فضاء الرأي

أزمات العرب والملالي جيران السوء في إيران

وجود إيران صديقة للعرب هو أمر مهم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل لا زال العرب بحاجة لتقبل فرض نظام أزمات وجار سوء كالملالي على دولهم وشعوبهم وهويتهم.. أم أنهم بحاجة إلى إيران جديدة تحترمهم وشعوبهم وعقائدهم وهويتهم؟

ببساطة.. لا يحتاج العرب إلى نظام أزمات وجار سوء كالملالي، فالملالي كيانٌ عدواني غريزي ولا يرى عدواً له سوى العرب، ويسعون إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة ونشر الفوضى فيها أصالة عن أنفسهم ونيابة عن أعداء العرب مقابل بقائهم في السلطة تنفذهم وتوسعهم بالمنطقة، وحلمهم الوصول إلى مكة والمدينة، ولن يردعهم حوار ولن تضبطهم دبلوماسية، طالما التطرف والإرهاب والخداع والمخدرات، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وسيلتهم. هذا حلمهم، إلا أنه كما يقال عشم إبليس بالجنة.

لكن سياسة الاستنزاف والهدم التي يتبعها الملالي ضد العرب معتمدين على عامل الزمن وعصاباتهم داخل الدول العربية قد تكون في صالحهم وصالح أسيادهم، الأمر الذي يجب الانتباه له ومواجهته بإجراءات استباقية سريعة مضادة. أما عملية إقامة إيران جديدة تحترم العرب وشعوبهم وعقائدهم فهي حلم يراود العرب منذ سنوات طويلة، فوجود إيران صديقة للعرب هو أمر مهم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. لكن هل تساءل العرب كيف تحقيق هذا الحلم الممكن، وهم يرون بأم أعينهم انتفاضة الشعب الإيراني والدور الذي تلعبه المقاومة الإيرانية ووحدات المقامة داخل إيران وفي صفوف المنتفضين من أجل إسقاط نظام الأفاعي الحاكم في إيران؟ أليست هذه الانتفاضة وهذا الدور الذي تلعبه المقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق هي جهود عملية على طريق سحق رأس الأفعى في إيران وإزالة ملالي السوء من الوجود وتحقيق حلم الشعب الإيراني في دولة حرة مستقلة ديمقراطية وغير نووية تحترم الجوار وحقوق الإنسان وهو نفس الحلم الذي يراود العرب. وأتساءل أنا والكثيرين ما دام الأمر كذلك فلمَ الصمت والسكوت وعدم مساندة الانتفاضة الوطنية المشروعة في إيران؟ لما لا نساند كلٌ على قدر استطاعته والطرق والوسائل إلى ذلك كثيرة وممكنة؟ وكما يقولون "وداوها بالتي هي الداءُ"، وأما الصمت والسكوت فيهدد الأمن القومي العربي ويعرقل التنمية الاقتصادية ويهدد مستقبل المنطقة برمتها، ولا يمكن أن يكون ترحيل هكذا أزمات بالمنطقة علاجاً وإنما تعظيماً لها، وقد تصل حداً لا يمكن علاجه فحسب، بل وقد يقلب المنطقة رأساً على عقب، خصوصاً أننا نواجه نظاماً يريد قتالنا إما على أرضنا أو أراضي غير أراضيه، وخارج نطاقه، وبقوات تنوب عنه، والوسائل هي الفكر المتطرف والسلاح والمخدرات ومشاريع الهدم والنهب الاقتصادي.. في حين أن التغيير سيختصر المسافات ويعجل بالعلاج وخلق إيران صديقة يمكن بناء علاقات طيبة معها وفق العديد من الأسس والروابط التي تربط شعوب المنطقة ببعضها.

عزة العرب ومستقبل دولهم تطلب الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في ثورته
نعم، عزة العرب ومستقبل دولهم تطلب الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في ثورته، وإن نجاح الثورة الإيرانية هو أمر مهم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز مكانة العرب فيها بغية تحقيق التضامن العربي وفق القواسم الكثيرة المشتركة التي تجمع بينهم، وضرورة دعم وتوحيد الجهود لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة واحترام سيادة وكرامة الدول والشعوب وحقها في إقامة مبدأ العدالة الاجتماعية وإنهاء عقودا من الاستبداد والقمع ضد الشعب الإيراني، والبغي والتطاول على دول وشعوب المنطقة وقدسية عقائدها، وبكل الأحوال فإن دعم الشعب الإيراني في سعيه لتحقيق تغيير إيجابي داخل هو أيضا من باب السعي إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، وبالتالي ستعم الفائدة على الجميع، وعليه فإنه من المهم بمكان أن تتضافر الجهود العربية لدعم الشعب الإيراني في ثورته مع التأكيد على أن تحقيق التغيير بشكل سلمي وديمقراطي يعود بالفائدة على مستقبل الجميع.

