماس إلى نفي هذا التصریح وتکذیبه.... فورًا، علماً أن قادة ومسٶولو النظام الإيراني قد سعوا دائماً إلى الادلاء بتصريحات ومواقف تنفي علاقتهم بهذه الحرب أو سعيهم لاستغلالها في سبيل أهداف خاصة بهم.

في أعقاب الهجمات المتواترة للحوثيين والتي تستهدف سفناً تجارية في البحر الأحمر، نقلت وسائل إعلام إيرانية، السبت، عن قائد في الحرس الثوري قوله إن البحر المتوسط ​​قد يغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب "جرائم" في غزة، من دون أن يوضح كيفية حدوث ذلك، حيث نقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن محمد رضا نقدي، مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية قوله: "سيتعين عليهم قريباً انتظار إغلاق البحر المتوسط ​​و(مضيق) جبل طارق وممرات مائية أخرى"، مضيفاً أن البحر الأحمر تحول إلى كابوس لأميركا وإسرائيل.

هذه الهجمات تٶکد معظم الأوساط السياسية والاستخبارية وحتى الإعلامية وجود علاقة وثيقة للنظام الإيراني بها، ومعظمها يجري بتعاون وتنسيق مسبق بين الحوثيين والنظام الإيراني، لا سيما أنَّ جماعة الحوثي تعتبر أساساً ذراعاً للنظام الإيراني يتم تحريکه ودفعه بحسب مصلحته وما تقتضيه ظروفه وأوضاعه. غير أنَّ الملفت للنظر إنه، وتزامناً مع نشر هکذا أنباء وتقارير، فقد نشر البيت الأبيض معلومات استخباراتية أميركية تؤكد أنَّ طهران زودت الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية.

وأوضح البيت الأبيض أنَّ الأجهزة الأميركية توصلت عبر تحليل بصري إلى خصائص متطابقة تقريباً بين الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز KAS-04 وتلك التي أطلقها الحوثيون، بالإضافة إلى خصائص متماثلة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ الحوثيين، لافتاً إلى أنَّ الحوثيين يعتمدون أيضاً على أنظمة مراقبة توفرها إيران في البحر. وفي السياق ذاته، صرحت أدريان واتسون المتحدثة باسم الأمن القومي في البيت الأبيض قائلة: "ليس لدينا ما يبرر الاعتقاد أن إيران تحاول ثني الحوثيين عن هذا السلوك المتهور"، وأضافت في بيان: "نعلم أن إيران ضالعة بشدة في تخطيط العمليات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر"، وأکدت أن "الدعم الإيراني للحوثيين قوي ويشمل تسليم معدات عسكرية متطورة ومساعدة استخباراتية ومساعدات مالية وتدريب"، وأن طهران قامت بـ"تفويض القرارات العملياتية إلى الحوثيين" واعتبرت أنه من بدون مساعدة من إيران، فإنَّ الحوثيين سيواجهون "صعوبة في رصد وضرب" السفن التي تمر عبر البحر الأحمر!

بطبيعة الحال، ليس بجديد أو طارئ على النظام الإيراني القيام بهکذا دور مريب، إذ أن له ماض مشهود في العراق ولبنان وسوريا، ناهيك عن تورطه في نشاطات مريبة في دول أخرى نظير مصر والمغرب والسودان وتونس والقائمة طويلة، تٶکد ضلوع هذا النظام بنشاطات مشبوهة من أجل زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة والعبث به من أجل التصيد في المياه العکرة وتحقيق أهداف وغايات خبيثة على حساب أمن واستقرار الدول. والحقيقة إنه کلما زاد البحث والتمحيص، سيتبين في النتيجة أن حقيقة الدور المشبوه للنظام الإيراني أشد وأدهى!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف