فضاء الرأي

تصاعد الاعتداءات الإجرامية بحق المعتقلين

من تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في كازابلانكا في 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2023
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 6025 مواطناً من الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، حيث تواصل تنفيذ عمليات اقتحام واسعة أثناء حملات الاعتقال في المدن والبلدات والمخيمات، ترافقها عمليات تنكيل، واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات تخريب وتدمير منازل المواطنين، والقتل العمد، ومصادرة المركبات والأموال، إضافة إلى تخريب البنى التحتية.

حملات الاعتقال المتواصلة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق، تأتي في إطار العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة، التي استهدفت كل الفئات، حيث يتم تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة، وخصوصاً بعد مصادقة الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلية على تمديد سريان اللوائح التي تحرم معتقلي غزة من لقاء المحامي، لمدة أربعة أشهر إضافية، بشكل فاضح وبانتهاك صارخ للقانون الدولي.

إقرأ أيضاً: إيران وفشل نظرية ولاية الفقيه

الاحتلال يهدف من خلال هذه الخطوة إلى تنفيذ المزيد من الجرائم بحق معتقلي غزة من دون أي رقابة فعلية، واستخدام هذه اللوائح كغطاء على الجرائم المستمرة بحقّهم، حيث تعد جريمة الإخفاء القسري من أخطر الجرائم الحاصلة بحقهم والتي تأتي في إطار العدوان الشامل والإبادة الجماعية وإصرار الاحتلال على إخفاء المعطيات التي تتعلق بمصير المعتقلين وأماكن احتجازهم، وحالتهم الصحية، وتصاعد التعذيب والتنكيل والتجويع والإذلال، واحتجازهم في ظروف قاسية وصعبة تتجاهل الحقوق والكرامة الإنسانية.

لا بد من العمل على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في ظروف احتجاز المعتقلين، خصوصاً أنَّ الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إدارة السجون منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أدت حتى الآن إلى استشهاد 7 معتقلين، ما يؤشر على خطر كبير يتهدد حياتهم.

إقرأ أيضاً: حرب السيوف الحديدية واليوم الذي سيلي

وكانت مؤسسات الأسرى قد نشرت شهادات تفيد عن حجم المعاناة التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون، وأشار من أفرج عنهم مؤخراً من سجون الاحتلال إلى أنهم كانوا محتجزين في أقسام قريبة من أقسام معتقلي غزة، والتي تعكس مستوى الإجرام الإسرائيلي وعمليات التعذيب التي يتعرضون لها، إلى جانب شهادات أدلى بها المعتقلون أمام وسائل الإعلام في غزة، عدا عن اعتراف الاحتلال بإعدام أحد المعتقلين وما كشف عنه إعلام الاحتلال عن استشهاد مجموعة من المعتقلين في معسكر "سديه تيمان" في بئر السبع، إضافة إلى استشهاد اثنين من عمال غزة تم الكشف عن هوية أحدهما.

إقرأ أيضاً: هل يسرقون المطر الإيراني؟

وتم الكشف مؤخراً أنَّ إدارة معتقلات الاحتلال تعتقل آلاف المعتقلين من قطاع غزة تحت تصنيف ما يسميه الاحتلال "المقاتلين غير الشرعيين"، وفي ظل الحرب الخفية والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بإشراف ما يسمى وزير الأمن إيتمار بن غفير يجب على المنظمات الحقوقية الدولية بمختلف مستوياتها مراجعة جوهر دورها الذي لم تقم به على مدار فترة العدوان حيال المعتقلين، والتدخل العاجل والفوري لإتمام زيارات لهم والسعي للضغط على الاحتلال للكشف عن مصير معتقلي غزة ووضع حد لجريمة الإخفاء القسري.

إقرأ أيضاً: انتقد حماس أو إيران.. فتصبح من "الصهاينة العرب"!

يتعيَّن على المؤسسات الدولية التدخل العاجل والكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال والتدخل من أجل الاطمئنان على المعتقلين وأوضاعهم داخل سجون الاحتلال التي تحولت جميعها إلى ما يشبه سجن "أبو غريب" ومعتقل "غوانتانامو"، تمارس فيها كل أنواع التعذيب والقمع الجماعي والتجويع والحرمان من الغذاء والدواء وأبسط سبل الحياة، في ظل ظروف قاهرة وصعبة ومؤلمة، تخالف كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تخص "أسرى الحرب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف