فضاء الرأي

الثغرة الحمساوية

دمار هائل في غزة بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تُعرَّف الثغرة الحربية في العلوم العسكرية في أبسط وأوجز تعريف لها بأنها مناورة عسكرية أو اختراق يحدثه أحد الجيوش بين صفوف أو خلف جيش العدو الذي يواجهه في جبهة التماس.

وتأسيساً على هذا التعريف، أستطيع القول إنَّ عملية طوفان الأقصى مناورة عسكرية رائعة أو عملية التفاف تعتبر من عمليات الالتفاف النادرة في تاريخ الحروب العالمية لعمق التخطيط لها ودقة تنفيذها من قبل كتائب القسّام المدربة تدريباً أقل ما يقال عنه إنه لا يرقى إلى مصاف تدريب الجيوش النظامية.

وقد خططت لها بشكل مدروس وبعناية هيئة أركان ذات عقلية عسكرية واسعة وكفاءة عالية وخبرة طويلة في ميادين القتال تفوق عقليات هيئات أركان جيوش العالم في الراهن والمستقبل.

وهي نادرة التنفيذ فالثغرات يتم تنفيذها عادة في سوح القتال على جبهة أو اكثر من جبهة ميدانية، ولكن كتائب القسام نفذتها داخل مجتمع مدني من مستوطنات أسَّستها حكومة الاحتلال وزودت المستوطنين بمختلف أنواع الأسلحة لقتل الفلسطينيين كما يفعل اليوم إيتما بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي وكانت الغاية منها فرض طوق خانق من الحصار على قطاع غزة منذ العام 2005 إلى اليوم وليست مجمعات سكنية.

إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟

من المعلوم أن الثغرة العسكرية يتحدى فيها جيش الجيش الآخر في الجانب العسكري فقط، وفي مساحة محصورة هي ساحة ميدان القتال، ولكن كتائب القسام (بالثغرة الحمساوية) تحدت وتجاوزت عدة خطوط حمر تحدت فيها كتائب المستوطنين المسلحة وتحدت الاستخبارات الصهيونية وتحدت وحدات جيش الاحتلال وتحدت المخابرات والأقمار الصناعية الأميركية المسخَّرة من قبل أميركا لحراسة الأمن القومي الإسرائيلي وحمايته وكذلك تحدت الأسلاك الألكترونية الشائكة.

واستطاعت هذه الثغرة الحمساوية أن تنفذ إلى العدو في عقر داره المحتلة، وتصيب منه مقتلاً في قتل 1200 من رعاياه وأسر وحجز 240 شخصاً من بينهم مجندين ومجندات وجنرالات في الجيش وجرح أكثر من 4000 عنصر من السكان، وعاد رجال المقاومة غانمين سالمين لم يصبهم أيّ أذى.

إقرأ أيضاً: الرأس وليس أذرع الأخطبوط

علاوة على ذلك، فالثغرة الحمساوية أعادت للعرب اعتبارهم بشكل عام، وأعادت لمصر هيبتها التي مرغتها إسرائيل بالتراب ولجيشها كرامته التي تم هدرها عبر هزيمته أمام جيش اسرائيل في حرب العام 1973، وطوقت الجيش المصري الثالث من بعد فتح جيشها ثغرة خلف هذا الجيش المصري (بمساعدة الأقمار الصناعية والمخابرات الأميركية) وتم تطويقه بعملية التفاف أحكم الجيش الإسرائيلي طوقها عليه وسميت في حينها "ثغرة الدفر سوار".

والتغرة الحمساوية أنهت ومحقت باقتدار عال خرافة التفوق اللوجستي الإسرائيلي على العرب التي كانت تتبجح به إسرائيل وتتعالى به أميركا، وكذلك أنهت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر والذي تغلب على الجيوش العربية النظامية في ثلاثة حروب واحتل من خلالها أراض من دول عربية مثل الجولان من سوريا وأجبر مصر على تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد محاصرته للجيش المصري الثالث.

إقرأ أيضاً: إسرائيل وأميركا أفضل من إيران وحماس

ولقد كانت الثغرة الحمساوية ضد مستوطنات غلاف غزة أشد إحكاماً ودقة في التنفيذ وسرعة التحرك لتحقيق الأهداف المطلوبة منها والتى أربكت القيادتين السياسية والعسكرية لإسرائيل وكذلك أخزت الاستخبارات الإسرائيلية.

