فضاء الرأي

داعش والعودة إلى العراق

آثار الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو في آذار (مارس) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد العمل الإجرامي الذي اعترف باقترافه تشكيل العصابات الإجرامية داعش في حفل موسيقي في العاصمة الروسية موسكو، والذي راح ضحيته أكثر من 100 بريء، وما رافقه لاحقاً من اتهام وجهته روسيا لأميركا بالضلوع بتحريك عصابات "داعش - خراسان للقيام بهذا العمل الإرهابي... حرك في أعماقي المعلومات التي زودني بها عراقيون كانوا معتقلين في سجن بوكا الأميركي مع أبي بكر البغدادي، أسردها ليس تضامناً مع روسيا، وإن كان أمراً مطلوباً من الناحية الإنسانية، ولكن لأن هذا الكيان المسخ عاد إلى ممارسة نشاطه الوحشي في العراق.

كعراقي أكد لي نفر من العراقيين من الذين كانوا محبوسين في سجن بوكا أنَّ عصابات داعش تم تأسيسها هناك، وكان المشرفون الأميركيون على السجن يسمحون لأبي بكر البغدادي باستقطاب السجناء للانضام إلى العصابة التي شكلها داخل السجن من المساجين، وبعد أن اشتدت شوكتهم وقويت عصابتهم، أطلقت أميركا سراحهم من السجن دفعة واحدة من أجل تنفيذ مهام إجرامية لتهديد أمن الناس واستقرار البلد والمجتمع، خدمة لمصالحها ونفوذها في العراق وفي المنطقة.

تأكيداً على ذلك، تعود بي الذاكرة إلى الخلاف الذي حصل بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إبان حملته الانتخابية قبل ثمانية أعوام، حيث اتهم الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما والمنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون بتأسيس عصابات داعش، وهذا يدعم بقوة أنَّ الإدارة الأميركية ضالعة تماماً في تأسيس هذه العصابات الإجرامية في سجنها في العراق.

الأدلة كثيرة على ضلوع أميركا في إنتاج العصابات الإجرامية ونقلها وتوزيعها في الأماكن والدول المتفرقة في مختلف أرجاء العالم، حيث يتعرض نفوذها ومصالحها للتهديد، وذلك من أجل إرباك الأوضاع الأمنية وتهديد الاستقرار فيها انتقاماً من حكوماتها أو اهلها الذين يختارون طريق معاداتها ومنافستها أو إعلان الحرب عليها. وبعد أن طالب العراق حديثاً أميركا بالانسحاب من أراضيه عسكرياً، من المرجح أن نجد أن عصابات داعش بدأت تتحرك وتنفذ العديد من الأعمال الإجرامية داخل العراق.

إن تحركاً مماثلاً يأتي بمثابة تحذير منها للحكومة العراقية أولاً، ولتوحي ثانياً لمن يطالبون بخروج قوات التحالف الدولي من العراق أنه ليست مصالح أميركا وحدها تتطلب البقاء، وإنما مصالحهم هم أيضاً، لأن عودة داعش تستهدف في العراق البشر والزرع والضرع ومختلف مؤسسات ودوائر البنية التحتية، وبالتالي لن يكون الذين يطالبون بخروجها من العراق بمنأى وبأمان من استهداف داعش لهم بشكل شخصي أو لمصالحهم العامَّة.

لقد شكلت الخلافات السياسية الداخلية المتنامية أخيراً حجر الأساس لتحفيز محاولات المغرضين والمتصيدين في الأجواء الفاسدة للعمل المتطرف على إحياء هذا التركيب الإجرامي الهجين، وفتحت الباب أمامه في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية لتقول إن العراق بحاجة ماسة لبقاء قوات التحالف الدولي على أراضيه بذريعة المشاركة مع القوات المسلحة العراقية والأمنية في الدفاع عن أراضي العراق ضد هذا المخلوق الإجرامي المتوحش وغيره من المجاميع الإرهابية.

وأعتقد شخصياً أن العراق بحاجة ملحة إلى بقاء القوات الأميركية على أرضه، فعلاوة على الخوف من عودة عصابات داعش، فهناك مخاوف أيضاً من الإنزلاق في أتون حرب أهلية، وعلى يد أميركا أيضاً، فتسفك دماء غزيرة وتحرق كل شيء تصل إليه نارها، لذلك فعين العقل ورجاحة الإدارك عدم الاصطدام بأميركا التي لها مصالح ونفوذ في العراق لن تضحي بهما بسهولة، ولا يكلفها الدفاع عنها أي ثمن، وإنما الثمن يدفعه الحاكم أو الشعب الذي يعاديها.

وفي رأيي أن الوحيد من بين الحكام العرب الذي كان يدرك حجم أميركا ودورها على مستوى العالم وسياستها الخارجية والويل لمن يهدد أهدافها الخارجية في أي مكان من العالم هو الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، والذي كان يعي بعمق الثمن الباهظ الذي سيدفعه من يتحداها على مستوى الحكام والدول، وذلك عندما حاول صدام حسين تحديها فقال له ناصحاً وعبر وسائل الإعلام وبلهجة المصرية الدارجة: "دي أمريكا يابا دي أمريكا يا صدام".

وليعلم العراقيون، وبعضهم يعلم، أن هناك دولاً عربية وأجنبية في المنطقة العربية وغيرها تدفع أموالاً طائلة لأميركا من أجل جلب قواتها إلى أراضيها والإبقاء عليها فيها دفاعاً عنها وتثبيتاً

إقرأ أيضاً: غزة وانتهازية الرئيس الأميركي

بعد العمل الإجرامي الذي اعترف باقترافه تشكيل العصابات الإجرامية داعش في حفل موسيقي في العاصمة الروسية موسكو، والذي راح ضحيته أكثر من 100 بريء، وما رافقه لاحقاً من اتهام وجهته روسيا لأميركا بالضلوع بتحريك عصابات "داعش - خراسان للقيام بهذا العمل الإرهابي... حرك في أعماقي المعلومات التي زودني بها عراقيون كانوا معتقلين في سجن بوكا الأميركي مع أبي بكر البغدادي، أسردها ليس تضامناً مع روسيا، وإن كان أمراً مطلوباً من الناحية الإنسانية، ولكن لأن هذا الكيان المسخ عاد إلى ممارسة نشاطه الوحشي في العراق.

كعراقي أكد لي نفر من العراقيين من الذين كانوا محبوسين في سجن بوكا أنَّ عصابات داعش تم تأسيسها هناك، وكان المشرفون الأميركيون على السجن يسمحون لأبي بكر البغدادي باستقطاب السجناء للانضام إلى العصابة التي شكلها داخل السجن من المساجين، وبعد أن اشتدت شوكتهم وقويت عصابتهم، أطلقت أميركا سراحهم من السجن دفعة واحدة من أجل تنفيذ مهام إجرامية لتهديد أمن الناس واستقرار البلد والمجتمع، خدمة لمصالحها ونفوذها في العراق وفي المنطقة.

تأكيداً على ذلك، تعود بي الذاكرة إلى الخلاف الذي حصل بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إبان حملته الانتخابية قبل ثمانية أعوام، حيث اتهم الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما والمنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون بتأسيس عصابات داعش، وهذا يدعم بقوة أنَّ الإدارة الأميركية ضالعة تماماً في تأسيس هذه العصابات الإجرامية في سجنها في العراق.

الأدلة كثيرة على ضلوع أميركا في إنتاج العصابات الإجرامية ونقلها وتوزيعها في الأماكن والدول المتفرقة في مختلف أرجاء العالم، حيث يتعرض نفوذها ومصالحها للتهديد، وذلك من أجل إرباك الأوضاع الأمنية وتهديد الاستقرار فيها انتقاماً من حكوماتها أو اهلها الذين يختارون طريق معاداتها ومنافستها أو إعلان الحرب عليها. وبعد أن طالب العراق حديثاً أميركا بالانسحاب من أراضيه عسكرياً، من المرجح أن نجد أن عصابات داعش بدأت تتحرك وتنفذ العديد من الأعمال الإجرامية داخل العراق.

إقرأ أيضاً: مرونة المقاومة الفلسطينية والتعنت الإسرائيلي

إن تحركاً مماثلاً يأتي بمثابة تحذير منها للحكومة العراقية أولاً، ولتوحي ثانياً لمن يطالبون بخروج قوات التحالف الدولي من العراق أنه ليست مصالح أميركا وحدها تتطلب البقاء، وإنما مصالحهم هم أيضاً، لأن عودة داعش تستهدف في العراق البشر والزرع والضرع ومختلف مؤسسات ودوائر البنية التحتية، وبالتالي لن يكون الذين يطالبون بخروجها من العراق بمنأى وبأمان من استهداف داعش لهم بشكل شخصي أو لمصالحهم العامَّة.

