مرونة المقاومة الفلسطينية والتعنت الإسرائيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بالرغم من أنَّ إسرائيل وافقت أخيرًا على التفاوض مع حماس في مسألة الأسرى والمحتجزين (الرهائن)، بيد أنَّ الاجتماعات الرباعية الأخيرة في القاهرة بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وإسرائيلين انتهت من دون الإعلان عن الوصول إلى إتفاق تهدئة في قطاع غزة أو ولادة صفقة لتبادل الأسرى والمخطوفين، والتي يبدو أنَّ من أسباب الفشل فيها عدم قبول حماس بأسلوب التفاوض والطرح الهدفي الإسرائيلي، والذي ترجمه رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بتصريحه الأحد، وقد أغلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باب العودة الإستئنافي في تصريح له بأنه لن يرسل وفداً إلى القاهرة للمشاركة في اللقاء القادم.
بالرغم من أنَّ الإدارة الأميركية أعربت عن تفاؤلها بالوصول إلى صفقة تهدئة وتحرير رهائن قبل شهر رمضان المبارك، وخصوصاً على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، لكنّ هنية قال: "لن نرضى بأقل من الوقف الكامل للحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع قبل اتفاق الهدنة"، بالرغم من استدراكه معلناً أنَّ المقاومة تتعامل مع المفاوضات الجارية في القاهرة بروح عالية وإيجابية.
يقدم هذا دليلاً واضحاً على أنَّ المقاومة ليست داعية حرب ونزاع وصدام، ولا ترفض التفاوض مع إسرائيل للوصول إلى حل يرضي الطرفين، لكنها ترفض التزمت الإسرائيلي في طرح برنامجها الخاص بالتفاوض، لأنه لا يلبي المطلوبات الإنسانية التي يتضمنها برنامج المقاومة الفلسطينية، فضلاً عن أنه مـتأت بصياغته من طريق نظرة فوقية متعالية وليست نظرة الند للند.
وهذا التصريح الأساس والمســتأنف بعده يعبران عن مرونة القيادة العامة للمقاومة الفلسطينية في التعامل المطلوب مع طبيعة الحدث الدموي الجاري الآن في غزة وكذلك يعبر عن صلابة المقاومة الفلسطينية وقدرتها العسكرية على مواصلة القتال وتشخيصها الصحيح لتداعيات الحرب ومخلفاتها في تلبية أهدافها في إقامة الدولة الفلسطينية، وهو في ذات الوقت يدل على سلامة الطرح الفكري التشخيصي لقيادة حركة حماس السياسية في تعاملها الدبلومسي المتشدد مع عدو متغطرس يرفع العنصرية البشرية والتطرف الديني كشعار أيديولوجي ديني وديموغرافي، ويتبنّاه بكل ما أوتي من قوة مشفوعة بالدعم الأميركي المتواصل براً وبحراً وجواً كمسلمات هدفية لا بد من تحقيقها مهما طال الزمن.
إقرأ أيضاً: حرب السيوف الحديدية واليوم الذي سيلي
وكذلك موقف القيادة العسكرية المتمثلة بيحيى السنوار ورفاقه في ساح القتال في مواجهة الجيش الإسرائيلي، الذي ورَّدت له الإدارة الأميركية الأحد صفقة أسلحة فيها أعداد كثيرة من البنادق الفتاكة من دون أخذ موافقة الكونغرس على تخصيصها وتوريدها إلى إسرائيل.
وستستمر المقاومة في مواجه الجيش الإسرائيلي في جبهات القتال حتى تتحقق أهدافها من عملية طوفان الأقصى، فليس من المعقول بمكان أن يقدم الشعب الفلسطيني كل هذ التضحيات وبواقع 29 ألف شهيد و70 ألف جريح ومصاب وملايين المهجرين ودمار المنازل وتحتها مطمور جثث أهلها المدنيين الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال فضلاً عن جوع الأحياء منهم وعطشهم ومعاناتهم من البرد وعدم القدرة على النوم وخراب البنية التحتية للمجتمع الغزاوي... لن يرضى الفلسطينيون بما تمليه عليهم إسرائيل من شروط ولا تقبل بأي ضغط من قبل أي طرف من الوسطاء للرضوخ للمطالب الإسرائية التي ليس فبها مطالب وازنة للطرفين.
التعليقات
أنتم خارج الزمان والمكان أصلا
قول على طول -جاء بالمقال : لكنّ هنية قال: "لن نرضى بأقل من الوقف الكامل للحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع قبل اتفاق الهدنة"، ..انتهى الاقتباس : هذا الكلام وما يقوله السيد الكاتب - مع احترامى الكامل لشخصه وليس لأرائه - أنكم خارج الزمان والمكان والمنطق ...أبسط كلام فى السياسه يقول : أنت تفاوض على ما تساوى وعلى ما تملك وليس على ما تقول ؟ ماذا يساوى هنيه أو حماس فى ميزان القوه غير التفريض ب غزه وأهلها كلهم ؟ وعلى ماذا يفرد عضلاته على الاسرائيليين ؟ وما الذى يجبر الاسرائيليين على قبول شروط حماس حتى لو شرط واحد ؟ يتبع
تابع ما قبله
قول على طول -الف باء العلوم العسكريه تقول : يعتبر الرهائن أو الأسرى فى عداد المفقودين ..والأهم هو تحقيق الأهداف ..هذه المعلومه البسيطه يعرفها جيدا أى قائد عسكرى ..ونتنياهو وغيره من قادة اسرائيل يعرفون ذلك جيدا ويعملون على تحقيق أهدافهم حتى لو قالوا أن هدفهم تحرير الرهائن فهذا كلام موجه للاسرائيليين ليس الا ومجرد طق حنك كما يقول أهل الشام لكن أكدوا أيضا أن الرهائن ليس أهم من اسرائيل ..واسرائيل تخوض حربا وجوديه أهم من الرهائن ..متى تفهمون ذلك ؟ نكتفى بذلك .
تابع ما قبله
قول على طول -أشاوس حماس يظنون أن لديهم صيدا ثمينا بالرهائن - وهذا صحيح الى حد ما لأن الفرد الاسرائيلى عالى القيمه عند وطنه - لكن ليس أثمن ولا أهم من أمن اسرائيل ووجودها ...وحماس مستعده لابادة غزه بالكامل وأهلها بالكامل وما المقابل ؟ لن تربح شيئا لأن فى الحرب لابد ن تكون هناك خسائر من الجانبين والجانب الاسرائيلى سوف يضحى تماما بالرهائن وهذا ثمن بسيط مقابل تحقيق أهدافهم. وأى مرونه تقدمها حماس ؟ لو لديهم ذره واحده من الانسانيه ومن الشجاعه ومن المرونه كانوا أطلقا سراح الرهائن فورا دون قيد أو شرط وهذا من أجل البقيه الباقيه من غزه وأهلها . ربكم يشفيكم من الشعوذات