كتَّاب إيلاف

اغتيال العاروري وتغيير قواعد الاشتباك!

صالح العاروري، الرجل الثاني في حماس، اغتالته إسرائيل الثلاثاء 2 كانون الثاني (يناير) 2024 في بيروت
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

انعطفت الحرب بين إسرائيل وحزب الله من ميادين المدافع والقصف المتبادل واستهداف الجنود والمعدات العسكرية بين الطرفين، نحو الاغتيال المباشر الذي استهدف القيادي الفلسطيني الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله والمنطقة المحصنة أمنياً، الأمر الذي يجعل العمق الأمني لحزب الله مخترقاً ومكشوفاً لأنشطة الاغتيال السياسي الذي تجتهد فيه إسرائيل، وربما يكون هذا الاغتيال مقدمة لحرب شاملة وكبيرة تقوم بها إسرائيل ضد لبنان والتهديد الذي يشكله ضدها.

في أكثر من خطاب سابق، تحدث زعيم حزب الله حسن نصر الله محذراً إسرائيل من الاعتداء على لبنان والخروج عن قواعد الاشتباك وإبقاء المناوشات الحربية بين الطرفين تحت السيطرة وعدم تفجّر الأوضاع أكثر في المنطقة، ويأتي اغتيال العاروري لتوسيع رقعة الاشتباك، ويضع حزب الله أمام اختيار المواجهة على نحو أوسع والتخلي عن حدود الضبط التي كان يلتزم بها، لأنَّ ما حدث لا يمثل اعتداءً على أحد كبار رموز حماس وحسب، بل اعتداء على مركز حزب الله الأمني الضاحية الجنوبية وأهم مقرات الحزب السياسية والأمنية.

هل يتخذ حزب الله قرار الحرب المفتوحة ضد إسرائيل؟ السؤال هنا لا يوجه لحزب الله وترسانته العسكرية وقراره الذاتي، بل ينتظر قرار إيران، وهل تعطي قرار الحرب المفتوحة ضد إسرائيل، وأبعاد ما سوف يحدث بعد ذلك من تداعيات وخيمة، خصوصاً على حزب الله، الذراع الأقوى لإيران في الشرق الأوسط.

إيران تعيش لحظة تاريخية حرجة بعد أحداث حماس والخسائر الفادحة التي تعرض لها أهالي غزة والقطاع بصورة عامة، وامتداد الحرب لثلاثة أشهر دون بروز ملامح تؤكد قرب نهايتها، وان أصابع الاتهام الأميركية توجهت لإيران التي تحاول أن تلعب بنصف الظاهر، أي لا تعلن مباشرة عن أي مشاركة أو تهديد للقواعد الأميركية وسفاراتها أو قواعد وجودها في المدن التي تتواجد فيها، بل تحرك الفصائل والميليشيات التابعة لها وتضبط حركاتها وصواريخها ومسيراتها وفق قواعد اشتباك محددة ومفتوحة من فلسطين إلى البحر الأحمر وباب المندب، حيث تتصاعد أنشطة الحوثيين ضد إسرائيل وسفن التجارة العالمية والتلويح بقصف البوارج الأميركية، بالإضافة إلى الأدوار التي تلعبها الفصائل المسلحة في العراق وسوريا بقصف القواعد الأميركية.

هل تعطي إيران موافقتها بقرار الحرب المفتوحة لحزب الله ضد إسرائيل؟ أعتقد أنَّ إيران غير قادرة في الوقت الراهن، والسبب يعود لجملة عوامل، أهمها خارجية تتمثل بوجود إسناد حربي دولي أميركي بريطاني فرنسي لإسرائيل وحربها المفتوحة إن حدثت، وتواجد البوارج والأساطيل الغربية وكذلك القواعد العسكرية الأميركية وهي تحيط بإيران من جميع الجهات، وهذا الأمر يعني تدميراً شاملاً للجنوب اللبناني وإجهاض قوة حزب الله وإنهاء وجوده في لبنان، وعلى غرار ما حدث في غزة من تجريف رهيب للمدن والبشر. أما على الصعيد الداخلي، فإنَّ كلفة الحرب الاقتصادية ستكون باهظة جداً في وقت تعيش فيه إيران أشد ظروفها الاقتصادية حراجة وأزمات صارت تدفع بمظاهر احتجاجات شعبية واسعة النطاق.

سوف تعمل إيران على رفع مستوى رد الفعل الذي تقوم به الفصائل التابعة لها في العراق وسوريا واليمن، أما حزب الله فقد يشهد ارتفاع نبرة الخطاب لدى زعيمه في خطبته المقبلة، وكذلك يزيد من عيار القذائف اليومية والصواريخ التي تتجه لبعض الأهداف داخل العمق الإسرائيلي. سوف يمر التصعيد لبضعة أيام، ثم تعود الأمور لإيقاعها السابق، وتمتص حماس وحزب الله عنف ضربة اغتيال العاروي بتشديد الخطابات والحراسات وسرية التنقلات لقادتهما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فينك يا صلوحه ؟!
حدوقه -

مستوطنة "مدنية" صهيونية ، خدمت ف جيش العدوان الصهي، من سكان "كيبوتس بئيري":‏لن أعود لبئيري حتى يتم قتل كل الفلسطينيين، حتى الأطفال والنساء والمرضى، ولا أشعر بالأسف على قتلهم. ، فينك يا صلوحه ؟!