إنَّ إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأميركا على عدم إيقاف الحرب في غزة مهما استغرقت من وقت وخسائر هو محاولة باسئة ويائسة من الطرفين الأميركي والإسرائيلي وجيشيهما ومرتزقتهما لاستعادة هيبتهما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الثغرة المباركة
عابر سبيل -

ولا تنسى ايها الكاتب ان تضيف انجاز عسكري آخر على هذه الإنجازات الحمساوية وهو ان هذه الثغرة الحمساوية المباركة تسببت في قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير مدينة غزة بشكل شبه كامل وتشريد مليونين من سكانها وهناك المزيد من المآسي والمصائب في الطريق وكل هذا بسبب خطة حماس العبقرية التى اعجبت هذا الكاتب وأمثاله من المتعاطفين و مع الواهمين والمجانين والمتهورين.

انها حقا ثغره في العقول
مصري وطني -

الموضوع ليس له علاقه بمصر و لجيشها ولكن بسبب العداء الواضح للإخوان مع مصر و جيشها فيجب أن يأتي ذكر مصر و جيشها حتي لو خارج السياق فقط لإرضاء مشاعر الحقد و النفس المريضه عن طريق الكذب.. نصيحتي في موضوع ثغرة الدفرسوار الرجوع الي المصادر الإسرائيلية نفسها ... المضحك حقيقة انك تسمي نصر اكتوبر العظيم هزيمه بينما تسمي مذبحة حماس نصرا ... كل يوم يمر يثبت أن ما حدث في ٣٠ يونيو لنعمه ومعجزه الهيه انقذتنا من مصير مظلم لا يعلمه إلا الله

محنة عقل المسلم
قول على طول -

أن تؤيد رابعه - اخوان مصر ورابعه - أو حماس فهذا حقك لكن أن تقلب الحقائق أو تغير الواقع فهذه جرائم وتدليس غير مقبول ..وليس من حقك أن تستخف بالعقول ..انتهى - أعظم أجهزة الأمن فى العالم لا تقدر أن تمنع الجريمه بنسبة مائه فى المائه ..وأى فأر يقدر أن يخترق عرين الأسد لكن يظل فأرا ..انتهى - الكاتب يقر بأن اسرائيل مرغت أنوف أربع جيوش عربيه وهزمت مصر شر هزيمه لكن يرى أن حماس انتصرت على كل اسرائيل وعلى امريكا ..ولا أعرف مفهوم النصر عند سيدنا الكاتب ؟ ألا تعرف أن العبره بالخواتم كما تقولون ؟ أين حماس الان وأين غزه وسكانها ومبانيها ؟ يا رجل أنتم فى عراقكم السعيد كان أحمد سعيد الصحاف يبشركم بالنصر وهو يرى الدبابات الامريكيه فى شوارع بغداد فلا عجب أن تكتب هذا الهراء ؟..يتبع

تابع ما قبله
قول على طول -

والكاتب يعرف معنى الثغره وفى نفس الوقت يعترف بأن حماس نفذت ثغرتها فى مجتمع مدنى - لم يكن مسلحا قبل الثغره يا عم الكاتب - وخطفت الأطفال والمسنين والسيدات ومنهم على كراسي متحركه وكلهم مدنيين تقريبا ...عيب عليكم يا رجل هذا الفعل المشين والعيب الأكبر أن تشيد به وتعتبره نصرا مبينا . وأتباعك أصحاب الفكر المدروس والمخططون بعنايه ..هم فقط خططوا للهروب وتركوا أهل غزه تحت القصف دون غطاء ..هل هذا تخطيط مدروس يا رجل ؟

تابع ما قبله
قول على طول -

المخبولون فقط يقولون أن الثغره أعادت للعرب كرامتهم بل العكس هو الصحيح ..ها هم أهل غزه بفضل الثغره يتسولون القليل من الطعام والماء وينامون فى العراء ..ماذا فعل أو يفعل لهم العرب ؟ أنتم تستجون المجتمع الدولى وتصرخون ليل نهار ليس الا ..وهذه حقائق بالطبع ولست تأييدا لاسرائيل وما يفعلونه ..لكن المصيبه أنك ترى ما فعلته حماس هو بطوله وعند الرد الاسرائيلى تصفونه بأنه جرائم ..أى عقل هذا يا رجل ؟ لقد احتقركم العالم كله وليس العكس ..وجماعتكم الارهابيه مجرد بندقيه للايجار بيد ايران ولمن يدفع ولا يعنيهم القضيه أو أهل غزه . وأين الحمساويه الان .ولماذا لا يراهم أحد كما يرى العالم قادة اسرائيل يمرحون فى شوارع غزه ؟ أتمنى أن تقرأ تعليق عابر سبيل أو تشاهد خيام الغزاويين فى رفح وتشاهد مناظر غزه والدمار الذى لحق بها من تأثير الثغره . ربكم يشفيكم من الهلوسات بالنصر الوهمى . انتهى