لقد شكلت الخلافات السياسية الداخلية المتنامية أخيراً حجر الأساس لتحفيز محاولات المغرضين والمتصيدين في الأجواء الفاسدة للعمل المتطرف على إحياء هذا التركيب الإجرامي الهجين، وفتحت الباب أمامه في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية لتقول إن العراق بحاجة ماسة لبقاء قوات التحالف الدولي على أراضيه بذريعة المشاركة مع القوات المسلحة العراقية والأمنية في الدفاع عن أراضي العراق ضد هذا المخلوق الإجرامي المتوحش وغيره من المجاميع الإرهابية.

وأعتقد شخصياً أن العراق بحاجة ملحة إلى بقاء القوات الأميركية على أرضه، فعلاوة على الخوف من عودة عصابات داعش، فهناك مخاوف أيضاً من الإنزلاق في أتون حرب أهلية، وعلى يد أميركا أيضاً، فتسفك دماء غزيرة وتحرق كل شيء تصل إليه نارها، لذلك فعين العقل ورجاحة الإدارك عدم الاصطدام بأميركا التي لها مصالح ونفوذ في العراق لن تضحي بهما بسهولة، ولا يكلفها الدفاع عنها أي ثمن، وإنما الثمن يدفعه الحاكم أو الشعب الذي يعاديها.

إقرأ أيضاً: الثغرة الحمساوية

وفي رأيي أن الوحيد من بين الحكام العرب الذي كان يدرك حجم أميركا ودورها على مستوى العالم وسياستها الخارجية والويل لمن يهدد أهدافها الخارجية في أي مكان من العالم هو الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، والذي كان يعي بعمق الثمن الباهظ الذي سيدفعه من يتحداها على مستوى الحكام والدول، وذلك عندما حاول صدام حسين تحديها فقال له ناصحاً وعبر وسائل الإعلام وبلهجة المصرية الدارجة: "دي أمريكا يابا دي أمريكا يا صدام".

وليعلم العراقيون، وبعضهم يعلم، أن هناك دولاً عربية وأجنبية في المنطقة العربية وغيرها تدفع أموالاً طائلة لأميركا من أجل جلب قواتها إلى أراضيها والإبقاء عليها فيها دفاعاً عنها كحكومة وتثبيتاً سلطانها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام اكثر من بائس
قول على طول -

كلكم دواعش ...وداعش هى نتاج نصوصكم المقدسه التحريضيه وناتج تربيتكم ..داعش هم أولادكم وأباؤكم وأحفادكم وبناتكم وحفيداتكم ..كفى تبرير وكفى سخافات وكفى التحجج بأن امريكا هى من صنعت داعش . عندما جاءت داعش الى العراق وسوريا وغيرها من بلاد الذين أمنوا فتحتم أبوابكم لهم واستقلبتوهم استقبال الفاتحين وأغلبكم انضنم اليهم وقاتل فى صفوفهم وأنتم من ساعد داعش فى كل ارهابهم ونهبهم لبيوت المسيحيين والأزيديين الخ الخ .. ولم تخرج مظاهره واحده فى بلاد الذين أمنوا تندد بأفعال داعش بل العكس ..مع أنكم تقومون بمظاهرات صاخبه مجرد رسوم كاريكاتيريه ....يتبع

فتش عن الموساد
متابع -

المجرم ابوحفص قائد داعش في ليبيا طلع يهودي يعمل في الموساد اسمه بنجامين افرام.،،

مصانع الجهاديين
فؤاد حديد -

الحقيقة ان زنازين و اقبية التعذيب في الدول العربية الوظيفية ومنها نظام مبارك وبإشراف امريكي كانت ولا زالت خير مصنع ومصدر للجهاديين ،،

داعش لم ترتكب الجرائم التي ارتكبتها امريكا في العراق. ،
حدوقه -

داعش لم ترتكب الجرائم التي ارتكبتها امريكا في العراق. ولا اسرائيل في غزة ،،لولا الإسلام والمسلمين لكنت الان عبد يجلدك اخوك في الدين الروماني الكاثوليكي،،

اصوات من قلب أوروبا
رياض -

‏⁦‪"تتنافس إسرائيل مع النازية على المركز الأول في دوري الرعب في تاريخ البشرية. نحن نطالب بوقف الإبادة الجماعية الآن." يا سبحان الله. من قلب اوروبا! ،،