ايران تدفع بالشيعة العرب إلى بوز المدفع ،،
عدنان -

بالعكس هذا هو الظرف المناسب لاطلاق يد حزب نصرالله لضرب إسرائيل، الذي جيشها منشغل بالحرب في جنوب فلسطين وقد استنفذ اغلب عتاده في حربه على غزة وكذلك تجدد الحرب على أوكرانيا واستنفاذ الناتو لكثير من ذخائر سواءً في غزة او اوكرانيا ، المهم ان ايران تريد ان تبقى في مأمن فيما تدفع بشيعة العرب في لبنان والعراق و الجزيرة العربية وبعض السنة إلى مناوشة امريكا وربيبتها اسرائيل ،،

انا موجود
صالح -

ولكن اذا قرأت انت مقالة فليس معناه انا قرأت نفس المقالة. وقتل المدنيين والاطفال والابرياء جريمة وحرام ومع الاسف بدأتها حماس.

متابع
قد يكون بداية الحل -

نتنياهو كان يبحث عن إنجاز معنوي يقدمه لشعبه بعد أن عجز عن تحقيق إنجاز عسكري في حرب الشوارع مع حماس، فكان ينتقم بقصف المدينة والمدنيين..أعتقد أن هذا الاغتيال يعني أنه ربما قد حقق إنجازا معنويا ...حتى الأمس كانت إسرائيل قد سحبت خمسة ألوية من غزة....يبدو أن الوضع يتجه إلى عكس قراءتك في غزة على الأقل... غالبا سيكون هناك انسحاب تدريجي، ثم صفقة تبادل، فتتنياهو لن يجازف كثيرا بحياة أكثر من ١٥٠ أسير، ناهيك عن الخسائر العسكرية التي يتكبدها جيشه كل يوم ... على الطرف الآخر سيكون حزب الله مجبرا على الرد على هذا الهجوم، فهو لايملك خيارات كثيرة أمام حاضنته الشعبية. وحتما إسرائيل أيضا لا تبحث عن فتح جبهات جديدة وتريد التفرد بغزة، لكنها ستكون مجبرة على فتح هذه الجبهة، مما سيزيد طين نتنياهو بلة، ويتعقد المشهد عليه أكثر.

فينك يا صلوحه؟ سقوط الدعايات التي يروج لها المتصهينون لتبرير عدوان اخوانهم على غزة ،،
حدوقه -

بروفيسور بجامعة شيكاغو "جون ميرشايمر": "لا نعرف ما هو العدد لكنّ عددا كبيرا من الإسرائيليين الذين قتلوا لم تقتلهم حمـ.ـاس، لقد قتلوا على يد جيش الدفاع الإسرائيلي"لم يتم قطع رؤوس، ولم يتم اغتصاب أي امرأة. ولم يتم شق بطن امرأة حامل وقتلها ‏كل ذلك عبارة عن بروبوجندا وأكاذيب روجها الكيان وبايدن و اركان حكومته وزير خارجيته اليهودي و وزير دفاعه

عن الاغتيال
ساره -

تتأهب إسرائيل على الجبهة الشمالية لرد من قبل حزب الله اللبناني. صلواتنا ان لا تجر ميليشيا حزب الله بلدنا الجميل الى الهاوية. اللبنانيون تعبوا من حروب الاخرين على ارضهم. ولديهم الكثير والكثير للاهتمام به داخليا بدل التدخل في مغامرات لا تحمد عقباها. فلتكن قضية لبنان هي لبنان حصرا.

اغتيال لن يمر بدون عقاب ،،
زياد -

قتل الفلسطينيون ستين إسرائيليا انتقاما لاغتيال يحيى عياش، ‏قتل الفلسطينيون أكثر من خمس وأربعين إسرائيليا انتقاما لاغتيال الرنتيسي وياسين، ‏قتل الفلسطينيون وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي انتقاما لاغتيال أبو علي مصطفى، ‏تخطئ "إسرائيل" إن ظنت أن هذه الجريمة ستمر مرور الكرام…!

رمزية ودلالة الاغتيال
قول على طول -

اسرائيل برهنت أنها قادره الى الوصول الى مخادع نوم أعدائها أو من ترى أنهم أعدائها ..وترى أن صلاح العارورى رجل عسكرى وضليع فى هجمات 7 اكتوبر .. أى أن قتله جائز بل واجب وقد نجحت فى ذلك كما نجحت فى مرات سابقه . انتهى .

صاروخ الشهيد العاروري ،،
زياد -

مخارط المقاومة الآن مشغولة بتصنيع صاروخ الشهيد العاروري ، ما عمر الاغتيالات الجبانة أوقفت زخم المقاومة بل كانت دافع للانتقام يعرف من تصدوا للمقاومة ان مشاريع شهادة وانهم مستهدفون وان الرب واحد والعمر واحد وانهم ضمن موكب الشهداء وأنّا إذا سقط منا فارس قام مكانه فارس ،، وانه جهاد نصر او استشهاد ،،