الدكتاتورية منتج شعبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول مارتن لوثر كينغ: "لم يقتلنا الأعداء، بل صمت أصدقائنا". والأمم التي لا تتعلم من دروس التاريخ، تقضي على أي فرصة تتاح لها كي تنهض وتتقدم، وتبقى دائماً أسيرة التخلف والخذلان نتيجة خلق أنظمة دكتاتورية.
في العصور القديمة، كان الحكام، فراعنة أو أباطرة أو خلفاء أو سلاطين أو باباوات أو ملوكاً أو تحت أي مسمى آخر اندرجوا، أصحاب صلاحيات مطلقة، يحكمون كأشباه آلهة أو كخلفاء لله على الأرض، حتى ظهرت الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي تحكم عن طريق الاختيار الشعبي، ويجري اختيار الحاكم بناءً على رؤى أيديولوجية وبرامج سياسية، في حين تم تحجيم سلطة الحاكم بشبكة متناسقة من الدساتير والقوانين والمؤسسات التشريعية والقضائية. وقد قطعت أوروبا شوطاً طويلاً في هذا المجال، ووصلت إلى نظمها المعاصرة بعد ثورات كبرى وكفاح دفعت ثمناً له دماء الملايين من المناضلين في سبيل الحرية، حتى تكاملت النظم في ديمقراطيات تقدس حرية الإنسان، وتحترم حقوقه.
إقرأ أيضاً: رهائن لدى الولي الفقيه
لكن النزعة التسلطية سمة بشرية لدى البعض، وتبرز عالية النشاط بوجهها القبيح أحياناً، فتشعل الحروب وتسبب الكوارث، وقد سلك أصحاب هذه النزعة طريق الحكم المطلق وصناعة الدكتاتور. يتساءل سلام عبود في كتابه "من يصنع الدكتاتور؟ (صدام نموذجاً)" عما إذا كانت الديكتاتورية رغبة شخصية، أو وضعاً اجتماعياً سياسياً؟ وليس الديكتاتور المنتج الوحيد في هذه العملية، التي تولد أيضاً جيشاً ممن يستحقون الإدانة (أكثر من الدكتاتور نفسه أحياناً) من السياسيين التابعين، إلى أصحاب الأقلام المأجورة، والقضاة العابثين بالقانون، ورجال الدين الصامتين، والموظفين الفاسدين من ذوي الرتب العالية، وأيضاً الصامتين عن ذلك كله.
بالإضافة إلى ما تقدم، فإنَّ العديد من العوامل الأخرى، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية والمرتبطة بعلم النفس والتاريخ وحتى الجغرافيا، تلعب أيضاً دوراً في خلق الدكتاتورية. لذلك، إذا أردنا منع تشكيل الدكتاتورية، فيجب علينا تجفيف الينابيع السياسية لها، وإلا فلن ينتهي إنتاج الدكتاتورية بنهاية صدام حسين أو أسامة بن لادن أو البغدادي.
إقرأ أيضاً: فلتطارد اللعنات حماس إلى يوم الدين
إنَّ طرق خلق الدكتاتور عديدة، الأكثر شيوعاً من بينها في العصر الحديث الانقلاب العسكري، حيث يستغل العسكريون امتلاكهم القوة المسلحة لقلب نظام الحكم والحلول محله بسلطة دكتاتورية مطلقة، معتمدين على رفض الناس للنظام المنقلب عليه بسبب فشله فى تحقيق طموحاتهم، ومستخدمين ما يسمى بالشرعية الثورية لإقناع الشعب بقبول دكتاتوريتهم. ومنها استخدام الآلية الديمقراطية نفسها للوصول إلى الحكم عبر صناديق الانتخاب باجتذاب أصوات الناخبين ببرامج براقة طموحاً أو مخاطبة عواطفهم القومية والدينية والوطنية للوصول إلى الحكم ثم الإنقلاب على الديمقراطية بإسقاط القوانين والدساتير والمؤسسات الرقابية والتشريعية والقضائية أو السيطرة عليها والتحول إلى حكم دكتاتوري مطلق لفرد أو حزب أو جماعة، تلغى غيرها وتقضي على معارضيها، مثلما فعل بنيتو موسوليني وحزبه الفاشي فى إيطاليا في عشرينيات القرن الماضي، وأدولف هتلر وحزبه النازي في ألمانيا في ثلاثينيات القرن ذاته. هذه الدكتاتوريات استطاعت فى بداياتها تحقيق بعض أهداف شعوبها، لكنها انتهت إلى تدمير وخراب أوطانها. وبالرغم من هذه الدروس القاسية، ما زالت دول في ما يسمى العالم الثالث تحاول أن تسير فى نفس الطرق المدمر، سواء بالانقلاب العسكري أو الانقلاب على الديمقراطية.
التعليقات
كل شعب يستحق حكامه
قول على طول -الدول العربيه والاسلاميه لا تصلح معها الديمقراطيه ...الديمقراطيه فى هذه البلاد مثل الطفل أو المتخلف العقلى الذى يمسك سلاح ملئ بالذخيره ..انتهى