ملالي إيران يسقطون قناع الخديعة عن أنفسهم وصمت العرب لا محل له من الإعراب
في سياق تحليل الأحداث أو التصرفات التي كشفت عن حقيقة النهج السياسي للملالي في إيران، يمكن التركيز على عدة جوانب تسلط الضوء على نهج الخديعة والتضليل الذي يتبعه نظام ولاية الفقيه في إيران من بينها برنامج الأسلحة النووية، إذ كانت هناك اتهامات وشكاوى دولية حيال برنامج الملالي النووي والصاروخي بالإضافة إلى الاحداث الدائرة في المنطقة والتي يغذيها نظام الملالي وجنوده بما يهدد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، وأما تدخلات الملالي الإقليمية فقد فُضِحت في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، وقد أسقطت أحداث الحرب الإبادية الجارية في غزة القناع كلياً عن وجه الملالي المخادع من خلال التصريحات الرسمية والتحركات العسكرية التي كشفت وفضحت حقيقة ونوايا ملالي إيران بالإضافة إلى التهديدات التي تصدر عن المسؤولين في النظام الإيراني، ويؤكد ما جاء في خطاب خامنئي الأخير على حقيقة نوايا النظام الإيراني حيث دعا إلى تصدير ما أسماها بـ الثورة الإسلامية إلى جميع أنحاء العالم مهدداً دول المنطقة بالويل والثبور إذا لم تخضع لسيطرة إيران، وفي المقابل اتخذت الدول العربية موقفاً سلبياً تجاه خطاب خامنئي حيث التزمت الصمت ولم تصدر أي بيانات رسمية تدين تصريحاته، وإن هذا الصمت بشأن خطاب خامنئي ليشجع الملالي على التمادي في نهجهم وسلوكهم العدواني، ويضعف من موقف الدول العربية في مواجهة المشروع الإيراني.. لذا كان من الواجب على الدول العربية أن تخرج عن صمتها وتُصدر بيانات رسمية تدين تصريحات خامنئي، وأن تتخذ خطوات عملية لوقف التوسع الإيراني في المنطقة، وفي ظل تصاعد خطر الملالي لم يعد هناك مبرراً ولا مجالاً للصمت، وبات حماية أمن وسيادة الدول العربية أمراً لا مناص عنه وبشتى السبل الممكنة المباشرة وغير المباشرة وكل المساعي مشروعة.. وعلى الرغم من بعض السلبيات إلا أن تزايد وعي الشعوب العربية بخطورة مشروع نظام الملالي التوسعي أمراً يبعث على التفاؤل.

عواقب صمت العرب تجاه عربدة ملالي إيران
من سوء عواقب صمت الدول العربية على عربدة ملالي السوء في إيران تقوية شوكة الملالي، وتشجيعهم على التمادي في سلوكهم العدواني بالإضافة إلى ما قد يصيب الشعوب العربية من خيبة أمل كبيرة من صمت حكوماتهم تجاه عربدة ملالي إيران وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الثقته في حكوماتهم وبالتالي يسهل استمالتهم أو استسلامهم لمشروع الملالي في المنطقة، مما قد يساهم في دفع الشباب إلى الانضمام إلى الميليشيات والجماعات المتطرفة وبالنهاية زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويمكن الإستدلال على ذلك من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية والتواجد فيها كاحتلال دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن واستقطاب الكثير من الشباب ضمن تلك المشاريع العدوانية التي بلغت اعتماد صناعة وتهريب وتريب وترويج المخدرات ضمن ثوابت هذه المشاريع.

ملالي إيران يضحون بغزة وأهلها لتحقيق نواياهم الشيطانية
كان التدخل الهدام لـملالي إيران بين الأشقاء في فلسطين سبباً رئيسياً للمعاناة التي مر ويمر بها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة، وكان دعم الملالي لحركة حماس بالأسلحة والتمويل والتدريب بدافع السعي إلى هدم منظمة التحرير الفلسطينية لأنها رفضت الطاعة والولاء لخميني وسلطانه ومخططاته التوسعية الكبيرة ليس لتحرير فلسطين وإنما من أجل تقاسم النفوذ في المنطقة وتأدية الدور المُلقى على عاتق الملالي بعد الشاه خدمة لمصالح الغرب، ويستخدم فرعون إيران وجنوده الصراع في غزة كوسيلة لاستعراض القوة من جهة، وحشد الدعم السياسي والتنازلات دولياً وإقليمياً من جهة أخرى تعزيزا لمكانتهم ونفوذهم وكإجراء استباقي للردع في الوقت ذاته، وبالتوافق مع الغرب يبني ملالي السوء في إيران خياراتهم السياسية فهم لن يدخلوا حربا مباشرة ولا غير مباشرة لكنهم سيستخدمون القوى التابعة لهم للقتال نيابة عنهم حتى لو مات كل أهل غزة والضفة والعراق وسوريا ولبنان.. وهكذا نجد أن الشغل الشاغل لملالي إيران هو التضحية بغزة وأهلها للبقاء على سدة الحكم في إيران.. وكفداءً لنواياهم الشيطانية؛ لكن غزة المنكوبة أسقطت القناع عن الملالي وجنودهم!

اسحقوا رأس الأفعى في إيران أو ساهموا في سحقه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف