فضاء الرأي

دفاعاً عن النظام الإيراني

"الديمقراطيّة في إيران تَعتريها بعض النّقائص والشوائب، ولكن، في مُجملِها، مَقبولة ومُستحسَنَة"، يقول الكاتب
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك مَن يعتبِرون إيران عدوَّ الاستقرار والأمن في المنطقة، ويعتقِدون أنّ أميركا وإسرائيل لا تُشكِّلان أيّ تهديد للسلم واستِتباب الأمن في الإقليم، ويَقولون إنَّ الجمهورية الإيرانيّة تقومُ بتكوين ميلشيات مُسلحة يقوم الحرس الثوري بتدريبِها وتسليحها، كما يُوَجِّهون انتقاداتٍ لاذعةً للحرس الثوري حول هجومه الصّاروخي على إسرائيل ويعتبرونَه خطأً فادِحاً، وكأنّ هؤلاء المُنتقِدين مع العدوّ الإسرائيلي في جرائمه في حق الشعب الفلسطينيّ، والغريب في الأمر أنّ هؤلاء "الحاقدين" يُطالبون الدول الغربيّة بإدراج هذا الجهاز العسكري في قائمة الإرهاب.

نعم، لقد قامت إيران بإنشاء أذْرُعها المُقاوِمة في كلّ مكان، يقوم الحرس الثوريّ بتدريبِها وتسليحها وتزويدها بالمال والسلاح قصد مواجهة العدوّ الحقيقيّ المُهدِّد للسلم في المنطقة، المُتَمثِّل في أميركا وإسرائيل والدول الغربيّة الاستعمارية التي أيّدت ولا تَزالُ تؤيّد بل تُساعد وتُسانِد الكيان الإسرائيلي في حربه الشعواء على الشعب الفلسطينيّ الأعزل وتَقف حجرة عثرة أمام وقف هذه المجازر التي ترتكبها إسرائيل والتي يذهب ضحيتها المئات من القتلى والجرحى يوْميّاً، علماً أن في استطاعة هذه الدول إيقاف الحرب لو أرادت ورغبت في ذلك، لكنّها للأسف، هي التي تُديرُها وتعمل على استمرارها.

الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة هي مِحورُ المُقاوَمة في المنطقة، ولا أحدَ يُنكِر ذلك، إيران هو اللّاعب الأساسي في الساحة، فهي التي استطاعت أن تُواجِه الهيْمنَة الأميركية على هذه الساحة الصّامتةِ دولُها والخاضعة للسياسة العدوانية الأميركية. إيران دولة عُظمى تمتلك كل القدرات السياسية والعسكرية للوقوف أمام غطرسة العدوّ الأميركيّ والإسرائيليّ.

إقرأ أيضاً: الانقسام لا يخدُم القضية الفلسطينيّة

الحرس الثوري قوة ضخمة تُخيف الأعداء لكونِها تمتلك أحدث الأسلحة وأحدث التكنولوجيات العسكريَّة الاستخباراتيّة في المنطقة، وبها تُخيف أميركا وإسرائيل.. أميركا التي أنشأَت قواعدها العسكريّة في جميع بُلدان المنطقة، هي التي تُهدِّد السلم الإقليميّ وليست إيران، التي لم تنو قط إيذاء دول المنطقة ولا تهديد أمنها ولا التّدخُّل في شؤونها الداخليّة ولا المَساس بسيادتها. أميركا وإسرائيل هما اللّتان تُشكِّلان خطَراً حقيقيّا على بلدان المنطقة، وخير مثال على ذلك، حرب أميركا الشعواء التي شنّتها على الشعب الأفغاني والشعب العراقي، حيثُ قتلتْ وجرحت ملايين الأشخاص في البلديْن وشرَّدت الملايين منهم خارج بَلديْهم، وقامت فيها بتدمير كلّ البنية التحتية وسرقت ثرواتهما ونهبت خيراتِهما وأرجعتهما تخلُّفاً إلى العصور الوُسطى ونشرت فيهما الفوضى التي لا تزالُ قائمةً إلى اليوم.

إقرأ أيضاً: دَعمُ المَغرب لأهالي القُدس نموذجٌ يجب الاقتداءُ به

لم تتدخّل أميركا في بلَد إلّا وخرّبتْه وزرعت فيه بذور الفتنة، لم ولن نرى أي تَدخّل أميركيّ فيه منفعَة للبلد ولشعبه، تدخُّل هذا العدوّ المُجرم هو للفساد والإفساد والتشتيت والتفريق وخلق النزاعات بين الدول وفي أوساط الشعوب. وتقوم أميركا اليوْم بإبادةٍ جماعيّة للشعب الفلسطينيّ في غزة عن طريق وَكيلِها المُطيع وشُرطيها في المنطقة إسرائيل المُجرمة، التي تُزوِّدها بالمال وبأحدث الأسلحة المُدَمِّرة من أجل القتْل والجرح للشعب الأعزل البريء بذرائع كاذبة وواهية، القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى وما إلى ذلك من الأكاذيب المفضوحة. لقد قامت ولا تزال تقوم أميركا بتدمير غزة تدميراً لم يشهد له التاريخ مثيلاً وهدفُها في ذلك هو تهجير الفلسطينيين كيْ تعيش إسرائيل في استقرار وأمن وأمان وتدعيم ركائز الدولة اليهوديّة في فلسطين وإزاحة كل من يُهدِد أمنها واستقرارَها.

إقرأ أيضاً: إسرائيل تُواجِه جَبْهَتَيْ حربٍ في غزة

أمّا قوْلُ بعض المُنتقِدين لِنظام الحُكم في إيران بأنّه نِظامٌ دكتاتوريّ وقَمْعي، فهذا نوعٌ من الافتِراء والاختلاق والتَّضليل، ذلك أنّ الديمقراطيّة في إيران تَعتريها بعض النّقائص والشوائب، ولكن، في مُجملِها، مَقبولة ومُستحسَنَة، ذلك أنّ البلد يعرف انتخابات شفّافة ونزيهة تُتَداوَلُ فيها السلطة بين أبناء الشعب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المتطرفون
صالح -

اقل ما يمكن ان نصف افكار السيد الكاتب انها متطرفة لحقده على امريكا و تحليله بان ايران ليست سيدة خراب الدول العربية وان امريكا هي ام الخراب.اولا: مثال لحقد الفرس على العرب هو دمار العراق ولبنان واليمن وسوريا . ثانيا : متى كان الفرس احباب العرب سواء قبل الاسلام او بعده؟ وهل تعتقد ان دمار غزة الذي تقوم به اسرائيل سببه الصين مثلا؟ انها ايران يا رجل. ومتى كانت ايران الام الحنون للبلاد العربية؟انها تذبح ابنائها فما بالك بابناء العرب!!يتبع

ايران سبب خراب الدول العربية
صالح -

اذا تحالفت الدول العربية مع ايران فماذا سيجني العرب من ايران؟ هل سيستوردون منها العمائم والسبح والمخدرات؟

الى اين الهجرة؟
صالح -

ملايين العرب والمسلمين وطوائف اخرى تهاجر الى امريكا والدول الغربية ولم نسمع باي مسلم او عربي اوتركماني هاجر الى ايران.

حرس الإیراني‌ مضحک المبکی
farshadhashem -

ألا تضحک انت بنفسک علی هذه العبارة بعد ما شاهد هجوم المسخرة إلی إسرائیل: «الحرس الثوري قوة ضخمة تُخيف الأعداء لكونِها تمتلك أحدث الأسلحة وأحدث التكنولوجيات العسكريَّة الاستخباراتيّة في المنطقة»!!!؟؟؟؟الحرس الارهابي قوة ضخمة فقط لقتل الشعب الإیراني اولا و شعوب المنطقة ثانیا وقدم اکبر خدمة لإسرائیل طوال اربعة عقود الماضیة ...ما فعله من دمار لشعوب المنطقة لم تفعله إسرائیل ..

امريكا ام الاجرام والارهاب وابوه ،،
رياض -

لا يحق لواشنطن أن تنظر على أحد أو تنتقد أحداً بعد اليوم في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي. انتهت هذه المسرحيات ‏لقد ضحى الغرب بكل هذا دفاعاً عن وحشية إسرائيل. ‏لم تكن هناك مصداقية من الأساس أما الآن فقد أصبح الأمر هزلياً

الكاىن الغربي المجرم
رياض -

حينما امر رئيس ⁧‫#امريكا المجرم ‬⁩ "كلينتون" بشن هجوم بصواريخ كروز من البوارج البحرية على مصنع الشفاء للأدوية والذي كان ينتج 90% من الأدوية في البلاد ‏أدى تدمير المصنع إلى وفاة عشرات الآلاف من الابرياء في السودان وافريقيا بسبب نقص امدادات العلاج ..

حماس اثبتت انها ارهابية ٧ اوكتوبر
صالح -

الى من يريد اثبات ان امريكا ارهابية يجب عليه ان يدين هجوم حماس الارهابي في ٧ اوكتوبر اولا و التي هي دائما تهدد بأبادة اسرائيل وبالقوة الضعيفة التي تملكها حماس هجمت وقتلت اكثر من ١٢٠٠ اسرائيليين ولو كان لها القوة والقدرة لمضت وابادت اسرائيل برمتها وقادة العالم يعلمون ارهاب حماس والبعض يظن لانه يكره اليهود على امريكا ان تجعل اسرائيل تتغاضى عن هجمات حماس وتسمح لها بان تقتل مما تشاءلان الدواعش يثلج صدورهم قتل اليهود

بوركت سواعد المقاومة
رياض -

ضابط من جيش الاحتلال الصهيوني : ‏المقاومة افرغت لنا أماكن فى رفح عمداً كي توقعنا بفخها، وكأنها كانت تعلم بأماكن تحركاتنا و أعدادنا وتواجدنا‏انهم يسكنون الأرض كالدود ويخرجون لنا كالأشباح‏وتقارير في الإعلام العبري تؤكد: ‏استحالة استمرار الحرب على هذا النحو وتوقعات بخسائر بشرية ومادية أكبر خلال المستقبل القريب، مع اقتراب انفجار الداخل الصهيوني ،،

أيران معضله حقيقيه
فادي أنس -

لن يستقر الشرق العربي لا بل حتى بلاد المغرب العربي ألا بزوال هذا النظام الذي يتبنى نظرية تصدير الثوره الشؤومه التي جاء بها خميني. معلوم جدا لماذا يدافع الكاتب عن أيران فهو يعتبر بلده العراق فندقا ينام ويأكل ويرتزق منه لكنه يوالي نظام الولي السفيه. أيران خطر حقيقي على كل الأنظمه العربيه بينما أسرائيل ليست كذلك لسبب بسيط وهو أن أيران بتعداد سكانها تتمكن من أحتلال كل الدول العربيه بينما أسرائيل لن تتمكن من ذلك حتى لو أرادت لأنها تفتقد للعنصر البشري على الرغم مما تظمر من شر للعرب. أنظر الى العواصم التي أحتلتها أيران وستعرف أن بلادنا العربيه تتجه بثبات نحو الهاويه بسبب أيران العنصريه.

الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة مُستَقِلَّة القرار.
الأستاذ : علي او عمو -

لستُ من المُطَّلعين على السياسة الداخلية للجمهورية الإيرانيّة، و لا أريد الخوض فيها، و من خلال تعليقات بعض الإخوة حول "الديموقراطيّة" في إيران، أقول، و بكلّ وُضوح أنّ: الدستور الإيراني قد منَح المُرشد الأعلى للثورة صلاحيات واسعة في الدولة، مِمّا يدلّ على انعدام أيّة ديمقراطيّة حقيقية في البلَد، و هذا ما جعل المرشد يتحكّم في دواليب الحكم، فهو الآمِر و الناهي، و هذا هو العيب الكبير في الحُكم في إيران، و هذا أشبَه بالحكم الفردي و الشمُوليّ الذي يُفقد الشعب الحرية و العدالة الاجتماعية الرّكيزتيْن الأساسيتيْن في الأنظمة الديمقراطيّة. و لكنْ ما يُميِّز إيران عن معظم دول المنطقة أنها دولة مُمانِعة لا تخضع للسياسة الأمريكيّة التي تسير وفْقَها معظم دول المنطقة، و هي محور المقاومة التي تُغذّي جميع فصائل المقاومة التي تُدافع عن حقوقها في استرجاع أراضيها المُغتصبَة و تحريرها من الاحتلال الأمريكيّ و الإسرائيليّ، فهي مع العراق و مع سوريا و مع اليمن و مع فلسطين في دفاعها عن سيادتها و استقلاليّة قراراتها و الانسلاخ من الهيْمنة الأمريكية، بخلاف معظم دول المنطقة التي تسير في ركب أمريكا و إسرائيل...