الدواعش الذين اخلوا قارات بأكملها من سكانها وبنوا بيوتهم على جماجمهم اخجلوا يا غجر المهجر ،،
حدوقه -

ألاحظ تكرار الحسابات الصهيونية اليهودية والمتصهينة المسيحية في إسرائيل والغرب فكرة أن إسرائيل تدافع عن "القيم الغربية" وأنها الملاذ الوحيد لتلك القيم في المنطقة.‏الظاهر أنهم يقصدون بـ "القيم الغربية" جرائم الإبادة والتهجير وقتل الأطفال وتجويع الملايين.ليس ذلك غريبا على حضارة فتكت بالشعوب وأبادت قارات بأكملها وتسببت في اختفاء مئات اللغات والثقافات واستعبدت بشرا بسبب لونهم وعدم توفر وسائل الدفاع عن النفس لديهم. ‏إنها حضارة أسلحة الدمار الشامل، وتزوير الحقائق وتحقيق كل المآرب بالعنف والإكراه.

إعلام الكيان الصهيوني والإعلام العربي المتصهين عمال يلطم ،،
عبوده -

الإعلام الصهيوني بيلطم بعد انتشار مقطع لتنظيف شوارع خان يونس استعداداً لعودة الأهالي إلى بيوتها. ‏يا اللّه ما أعظم هذا الشعب وما أصعب كسره!انه شعب الجبارين الموحدين يا عالم ،،

....
حدوقه -

ان محاولة غجر مصر والمهجر لتشويه صورة الإسلام - رغم افضاله على اسلافهم - ضروري لتعويضهم عن ‏إحساسهم بالنقص.

كفى هروب ..ومتى تخجلون ؟
قول على طول -

الدعوشه تعنى قيام مجموعات - أو دوله - بارهاب وقتل ونهب المخالفين لهم فى العقيده وباستخدام نصوص دينيه من كتابهم المقدس ..نوافق ونؤيد تطبيق ذلك على جميع الأديان ومن يثبت أنه يفعل وفعل ذلك هو داعشى ويجب ابادته وحرمانه من الحياه ..انتهى . ممنوع الخلط بين الدعوشه وبين الحروب الدوليه . متى تخجلون.

داعش العالمية قصفت هنا ،،،
فؤاد حديد -

هذه مدينة ⁧‫الموصل‬⁩‏ بعد ان كان الناس يعيشون فيها مطمئنين، قام تحالف دولي صهيو|صليبي من اكثر من 70 دولة بقصف المدينة للتخلص من ستة اشخاص قيل انهم دواعش ؛ وقتل مابين 500 و 3000 شخص وتحويلها إلى خراب ودمار ولا تزال الجثث المدنيين تحت الأنقاض إلى يومنا هذا ،، ملاحظة قصفت المدينة لأن سكانها من المسلمين السُنة ،،

لماذا لا يوجد تعريف محدد للارهاب ؟لأنه سيدمغ امريكا واسرائيل والغرب به ،،
رياض -

ما هو تعريف الإرهاب؟ ‏لا يوجد تعريف للإرهاب! نعم لا يوجد ‏لماذا لا يوجد نعريف للإرهاب؟ ‏لأن جهابذة القانون فشلوا في وضع تعريف للإرهاب! ‏ولماذا فشلوا في وضع تعريف للإرهاب؟ ‏لأن كل تعريف يصلوا إليه يجدوه مُنطبق على أمريكا وإسرائيل والغرب في حُقبة ما من تاريخهم. ‏فماذا فعلوا؟ ‏بدلا من تعريف الإرهاب صنعوا قوائم تحدد الدول الإرهابية أو الأفراد الإرهابيين أو الكيانات الإرهابية. ‏فما معايير هذه القوائم؟ لا معايير لها ولا مقاييس ولا ضوابط. يعني أمريكا تضع من تشاء في هذه القوائم وتُخرج منها من تشاء ووقتما تشاء. ‏ما هو الدليل؟ ‏انظر الى تصنيف حماس إرهابية وفي نفس الوقت لا يتم تصنيف الاحزاب الصهيونية التي تدعوا علنا الى قتل أطفال فلسطين ويُبرّرون أنهم عندما يكبرون سيصبحوا ارهابيين. ‏هولاء النازيون هم حاخامات يدعمهم نتنياهو يعني ارهاب و إجرام مدعوم رسمي ،،